أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - حماسة التعليقات... حين تتحول الكلمات إلى معارك!














المزيد.....

حماسة التعليقات... حين تتحول الكلمات إلى معارك!


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 17:37
المحور: قضايا ثقافية
    


في واحدة من اللحظات المسروقة من هذا الزمن ، كنت قد حصلت على سويعات للجلوس في إحدى مقاهي المدينة ، وإذا بأحد الجالسين على إحدى الطاولات المجاورة يرفع صوته مهددا: "سأكتب منشورا يحرق الدنيا!"، هكذا قال غاضبا لأن جاره قد قام بوضع مواد بناء بالقرب من جدار بيته ، كان يتحدث بثقة وكأن كلماته على وشك أن تحدث انقلابا، معلنا أن منشوره سيكون مليئا بالسباب والتجريح، علّه يجد من يصغي له !!.
تساءلتُ حينها: لماذا يختار البعض لغة التهديد بدلًا من الحوار؟ ولماذا يظنون أن السبّ والتشهير وسيلتان فعالتان لحل الأزمات؟ ألا يمكن التعبير عن الهموم والمشكلات ، بلغة تحفظ الكرامة وتُبقي الباب مفتوحا أمام الحلول؟.
لقد أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في خلق سلوكيات جديدة في مجتمعاتنا. صار بإمكان أيٍّ كان أن يقول ما يشاء، وقتما يشاء، دون رقابة أو ضوابط. وباتت ساحات التعليق مساحة خصبة لتفريغ الغضب والتجريح والتشهير، خصوصا حين يتعلق الأمر بقضايا تمسّ الدولة أو المجتمع .
تنطلق النقاشات من موضوع محدد، لكنها سرعان ما تنفلت، فيتم استحضار الأحقاد القديمة، والتواريخ المؤلمة، وتتحول الصفحات إلى ميادين صراع مفتوح. الأسوأ من ذلك أن هذه الخصومات الافتراضية كثيرا ما تنتقل إلى الواقع، لتتحول إلى مشاجرات فعلية، بل وحتى صراعات عشائرية ، وقد استحدثت بعض العشائر في العراق ما يُعرف بـ " فصول النشر الإلكتروني " والتي هي غرامات تُفرض بحسب نوع المنشور: تعليق، منشور، أو مقطع فيديو!!.
والدولة من جهتها بدأت بتطبيق القوانين التي تنظم هذا الفضاء المنفلت، إذ أنّ العراق يدرج القذف والتشهير الإلكتروني تحت بنود قانون العقوبات، لكن الظاهرة ما زالت تتنامى، وبوتيرة مقلقة.
وهنا يأتي السؤال الجوهري : كيف يمكننا ضبط هذه الظاهرة؟ لا نقصد بذلك تقييد حرية التعبير، فهي حق مقدّس، لكن كيف نحفظ هذه الحرية من الانزلاق إلى ما يسيء لها ويُفقدها معناها؟
نحن بحاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان ومنصته الرقمية. نحتاج إلى ثقافة "النقاش لا التشهير"، إلى منهج يعزز احترام الرأي والرأي الآخر دون الخوض في الحياة الشخصية للقائل. بل ربما قد يصبح من الضروري إدخال مادة تربوية في مدارسنا تحت عنوان "التربية الإلكترونية" أو "أخلاقيات التواصل الرقمي" تهدف إلى تحصين الأبناء من الوقوع في شرك هذا الانفلات.
إننا على مفترق طرق خطير، فالمشهد يوحي بأن الأخلاق الأصيلة في طريقها لأن تصبح هي الاستثناء، لا القاعدة. وهذا ما يدعونا إلى وقفة جادة.
أمّا ذلك الشاب الذي هدّد من مقهى المدينة، فقد كتب بالفعل، وها هو اليوم يواجه سلسلة دعاوى قضائية أُجبرته على إغلاق صفحته نهائيا، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير ..



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ما بعد الإنسان- حقل جديد يحفره علي جميل في مدينة السماوة
- قطيعة الأجيال !!
- الذاكرة المجتمعية وفعل المواجهة
- كرنفال الشتائم الوطني!!
- من أدب السيرة الذاتية - ق.م سيرة سجين سياسي - للؤي عمران مثا ...
- بين يوسف الرفاعي وعبد الحميد السماوي
- قراءة في أدب مدينة السماوة التسعيني ... ديوان - مآرب أخرى - ...
- لذة اللبان الوطني المرّ
- في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب
- أتذكر الدرويش ( إلى محمود درويش وهو يتذكر السياب )
- المغسلة الانتخابية
- سيرة الوطن والمواطن ... قراءة في مذكرات الدكتور غازي الخطيب
- التاريخي والأدبي .. في -صورة أخرى لجمشيد - لنعيم شريف
- كلام بطران مُعاد !!
- الطفولة المعدمة في سماء من خشب لزين العزيز
- واثق الحسناوي يبحث في - الموسيقى عبر التحليل الاشهاري -
- محو الحياة في مراثي الفراشات للشاعر نجم عذوف
- مقطع عرضي لنا
- - نسّاي - يوسف المحسن تمحو ذاكرة النوع
- السؤال عن الشعر في مدونة الشاعر قاسم والي ... قراءة انطباعية


المزيد.....




- تحطم طائرة واصطدامها بحي سكني في كاليفورنيا.. لقطاتٌ تُظهر م ...
- ريان شرقي ينهي الجدل ويقرر اللعب مع منتخب فرنسا ويصدم الجزائ ...
- ترامب يتهم جنوب أفريقيا بـ-إبادة البيض-.. كيف رد رئيسها راما ...
- أمير الكويت يتلقى دعوة من السيسي لحضور حفل مهيب
- الخارجية الروسية: الاتهامات الموجهة لموسكو حول ارتكاب أعمال ...
- سويسرا.. -أبقار طائرة- في جبال الألب
- ترامب: المحادثات النووية مع إيران تسير على المسار الصحيح
- مراسلتنا: الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مناطق متفرقة في لبن ...
- روسيا تستهدف أنظمة باتريوت بأوكرانيا وكييف تهاجم بمئات المسي ...
- فرنسا تندد باتهام إسرائيل مسؤولين أوروبيين بالتحريض على السا ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - حماسة التعليقات... حين تتحول الكلمات إلى معارك!