ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 22:47
المحور:
الادب والفن
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وأحد الاخوان ، سأل عن معنى ان نقول فلان ناقد ثقافي فأجبته ببساطة شديدة : أنا ناقد ثقافي . والناقد الثقافي ليس ناقدا ادبيا ؛ فالناقد الادبي يهتم بالنصوص الابداعية من شعر وقصة ورواية .اما الناقد الثقافي فميدانه اوسع وهو عندما يكتب فليس لديه (مدرسة) تحدده بل هو يكتب والنص الثقافي أمامه يتناوله من كل جوانبه ، ويربطه ببيئته ، وبهدفه وبشخصية كاتبه ، وبتوجهاته ، ومنطلقاته واسلوبه الذي كتب فيه النص لااكثر ولا اقل .
وكثيرون يربطون النقد الثقافي بهذا الكاتب الغربي او ذاك .. يتحدثون عن ( جاك دريدا) او يقفون عند من كتب عن النقد الثقافي من الكُتاّب العرب واولهم (الدكتور عبد الله الغذامي ).. وانا اقول انني تعلمت النقد الثقافي وتتلمذت فيه من خلال متابعتي لكتابات استاذنا وشيخنا المرحوم الاستاذ الدكتور علي جواد الطاهر وآخرون كانوا يكتبون ولكن لم يقل عنهم أحد انهم نقاد ثقافيون .وطبعا انا تتلمذت على كتابات ودراسات وكتب ومقالات الاستاذ الدكتور الطاهر .
والنقد الثقافي Cultural Criticism ، أنا أعده (منهجية في الكتابة) ، لها اساليبها ، وطرقها ، وادواتها وهو بالتالي " فعالية ثقافية جميلة ومهمة في النظر الى النصوص التاريخية والادبية والاقتصادية والاجتماعية بشمولية وبعيدا عن المواقف والمدارس الفكرية المتعارف عليها " .
ومعنى هذا انني عندما اكتب في النقد الثقافي ، فأنا لا التزم بمدرسة ، ولا بمنهج ، ولا بنظرية من نظريات الادب والفن المتعارف عليها .. كل ما علي ّ فعله ان احلل النص ، واقف عند كاتبه ، واربط النص بمحيطه واوضح اهميته ، وقيمته ، ومكانته في الثقافة أو الحياة الثقافية العامة .
والنقد الثقافي ، كما أراه ، ظهر مع تطور العالم والشعور بأنه قرية كونية صغيرة وان بإمكان الانسان بالرغم من اختلاف اللغات والحضارات يستطيع ان يتفاهم مع غيره دون واسطة ، وساعد على ذلك شيوع (وسائل التواصل الاجتماعي) ، وقدرتها على تحقيق الابتكار ، والابداع ، والتأثير ، والفائدة دونما حاجة للتواصل المادي . والقرن ال 21 ، جلب لنا هذه المزية ولم تعد ثمة فوارق بين النخبة والجمهور ، ولا بين الادب الرفيع ، والادب الشعبي .
والمؤرخ ، وانا مؤرخ أرى أنه اقرب من غيره ، ليكون ناقدا ثقافيا بحكم قدراته على الاستفادة من علوم شتى نسميها في التاريخ ( العلوم المساعدة أو العلوم الموصلة ) ، ومنها الاقتصاد ، والفن ، والادب ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس ، والاحصاء ، والجغرافية ، وحتى العلوم الصرف .الموصل -العراق 29-5-2025
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟