أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - أمريكا وأيران.. والعرب بينهما














المزيد.....

أمريكا وأيران.. والعرب بينهما


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقنيا على الأقل، لا يمكن أن تكتب مقال جيد عندما تكون لا تملك الا العديد من علامات الاستفهام المتسلسة ، والاكثر خطلا هو أن تكون عاجزا عن تقديم الأجوبة المناسبة لتلك التساؤلات، ولكن في الحالة مدار البحث، قد يكون من الحكمة الأكتفاء بالسؤال بسبب أن أي مقاربة واقعية لمسارات أو مخرجات جولات التفاوض بين ايران الولايات المتحدة لن تكون الا تصور أقرب الى ألعاب الحواة وقراءة الطالع او الرجم بالغيب..
ففي ظل هذ التكتم والشح الشديد للمعلومات والتصريحات الرسمية، يبدو أن كل ما في ايدينا لن يتعدى شذرات يصعب بناء أي نوع من اليقين عليها. ما يجعل أي حديث عن تكهن أو استقراء ما لا يعدو كونه مجازفة محفوفة بالخطأ.. وسط هذا السيل من القراءات التي يصعب فصل الواقعي منها عن المتخيل
ولكن مع هذا، يمكن أن نقرأ في التصريحات المتفائلة – نسبيا- التي ادلى بها اطراف التفاوض ما يمكن ان يشي بأمكانية أن تكون هناك صفقة ما في نهاية النفق الذي لم يكن يظن أحدا أنه له بداية أصلا، ناهيك عن أن تكون له نهاية مضيئة.. وذلك ما يمكن أن يسلسل المزيد من التساؤلات المعقدة حول ما إذا كانت الحرب السياسية المحتدمة بين أميركا وإيران ستصل في المدى المنظور إلى تسوية تاريخية قاعدتها الاعتراف بشبكة المصالح الكبرى لكل منهما؟
ومثل هذا التكهن سوف يليه بالضرورة تساؤلاً آخر قد يتحاشى الكثيرون طرحه في الوقت الراهن ، يتعلق بالدول العربية المهتمة بالشان الايراني، وما إذا كانت الصفقات الكبرى الآتية – وهذا ما يجب أن نهتم به- ستكون على حساب حجم حضورهم ووزنه في المنظومة الإقليمية‌ الجديدة.. والتساؤل الاهم سوف يكون عن مدى قابلية الدول العربية منفردة او كمؤسسات وتجمعات على الوجود الحي والفاعل والمؤثر في عولمة رأسمالية لا تعير وزناً إلا للمصالح المشتركة.
وهنا سيكون من الغباء الاستراتيجي الانخداع بالقشرة العلمية والتقنية التي تغلف الاتفاق باكداس من الارقام والجداول والمصطلحات الفنية المتخصصة ..وتجاهل سمك الغطاء السياسي الذي قد تتدثر به طهران من خلال اتفاق مع اكثر الرؤساء الامريكيين قدرة في القفز على جميع الثوابت في العلاقات الدولية، والأكثر بعدا عن الحكمة هو تجاهل الاشارات المتكررة والمضمنة والمتسترة بنصف ستار والتي تهمس بأمكانية اعتراف امريكي بدور امني وسياسي ايراني في المنطقة قد يشي بان راس الدول الخليجية المعتدلة قد يكون الجائزة التي سيقدمها "ترامب" الى طهران بمقابل تسليك الطريق أمامه نحو جائزة نوبل للسلام، والتي للأسف لا يملك العرب أمكانية – شراءها- له..
فلا يوجد غربال – للأسف – يمكن أن يحجب حقيقة أن دور العرب طوال فترات التفاوض – حتى السابقة منها - لم يتعدى دور الضيف المتطفل الذي لا يخفي اهل المحفل تبرمهم من تواجده المتقافز المربك على الاحداث..
وهو ما يثير الحيرة حول مستقبل الصراع الايراني العربي والذي اتخذ شكلا اقرب الى قضية عرب مركزية جديدة منه الى صراع حدود او مناطق نفوذ.. حد التضحية بفلسطين التاريخية، وغض النظر التآمري تجاه قصف واحتلال اراضي من لبنان وسوريا مقابل الأمل باستدراج إسرائيل لضرب أيران.
وما الذي سيفعله العرب – اذا تم التوصل الى الاتفاق المنشود - مع ما راكموه من تغويل العامل الايديولوجي الغيبي وادخاله في تنميط ادوات الصراع والدفع به الى مستويات غائرة عصية على اللملمة ..وما الذي يملكه –او ما يمكن ان يملكه –العرب يوما تجاه دولة جوار اقليمي متعطشة لاستعادة مجدها الامبراطوري أذا حظيت بغض نظر تواطؤي متفق عليه مع الدولة الاعظم والاكبر والاكثر قوة وتأثير..
وماذا سنفعل – كعرب - بعشرات الألوف من المدارس الدينية وأطنان الكتب العتيقة التي لمسنا لمس الدم أنها لم تكن يوما لوجه الله والانسان ، بل هي محض معامل لتفريخ الارهاب والتحشيد في أرماغادون مشتهى يحيل المنطقة الى رماد
والأهم هو ما هي جدوى الاستمرار بالمقاربة الوجدانية للامور التي لا تحتمل الا التعاطي وفق المفاهيم الدولية الحديثة القائمة على الفكر المؤسسي ,والتي لا تستحضر الانتماءات الدينية أو القومية او العرقية كمحددات للشعور بالتقارب .. وما المرجو والمؤمل من إعلاء العرب لسياسة التوسل باضفاء صفات فوق سياسية على الصراعات الدولية والاقليمية وتحميلها شحنات قومية او دينية ، قد تكون مفيدة في حالة الاهتمام بجذب الاستحسانات على مواقع التواصل الاجتماعي ، لكنها تقلل – بالتاكيد - من هامش التحرك نحو مقاربات اكثر واقعية، وتخلق ارضية ممانعة تاريخية تجاه الحلول التي يمكن التوصل اليها من خلال تأسيس منظومة علاقات اقليمية ودولية متوازنة.وتقضي على أي محاولة للاستفادة من الدروس التي تلقيناها بسخاء كمجتمعات ودول والمرشحة لان تكون اكثر عنفا اذا لم نعتمد على المقاربات البراغماتية الحية المعتمدة على المصالح والمشتركات ما بيننا كدول اقليم ومع دول العالم.
اسئلة قد لا يكون من الحكمة التسرع في الاجابة عليها..ولن يكون من الحكمة كذلك تجاهل الالحاح الممض الذي تطرحه على صناع السياسة العربية ..الذين يبدو انه لا مناص امامهم من الاعتراف بالخطأ الاستراتيجي الذي وضعوا فيه انفسهم والمنطقة بسبب اتخاذهم دور مخلب القط لصالح دولة لم تستطع ان تجد فيهم اي من المزايا التي يمكن ان تدفعها لمراجعة خياراتها بين الحين والاخر..
قد يكون اول الصواب الاعتراف بان العرب ما كان لهم التضحية بامنهم الاقليمي خدمة لاهداف الولايات المتحدة واسرائيل خصوصا في ظل افتقارهم- العرب- لما قد يدفع الغرب للتفكير بامكانية وجدوى التعامل معهم تحت خانة الشريك الند ..
لقد اسلفنا ان الاجابة عن مثل هذه الاسئلة قد تحمل الكثير من خطل التسرع المتشنج البعيد عن الحكمة والتعقل..وقد يجد البعض عزاءً بالتمهل الذي سوف يأتي بالاجابات الصعبة..ولكن من التاكيد ان الاكثر مجازفة هي المبالغة بهواجس التأني المفرطة بالانتظار الممل المتطاول منحنين رجاء مرور عاصفة قد يطول مكوثها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سيلفي) خلف النعش
- حديث الدراما
- معاوية..درامياً
- الإعلام العربي.. بين الفشل والتواطؤ
- صراع السرديات.. معركة وجود
- كتب بلا صور
- الديكتاتورية الخوارزمية
- مقدمات جديدة..لتاريخ قديم
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - أمريكا وأيران.. والعرب بينهما