أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - أنتخاب.. أم تزكية














المزيد.....

أنتخاب.. أم تزكية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 23:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما كان متوقعا .. ينهض الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق مجددا ليؤكد - في زمن التحولات المتسارعة – أنه حتى في الأدب، تكون الأولوية دائما للواقع على الاحلام، فعملية التجديد لأغلب قيادات الصف الأول كانت ممارسة منطقية تماما في ظل الثقل الواضح – والحظوة في بعض الحالات - الذي تتمتع به العديد من الاسماء ما جعلها خارج المنافسة تماما، وحصر السباق في مقاعد محدودة حد التعسف.. وصعوبة المنافسة في ظل التركيبة الحالية للهيئة العامة واصطفافاتها السياسية والنفعية.
ولكن هذ بالتأكيد لا يمكن أن يحجب ذلك الحس المرهف بالانسانية والوعي الراقي والقدرة على التأثير الذي تحلت به القيادة الادبية للدورة السابقة، ولا قدرتها اللافتة على استيعاب المنعطفات التي تتأرجح ما بين مدى عريض من المواقف الاقرب الى التناقض حيناً والى التطرف احياناً اخرى كثيرة.. وهو ما قد يكون السبب في تقليل هامش الاعتراضات والاختلاف في الرؤى في الاتحاد الذي يعد المتنفس الاكثر استكمالا لاشتراطات الحرية والتعددية والممارسة الواعية للديمقراطية الفكرية ضمن اعلى درجات الانفتاح..
وقد يكون هذا ، فضلا عن الادارة المهنية العالية للعديد من العناوين ، ما أخرج مشهد إعادة انتخاب عدد من أركان الدورة السابقة من صورة التكرار المنغلق على التغيير ، الى كونه تفويضًا شعبيًا من داخل البيت الثقافي، واعترافًا وتصديقاً بالأداء ، وتقديرًا لمن أدار السفينة بحذر في مرحلة صعبة متلاطمة الأحداث مثخنة بالعديد من الشروخ والإحباطات.
وهنا، مع تقديرنا للجهد الكبير الذي نجح في أن يقدم نموذجًا حيًّا لممارسة ديمقراطية نادرة في المحيط العام، ينبغي أن لا تقرأ هذا التزكية ، على إنها صكّ براءة مطلق، تبرر التغاضي عن بعض الشوائب التي رافقت العرس الانتخابي، والتي ذكرها العديد من الأدباء في صفحاتهم الشخصية.. والأهم أن لا تكون نهاية لسؤال التغيير..
فتزكية القيادات الادبية وتجديد التكليف بخدمة الثقافة والمثقفين يجب أن لا تطوي صفحة الطموح المشروع للعديد من الأسماء التي تتحصل على الكفاءة والحضور والمنجز ما يؤهلها للتصدي لمهمة قيادة المجتمع الادبي بافكار واساليب ورؤى متجددة، فالوسط الثقافي يشتمل على العديد من الأصوات التي كان لها من الوضوح من خلال طروحاتها ومتبنياتها وحتى نشاطها الميداني ما يمكنها من تخليق الفرص نحو تشكيل اتحاد لا يكتفي بتمثيل الاديب العراقي، بل يبادر ويخترق الجدران العالية نحو أعادة تشكيل العلاقة بين المثقف ومؤسسات الدولة والمجتمع.
فأن كانت معطيات الراهن المعاش، والهدنة المتطاولة بين الاتحاد والمؤسسات الرسمية، قد منحت شرعيتها للوجوه المجربة، فإن المستقبل لا يزال يتطلب دمًا جديدًا، ورؤية تتجاوز حدود العمل الاداري إلى آفاق التأثير. فاتحاد الأدباء، يعد مرآة للحالة الأدبية، وعافية المشهد الثقافي ، ونجاحه الحقيقي لا يُقاس بعدد الاصوات التي تحصل عليها الفائزين، بل بقدرتهم على تحويل ثقة الهيئة العامة إلى مشروع ملموس، ينتقل بالنوايا الطيبة الى مستوى الفعل.
كما اننا لا يمكن أن نعد من لم يحصل على العدد الكافي من الاصوات ، في ظل الوقائع الموضوعية على الارض، بأنه خسر فرصته في الفوز، بل هو رابح بالتأكيد لكونه تحلى بالصلابة اللازمة لمنافسة اسماء اجمعت الآراء ، والمنطق، على فوزها البواح، وأنه شكّل بحضوره وطرحه وإصراره ضرورة حيوية للمشهد، وأثبت أن الاتحاد لا يزال قادرًا على احتضان التنوّع والتعدد والبدائل. فهؤلاء الذين لم تعلن أسماؤهم في لحظة الفوز، أعلنوا أنفسهم في وعي الأدباء، وقدّموا ما يكفي من إشارات على أن التغيير لا يُختصر بإنتصار، ولا يُؤجل بخسارة، وأن الدورات القادمة يجب أن تكون أكثر احتضانًا للمشروع الثقافي الشاب، والأصوات التي لم تُمنح بعد مساحةً كافية للهتاف.
ونحن هنا إذ نبارك للفائزين، فإننا نحيّي كل من من منح التجربة زخمها الإنساني والمهني ، وكل من دخل هذا السباق بروح المثقف لا بحسابات الغلبة، فقد كان الجميع، بمن فيهم من لم يفز، شركاء في إنضاج المشهد، وأعاد إلينا، نحن المتابعين، بعضًا من إيماننا بأن الكلمة ما زالت قادرة على أن تصنع بيتًا يتسع للجميع.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال والثقافة
- أمريكا وأيران.. والعرب بينهما
- (سيلفي) خلف النعش
- حديث الدراما
- معاوية..درامياً
- الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ
- صراع السرديات.. معركة وجود
- كتب بلا صور
- الديكتاتورية الخوارزمية
- مقدمات جديدة..لتاريخ قديم
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب


المزيد.....




- -تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب ...
- طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
- جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
- إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت ...
- السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
- تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي ...
- غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ ...
- السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
- مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو ...
- مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - أنتخاب.. أم تزكية