20 مليون دولار تمن ومرق الى غزة

متي كلو
كاتب واعلامي
(Matti Kallo)

الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل - لي كوان يو
في كثير دول العالم الثالث او ما تسمى بالدول النامية او دول العالم الثالث، يحدث فيها من عجائب وغرائب ومنها تايلاند التي نشاهد عبر مناصات التواصل الاجتماعي ركوب أكثر من عشرة أشخاص على دراجة نارية للتنقل من مكان الى اخر او تكدس فوق اسطح القطارات في الهند مئات البشر ، ولكن خبر من العراق فاق جميع الاخبار العالمية والاقليمية والمحلية ويعتبر عالميا غريبا وعجيبا عربيا، وعراقيا ليس غريبا وليس عجيبا، لان في العراق ليس هناك شيئ غريبا او عجيبا ومستغربا او مندهشا ، فكل شيئ مباح في العراق واذا كان ممنوعا في البرلمان العراقي فان القضاء يجعله مسموحا واذا كان مسموحا فيجعله ممنوعا، والقضاء العراقي احيانا يجعله ممنوعا وفي وقت اخر يجعله مسموحا واذا منعه رئيس الحكومة، فان المحافظ يسمح به والعكس صحيحا، وفائق زيدان احيانا يمنعه وبعد فترة يجعله مباحا، واذا كان في العالم الشعار الرجل المناسب في المكان المناسب فان في العراق هذه المقولة مرفوضة رفضا باتا ، والدليل على ذلك اختيار "العلامة" عبداللطيف رشيد رئيسا للجمهورية، اسف للقارئ الكريم بان استقطعت وقتا بدون الافصاح عن الخبر، مهلا مهلا وكما يقول المثل "خبر اليوم بفلوس باجر بلاش" والخبر يقول" بان السيد وزير التجارة العراقي الاستاذ اثير داود الغريري قد تبرع باربعة مليون دولار لطبخ تمن ومرق في ايران وارسالها الى ابناء غزة، ولكن الخبر لم يفصح عن ما هو نوع التمن"الرز" او نوع المرق، او ماهي الاضافات على المرقة او التمن، كما هناك تسريبات تقول بان التمن من نوع البسمتي ذو الحبة الطويلة وهناك من يقول انه من النوع الايراني، الهاشمي او جولستان او اغاجانيان، وعن المرقة فان هناك من يقول بانها مرقة الفاصوليا او البامية و لم تشير اي معلومات عن تفاصيل البامية وهل هي النوع الخضراء والطازجة ام المجففة او المجمدة من نوع زيرو او حجم 2.5 سم او 3.5 سم، اي مرقة عراقية 100% وليست من المرق الايراني مثل قورمة سيزي او سابزي بولو، او فيسنجاب او اش رشتة، ولم يعلن السيد وزير التجارة عن نوعية معجون الطماطة ولكن رئيس الطباخين يفضل الطماطة المعصورة والثوم المقشر والبهارات بدون فلفل احمر، ونوع الملح هل من النوع البحري او المكرر او الهمالايا! واستبعد الجانب العراقي استخدام دبس الرمان و جميع انواع الفلفل الطازج والبصل الاحمر ولم يفصح اي مسؤول هل ان اللحم هو من البقر او الغنم او الماعز او الجمل ولكن استخدام الضلوع ضروري اما الدهن المستخدم في الطبخ فيجب ان يكون حيواني وليس نباتي حفضا على نكهة الطبخة وهناك مباحثات حول اجور الطباخين ويصر الايرانيين ان تكون الاجور بالدولار الامريكي وليس بالتومان الايراني ومن ضمن المباحاثات ارسال صحون وملاعق بلاستيكية ، اما نوعية الخبز الذي يقدم مع الوجبة فيكون مشترك بين خبز لافاش وتفتون وخبز نان شيرمان مع كمية من الصمون العراقي"ابو السمسم" ووفق التسريبات على منصات التواصل الاجتماعي تقول بان وزارة التجارة تعاقدت مع شركة ايرانية لطبخ وايصال هذه الوجبة الى غزة، والعمولة تم استلامها من قبل احد البنوك ولها باع في الفساد وغسل الاموال!
اما طريقة ارسال الوجبة الغذائية فتكون بالطائرات لكي تصل وهي ساخنة ومعدة للاكل مباشرة وتقول التسريبات بان يغادر مع الوجبة وفد رفيع المستوى برئاسة العلوية لمى الموسوي" الشركة العامة للمواد الغذائية – وزارة التجارة" وعدد من الشعراء و بعض المهوسين و عدد من الطباخين ومساعديهم من العراقيين والايرانيين وعدد من قادة الفصائل والمليشيات المنفلتة، وهذا يدل على عمق العلاقات الاخوية المتينة بين الحكومة الايرانية والحكومة العراقية وربما كمراقبين من الحوثيين ولم تفصح وزارة التجارة العراقية عن اسماء بقية اعضاء الوفد الذي يصاحب الوجبة ودرجاتهم الوظيفية ولا يقل عددهم عن 30 شخصا من الجانبين ولكن لابد ان يكون رفيع المستوى لانها وجبة القرن!! وسوف يستقبل وفد" التمن والمرق" عدد من الشخصيات البارزة في غزة وتقول العصفورة باستبعاد دعوة محمود عباس "ابو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية ل لحضور احتفالية وجبة القرن، بسبب كلامه عن"حماس" عندما قال" بـ"يا أولاد الكلب"، مطالباً بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة ونزع سلاح الجماعة المسلحة"
بعد ان استعرضنا لحضارتكم بعض التفاصيل عن وجبة القرن الى غزة، وفي مقدمة المقال كتبنا بان ليس في العراق غريبا او عجيبا، ولكن الغرابة والعجب في الفساد في الوزرات العراقية ومؤسساتها اصبح حديث الناس في كافة المستويات الاجتماعية والدينية والمذهبية والقومية، ما عدا الطغمة التي جاءت بدبابة امريكية لتسرق مال الشعب بلا خجل او وازع اخلاقي، بل فسادا مكشوفا امام الجميع وبطرق مختلفة واصبح العراق بلد العجائب والغرائب واصبح كل مسؤول يتسابق مع الاخر في سرقة المال العام وبطرق مبتكرة ، واصبح العراق اقليم تابعا لايران وساسة العراق موالين الى حد الخضوع !!

#متي_كلو (هاشتاغ)       Matti_Kallo#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل