أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عفيف رحمة - قضية لؤي حسين وعبد الرحمن فضل (1)














المزيد.....

قضية لؤي حسين وعبد الرحمن فضل (1)


عفيف رحمة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 11:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كان يا ما كان من ثمان عقود خلت، قضية عرفت بقضية عبد الرحمن فضل، الرجل ‏المصري الوطني الذي أسقط عنه رئيس الوزراء المصري اسماعيل صدقي باشا أبسط ‏حقوقه المدنية، وذلك بموجب مرسوم صدر عام 1931 استهدف تجريم حرية الرأي وحرية ‏التعبير وحرية الإعتقاد.‏
عبد الرحمن فضل من مناضلي اليسار في مصر، أقام من أجل الدراسة عشر سنوات في ‏أول دولة إشتراكية، وحين قرر العودة إلى مصر وطنه توجه إليها سالكاً الطريق من موسكو ‏إلى باريس فبيريه اليونانية حيث استقل السفينة "أيونيا"‏ (2)، ليواجه عند وصوله قرار البوليس ‏المصري بمنعه من مغادرة السفينة التي عادت به ثانية إلى اليونان حيث رفض النزول ‏هناك لاجئاً لأنه يحب مصر ولأن إيمانه كبير بأن لا أحد يمكن أن يمنعه من العيش على ‏أراضيها. وبين منع البوليس ورفضه اللجوء أمضى 6 سنوات زارعاً البحر 54 رحلة ذهاب ‏وإياب بين مصر واليونان، لتتفجر إثر ذلك قضيته عالمياً كقضية سياسية وحقوقية.‏
واليوم قضية تتعلق بحرية الرأي وحق التعبير تتكرر مع مناضل سلمي يدعى لؤي حسين، ‏مناضل فضل أن يبقى في بلده ومن أجل بلده رافعاً راية بناء الدولة، دولة الحرية والعدالة ‏والقانون، مستخدماً حقه في التعبير الذي يفترض أن دستور البلاد كفله لجميع المواطنين.‏
وإذا وجد يوم ذاك شخص مثل عبد الله لملوم، النائب في البرلمان المصري، ليتقدم ويسأل ‏متى تعتزم الحكومة حرمان عدد من الوطنيين من أبسط حقوقهم المدنية، أمثال عبد الرحمن ‏فضل ومحمد شعبان وحسني العرابي ‏(3) وغيرهم من الوطنيين المصريين البسطاء، فإنه بعد ‏ثمان عقود يتوفر من يتقدم ويطالب بتجريم الوطني لؤي حسين كما عشرات، لا بل مئات ‏وآلاف، من الوطنيين بتهمة نشر "أنباء كاذبة توهن نفسية الأمة وتضعف الشعور القومي"‏ ، ‏تهمة تعود بتاريخها التشريعي البشع لعهد الزعيم حسني الزعيم (4).‏
كان يراد من عبد الرحمن فضل من أجل استعادة حقوقه المدنية أن يعلن تخليه عن مبادئه ‏الإشتراكية، لكنه رفض، ويراد اليوم من لؤي حسين أن يتخلى عن قيمه الوطنية التي يؤمن ‏بها وعن مبادئه السياسية في بناء دولة القانون، وأن يسير في ركب المعارضات الإصلاحية ‏المهادنة التي قبلت تأجيل عملية التغيير الجذري والشامل إلى اجل غير مسمى متسلحة ‏بالخاص في وجه العام ومقدمة معالجة النتائج قبل الأسباب.‏
بالأمس البعيد أعلن عبد الرحمن فضل من على السفينة إيونيا، سجنه العائم، إضرابه عن ‏الطعام ليثير انتباه العالم حول قضية حرية الإعتقاد وحرية التعبير ورفضه التهم الموجهة ‏بحقه، فهل يراد اليوم من لؤي حسين أن يضرب عن الطعام، في سجنه اليابس، تعبيراً عن ‏حقه في التفكير والتعبير ورفضه للتهم المنسوبة إليه، تهم تأرجح مسوقوها بين توصيفها ‏بالأمنية تارة والجنائية تارة أخرى، وهي في واقع الأمر ليست إلا قضية سياسية بإمتياز.‏
استطاع عبد الرحمن فضل التسلل أخيراً إلى أرض مصر ولأنه آمن يوم ذاك بعطف الأمة ‏وصراحة الدستور ودستورية مؤسسات الدولة وعدالة القضاء وشهامة الصحافة في تأدية ‏مهمتها الإعلامية، توجه للقضاء من أجل الفصل في قضيته وناشد رئيس وزراء مصر ‏الوفدي مصطفى باشا النحاس لرد حقه.‏
عبد الرحمن فضل من مكمنه في أرض مصر توجه عبر الصحف بخطاب مفتوح إلى ‏رئيس مجلس النواب جاء فيه "إني التجيء إلى مجلس النواب بصفته أكبر هيئة تشريعية في ‏مصر وأعضاؤها هم ممثلو الأمة وإني أعتقد بأن النواب الكرام الذين اخذوا على عاتقهم ‏الدفاع عن مصالح الأمة والحرية الفردية هم القادرون على حلّ مشكلتي..... وأعتقد بشهامة ‏نوابه وصراحة دستور البلاد الذي لا يتفق مع وجود نصوص قانون تُسلب بموجبه حقوق ‏الإنسان الطبيعية.‏
هكذا كان يؤمن محمد عبد الرحمن فضل المواطن المصري الوطني بأن المصريين والقوى ‏السياسية الوطنية سيقفون معه لأن قضيته عادلة، فما هو حظ لؤي حسين الوطني في أن يجد ‏وهو في سجنه صحافة حرة تدافع عنه وتنادي بعدالة قضيته، وما حظه في أن يسارع نواب ‏ذي شهامة ليعيدوا للدستور عدالته.‏
لؤي حسين الوطني ملزم اليوم أن يدافع عن حريته وحيداً بعد أن تجاهلت قضيته الأحزاب ‏الشيوعية الإشتراكية الناصرية القومية الوحدوية رسمية الهوى التي تخلت عن نقاء قضيتها ‏السياسية وقبلت أن يشرعن القمع والإستبداد التقدمي المقاوم الذي لا يجد الشعب له نهاية.‏
لؤي حسين، ككثير من المناضلين، يخوض وحيداً معركة الدفاع عن حريته وحقه في ‏التعبير، لأن نواب الأمة لم يتحركوا حتى اليوم نحو تعديل القوانين الجائرة المنافية لحقوق ‏الإنسان التي كفلها الدستور ضمن سطوره.‏
من سجنه الأول خرج لؤي حسين بكتابه الفقد فهل سيخرج من سجنه الثاني بكتاب الحرية؟ ‏حرية جميع المناضلين السلميين الحالمين بمجتمع العدالة والكرامة والقانون.‏
وحتى تستعاد حرية لؤي حسين وزملائه المناضلين الوطنيين المغيبين قسراً لا نداء يمكن ‏أن يرفع إلا نداء تحرير جلالة الحرية من قيود النصوص التي تقمع الحرية.‏
-----------------------------------
‏ 1- الدكتور رفعت السعبد. البسار المصري 1925-1940. دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، حزيران 1972.‏
‏ 2- صبري أبو المجد.. هذا النجار المصري العجوز تدرس قضيته في كلية الحقوق. جريدة المصور 11-3-1966‏
‏ 3- الأهرام 23-10-1936‏
‏4- المكتب الإعلامي لتيار بناء الدولة 2-2-2015‏



#عفيف_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرات سياسية بلا أجنحة وطنية
- الإمبريالية الأميركية تنتصر
- جامعة دمشق والمدرسة الداعشية
- معضلة الوعي السياسي وإخفاقات التغيير السلمي في سوريا
- لماذا يجب رفض ترشيح سيادته
- شيوعيو الأمس فاشيو اليوم
- الإنخابات الرئاسية مقدمة لتعميق الإزمة في سوريا
- هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة
- الأزمة السورية والمسألة الوطنية
- لقاء حواري مع منتدى السلام والديمقراطية للحوار المفتوح
- سياسات متناقضة والنتيجة واحدة
- معارضة بائعة حليب - مواقف انتهازية وحسابات خاطئة
- السوريون والقفص الإيراني
- إعادة بناء الدولة السورية (1)
- المسيحيون وربيع العرب
- المقاومة والممانعة شركة مساهمة محدودة
- من فضاء الفساد السياسي إلى فضاء الوطنية السياسية
- سقوط أحزاب الأمم
- المؤشرات المبكرة للأزمة السورية
- معلولا اللغز السياسي والعسكري


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عفيف رحمة - قضية لؤي حسين وعبد الرحمن فضل (1)