|
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة (الحلقة التاسعة عشرة)
مسعد عربيد
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 08:05
المحور:
القضية الفلسطينية
التسلسل الزمني (كرونولوجيا) للفكرة والمخططات القرن التاسع عشر: مرحلة ما قبل تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية
حركة "أحبَّاء صهيون" تُعرف أيضًا بأسماء أخرى: "أحبَّاء صهيون أو "هواة صهيون"، "حوفيفي تسيون"، Hovevei Zion, Hibbat Zion, Love of Zion
مقدمة
يمكننا القول باختصار إن الفكرة الصهيونية تولدَّت من مدرستين فكريتين أو نهجيْن رئيسيْن:
1- الصهيونية السياسية التي أسسها ثيودور هرتسل وتلاه عدد من الزعماء الصهاينة الذين أسهموا في قيادة المشروع الصهيوني وقيام الكيان في فلسطين، مثل حاييم فايتسمان، وديفيد بن غوريون، وغيرهما؛
2- الصهيونية التنقيحية أو التصحيحية Revisionist Zionism التي تزعمها فلاديمير زئيف جابوتنسكي.
وتعود جذور هذين النهجين إلى حركة عُرفت باسم " أحبَّاء صهيون"، وتأسست في أواخر القرن التاسع عشر، وانتحلت اسمها نسبةً إلى "صهيون" الذي يُعدُّ في العقيدة اليهودية أحد الأسماء التوراتية للقدس. ويطلق اسم " أحبَّاء صهيون" على مجموعة من الجمعيات الصهيونية التي شرعت في تكوين الإطار التنظيمي بين التجمعات اليهودية في روسيا وأوروبا الشرقية في العام 1881، وانتشرت لاحقًا في الجاليات اليهودية في عددٍ من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
لم تكن حركة أحبَّاء صهيون "تنظيمًا سياسيًا" أو حزبيًا بقدر ما كانت حركة جماهيرية بين التجمعات اليهودية، ذات تركيبة فضفاضة، ضمت في صفوفها مزيجًا من التيارات والجماعات، منهم الحاخامات، واليهود المتدينين، والعلمانيين، والملحدين.
الخلفية جاء تأسيس حركة أحبَّاء صهيون في السياق التطوري لفكرة الصهيونية، متسقًا مع تنامي الوعي اليهودي بأن اندماج التجمعات اليهودية في المجتمعات الأوروبية غير ممكن وأن حل المسألة اليهودية يكمن في مكانٍ آخر: استيطان فلسطين وإقامة الوطن اليهودي المنشود على أرضها.
وفي السياق التاريخي، وُلدت هذه الحركة على خلفية تطورات سياسية وتاريخية هامة عصفت بحياة التجمعات اليهودية التي كانت تقيم في روسيا ورومانيا وغيرهما، من بلدان أوروبا الشرقية في أواخر القرن التاسع عشر. ومن أبرز هذه التطورات:
أولًا: الأفكار والأطروحات التي نادى بها عدد من الكتّاب والمفكرين اليهود، خصوصًا في عقود النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتناولت المسألة اليهودية وحلّها. ومن بين هؤلاء نذكر الحاخام يهوذا بيباس (1789-1852)، والحاخام يهوذا بن سليمان هاي القلعي (1798-1878)، والحاخام تسفي هيرش كاليشر (1795 – 1874)، وموسس هِس (1812 – 1875).
وقد وضعت هذه الأُطروحات الأُسُس لنهجين في حل المسألة اليهودية: 1- مناهضة اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية واستيعابهم فيها. 2 -ترسيخ فكرة أن الحل الوحيد للمسألة اليهودية في أوروبا والعالم هو "العودة إلى أرض صهيون" وإقامة "وطن قومي يهودي" فيها.
في هذا السياق يُذكر أن كتابين كان لهما تأثير كبير في تعزيز هذه المفاهيم:
الأول، كتبه يهودي ألماني يُدعى موسى هِس بعنوان "روما والقدس" (1862). وتجسدت الفكرة المركزية في هذا الكتاب في بناء دولة يهودية على غرار إيطاليا، في ذاك العصر، التي توحدت بعد قرون من الانقسام. لذلك دعا هس اليهود إلى استيطان فلسطين والاستيلاء عليها. (بالطبع لا يشير عنوان هذا الكتاب إلى روما في عهد الإمبراطورية الرومانية، بل إلى روما في عصر موسس هس، أي عاصمة إيطاليا بعد نهوض الحركة القومية الإيطالية الداعية إلى توحيد البلاد).
أما الكتاب الثاني، فهو من تأليف ليون بنسكر وعنوانه "التحرر الذاتي: نداء إلى شعبه من يهودي روسي" وصدر عام 1882. ويُعرف هذا الكتاب في الأدبيات الصهيونية بعنوان مختصر "التحرر الذاتي"، وقد انتشر هذا الكتاب وازدادت شعبيته بعد المذابح بحق اليهود التي شهدتها روسيا عامي 1881 و1882.
طرح بنسكر في هذا الكتاب رؤيته التي تتلخص في أن معاداة اليهود (ما يُسمى معاداة السامية) في المجتمعات الأوروبية ليست بقايا عابرة من التعصب الديني في العصور الوسطى، بل هي ظاهرة حديثة متأصلة في المجتمعات الغربية. وأكد أن هذا المرض ينتقل من جيل إلى جيل، ولا يمكن علاجه إلا إذا انتقل اليهود إلى بيئة تمكنهم من إقامة كيانهم المستقل. ومن هنا دعا "الشعب اليهودي" إلى تحرير ذاته وهو قادر على ذلك، وأن وسيلة التحرير تكون باستيطان فلسطين واستعادة "أرض إسرائيل"؛ فهي المكان الوحيد الممكن للتحرر الذاتي القومي اليهودي.
كان هذان الكاتبان علمانييْن، ولم يركزا على الأبعاد التوراتية والدينية اليهودية. ولكنهما، إلى جانب القيادات والتيارات الدينية اليهودية بزعامة الحاخامات، أسهما بإطروحاتهما في صياغة الفكرة الصهيونية التي قامت عليها حركة أحبّاء صهيون ودفع اليهود نحو مشروع استيطان فلسطين.
ثانيًا: أمّا التطور الثاني والهام، فنجم عن المذابح وأحداث القمع والاضطهاد التي حلّت بالتجمعات اليهودية في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر إثر اغتيال القيصر الروسي ألكسندر الثاني في آذار (مارس) 1818، واتهام اليهود بارتكاب هذه الجريمة، وما تبع ذلك من قيود على حرياتهم ومجالات حياتهم وعملهم ونشاطاتهم. أدّت هذه الأحداث إلى تعثر عملية التحديث في روسيا وشرق أوروبا، وإلى تناقص فرص الحَراك أمام بعض قطاعات اليهود هناك، وهو ما دفع هذه المنظمات الى تبني الصيغة الصهيونية التي تجسَّدت في المفاهيم الأساسية التي سنأتي على مناقشتها لاحقًا، وظهور الجمعيات التي تكوّنت منها حركة أحبَّاء صهيون.
وعليه، يمكن القول إن قمع اليهود والمذابح التي استهدفتهم عام 1881 في روسيا كانت حافزًا رئيسًا للمطالبة "بوطن يُمكّن اليهود من ترسيخ مكانتهم بين شعوب العالم"، وشجعت أعضاء أحبَّاء صهيون على الدعوة الى استيطان اليهود الروس في فلسطين.
مبادئ الحركة وأهدافها
يمكننا إيجاز المفاهيم التي سادت بين الجمعيات المؤسسة لحركة أحبَّاء صهيون، وهيَّأت الأرضية المشتركة للتوافق فيما بينها، بما يلي: - رفض اندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية؛ - القناعة بأن معاداة اليهود (ما يُسمى معاداة السامية) ليست ظاهرة عابرة بل هي أزلية؛ - رفض الانتظار السلبي لمجيئ المسيح (الماشيَّح) الآتي لخلاص اليهود؛ - حل المسألة اليهودية يكون هنا على الأرض وليس في السماء أو في آخر الأيام.
وقد انطلقت هذه المفاهيم من منطلقات أساسية ثلاثة:
1- اليهودية: ديانة أم قومية!
رأى مؤسِّسو حركة أحبَّاء صهيون أن اليهود أمّةٌ وليسوا فقط أتباع ديانة معينة دون روابط قومية أو عرقية. وعلى هذا الأساس "القومي" لليهود، أكد بن يهودا، أحد مؤسسي الحركة، أن المكان الوحيد الذي يمكن للقومية اليهودية الحديثة أن تتجذر فيه هو "أرض إسرائيل" حيث يقيم اليهود وطنهم القومي الموعود ويستعيدون العبرية لغةً يومية منطوقة إلى جانب كونها لغةُ ثقافتهم.
2- حل المسألة اليهودية: استيطان فلسطين
لم يكن الهدف المعلن لحركة أحبَّاء صهيون مختلفًا عن هدف أسلافها من رواد الفكرة الصهيونية، ألا وهو الدعوة إلى حلِّ مشكلة الحياة اليهودية في "الدياسبورا (الشتات اليهودي) عن طريق "عودة الشعب اليهودي" إلى "أرض إسرائيل"، والاستيطان فيها، والحصول على اعتراف القوى العظمى بهذا الكيان/الدولة.
3- الحل يتحقق بالجهود الذاتية لليهود
سعت التنظيمات التي انضوت تحت مظلة أحبَّاء صهيون إلى حل مشكلة اليهود في أوروبا الشرقية عن طريق ما أسموه "جهودهم الذاتية" أي دون الاعتماد على الدول الغربية، بل يكون تنفيذ هذا الحل عن طريق تهجير اليهود إلى فلسطين.
وفي هذا المسعى، اقترح، موشيه ليب ليليينبلوم Moshe Leib Lilienblum، أحد القادة البارزين في حركة أحبَّاء صهيون، أن معاداة السامية كانت نتيجة "الاغتراب اليهودي" الذي لا يمكن التغلب عليه إلا بالعودة إلى "أرض إسرائيل القديمة". أمّا ليو بنسكر صاحب كتاب "التحرر الذاتي"، فقد قدّم في كتابه هذا الأسس الإيديولوجية للقومية اليهودية، وأصبح لاحقًا زعيم حركة أحبَّاء صهيون.
على خلاف أوضاع الجاليات اليهودية في أوروبا الغربية، حيث تمتع اليهود بمزيد من الحرية السياسية، انخرطت حركة أحبَّاء صهيون في روسيا في النشاط "العملي" الدّاعي إلى استيطان فلسطين. ففي أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتزامنًا مع بدء هجرة اليهود من أوروبا الشرقية إلى "أرض إسرائيل"، والولايات المتحدة إثر المذابح الروسية، ونجاح أحبَّاء صهيون في تأسيس أولى المستوطنات الزراعية اليهودية في فلسطين، أخذ نشطاء هذه الحركة يركّزون جهودهم على الدعوة الى تعزيز الاستيطان في فلسطين، وليس على المجال السياسي لأن ظروف القمع والاضطهاد في روسيا لم تسمح بالنشاط السياسي العلني، ولم يكن أعضاؤها مستعدين لحمل لواء القضية السياسية الصهيونية، خشية أن تُثار الشكوك في ولائهم لروسيا. ونعرض في ما يلي الخصائص المميِّزة لهذه الحركة:
النشأة
من الضروري أن نشير الى أنَّ حركة أحبَّاء صهيون سبقت الصهيونية الهرتسلية، المجسَّدة في المنظمة الصهيونية العالمية التي أسسها ثيودور هرتسل عام 1897. فقد تأسست هذه الحركة بين عامي 1881 و1882، في روسيا ورومانيا، متزامنةً مع انتشار مفاهيم القومية اليهودية الحديثة آنذاك في الأوساط الفكرية والسياسية اليهودية التي تأثرت بنهوض الحركات القومية الأوروبية. وكذلك جاءت في سياق الرد على المذابح وحملات القمع التي تعرض لها اليهود في الإمبراطورية الروسية. أمّا التأليف "الرسمي" لهذه الحركة فقد تحقق في مؤتمر كاتوفيتش الذي دعا إليه وقاده ليون بنسكر عام 1884.
بدأت أحبَّاء صهيون حركةً دينية متأصلة في التقاليد والمعتقدات اليهودية، مع أن الكثيرين من أعضائها ونشطائها لم يكونوا متدينين. وقامت على رؤية مشتركة جامعة لحل المسألة اليهودية عن طريق تشجيع اليهود على استيطان فلسطين وتأمين الاكتفاء الذاتي لأنفسهم، ومنحهم الموارد اللازمة للعيش دون الاعتماد على تبرعات وأموال المنظمات الخيرية.
انتشرت الحركة في بلدان أوروبية عدَّة وضمّت بين صفوفها يهودًا من روسيا (التي كانت تضم أكبر تجمعات اليهود)، وبولندا، ورومانيا، والإمبراطورية النمساوية – الهنغارية، وألمانيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة. والجدير بالذكر أن فروع هذه الحركة في غرب أوروبا كانت تضمّ أساسًا اليهود المهاجرين من شرق أوروبا.
وصل عدد الجمعيات التي كوّنت حركة أحبَّاء صهيون إلى 138 جمعية بين عامي 1889 – 1890، (تذكر بعض المصادر أن هذا العدد وصل إلى خمسًا وخمسين جمعية)، أمّا عدد أعضاء الحركة فقد قُدّر عام 1885 بين تسعة آلاف وأربعة عشر ألفًا حين كان تَعداد اليهود في العالم عشرة ملايين.
المؤسسون
كان من أبرز مؤسسي "أحبَّاء صهيون" وقادتها:
- الحاخام تسفي هيرش كاليشر Zvi Hirsch Kalischer (1795-1874) - الحاخام صموئيل موهيليفر Samuel Mohilever, (1824-1898) - موشيه ليب ليليينبلوم Moshe Leib Lilienblum (1843-1910) - بيريتس سمولينسكين Perets Smolenskin - إليعازر بيرلمان الذي اتخذ لاحقًا اسم بن يهودا Eli‘ezer Perlmann (later Ben-Yehudah) - ليون بنسكر Leon Pinsker (1821-1891).
وقد أضفى الحاخامات على هذه الحركة طابعًا دينيًا، غير أن مؤسسي هذه الحركة، علمانيين ومتدينين على حدٍ سواء، كانوا قد أجمعوا على تطبيق نظريات القومية الأوروبية الحديثة، التي سادت في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر وسبعينياته، على ظروف وأوضاع الجاليات اليهودية آنذاك.
البنية التنظيمية
كانت هذه المنظمة عبارة عن مظلة انضوت تحتها مجموعة من الجمعيات والتنظيمات اليهودية، من أبرزها جمعية بيلو، وجمعية بني موسى، وجمعية "زربابل" (في أوديسا). وقد توافقت هذه الجمعيات على أن هدفها الرئيس لحل المسألة اليهودية هو "العودة إلى صهيون - أرض إسرائيل"، وذلك على أساس مبدأين أساسيين:
1- مناهضة كل وسائل ومحاولات اندماج التجمعات اليهودية في المجتمعات الغربية، والحفاظ على استقلالية هذه التجمعات أينما كانت.
2- التحضير لعمليات هجرة اليهود إلى فلسطين والعمل على استيطانها وبناء "وطن قومي لليهود" فيها.
ولكن مع وجود هذا التوافق، تباينت هذه المنظمات والجمعيات في حجمها واتساع قاعدتها الجماهيرية في أوساط الجاليات اليهودية، وفي طبيعة نشاطاتها. ففي حين اهتم بعضها بالعمل الخيري، دعا بعض آخر إلى استعادة "أرض إسرائيل" واستيطان فلسطين مع التركيز على الاستيطان الزراعي.
سعت منظمات أحبَّاء صهيون في روسيا، منذ نشأتها، إلى إقامة إطار عمل معترف به قانونيًا وطالبت السلطات الروسية بالموافقة على إنشاء الجمعية بوصفها "هيئة خيرية". وبعد مفاوضات شاقة، منحتها الحكومة الروسية في العام 1890 ترخيصًا رسميًا لممارسة نشاطاتها داخل روسيا باسم "جمعية دعم المزارعين والحرفيين اليهود في سورية وأرض إسرائيل"، التي عُرفت فيما بعد باسم "لجنة أوديسا" أو "اللجنة الأوديسية"، نسبة إلى مدينة أوديسا الروسية التي أصبحت مقرًا لها. ولكن الحكومة البلشفية ألغت هذه اللجنة في عام 1919.
المسيرة التنظيمية
المؤتمر التأسيسي: مؤتمر كاتوفيتش (1884) (Katowice (or Kattowitz), Romania)
عُقد هذا المؤتمر في مدينة كاتوفيتش في بولندا التي كانت تحت الحكم الألماني آنذاك، وأعلنَ نفسَه مؤتمرًا تأسيسيًا هدفه إنشاء جمعية خيرية لتشجيع المستوطنات الزراعية في فلسطين.
كان الدافع لعقد هذا المؤتمر هو الإحساس بضرورة وجود "هيئة مركزية" تعمل على التنسيق بين الجمعيات المختلفة المنضوية تحت حركة أحبَّاء صهيون، والإحساس بالضعف والخوف من الفشل، أو من عداء أثرياء اليهود في الغرب.
قُدِّم في هذا المؤتمر اقتراح أن يكون مركز الجمعية برلين في الغرب، على أن تكون أوديسا هي المركز المؤقت، ولكن هذا الاقتراح سقط لعدم وجود حماس بين اُثرياء اليهود في الغرب. ويمكن القول إن المؤتمر قد يدل على أن صهاينة شرق أوروبا كانوا قد اكتشفوا عقم الصيغة التسللية، بل عقم الاتصال بأثرياء اليهود المندمجين، وبدأوا ينتظرون المخلِّص من الغرب دون أن يعرفوا هويته أو خصائصه. ثم جاء هرتسل ومعه الحل: الاعتماد على قوة إمبريالية تعمل على نقل اليهود إلى فلسطين، وتؤسس لهم دولة وظيفية تابعة تقوم على خدمتها، وتضمن القوة الإمبريالية بقاءَها واستمرارها.
دور بنسكر في مؤتمر ماكوفيتش
يعود الفضل في الدعوة إلى هذا المؤتمر والإعداد له إلى ليون بنسكر، وهو أحد مؤسسي حركة أحبَّاء صهيون وصاحب كراسة "التحرر الذاتي؛ فقد بادر بنسكر بالدعوة إلى عقد مؤتمر كاتوفيتش في العام 1884 بهدف إرساء الأرضية التنظيمية لهذه الحركة. وكان هذا المؤتمر هو المؤتمر التأسيسي الرسمي ل “أحباء صهيون "، وجمع ممثلي الجمعيات المكونة لهذه الحركة في أنحاء أوروبا وتوحيدها في إطار تنظيمي موحد.
ألقى بنسكر خطابًا في ذلك المؤتمر دعا فيه إلى مساعدة المستوطنين اليهود "أينما كانوا"، وطالب بإنشاء جمعية منتيفيوري لتطوير الزراعة بين المستوطنين اليهود في فلسطين، قائلًا: " إن فكرة الدولة اليهودية ... لا تزال بالضرورة بعيدة المنال، وهي تحتاج إلى جهد يفوق طاقة جيلنا، ويواجه صعوبة في البلاد المتحضرة [أي بلاد غربي أوروبا] التي تحدد الإيقاع في أوروبا بأسرها".
ومن أبرز قرارات هذا المؤتمر، نذكر:
1- تشكيل لجنة مركزية مؤلفة من تسعة عشر عضوًا لتنسيق نشاط هذه الجمعيات؛ 2- البحث عن وسائل دعم الاستيطان في فلسطين؛ 3- العمل على تأمين وسائل الدعم المالي للمشروع الاستيطاني؛ 4- السعي إلى إقامة علاقات جيدة مع السلطات العثمانية التي كانت تحتل فلسطين آنذاك؛ 5- الاهتمام بإحياء اللغة العبرية عن طريق تأسيس دور نشر وإصدار الكتب والمجلات، وغيرها من الأنشطة الثقافية؛ 6- تأسيس "جمعية موشي مونتفيوري" في ذكرى ميلاده المئة أملاً بأن يدعم مونتفيوري النشاطات الاستيطانية وتمويلها، والتأثير على الحكومة العثمانية لدعم هذه النشاطات.
الحركة بين التوحيد ... والانقسامات الداخلية
مع أن حركة أحبَّاء صهيون كسبت دعم بعض الحاخامات الرئيسيين في أوروبا الشرقية، إلا أن التجمعات اليهودية تعاملت مع مسألة القومية اليهودية واستيطان فلسطين من وجهات نظر مختلفة وأحيانًا متناقضة. وقد أدّى هذا التباين إلى التوتر والخلافات بين جمعيات ومكونات أحبَّاء صهيون، وتجلى ذلك في المواقف المتضاربة بشأن مسألة المستوطنات الزراعية التي أقيمت في فلسطين بدعم اقتصادي من البارون إدموند دي روتشيلد.
أخذت هذه الخلافات والانقسامات الداخلية تنشب في صفوف الحركة خصوصًا بين المتدينين والعلمانيين، وهو ما أفسح المجال أمام البارون روتشيلد لبسط نفوذه وسيطرته على النشاط الاستيطاني في فلسطين:
ففي المؤتمر الثاني للحركة في عام 1887، نشب الخلاف بين العلمانيين والمتدينين: فقد فشل المتدينون في عزل تيار بنسكر؛ إلاّ انهم نجحوا في ضم ثلاثة أعضاء منهم إلى اللجنة التنفيذية، وصدر قرار بتجميد إقامة المستوطنات في فلسطين إلى حين التثبت من أن المستوطنات القائمة قادرة على الاعتماد على نفسها. وكذلك أعلن المؤتمر عن رغبته في إقامة مكتب للحركة في فلسطين لشراء الأراضي وتأمين الخدمات اللازمة للمستوطنين اليهود. اتسعت هذه الخلافات في عامي 1888 و1889 لأسباب عدة من أهمها عدم احترام المستوطنين في فلسطين للشريعة اليهودية إذ إنهم لم يمتنعوا عن فلاحة أراضيهم في الموسم الزراعي لهذه السنة التي توافق سنة 5649 في التقويم العبري، وهي سنة تبوير (سنة سبتية) تحل مرة كل سبع سنوات، ولا يُباح فيها لليهود زراعة الأرض. فوفقًا للشريعة اليهودية التقليدية، ينبغي لليهود الملتزمين بالتعاليم الدينية ترك حقولهم بورًا لموسم واحد بعد ست سنوات من الزراعة، والامتناع فيه عن فلاحة الأرض أو استغلال ثمارها إلَّا بناءً على فتوى يصدرها حاخامات في ظروف قاهرة.
أمَّا الصهاينة العلمانيون فرأوا ذلك منافيًا "لأساس وجودهم"، وهو الاكتفاء الذاتي اليهودي. ومع أن بعض الحاخامات المؤيدين للحركة طالبوا بتعليق هذه القواعد؛ إلا أن الغالبية العظمى من السلطات الحاخامية في أوروبا الشرقية أصرَّت على أن تلتزم المستوطنات الجديدة بالشريعة اليهودية التقليدية.
وشهد المؤتمر الثالث للحركة الذي عُقد عام 1889، ازدياد النفوذ الديني إذ تمكن المتدينون من بسط نفوذهم بزعامة الحاخام موهيلبر أحد أكبر دعاة الصهيونية الدينية. ونتيجة لهذا التغيير في قيادة الحركة، شهدت الحركة انقسامًا إيديولوجيًا عميقًا، حين أخذ بعض الزعماء العلمانيين في انتقاد سياسات الحركة. وكان أحاد هَعام (آشر غينزبرغ) من أبرز القادة الذين انتقدوا تركيز الحركة على الاستيطان في فلسطين بدلًا من العمل على تعزيز القومية الثقافية والتعليم العبري في الشتات اليهودي. ونادى بضرورة العمل الجاد في "بلاد الآباء والأجداد"، ما يتطلب "تحضير اليهود قبل هجرتهم إلى فلسطين". ولتحقيق هذا، أسس أحاد هعام جمعية "أبناء موشي" في عام 1889 بهدف "دعم الروح القومية في أوساط اليهود".
في شباط/ فبراير 1890 حصلت حركة أحبَّاء صهيون على اعتراف الحكومة القيصرية الروسية (حصل هذا الاعتراف بوساطة بارون يهودي روسي ثري) وسُميت الجمعية رسميًا ب “جمعية تقديم المساعدات للمستوطنين اليهود الزراعيين وأصحاب الحرف اليدوية في سورية وفلسطين". وبعد وقت قصير من هذا الاعتراف، في أيار/ مايو 1890، عقدت الحركة مؤتمرها الرابع في في أوديسا، أوكرانيا.
أدّت هذه الانقسامات إلى إضعاف الحركة في أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن التاسع عشر. وترافق ذلك مع تحسُّن الظروف المعيشية لليهود الروس نتيجةَ التطورات السياسية في روسيا، والهجرة اليهودية الواسعة إلى الغرب. ونتيجةً لذلك، اختفت الحركة تقريبًا في أوروبا الشرقية بحلول أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، مع استمرار مستعمراتها القليلة المتبقية في فلسطين.
إدموند روتشيلد وتمويل الحركة
كان للبارون إدموند روتشيلد (1845-1934) دورٌ محوريٌ في تمويل أنشطة أحبَّاء صهيون الاستيطانية بعد أن أقنعه الحاخامات بتركيز جهوده على "إعادة توطين اليهود" في فلسطين. وبفضل تمويله للمستوطنات في فلسطين، تمكن المستوطنون من شراء الأراضي وجلب الأعمال والمشاريع الزراعية فيها. ويقدّر الباحثون أنه أنفق في عشرين عامًا حوالي مليون وستمائة ألف جنيه إسترليني، فيما يخلص بعضهم إلى الاستنتاج التالي: إذا كانت فكرة حركة أحبَّاء صهيون وتأسيسها قد بدأ على أيدي الحاخامات والزعامات الدينية اليهودية، ثم لحق بهم العلمانيون، فإن دعمها وتمويلها جاء على يَديْ إدموند روتشيلد.
" أحبَّاء صهيون" والصهيونية الهرتسلية
يشير بعض المؤرخين إلى أن ثيودور هرتسل لم يكن على علم بحركة أحبَّاء صهيون عندما بدأ نشاطه السياسي عام 1897، وأنه لم يكن على دراية بالفكرة الصهيونية التي ألهمت هذه الحركة. ويؤكد بعضهم أن هرتسل قلَّل، في البداية، من قيمة النشاط الاستيطاني وعدَّه "صغيرًا" ووصفه بأنه "تسلُّلٌ" لأنه نُفذ بطريقة شبه قانونية مضادة لرغبات السلطات العثمانية.
ومع ذلك، فقد ترك كتاب هرتسل "الدولة اليهودية" (1896)، أثرًا عميقًا في حركة أبناء صهيون ومسيرتها. فبعد صدور هذا الكتاب، وتأسيس المنظمة الصهيونية العالمية (1897)، انضم معظم فروع أحبَّاء صهيون في أوروبا الشرقية إلى الحركة الصهيونية الناشئة، ولحق بها كثيرٌ من أعضائها والمتعاطفين معها، وتحولوا إلى ما يُسمى "التيار العملي" في الحركة الصهيونية. وبناءً عليه، يمكن القول إن هذه الحركة وأعضاءها تُعدُّ أول حركة جماهيرية أمَّنت لهرتسل دعمًا شعبيًا واسعًا. غير أن نشطاء أحبَّاء صهيون، نأوا بأنفسهم عن نهج هرتسل السلبي تجاه العمل الاستيطاني العملي في فلسطين، وكانوا من أبرز ممثلي التيار الصهيوني العملي (ويُسمى أيضًا التسللي) الذي تصدى لهرتسل، واستمروا في دعم اليشوف وإقامة المستوطنات في فلسطين وتعزيز المؤسسات التربوية والتعليمية اليهودية فيها.
في عام 1903، اقترح رجل الدولة البريطاني جوزيف تشامبرلين على ثيودور هرتسل فكرة إقامة "الوطن القومي اليهودي" في أوغندا (أطلق عليه اسم مشروع أو خطة أوغندا)، ما أثار حفيظة أعضاء أحبَّاء صهيون، فانبروا لمعارضة هرتسل لقبوله بهذا المشروع، وألَّفوا تيّارًا معارضًا داخل الحركة الصهيونية تزعمه قادة صهاينة أوروبا الشرقية الذين أصروا على أن "أرض إسرائيل" فقط هي التي يمكن أن تكون الوطن اليهودي.
وقد كان هذا الخلاف في النهج بين هرتسل وأحبَّاء صهيون مصدرًا للخلاف بين الصهيونيين "السياسيين" و"العمليين"، إلى أن ترسخت "الصهيونية التركيبية" بعد استقالة ديفيد ولفسون David Wolffsohn (1856-1914)، الرئيس الثاني للمنظمة الصهيونية العالمية، من رئاسة المنظمة عام 1911.
أمّا في بلدان أوروبا الغربية، فكان الأمر مختلفًا؛ فقد تفاعلت حركة أحبَّاء صهيون مع هرتسل، وواصلت دعمها الخيري لليشوف القديم والجديد عن طريق مؤسسة "عزرا" Esra ومؤسسات أخرى.
الإنجازات
لم تتمكن حركة أحبَّاء صهيون من مدّ جذورها عميقًا بين التجمعات اليهودية، ولا من توسيع قاعدتها الجماهيرية؛ ولهذا السبب لم تنجح إلاّ في تهجير بضع مئات من اليهود إلى فلسطين. ومن جهة أُخرى، كانت المعارضة العربية في فلسطين قد نجحت في عام 1891 في إيصال صوتها إلى الآستانة؛ فتوقفت الحركة عن إنشاء مستوطنات جديدة، وحصرت جهودها في مساعدة المدارس العبرية والمستوطنات التي كانت قائمة آنذاك.
غير أن هذا لا يقلل من خطورة هذه الحركة ودورها في مسيرة المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين:
1- لقد اضطلعت هذه المنظمة بدورٍ بارزٍ في الدعوة إلى استيطان اليهود في فلسطين وبلورة المشروع الاستيطاني الصهيوني، وقام أعضاؤها ببناء المستوطنات اليهودية الأولى في فلسطين. ومع وجود هذه الخلافات والانقسامات الداخلية التي عصفت بمسيرة أحبَّاء صهيون، والعقبات التي فرضتها الحكومة العثمانية وأعاقت شراء الأراضي والاستيلاء عليها، تمكنت هذه الحركة من شراء قطعة أرض عام 1882 على الساحل الفلسطيني في قضاء يافا، وأقامت عليها أول مستوطنة صهيونية في اليشوف الجديد في فلسطين: رِيشُون لِتْسِيُون (ومعناها الأوّل إلى صهيون). يعود اسم هذه المستوطنة إلى مقولة توراتية: "هم الأولى إلى صهيون، ولسوف أبشرهم بالقدس". ثم تلا هذه المستوطنة الاستلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات أخرى نذكر منها روش بينا (على أراضي قرية الجاعونة)، وزمارين (عُرفت فيما بعد بزخرون يعقوب، وسُميت تخليدًا لذكرى والد البارون روتشيلد بعد أن تعهد بتقديم الدعم المالي للمستوطنة)، إلى جانب تجديد الاستيطان في بيتاح تيكفا.
2- تُعدُّ حركة أحبَّاء صهيون حلقةَ الوصل بين روَّاد الصهيونية في منتصف القرن التاسع عشر، وبدايات الصهيونية السياسية مع ظهور ثيودور هرتسل وانعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897.
3- صحيح أن حركةً أحبَّاء صهيون كانت واسعة الانتشار بين الجاليات اليهودية في روسيا ورومانيا، إلا أن مجموعاتٍ منها تألفت أيضًا في أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وبهذا كانت هذه الحركة همزة الوصل بين التجمعات اليهودية في أوروبا الشرقية والغربية، والولايات المتحدة الأمريكية.
4- كان تأسيس “لجنة أوديسا" في العام 1890 من أهم إنجازات هذه الحركة. وقد وظَّفت هذه اللجنة جهودها لتنفيذ الجوانب العملية لإنشاء المستوطنات الزراعية. وشملت مشاريعها في عامي 1890- 1891 المساعدة في تأسيس مستوطنات رحوفوت، والخضيرة، وإعادة تأهيل مستوطنة مشمار هايردن.
خاتمة
مع أن أعضاء حركة أحبَّاء صهيون انصهروا في صفوف المنظمة الصهيونية الهرتسلية، ودبَّ الوهن في نشاط الحركة الاستيطاني في فلسطين، "استمرت الحركة موجودة ومستقرة تحت قيادة أوسيشكين من عام 1906 إلى عام 1919 حين تم التوصل إلى الصيغة الصهيونية التوفيقية التي جعلت التعايش مع الخلافات ممكنًا. وفي عام 1920 أمرت الحكومة البلشفية في روسيا بحل الحركة. ويجمع المؤرخون على أن جهود أحبَّاء صهيون كانت ذات نتائج متواضعة، ولولا مساعدة البارون إدموند دي روتشيلد، لكان من المشكوك فيه أن تتمكن هذه الحركة من الحفاظ على المستوطنات الأولى والاستمرار في مشروعها الاستيطاني.
ويرى عبد الوهاب المسيري أن "... تاريخ حركة أحبَّاء صهيون هو تاريخ مصغّر للصهيونية بصفة عامة. وربما كان الاختلاف الأساسي هو إدراك الحركة الصهيونية بعد هرتسل حتمية الاعتماد على الإمبريالية الغربية لوضع المشروع الصهيوني موضع التنفيذ، في الوقت الذي سقط فيه أحبَّاء صهيون في وهم الاعتماد الذاتي".
#مسعد_عربيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير … والإبادة، (الح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، بح
...
-
المشروع الاستيطاني الصهيوني: بين الترانسفير ... والإبادة، (ا
...
-
السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية
...
-
السوفييت وتقسيم فلسطين: إضاءات على كارثة تاريخية وأيديولوجية
...
المزيد.....
-
رئيس جنوب إفريقيا يعلق لـCNN على لقائه مع ترامب الذي شهد -مو
...
-
بوتين من كورسك: روسيا ستحقق كل أهدافها
-
بهية مارديني: لا خلافات أساسية بين موسكو ودمشق وتجربة بغداد
...
-
نائبان أمريكيان ينقلان موقف الشرع من اتفاقات إبراهام وشروطه
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط 77 مسيرة أوكرانية في الأراضي ال
...
-
-أكسيوس-: البيت الأبيض في ولاية ترامب الثانية بات خطرا وفخا
...
-
روبيو: الولايات المتحدة منفتحة على أي اتفاق سلام بين روسيا و
...
-
نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها
-
الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة
-
أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحر
...
المزيد.....
-
في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ محمود خلف
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ فتحي الكليب
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|