أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عفيف رحمة - رسالة نسب إلى أجدادنا















المزيد.....

رسالة نسب إلى أجدادنا


عفيف رحمة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 17:18
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يمر يوم إلا وتُحدثنا وسائل إعلامنا وثقافتنا وسياستنا وكتب تاريخنا وأخلاقنا عن أجدادنا وما صنعوه من صنائع في التاريخ، ولا يمر يوم إلا ويقص لنا كتابنا أقله الرسميون منهم عن "دورنا" أي دور أجدادنا في صياغة ذاك الزمان القريب منه والبعيد وأفضالهم في الحضارة العالمية التي لا تُعد ولا تُحصى، ويستتبع مؤرخونا وسياسيونا وفضيلتهم وكرامتهم في أن لنا حق التباهي بما ينجزه الآخرون في عصرنا الحاضر من إعجاز كان الفضل فيه (لنا) لأجدادنا، وأن لنا حقوق وبراءة الإختراع والإبداع، حتماً الغير مسجلة، من منطلق صحة انتسابنا ونسبنا.
ولكثرة التناقض بين ما يقال وما نرى في عالمنا ومجتمعنا وبحثاً عن حقيقة نسبنا وإخلاصاً لعقلنا وإدراكنا وتلافياً لأي خبص ولبث إرتأيت أن أوجه رسالة لأجدادنا الذين يقال أنهم أجدادنا، أسألهم فيها عن صحة نسبنا، ربما أعرف رأيهم بحقنا وإرثنا، فكتبت هذه الرسالة.
السادة أجدادنا العظماء، رعاكم الله وزاد من شأنكم ومكانتكم، أنتم في قلوبنا وعقولنا وكتبنا وسيرنا، أما بعد وتلافياً لأي لبث أو خبث ومنعاً من ارتكاب أي رجس أسألكم حقنا بما يقال لنا أننا ورثناه عنكم، وأسألكم رأيكم فينا وهل تتشرفون بأن يكون صلبكم مصهوراً في دمنا، لأننا نظن أن في علمكم علمنا وعقلكم بعقلنا وطبكم كطبنا وذهدكم من ذهدنا وانتصاراتكم انتصارات لنا. أرجو الرد بما يرضي الله وضميركم، مع خالص الإحترام،
التوقيع مواطن عربي من هذا الزمان 2025.
- المرفقات: صورة للسادة الأفاضل الكندي، الفارابي، إبن النفيس، الإخوة ابناء موسى،. مع رجاء التعميم على كافة علماء وعظماء العرب..

وما أن أرسلت الرسالة حتى اتت الإجابة بأسرع مما أتصور ليس لإمتلاك أجدادنا الإنترنيت الذي لا علاقة لنا بإبتكاره بل يبدو لي من شدة حنقهم وإنزعاجهم مما أشرت إليه في رسالتي، فإليكم بعض ما جاء من رد.
الرسالة الأولى
"سلام الله عليكم يا أبناء تلك المعمورة التي تسمى بالأمة العربية، نظراً لضيق الوقت وطلبكم السرعة بالرد إرتأيت أن أجيب عن نفسي قانعاً بأن إخوتي في الفلسفة وعلم الكلام كنفسي، أما بعد ورداً على سؤالكم فأنا مجبر أن أقول ما أعيب على الآخرين قوله، ربطكم عن عمد نسبكم بنسبنا فعل معاب، فأين أنتم منا وهل صنعتم جزء مما صنعنا عملكم غير عملنا وفهمكم غير فهمنا وبالمنطق تدعون وأنتم به لا تفقهون، على قلة المعلومات المتوفرة بين أيدينا صنعنا نظريتنا الفلسفية وأنتم بكثرتها غير البغية لا تجيدون، فيا أبناء الزمن اللاحق لستم سوى مجموعات من الحثا..، استغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم...! لن أسرد وأطيل وأنصحكم بالبحث عن نسب غير هذا النسب لأن نفسنا عن فعلكم غير رضية.
- المنسوب لكم صلبه ظلماً، ابو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي.

الرسالة الثانية
"تحية كما توجب أداب التحية، مني وبالنيابة عن أقراني ممن عمل في مجال الميكانيك والفيزياء، ولما كنا نعيش في زمن ما بعد الزمن اللانهائي، مما يسهل علينا اجتماعنا دون بعد فيزيائي، فقد دعوت لمؤتمر للرد على رسالتكم وحضر من حضر وفوضني بالرد من اعتذر، أما بعد التمني لكم بالإحسان من المولى أسألكم عن ما قدمتم للعلوم الهندسية، كنا مبدعين بمختلف العلوم فأحسنا صنعاً، حررنا العلم من الشوائب والأساطير، ورغم قلة المعاش كنا نسافر ونلتقي ونطلع وننقب ونبحث ونجادل دون أن نسيء لبعضنا البعض، اعتمدنا التجربة منهجاً والتحليل مذهباً، برعنا في علم الصوت والضوء والسوائل وحددنا الجاذبية والمد والجذر، ودرسنا الرياح والغازات وتعمقنا في دراسة المغناطيس والبوصلة والرقاص، وصنعنا من الآلات الحربية ما صنعنا كالمنجنيق والبارود، واجتهدنا في دراسة القوى والحركة وقياس الزمن كما برعنا في علم السوائل ، قدمنا كما أخذنا ومِن أخْذِنا إستفدنا وطورنا، هذه هي سنة الكون ولا خجل ولا إعتراض، هكذا هي الحال من جيل إلى جيل ينتقل العلم دون استئذان ولا حساب. أما عن إدعائكم أن نسبكم من نسبنا فأعوذ بالله، أعوذ بالله... هو مخالف للعقل والمنطق ومخالف لعلوم الوراثة والأجنة فإذا كنتم من أحفادنا لماذا تنهار عندكم السدود، أليس لأنكم لا تجيدون حتى زمنكم استخدام علم توازن السوائل وفن السقاية، ولِما في مدنكم تنهار الأبنية، فما تكادوا تبنون بيتا حتى بالترميم والتدعيم حلاً لها تبحثون، الأمثلة كثيرة ولا مجال هنا للسرد والإسترسال. أيها السادة ونصيحة انسان لإنسان وكلنا خلق الله، والحمد لله على ما خلق، أن تبحثوا لأنفسكم بعيداً عنا نسباً إليه تنتسبون.
التوقيع أولاد من الذرية البشرية من ذاك الزمان، الفارابي وبالنيابة عن ابن حزم ومحمد وأحمد والحسن أبناء موسى ابن شاكر وأبو سهل القوهي وقسطا بن لوقا والحسن بن الهيثم، وعن من اعتذر حضور المؤتمر لانشغاله بما كان بعلمه منشغل من علماء الفيزياء وعلم الحيل.

الرسالة الثالثة
" يا أهل القرن الواحد والعشرين ممن ينطقون بالعربية، شفقة الله عليكم، وجواباً على هاجسكم من صحة نسبكم، فنحن ممن اجتهد في علم الطب والصيدلة، إجتمعنا ونحن من أجيال مختلفة لأن الزمن النسبي عندنا غائب فصح لنا الخلط في الأزمان وفوضنا من كان فينا ملماً بعلم الأجنة والمورثات أن يدرس طلبكم لأن هذا هو الحق للرد على هواجسكم، وجئنا متفقين مجتمعين بما هو مفيد وأكيد، نقدم لكم الحجة لتستنبطوا بأنفسكم البرهان، عملنا خلال دهور وعصور في علم المداواة وطب العيون وفن التوليد وأمراض النساء كما عملنا في الكيمياء وعلم العقاقير وتقدمنا في وصف الدورة الدموية ووصف الأورام واجتهدنا في التغذية القيصرية والصناعية، كان لنا باع طويل وسعي أكيد لتحسين صحة العباد من سلاطين وأفراد، وخجلاً لأن الخجل من صفاتنا نحن علماء ذاك الزمان خلافاً لقلة الخجل الذي به تتمثلون، نرجو منكم المقارنة بين ما فعلتم وما فعلنا فأنتم بوسائل بحثكم وتحليلكم وإحصائكم أوسع منا فاجروا بالعدل المقارنة، اسألوا انفسكم عن صحتكم وأمنكم وانتم في القرن الواحد والعشرين. هل هناك تشابه بينكم وبيننا هل أخطائنا كما تخطؤن وهل تاجرنا بالأرواح كما تتاجرون، عن كثرة المال لم نبحث وأنتم عنه تبحثون فاحكموا بربكم عن صحة ما إلينا تنسبون.
عن مجمع أهل الطب، آل ابن زهر، إبن رشد، ابن النفيس، حنين ابن أسحق، ابن الهيثم، ابو الفرج اليبرودي، ابو القاسم الزهراوي، جابر بن حيان الأزدي المكلف بالنيابة للتوقيع على البيان عن إخوانه من علماء الكيمياء والصيدلة وطب الأجسام.

الرسالة الرابعة
ودون أن أفتحها فهمت من لحظة وصولها عن مصدرها، وعرفت من شكلها أنها من فرسان ذاك الزمان فمن شدة غيظهم رسالتي بسيوفهم عادت مقطعة، ففهمت ان لا ضرورة لفتحها فتقطيعها كان الجواب، عند ذاك نظرت من بعد لما أتاني من رسائل وخوفاً من قراءة بعض الشتائم وكلمات الرزائل من عظماء زمن مضى، الذين من شدة غيظهم، بما نتهمهم به من انصهار صلبهم في نسبنا، عن طوعهم خرجوا وعلى غير عادتهم بالنابيات على رسالتي نسجوا، وفهمت أنهم من ادعائنا بانتسابنا لنسبهم هرجوا وغضبوا.

فما علينا إلا أن نبحث عن أصول غير الأصول التي نظن أنها نسبنا، أو أقله وللسهولة نقبل أننا بشر من كوكب عبر السماء إلى هذه الرقعة من الأرض بالصدفة سقطنا.



#عفيف_رحمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة معاوية والدولة الأموية
- أم راكان مرشحتي لرئاسة الجمهورية
- لعنة اللغة والمصطلح-1
- أهي أزمة أم ثورة ؟
- قضية لؤي حسين وعبد الرحمن فضل (1)
- مبادرات سياسية بلا أجنحة وطنية
- الإمبريالية الأميركية تنتصر
- جامعة دمشق والمدرسة الداعشية
- معضلة الوعي السياسي وإخفاقات التغيير السلمي في سوريا
- لماذا يجب رفض ترشيح سيادته
- شيوعيو الأمس فاشيو اليوم
- الإنخابات الرئاسية مقدمة لتعميق الإزمة في سوريا
- هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة
- الأزمة السورية والمسألة الوطنية
- لقاء حواري مع منتدى السلام والديمقراطية للحوار المفتوح
- سياسات متناقضة والنتيجة واحدة
- معارضة بائعة حليب - مواقف انتهازية وحسابات خاطئة
- السوريون والقفص الإيراني
- إعادة بناء الدولة السورية (1)
- المسيحيون وربيع العرب


المزيد.....




- زاخاروفا: كيسليتسا يكذب بقوله إن الوفد الأوكراني تحدث باللغة ...
- -بوليوود- تودع الممثل مكول ديف
- “الإعلان الرسمي الاول” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 193 الجزء ال ...
- مهرجان كان السينمائي: الإيراني جعفر بناهي ينتزع السعفة الذهب ...
- المخرج الإيراني جعفر بناهي يفوز بـ-السعفة الذهبية- في الدورة ...
- الفيلم الإيراني -مجرد حادث- يحصد السعفة الذهبية في مهرجان كا ...
- الفيلم الإيراني -مجرد حادث- يحصد السعفة الذهبية بمهرجان كان ...
- المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي يتوج في مهرجان كان
- إيسيسكو تختار سمرقند عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2025 ...
- صدمة في عالم الفن.. سيرة جديدة تكشف وجود ابنة سرية لنجم عالم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عفيف رحمة - رسالة نسب إلى أجدادنا