أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد زوبدي - تغول المخزن و بلاد السيبة














المزيد.....

تغول المخزن و بلاد السيبة


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 03:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بلاد السيبة، مصطلح يقابله مصطلح بلاد المخزن. و هما مصطلحان يتعلقان بتصنيف مجالي-سياسي عرفه المغرب قبل قيام الدولة المركزية، وذلك في بداية القرن ال16. بلاد السيبة هي القبائل غير الخاضعة للسلطة المركزية (أو المخزن) و المتمردة على الحكم. بالمقابل هناك بلاد المخزن وهي القبائل الخاضعة للسلطة المركزية ( وليس الدولة المركزية).
تم دمج بلاد السيبة لبلاد المخزن بالعنف وليس العنف المشروع( violence légitime) على حد تعبير عالم الاجتماع ماكس فيبر( Max Weber). تجميع بلاد المخزن وبلاد السيبة سمح بقيام الدولة المركزية( État central). اندماج بلاد السيبة لبلاد المخزن، فتح الباب لما أطلق عليه بتوحيد المغرب الذي يبقى توحيد مبتور بحكم الصراع الذي دار بين الحركة الوطنية، الجناح الوطني الشعبي الثوري والجناح الإصلاحي، من جهة، وبين هاذين الأخيرين والنظام القائم والمتروبول (أي فرنسا). توحيد المغرب المبتور أدى إلى استثناء الكثير من المناطق كسبتة وامليلية والجزر الجعفرية والصحراء الغربية.. وهو موضوع متشعب و غير مرتبط مباشرة بهذه البطاقة.
اليوم في ظل هيمنة اوليغارشيات المخزن الحديث( Le Makhzen moderne)، فقد تغول هذا الأخير بشكل أصبح المغرب يعيش وضع الدولة السائبة (Etat anarchique : la Siba) شبيهة ببلاد السيبة قبل ضم هذه الأخيرة إلى بلاد المخزن.
المخزن الذي ضم بلاد السيبة بشكل مبتور أي مخزنة بلاد السيبة، يعرف اليوم برمتة سيبة عارمة في عقر داره. مما يعني أن المخزن ساب والبلاد سابت معا ! تماثليا، يمكن تصنيف هذا النمط من التدبير بالإقطاع.
المخزن الحديث السائب يتكون من اوليغارشيات متواطئة مع الدولة بحكم مصالحها المشتركة. وهذا يصطلح عليه اليوم في القاموس السياسي المعاصر بدولة داخل دولة ( Un État dans l État).
في هذا الوضع السياسي الشاذ، لقد تبين بالمكشوف، ولا داعي للشك، أن المخزن، أي القصر والاليغارشيات المحيطة به، يتشبت بالدفاع عن مصالحه وليس لديه حد أدنى لإصلاح أوضاع الطبقات الشعبية والفقيرة خصوصا المتضررة من الوضع. المخزن تغول بشكل غير مسبوق، مما يستدعي، و لا ريب في ذلك، قلب الطاولة على هذا المخزن السايب الذي يوظف كل أشكال العنف المباشر وغير المباشر للسطو على ثروات البلاد، كما نرى في غلاء المعيشة بشكل غير مسبوق ونزع الأراضي والممتلكات قصرا بما فيه التزوير وكل أشكال النصب والاحتيال بل أن النظام يصل به الجشع السياسي إلى محاكمة وسجن كل من تجاوز ما يسميه هو أي النظام المغربي الخطوط الحمراء أي المقدسات ( المقدس هو الله سبحانه).
الوضع أصبح لا يطاق وقد عبرت شرائح اجتماعية واسعة عن غضبها الشديد إزاء سياسات التفقير التي يمررها النظام المغربي المستبد. وهذا يفسر بجلاء أن الإنفجار الاجتماعي جاهز وأن الخروج العفوي إلى الشارع و العصيان المدني جاهزان كذلك، بل أن المؤشرات تقول أن مناخ الإنتفاضات العفوية في وجه نظام جوع الشعب، ناضج.
سبب تغول النظام الذي تحميه الامبريالية والصهيونية هو عجز قوى التحرر عن ردعه. عجز القوى إياها ناتج عن تقاعسها. فالنخب بكل أشكالها سواء السياسية أو النقابية أو الثقافية أو غيرها تتفرج على المهازل ولا تحرك ساكنا بل أن الكثير من هذه النخب المزيفة هي متواطئة بشكل مكشوف مع المخزن من خلال استفادتها من الريوع بكل أصنافها، فضلا عن شبه غياب جيل مناضل جريء يحمل مشعل التغيير. الجيل إياه تم استقطاب غالبيته من طرف دكاكين القصر وتحول الى جيل عياشي رغم الفقر المدقع الذي يعيشه.
أعتقد أن البديل هو ازعاج النظام من خلال العمل على تعبئة الشارع لفضح سياسة الضحك على الذقون.
اليسار المغربي ( غير المخزني) ومعه كل قوى التحرر عجزت عجزا فضيعا عن قلب الطاولة على المخزن السايب لأن هذه القوى تفتقد للجرأة السياسية ويغلب عليها طابع المهاذنة محل المواجهة، رغم ما تقوم به محاولات، لكن لم تتمكن اليوم من ردع زيغ المخزن.
وعليه على القوى إياها أن تتحرك للقيام بهذه المهمة النبيلة وإلا أن المغاربة سيعرفون إبادة جماعية..
اليوم، وقبل أي وقت مضى، لا خيار عن بناء سلطة مضادة (contre-pouvoir ) وإلا فإن إبادة الطبقات الشعبية والفقيرة والرثة تبقى مستمرة إلى إشعار آخر. بناء سلطة مضادة ينطلق من القواعد أي تعبئة الطبقات الشعبية محل الفئوية التي يعرفها اليسار المرشح لقيادة التغيير. التعبئة تعني الحضور المستمر وليس الموسمي إلى جانب هذه الطبقات لمعرفة مشاكلها والاضطهاد الذي تعاني منه والقيام بفضحه عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتقديم عرائض للتنديد بكل أشكال الظلم والإهانة ولو كلف ذلك المواجهة مع المخزن السائب أي مع النظام المستبد.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الاقتصاد السياسي للإيكولوجية : ماركس والإيكولوجية.
- الترامبية والهرمية العالمية المرتقبة.
- لأجل جبهة اجتماعية شعبية مغربية مناهِضة للاستبداد
- الماركسية و مستقبل الاشتراكية/ الحلقة 2 : في الحاجة لتفكيك ف ...
- الماركسية ومستقبل الإشتراكية : الحلقة 1/ عظمة فكر ماركس.
- لأجل يسار اليسار .
- المرور إلى الإشتراكية.
- مجتمع السوق والسلاح الخفي
- مهام اليسار اليوم
- في الذكرى ال42 لرحيل المفكر المغربي الكبير الشهيد عبدالعزيز ...
- في عيد الطبقة العاملة : الطبقة العاملة، هل هي موجودة اليوم أ ...
- في أفق تجاوز ماركس الصنم، لأجل ماركس المبدع و الخلاق
- في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الرا ...
- لماذا فشل الإقتصاديون البورجوازيون في دراسة الأسعار والنقود ...
- نقابات الفيترينا والإضراب البطولي للشغيلة التعليمية.
- في نموذج التنمية البديل وضرورة إسقاط نمط الحكم السائد
- في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.
- لأجل مواجهة هجوم الاستبداد الأوليغارشي
- في شروط بناء اليسار مغربيا وعربيا : ملاحظات تمهيدية


المزيد.....




- القوات الروسية تواصل تقدمها بنطاق مدينة رئيسية في شمالي أوكر ...
- -أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط- - هآرتس
- السودان: هجوم على قافلة أممية في دارفور وسط تحذيرات من -أسوأ ...
- -كمين جباليا-.. الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل جنوده الثل ...
- المستشار الألماني: حكم قضائي واحد لن يوقف حملتنا على الهجرة ...
- الإمارات.. إطلاق سراح مئات السجناء لمناسبة الأضحى
- بسبب تشيلسي وأوكرانيا.. بريطانيا تهدد بمقاضاة أبراموفيتش
- مشروع عقوبات جديدة على النفط الروسي قد تعرض الاتحاد الأوروبي ...
- هل تتعرض مصر لزلزال عنيف؟.. رئيس قسم الزلازل يعلق لـRT
- لجنة التحقيق الروسية تصنف حادثة الجسرين في مقاطعتي بريانسك و ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد زوبدي - تغول المخزن و بلاد السيبة