أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - الخلاف والاختلاف














المزيد.....

الخلاف والاختلاف


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 01:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على الرغم من الحدود الهلامية الملتبسة بين مفهومي الاختلاف والخلاف لغوياً..نجد هناك صعوبةً في التوصل إلى دلالة قد تكون سببيةً ملزمةً بينهما لأنَّهما حدثان لا يتولدان ضرورة من بعضهما البعض.. بل يمكن اعتبار أنَّ المفهوم الأول هو الحد المانع من حدوث الثاني لو تعاطينا مع الأمر من جانب معطيات ثقافية بحتة..ولكنه لن يكون من الحكمة بمكان أيضاً تجاهل إمكانية استغلال التقاطعات الآيديولوجية والمجتمعية..وفي ظروف معينة لا يمكن أن نبرأها من الانحرافات القصدية..في عملية توظيف الاختلاف في توليد الخلاف...
إنَّنا وإنْ كنا نقر بأنَّ القبول الأولي بحق الاختلاف في داخل المجتمع الواحد، يمثل حقاً ديمقراطياً أصيلاً مكفولاً دستورياً لجميع افراد الشعب ، إلاَّ أننا لا نجد في الاختلاف الدائر بين المكونات المجتمعية العراقية حول الهوية الثقافية الجامعة، اختلافاً داخلياً مؤدياً بالضرورة إلى الوحدة، بل هو أقرب إلى الخلاف المدار من قبل ثقافات تكتسب هوية مشروعها الثقافي الطامح إلى بناء وحدات أخرى على حساب الوحدة الوطنية الأم ..وهذا ما قد يقود إلى خلاف يعيقنا عن مواجهة مخططات الخارج بأسلوبٍ واحدٍ واتجاهاتٍ واحدةٍ ووسائل واحدة ويدٍ واحدةٍ.. إنْ لم نقل إنه منهج يفتح الباب على مصراعيه للآخر في الإمعان في التدخل والوصاية على شؤوننا الداخلية..
إنَّ الحل يجب أن يبدأ من خلال الوعي بالاختلاف كعامل توحيد وقوة وتعزيز للكيان الوطني الأعم والأشمل..ولا يمكن إلا من خلال التعرف على مواطن القوة الكامنة في التعددية الثقافية داخل الوحدة المجتمعية الوطنية.. وهذا لا يمكن أن يتم من دون إعادة برمجة وتوجيه التعددية الحاصلة الآن، بنسختها الراهنة، إلى تحديد مركزية الشأن الوطني العام. وعلى أساس أن تتم الاستفادة من التنوعات الثقافية ووضعها في مصلحة المجتمعية الوطنية العراقية.
وهنا يأتي الدور المقدس والحاسم للنخب الثقافية العراقية في إرساء أسس تراعي مصالح وتطلعات جميع مكونات الشعب العراقي وبنفس توافقي وباحترام شديد للآخر من خلال تقبله كما هو كائن ليس كما نتمنى أن يكون ، مع الوعي الكامل لإمكانية بل وضرورة وجود الاختلاف بيننا..
إنَّ إدراكنا لهذا الاختلاف سيسهم في تأصيل ثقافة الحوار البناء في مجتمعنا ويساعدنا على التواصل حضارياً وسلوكياً ، تلك الثقافة التي تتبنى الحوار كوسيلة تتبنى الاعتراف بامكانية وجود من لا يكونون معنا على ذات الرأي ..ولكنهم يشابهوننا في الخلق والانتماء إلى هذا الوطن الغالي الكريم.. إنَّ هذا الطريق هو الخيار الوحيد لنا لكي لا يأتي اليوم الذي نرمى فيه خارج المنظومة الانسانية.. بل وحتى خارج التاريخ .. حيث أنَّ الأجيال القادمة قد تتفهم تخلفنا المؤسف عن الركب الحضاري ..وقد تغفر لنا أخطاءنا وهفواتنا .. ولكنها لن ترحم أبداً أن ندير الظهر بعضنا للبعض الآخر ونرمي وطننا في بوتقة التشرذم والتفكك رغم كل ما يجمعنا من روابط إنسانية ضاربة في أعماق القرون.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث
- جائزة للإبداع.. وللمبدعين


المزيد.....




- من هو المسؤول الحقيقي في سوريا الآن؟ خبيران يوضحان لـCNN رأي ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي أنباء -تقدمه أو اقترابه- من دمشق.. ومص ...
- 5 مصادر تكشف عن جهود إدارة بايدن الحثيثة لإنهاء حرب غزة بدعم ...
- إسرائيل تستغل انهيار نظام الأسد وتقتطع جزءا من سوريا
- الحرب بيومها الـ431: إسرائيل تقصف مراكز الإيواء بغزة وتواصل ...
- -اهربوا من القتال-.. أوكرانيا تطلق حملة دعائية لتحريض جنود ك ...
- الخارجية الأردنية تعلن عودة أحد مواطنيها إلى البلاد بعد 38 ع ...
- طهران: الجيش السوري عجز أو فقد الإرادة لمواجهة الجماعات المس ...
- بولندا: الولايات المتحدة لن تنسحب من -الناتو-
- زيمبابوي تأمل بتطوير صاروخ فضائي بمساعدة روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - الخلاف والاختلاف