أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عفيف رحمة - مبادرات سياسية بلا أجنحة وطنية














المزيد.....

مبادرات سياسية بلا أجنحة وطنية


عفيف رحمة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدايات الأزمة الوطنية في سوريا هبط على الشعب السوري مبادرات سياسية عدة، ‏إقليمية ودولية، لم ترسم ملامحها إلا في إطار مصالح أنظمة البلدان صاحبة المبادرة التي ‏وجدت في سورياً، أرضاً وشعباً وموارد، حلبة رحبة لتحقيق انتصاراتها.‏
خرجت الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية روسيا الإتحادية بمبادرة جنيف 1 كصيغة ‏سياسية تعكس توازناً مرحلياً في مصالحهما، ونتيجة التحول غير الثابت في توازن هذه ‏المصالح، الإقتصادية منها والعسكرية، أعيد ترتيب أولويات جنيف 1 حيث وضعت مصلحة ‏الشعب السوري وقضيته الوطنية في المقام الأخير ليذهب رعاة جنيف 1 إلى جنيف 2 ‏بجدول أعمال عرفوا فيه الفشل قبل انعقاده، كونه لم يرقى لمستوى القضية السورية من ‏حيث التمثيل والأهداف وآليات الحل.‏
خرج الجميع من جنيف 2 إلى موعد غير مسمى التاريخ مرهون زمناً بميكانيكيات الصراع ‏الدولي وما ينتج من معطيات سياسية يعاد تدويرها في سلسلة ستراتيجيات الصراع الدولي؛ ‏وفي ظل إنتظار هذا الموعد أتت مبادرة دي مستورا، بصفته الأممية، لتسارع موسكو ‏وتتدخل مشاغبة بمبادرة غير ناضجة تنتهي خجلاً بدعوة إلى لقاء تشاوري لا يرقى لمستوى ‏الضلوع السياسي للدولة صاحبة المبادرة.‏
في ظل الهيمنة المرحلية للولايات المتحدة الأميركية على ميكانيكيات الصراع، لم تأت ‏مبادرة دي مستورا إلا لتسد الفراغ الدبلوماسي الأممي ولتعالج بعض جزئيات الأزمة ‏ومفرزاتها السطحية، دون أن تمس جوهر القضية السورية، نظام الغستبداد، وكأنها تريد أن ‏تترك للزمن دوره في فرض الحل الذي يتوافق مع ستراتيجيات الصراع الدولي.‏
ولأن مبادرة دي مستورا لا تحمل الدواء الجذري الشامل والشافي، ولأن المعارضة لم تجد ‏بعد طريقاً وبرنامجاً واحداً موحداً يسمح لها موضوعياً فرض رؤيتها وإرادتها السياسية في ‏وجه الدول التي تراهن على هوية مستقبل سوريا، سارعت سلطات النظام في روسيا ‏الإتحادية لتلعب دورها في ملء الفراغ السياسي الذي أحدثه فشل جنيف 2 في منظور لا ‏يهدد مصالحها الإقتصادية والعسكرية ولا يثير خشية الولايات المتحدة الأمركية كما ولا ‏يتعارض مع إرادتها.‏
المبادرة الروسية كما مبادرة دي مستورا، مبادرتان تعبرا أولاً عن الإستهتار الأممي بالشعب ‏السوري وقضيته التي يعمدها بالألم والدم الذي يراق يومياً على مذبح الإستبداد الذي يستفيد ‏بنيوياً وعضوياً من الصراعات الدولية والإقليمة التي لا ترى ضرورة آنية لإسقاطه، وتعبرا ‏ثانياً عن توافق أممي حول فشل المعارضة السورية وإصابة قياداتها بمرض النرجسية ‏والإنتهازية الملازمة لأدائها الحركي والسياسي.‏
وبمثل ما تصر المعارضة السورية على عدم الإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في ‏طريقة معالجة أزماتها التاريخية، تقف سلطة النظام في سوريا ممانعة التغيير ظناً منها أنها ‏فوق حتميات التاريخ. المعارضة لا تريد أن تدرك أمراضها وأخطاءها البنيوية والنظام ‏يحاول كسب الوقت مستفيداً من أمراض هذه المعارضة ومن أخطاءها؛ وإذا استمر النظام ‏بتجاهل حتميات التاريخ فالمعارضة لم تدرك بعد أن تبنيها السلمية كأداة في صراعها مع ‏نظام الإستبداد لا يمنعها من أن تخوض هذه المعركة بروح وإرادة ثورية.‏
شككت أغلب فصائل المعارضة بالسلمية ظناً أنها تناقض الثورية، فترجمت الثورية ‏بإستجداء الخارج واضعة قضيتها الوطنية في مزاد المراهنات السياسية والصراعات الدولية، ‏فما نجحت بالثورة ولا أنتجت حلاً سياسياً يوفر على الشعب السورية تلك الدماء التي كان ‏من الممكن حمايتها.‏
أربع سنوات مضت لو بقي فيها الشعب السورية واقفاً فقط على أبواب منازله لسقط النظام، ‏وأربع سنوات مضت كانت كافية لتعرف فصائل المعارضة بأطيافها المختلفة كيف تحول ‏وعيها السياسي إلى رؤية ثورية تتوحد بها لتستقطب أوسع الشرائح الإجتماعية حول برنامج ‏سياسي موحد مرتكز على القواسم الوطنية الصلبة الكفيلة بإحداث التغيير الجذري والشامل.‏
وحتى ذاك الزمن حيث تدرك المعارضة هذه الحقيقة ستستمر المبادرات بالتوارد صيفاً ‏وشتاء لكنها ستسقط لا محالة لأنها بلا أجنحة وطنية.‏



#عفيف_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبريالية الأميركية تنتصر
- جامعة دمشق والمدرسة الداعشية
- معضلة الوعي السياسي وإخفاقات التغيير السلمي في سوريا
- لماذا يجب رفض ترشيح سيادته
- شيوعيو الأمس فاشيو اليوم
- الإنخابات الرئاسية مقدمة لتعميق الإزمة في سوريا
- هل يحمل تحرير الراهبات مؤشراً لمحرقة جديدة
- الأزمة السورية والمسألة الوطنية
- لقاء حواري مع منتدى السلام والديمقراطية للحوار المفتوح
- سياسات متناقضة والنتيجة واحدة
- معارضة بائعة حليب - مواقف انتهازية وحسابات خاطئة
- السوريون والقفص الإيراني
- إعادة بناء الدولة السورية (1)
- المسيحيون وربيع العرب
- المقاومة والممانعة شركة مساهمة محدودة
- من فضاء الفساد السياسي إلى فضاء الوطنية السياسية
- سقوط أحزاب الأمم
- المؤشرات المبكرة للأزمة السورية
- معلولا اللغز السياسي والعسكري
- شيوعيو سوريا وفقد الرؤية الطبقية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عفيف رحمة - مبادرات سياسية بلا أجنحة وطنية