أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - حديث الدراما














المزيد.....

حديث الدراما


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 08:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


يقينًا أنَّ إعلان المخرج محمد سامي اعتزاله الدراما التلفزيونية يعد من ضمن حريته الشخصية في اتخاذ ما يراه الأصلح له ولعائلته، من المؤكد أنَّ للرجل أسبابه،ولا يوجد ما يبرر الشك بالأسباب التي أورها في تفسير هذا القرار المفاجىء بعد 15 سنة من العمل في مجال الإخراج، والتي حصرها بـ "رغبته في السفر لاستكمال دراسته، وخشيته من الوقوع في فخ التكرار"، والأمر اصلًا لا يحتمل المزيد من التفكر، فهو ليس بالحدث الجلل، فالرجل مخرج قد خلت من قبله المخرجين،والدراما المصرية ولادة دائمًا، ولن تعجز عن إنجاب المزيد، إلا أنَّ تزامن هذ الخطوة مع مطالبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة تقديم أعمال إيجابية خارج ما وصفه بـ"الغث" و"الهزل" من الأعمال.. قد تشير إلى احتمال استباق الفنان لتوجه جديد للدراما المصرية قد لا يشجع على الإسراف في مشاهد العنف والبلطجة والعري التي بالغ السيد سامي في نثرها على طول وعرض أعماله – الرمضانية منها بالذات- التي وإنْ كانت تحقق نسبة مشاهدة جيدة ولكنها بالتأكيد لا تقدم الصورة الحقيقية عن المجتمع المصري.. إنْ لم تكن تطرحه بشكل ممعن بالإسفاف.
وهنا قد يكون "تشكيل لجنة لمراجعة المحتوى الدرامي، وتأكيد الحكومة على أهمية تقديم أعمال تعزز القيم المجتمعية"، بداية هذا التوجه الذي يهدف لإعادة التوازن بين الإبداع الفني والتوجهات التجارية.. والأهم إستعادة الدراما المصرية حضورها في العالم العربي الذي لطالما ساهم في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية من خلال الأعمال المميزة، التي تضررت صورتها بصورة بينة في الفترة الاخيرة مما اضطر إلى تدخل أعلى سلطة سياسية للدفع نحو تصويب الوضع.
ولكن المفارقة هي أنَّ اللجنة المذكورة سوف تكون على أنقاض جهد مؤسسي قوي راهنت عليه الدولة المصرية من خلال تأسيس كيانات إنتاجية مدعومة وممولة رسميا مثل "المتحدة للخدمات الإعلامية" التي هدفت إلى تنظيم المشهد الدرامي بشكل أفضل وتحقيق إنتاجات فنية ذات جودة عالية ، بحيث تعكس الهوية الوطنية والقضايا الكبرى التي تهم المواطن العربي.. وهنا قد يكون من الإجحاف تحميل السيد سامي مسؤولية تعثر هذه الأهداف بسبب – كما أوردته العديد من وسائل الإعلام المصرية - تعدد التدخلات والانحرافات والهدر المتكرر للمال العام والتي تم كشف وتشخيص بعضها والتكتم على البعض الآخر مما ساهم في عرقلة ما كان مؤملًا من هذا الجهد وأسفرت عن قضايا وإقالات و"اعتزالات" قد تشي بمدى اتساع الخرق الذي أصاب البنية الأساسية للدراما المصرية..
ومع كثير الأمل بنجاح الجهود المصرية الأخيرة، ما يهمنا هنا في العراق هو ضرورة انتباه الجهات المسؤولة لهذه الوقائع والدروس للاستفادة منها في إعادة بناء الرسائل الثقافية الإيجابية من خلال دعم صناعة الدراما بحذق.. وتدبر.. وإدراك لأهمية الفن في تعزيز صورة العراق الجديد على الساحة العربية والدولية، ودوره في إبراز القيم الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية العراقية، مما يُساهم في تعزيز مكانته في المحيط العربي والدولي.. والبناء على توفر الارادة السياسية ودعم الدولة والقطاع الخاص لتطوير صناعة الدراما من خلال إنشاء شركات إنتاج متخصصة ومحترفة ، والحرص على إتاحة الفرصة أمام الكتاب والمخرجين العراقيين الشباب الذين يمكنهم تقديم أفكار جديدة تُعبر عن الواقع العراقي، وعدم احتكار المشهد على وجوه مكرورة معتقة استطاعت بشبكة علاقاتها وشلليتها الهيمنة على مفاصل العمل الدرامي واستلال المنح السخية التي توفرت للدراما العراقية حتى آخر دينار مما قد يساهم في تحجيم المؤمل من المبادرات والجهود الكثيرة التي سعت لإطلاق الفن الدرامي من مرتهنه واشراكه في عملية تكريس دور الثقافة كعامل رئيس في عملية بناء الهوية وترسيخ الوحدة الوطنية.
والاهم.. هو أولية التعامل مع تنمية وإعلاء الفضاء الدرامي العراقي على أنَّه مهمة استراتيجية وطنية يجب تحصينها من المنتفعين والمتسلقين حتى لا نضيع هذه فرصة توجه الدولة نحو استخدام الدراما كأداة قوة ناعمة في تحقيق أهداف الدبلوماسية الثقافية.. ولا نضطر بعد التي واللتيا والكثير من الجهد والعرق والدموع الى إنشاء " لجنة لمراجعة المحتوى الدرامي".. أو البحث عن حائط واطيء، كالسيد سامي لتحميله جميع إخفاقات الدراما العراقية.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاوية..درامياً
- الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ
- صراع السرديات.. معركة وجود
- كتب بلا صور
- الديكتاتورية الخوارزمية
- مقدمات جديدة..لتاريخ قديم
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال الهنداوي - حديث الدراما