أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - نتنياهو ليس زعيماً عربياً














المزيد.....

نتنياهو ليس زعيماً عربياً


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 18:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


سبق وأن كتبنا حول الأكاذيب التي صاحبت هذه الحرب من كل أطرافها، وحول ما هو خفي فيها والأهداف الاسرائيلية الحقيقية لاندلاعها غير ما يصرح به نتنياهو وقادة جيشه، ولكن المخادعة والكذبة الكبيرة التي يصدقها ويكررها محللون سياسيون عرب وبعض الأوساط اليهودية أن نتنياهو فام بالحرب ويطيل أمدها حتى يحافظ على الائتلاف الحكومي ولأنه متهم بالفساد ويخشى أن يؤدي وقف الحرب لسقوط الحكومة وتعرضه للمحاكمة.
المشكلة عند أصحاب هذا التفكير أنهم يتعاملون وكأن نتنياهو زعيم عربي جاء للسلطة عن طريق الانقلاب أو بالوراثة وما يهمه السلطة ومنافعها ومستعد للتضحية بالدولة والشعب حتى يحافظ على سلطته، وأن اليهود في اسرائيل مثل غالبية الشعوب العربية العلاقة بينهم وبين الحاكم علاقة راع ورعية وليس على أساس المواطنة والشراكة السياسية.
صحيح أن نتنياهو يريد تحرير المخطوفين والقضاء على القدرات العسكرية لحماس أو إضعافها كما أنه يرى في هذه الحرب فرصة لأن يستمر بالحكم ويبعد عنه الاتهامات بالفساد، ولكن كجزء من عملية كبرى وليست الهدف الرئيس للحرب وهذه الأهداف المعلنة مجرد ستار لتضليل الرأي العام العالمي وإخفاء الهدف الحقيقي للحرب.
نفولها بصراحة حتى وإن كانت مؤلمة، إن نتنياهو جاء عن طريق انتخابات وهو بنظر غالبية الاسرائيليين زعيم وبطل قومي وديني يدافع عن دولة إسرائيل، وينفذ تعاليم التوراة ورب اليهود الذي يأمر بقتل وحرق الأغيار وخصوصاً الفلسطينيين كما تذكر التوراة وهناك نصوص توراتية كثيرة تتحدث عن العداء بين بني إسرائيل والفلسطينيين وقد كتبنا حول الموضوع في ابريل 2024 مقالا تم نشره في أكثر من موقع بعنوان :(المرجعية التوراتية لحرب الإبادة على غنة) .ومن هنا نلاحظ كثرة استشهاداته بنصوص التوراة منذ بداية الحرب ، وكثيرون من اليهود ينظرون اليه كملك بني إسرائيل يسير على خطي سليمان وداوود ويشوع بن نون أو إنه (نتنياهو التوراتي) ،
نتنياهو يتصرف عن قناعة بما يفعل وقد سبق وأن عبر عن قناعاته ورؤيته للصراع في المنطقة مع العرب والفلسطينيين في كتابه (مكان تحت الشمس) والصادر عام ١٩٩٥ بعد مؤتمر مدريد للسلام ١٩٩١ وبعد توقيع اتفاقية أوسلو ١٩٩٣، وهذه الرؤية والتصور الاجرامي والعنصري المتطرف كان حاضراً في كل تاريخه العسكري والسياسي وخلال توليه منصب زعيم حزب الليكود ورئاسة الحكومة أكثر من مرة .
في سنوات ماضية كان يوجد في إسرائيل وعند اليهود عموماً قوى يسار ومعتدلين، وحتى الجيش والسلطة القضائية والكنيست كان يُراهن عليهم أحياناً كقوة كبح لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، أما اليوم فكل يهود إسرائيل تقريباً يمين متطرف، وعنف وارهاب الجيش واجرامه يفوق عنف وارهاب المستوطنين، حتى السياسيين والدبلوماسيين الإسرائيليين يبررون إجرام وارهاب الجيش وقطعان المستوطنين والجيش ويدافعون عنها في المحافل الدولية.
ما يحمي نتنياهو ليس عائلته أو قبيلته أو حزبه بل غالبية الشعب والدولة العميقة الذين يشعرون أن نتنياهو زعيم قومي يحقق لإسرائيل واليهود مشروعهم الصهيوني، وحتى قوى وأحزاب المعارضة تؤمن بذلك وهي تعارض نتنياهو للحفاظ على شكلانية الديمقراطية وتبرئة أنفسهم من المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها الجيش ونتنياهو وفي إطار الصراع على السلطة وليس على موقفه من التعامل مع الفلسطينيين، وهذا يفسر استمرار شعبية نتنياهو داخل إسرائيل وعند يهود الشتات حيث لم يبرز أي زعيم يهودي ينافسه على الزعامة والقيادة.
وفي استطلاع للرأي في إسرائيل الشهر المنصرم قال ٨٢% من الجمهور أنهم مع تهجير سكان فطاع غزة بينما قال ٥٢% أنهم مع تهجير فلسطينيي الداخل أو الخط الأخضر الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ما نريد الوصول اليه، ضرورة الخروج من وقع تأثير التفسيرات والتأويلات السطحية للحرب الجارية وتروج لها بعض الفضائيات والمحللون السياسيون، والتي تختزل المشكلة في نتنياهو، وكأن غيابه عن المشهد سيغير المعادلة وتعود إسرائيل دولة سلام مع الفلسطينيين والعرب.
الخلل في هذا التفكير إنه يتجاهل الأبعاد الاستراتيجية للصراع والحرب وهي أبعاد تتجاوز نتنياهو وحتى حكومة اليمين، فهي حرب تشنها اليهودية والصهيونية العالمية بعد أن أعدت لها جيداً طوال سنوات وعقود لتصفية القضية الفلسطينية وما إفشال كل جهود التسوية منذ أوسلو ثم مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق إلى المفاوضات الحالية لوقف إطلاق النار على جبهة غزة إلا جزءً من هذا المخطط والهدف الصهيوني، ولا يُعقل أنه لو كانت المشكلة في شخص نتنياهو الذي يعمل من أجل مصالحه ويعرض دولة إسرائيل للخطر كما يزعمون، فلا يستطيع المجتمع اليهودي والدولة العميقة إزاحته من السلطة؟!
نتنياهو الذي يريد فرض رواية التوراة في حرب الإبادة وعلى العالم لا يشكل فقط خطراً على الوجود الوطني الفلسطيني بل أيضاً يعرض دولة الكيان لخطر الزوال كما زالت دولتهم المزعومة المنصوص عليها في كتبهم الدينية المزعومة قبل حوالي 3 آلاف سنة.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة للتأمل واستخراج العِبر
- ما سبب عجز العالم عن ردع إسرائيل؟
- غزة جزء من فلسطين وليست فلسطين
- لماذا تغيب مصر عن مفاوضات الدوحة؟
- حدود استحضار الرب في الأمور الدنيوية
- رصيدهم الوطني يشفع لهم
- الرئيس أبو مازن و (استراتيجية الضعيف)
- آخر أكاذيب نتنياهو
- التطبيع لا يعني التخلي عن الشعب فلسطيني
- القتل بإسم الله
- القضية الفلسطينية (تعقيدات الواقع ومعضلة الحل)
- لماذا ترفض حماس عودة السلطة لقطاع غزة؟
- ما وراء استهداف البعثات الدبلوماسية في أراضي السلطة الفلسطين ...
- لنفترض جدلاُ
- ما وراء الاستفاقة المتأخرة للضمير العالمي
- قطر وحماس تنفذان المهمة المُوكلة لهما
- فلسطين الافتراضية و فلسطين الواقع
- الخليجيون يدفعون لترامب مقابل حمايتهم
- كيف حدثت النكبة ومن المسؤول؟
- في القمة الخليجية الأمريكية الكل ربح إلا الفلسطينيين


المزيد.....




- السعودية.. تفاصيل جريمة الظهران والمشتبه به المصري وزوجة الض ...
- نتنياهو يقرّ بتسليح عشائر فلسطينية معارضة لحماس في غزة، والم ...
- -الجنس مقابل الطاقة الشمسية؟-.. دراسة تفضح الوجه المظلم لمشا ...
- هارفارد تربح الجولة الأولى.. تعليق الحظر على الطلاب الدوليين ...
- دراسة مفاجئة.. مكوّن أساسي في زيت الزيتون قد يرفع خطر الإصاب ...
- علماء روس يبتكرون زجاجا واقيا من الإشعاع
- علماء يبتكرون -ساعة شيخوخة- جديدة
- تزايد أعداد المدافعين عن الغاز الروسي في أوروبا
- واشنطن باشرت عملية تنحية زيلينسكي عن السلطة
- بريطانيا تُصعّد نحو مواجهة عسكرية مع روسيا


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - نتنياهو ليس زعيماً عربياً