أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أركان الحمداني - قناع الاعتدال: الحركات المتطرفة تعيد رسم خارطة النفوذ














المزيد.....

قناع الاعتدال: الحركات المتطرفة تعيد رسم خارطة النفوذ


أركان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمنٍ تتشابك فيه خيوط السياسة، وتتعاظم فيه الصراعات على النفوذ، تطلُّ الحركات الإسلامية المتطرفة برأسها من جديد، لا وهي تهتف بالشعارات الصاخبة أو ترفع رايات السواد كما في السابق، بل وقد لبست ثوب الاعتدال، وتزينت بخطابٍ مدنيٍّ برّاق، تخفي من خلاله مكرًا دفينًا وأطماعًا لا تُشبع. إنها عودة لا تقوم على المواجهة، بل على التسلل، ولا تعلن الحرب، بل تُتقن فن الاختراق الهادئ لمفاصل الدولة ومؤسسات المجتمع، ساعية إلى إعادة تشكيل الواقع وفق أيديولوجيات تُقصي المختلف وتضيق ذرعًا بالتنوع، وتدفع بالأمة إلى صراع داخلي صامت لا يقل خطرًا عن المعارك الدامية.
في العراق، تنمو السلفية المدخلية كجذر خفيّ في تربة الدولة، تتسلل بلا ضجيج إلى عمق المؤسسات، متدثرة بشعارات الطاعة والانضباط، لكنها في جوهرها تنبذ أي مشروع إصلاحي أو تعددي، وتتعامل مع الدولة كوسيلة للضبط لا كشريك في البناء. أما في اليمن، فإن حزب الإصلاح الإخواني، وعلى وقع الحرب المستعرة، يُعيد رسم أدواره وتكتيكاته، متكئًا على خطابٍ يتوشح المدنية، فيما هو يوظف الانقسامات لتعزيز نفوذه، مستلهمًا التجربة الجولانية في الشمال السوري، التي خلعت عباءة الجهاد العلني لترتدي رداء السلطة، محاولة منح مشروعها طابعًا شرعيًا، دون أن تغيّر شيئًا من جوهرها العقائدي المتشدد.
ليست هذه الحركات صحوات إيمانية ولا يقظات ضمير، بل هي استراتيجيات بقاء طويلة الأمد، تستبدل السلاح التقليدي بسلاح الفكر والتنظيم، وتُخفي معاركها داخل دهاليز القرار لا على جبهات القتال. وفي ظل هذا المشهد، تبرز جماعات دينية أخرى قد لا تحمل طموحات سياسية مباشرة، كالعَلّاهية وبعض الفرق المهدوية، لكنها تنطوي على تهديد مختلف. فخطابها المؤسس على الغيبيات والعقائد المغلقة يُغذّي الانعزال ويُعمّق الانقسامات الطائفية، ويفتح الأبواب أمام تطرفٍ صامت قد يتحول لاحقًا إلى أداة بيد أطراف إقليمية تعبث بأمن المنطقة ووحدتها.
لهذا، فإن التصدي لهذا المد المتخفي لا يُجدي فيه الخطاب السياسي وحده، ولا تُجدي بيانات التنديد والرفض، بل هو معركة استخباراتية بامتياز، تتطلب استبصارًا حادًّا، وجهدًا أمنيًا رصينًا، يتتبع مصادر التمويل، ويحل شيفرات التجنيد، ويفكك الشبكات قبل أن تشتد عروقها. فالحرب لم تعد تُخاض بالسلاح وحده، بل في كواليس المخابرات، وبين سطور التشريعات، وفي أروقة المؤسسات.
وإن التغاضي عن هذه التحولات يُنذر بغدٍ تحكمه قوى متطرفة من خلف ستار، ترتدي قناع الاعتدال، وتُخفي تحت ملامحه نوايا الهيمنة والإقصاء. وإنَّ الحذر واليقظة والعمل الاستباقي ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية ما تبقى من استقرار، وصون ما يمكن إنقاذه من مستقبل الأمة



#أركان_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهضة الثيوقراطية في مدونة الأحكام الشرعية ( رؤية على مقترح ...
- الإمكانيات الدولية لحماية المرأة في ظل التحول الرقمي
- الإعتياش الديني في خلق الجماعات الإسلامية المتطرفة
- المحكمة الاتحادية إعدام القرارات أم الرجوع فيها
- الدعوى الكيدية ( الإستهتار والمخاطرة )
- إنتقائيةُ المصطلحات بين المزاجية والتكييف القانوني
- القصد الإحتمالي تشريعيا وتفسيريا ما بين جريمتي القتل العمد ا ...


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أركان الحمداني - قناع الاعتدال: الحركات المتطرفة تعيد رسم خارطة النفوذ