أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - نادي المهن الغريبة.. غلبرت كيث تشيسترتون














المزيد.....

نادي المهن الغريبة.. غلبرت كيث تشيسترتون


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


تشبه رواية "نادي المهن الغريبة" المجموعة القصصية، إلى حد كبير. يبدو كل فصل منها مستقلا، ومع ذلك فإن جميع الفصول متجانسة شكليا. يتبع غلبرت كيث تشيسترتون نفس النمط السردي الخاص بكتابة القصص البوليسية: لغز أولي، وتحقيق، وحل منطقي للمشكلة. فضل تشيسترتون في هذا العمل المحاكاة الساخرة المسلية.

إن توظيفه للمفارقة يقوده إلى تطوير القصة نحو نتائج غير متوقعة. يستمتع تشيسترتون في هذا العمل بإرباك القارئ. تشبه شخصياته شخصيات الروايات الغامضة التقليدية. المحقق موهوب، يتمتع بذكاء لا يمكن الوقوف في وجهه، يتفطن للمكائد التي يجد الناس العاديون - بما في ذلك مساعديه والقارئ- صعوبة في فهمها. وإلى جانب هذا المحقق الاستثنائي، هناك شخصان ساذجان، شقيقه والراوي، يفكران ويحققان ويستنتجان. منطقهما، المستوحى من أفضل المحققين الخياليين في عصرهما، ليس له أي فائدة، فهو ملوث بالمنتجات الثقافية الجماهيرية، التي تدفعهما إلى اعتبار الجريمة والجنون التفسيرين الأساسيين لكل لغز. إنهما بمثابة مساعدين رائعين لشارلوك هولمز أو هيركيول بوارو. في حين يبني شريكهما المحقق باسيل غرانت -وهو قاضي سابق- منطقه على مفارقات لا يمكن للعقول البسيطة الوصول إليها.

لا يتوقف باسيل غرانت عند ما يتوقف أمامه الآخرون، فهو يفكر بناء على منطق خاص به. يجتر الشخصان الساذجان، لا إراديا، التفسيرات الفيكتورية، حول الجريمة، ولندن، والفقر.

تتطلب الجريمة في السيناريو "البوليسي" التقليدي، حلها على أسس بسيطة: من المستفيد؟ وفي نهاية المطاف، يعوّض الجنون غياب الدوافع. ويعمل المحقق بوسائل بسيطة: الاستنتاج، والتطبيق المعقول لسلسلة من الأسباب البسيطة، واستخدام القرائن، وما إلى ذلك. وسواء كانت هذه الأساليب بدائية -كما هو الحال في بعض القصص القصيرة التي كتبها إدغار ألان بو ودويل- أو معقدة للغاية -مثل المسلسلات التلفزيونية التي حلت محل الذكاء البشري بتقنيات علمية محسنة- فإن النمط متطابق.

إن "نادي الوظائف الغريبة" عمل أدبي ممتع. تشيسترتون جريء ومبهج وساخر، وأسلوبه يحتضن الأفكار غير المتوقعة لبطله. إنه يسخر من النهج الجاد للمحققين الخياليين. يعتقد معظم المقربين من البطل أنه مجنون. تبطل آراؤه المنطق الجماعي، المنطق المشترك بين الناس. لا ينشأ التفسير من شبكة ضيقة من الاستنتاجات، وإنما من تلقاء نفسه، بشكل غير متوقع، ويحمل في طياته جميع تأملات القارئ الشاقة. يبني غرانت تفسيره على ما يمكنني أن أشبهه بالصدفة والحظ. أو ربما الفرصة الغامضة للاكتشافات، القدرة على اكتشاف ما قد يجد المنطق التقليدي صعوبة في الكشف عنه. يكمل الخيال والحدس المنطق: إنها مسألة انحياز إلى جانب ما، لبضع لحظات، والمضي قدما -وبعيدا- عن المسار المحدد. تكمن قوة تشيسترتون في وضع هذه الصدفة بشكل طبيعي، كموسيقى رائعة تأخذ القارئ إلى أراض جديدة، حيث يظهر ذكاء نادر.

المهندسون والمحسنون في هذا المؤلف فئتان سيئتان متفقتان على احتقار الشعب.

وأخيرا، في هذا العمل الأدبي هناك ميل إلى نثر بعض الحكم التي تنير الأجواء بنور بهيج. منها :"نتحدث دائما عن الأشياء الأكثر أهمية للغرباء… لأنه في الغريب نرى الإنسان نفسه، صورة الله التي لا تشوه بسبب التشابه".



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية قتلي.. كاتي ويليامز
- مشروع إنشاء جيش أوروبي مشترك
- احتمالية حرب نووية في أوروبا
- رواية منفاخ الزمن.. كريستينا كابوني
- رواية دم واحد.. دينين ميلنر
- ومات ماريو بارغاس يوسا
- رواية كتاب الأبواب.. غاريث براون
- تأثير دانينغ-كروجر.. ترامب مثالا
- جاك لندن.. تصحيح حُكْم
- رواية كرنفال أشباح.. روجر جون إلوري
- رواية الطوفان.. ستيفن ماركلي
- اكتشافات الكلية.. فريدريك جيمسون
- دول البلطيق والخطر الروسي
- رواية ستالينغراد.. فاسيلي غروسمان
- رواية نلتقي في أغسطس.. غابرييل غارسيا ماركيز
- دونالد ترامب وتقليده السيء لنيكسون
- أحلى من التفاؤل مفيش
- عن الكتابة والكُتّاب
- مستقبل الحرب في أوكرانيا
- لكي نفهم جيدا الحرب الروسية الأوكرانية


المزيد.....




- مهرجان أفلام المقاومة.. منصة لتكريم أبطال محور المقاومة
- بعد أشهر من قضية -سرقة المجوهرات-.. الإفراج عن المخرج عمر زه ...
- الإمارات.. إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية
- 6 من أبرز خطاطي العراق يشاركون في معرض -رحلة الحرف العربي من ...
- هنا أم درمان.. عامان من الإتلاف المتعمد لصوت السودان
- من هنّ النجمات العربيّات الأكثر أناقة في مهرجان كان السينمائ ...
- كان يا ما كان في غزة- ـ فيلم يرصد الحياة وسط الدمار
- لافروف: لا يوجد ما يشير إلى أن أرمينيا تعتمد النموذج الأوكرا ...
- راندا معروفي أمام جمهور -كان-: فلسطين ستنتصر رغم كل الظلم وا ...
- جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - نادي المهن الغريبة.. غلبرت كيث تشيسترتون