|
الهادي لجيديم ... بَهِيتَة
نسرين جواد شرقي
الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 22:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جيديم ، انت ايتها الاجمل خلقا ، وارق احساسا ، وكثيرة الحيرة اذ فيك يتمايل العشاق يمنا ويسارا ،بين مشاعر غزل ، حب وعشق ، ووله وبين وجود وكيان وروعه الاحاسيس ،كذلك تم وصفك انك ذات الهيام الفريد ، اذ اختلف التفسير فيك قديما وحديثا، اذ وصفتك الحضارات المختلفة بالاهتمام الشديد ،كذلك معظم الأديان السماوية منها أو الطبيعية، فضلاً عن الآراء الفلسفية واللاهوتية والصوفية، والأساطير والفنون ،كذلك شغل وصفك الفلاسفة والمفكرين والعشاق والشعراء والمحبين ، وكل من اراد الهيام بك لينشد اجمل احساس لمحبوبته ،كذلك انت شغلت عقل وذهن الإنسان قديماً وحديثاً، ليسترشد الإنسان الحائر في هذا العالم الواسع الكبير عن هذا السر الخالد فيك، الذي هو مصدر حياته ووجوده ومعارفه ومواقفه ، ليحدد مفهوماً أو مصطلحاً أنتجه العقل الإنساني لينال الاهتمام الواسع في مجالات الفكر الإنساني وفي عموم الثقافة والحضارة الإنسانية، اذ انصب الاهتمام بك في البحث عن الروحانية وبعدها الدلالي واللغوي والميتافيزيقي الديني – الفلسفي، معظم الأديان والفلسفات والفنون والثقافات في مجمل الحضارات الإنسانية، لارتباط هذا المفهوم بالإنسان نفسه وما يتصل به من مخلوقات أخرى، فمنذ أن وجد إنسان على هذه الأرض بدء يفكر تفكيراً تأملياً عقلياً عميقاً ،عن مصدر وجوده وأصله ومبدأه ومنتهاه. اذ دفعه إلى الاهتمام بذاته والكشف عنها باعتبارها سراً مخفياً في داخل الإنسان غير الظاهر، فأطلق على هذا السر المخفي عدة لفظات، ووفق اعتقاد تلك الحضارات ، انها شغلتهم فكل حضارة عبرت عن ذلك الاهتمام وفق معتقداتها، منها الحضارة المصرية ، اذ اعتقد المصريون القدماء أن الروح ( ك و ب ، في مصر، لفظ كا/با) مكونة من أجزاء عديدة. بالإضافة إلى هذه الأجزاء، كان هناك جسد الإنسان (يُسمى ح ، وأحيانًا يكون جمع ح ، ويعني تقريبًا "مجموع أجزاء الجسم"). اما لأساطير الخلق المصرية القديمة ، خلق الإله أتوم العالم من الفوضى، مستخدمًا سحره الخاص. لأن الأرض خُلقت بالسحر، اذ اعتقد المصريون أن العالم مشبع بالسحر وكذلك كل كائن حي عليه. عندما خُلق البشر، اتخذ هذا السحر شكل الروح، وهي قوة أبدية تسكن في كل إنسان ومعه .اذ تنوع مفهوم الروح والأجزاء التي تحيط بها من المملكة القديمة إلى المملكة الحديثة ، في بعض الأحيان يتغير من سلالة إلى أخرى، من خمسة أجزاء إلى أكثر. اذ تشير معظم النصوص الجنائزية المصرية القديمة إلى أجزاء عديدة من الروح ، هذا معتقد الحضارة المصرية القديمة. اما الحضارة الرومانية القديمة اذ اعتقد الرومان أن كل شيء في الطبيعة تسكنه الأرواح التي تفسر وجود هذا العدد الكبير من الآلهة في البانثيون الروماني، فتظهر المشيئة الإلهية عن طريق الظواهر الطبيعية التي يبحث الشخص الروماني التقي عن تفسير لها. هذا يعلل الاهتمام الكبير المقدم للفؤول والنذر في كل مظهر من مظاهر الحياة اليومية الرومانية.
لكن رؤيا الحضارة الصينية القديمة تشير إلى النظرية الصينية ان "الروح" هي الحياة البشرية، اذ يظهر الجانب الأرضي للروح (بو) مع بداية الحياة البشرية، وبعد نشوء(بو)، يظهر الجانب السماوي للروح (هون). فإن (هون) هي روح القوة الحيوية للإنسان التي تتجلى في الوعي والذكاء، بينما (بو)هي روح الطبيعة الجسدية للإنسان التي تتجلى في القوة والحركات الجسدية. اذ يحتاج كلٌّ من (هون) و(بو) إلى تغذية جوهر القوى الحيوية للكون للحفاظ على صحتهما. عندما يموت الشخص موتًا طبيعيًا، يتبدد (هون) تدريجيًا في السماء، ويعود (بو) ربما بطريقة مماثلة، إلى الأرض. اذ تُترجم "الروح". في كل من اللغة الصينية الكلاسيكية والحديثة، فتُستخدم الكلمتان، في معظم الحالات، بالتبادل. كما يمكن فهم الروح، بالمعنى الصيني، على أنها قوة حيوية راقية تعمل كحلقة وصل بين العالم البشري والعالم الروحي.فتكمن خصوصية الإنسان في امتلاكه أروع القوى الحيوية في الكون. لذا، يُعدّ البشر تجسيدًا للروح. ومن مظاهر الروح الإنسانية الإحساس الإنساني. بينما الحضارة الاغريقية ترى من خلال استخدام الإغريق القدماء مصطلح " ذو روح " لتمثيل مفهوم الحياة، مما يشير إلى أن أقدم وجهة نظر فلسفية غربية باقية اعتقدت أن الروح هي التي تمنح الجسد الحياة. فاعتُبرت الروح "النفس" غير المادي أو الروحي الذي ينعش الكائن الحي. فيقتبس فرانسيس م. كورنفورد من بيندار قوله إن الروح تنام بينما تكون الأطراف نشطة، ولكن عندما ينام المرء، تكون الروح نشطة وتكشف عن "مكافأة الفرح أو الحزن تقترب" في الأحلام. فيكتب إروين رود أن اعتقادًا مبكرًا قبل فيثاغورس قدم الروح على أنها بلا حياة عندما غادرت الجسد، وأنها تقاعدت في هاديس دون أمل في العودة إلى جسد. لذا كان أفلاطون أول مفكر في العصور القديمة يجمع بين الوظائف المختلفة للنفس في مفهوم واحد متماسك، فالنفس هي التي تحرك الأشياء (أي التي تعطي الحياة، على أساس أن الحياة هي حركة ذاتية) عن طريق أفكارها، مما يتطلب أن تكون محركة ومفكرة. ايها الناظر تمعن وأقرا ،ماذا ابدعت الحضارة السومرية للروح ، وما هي الروح عندهم ؟ ان مفهوم الأشباح أو الأرواح في بلاد ما بين النهرين ظلال الموتى في العالم السفلي في أساطير العصور القديمة الكلاسيكية.اذ عُرفت ظلال الموتى أو أرواحهم باسم "جيديم" (gidim) في السومرية، واستُعير اسم "إِتيمو" في الأكادية. الروح هي الجانب أو الجوهر غير المادي المزعوم للكائن الحي. فيُعتقد عادةً أنها خالدة وأنها موجودة بمعزل عن العالم المادي. لكن النظريات الرئيسية الثلاث التي تصف العلاقة بين الروح والجسد هي التفاعلية ،والتوازي ،والظاهرية الثانوية. فقد وجد علماء الأنثروبولوجيا وعلماء النفس أن معظم البشر يميلون بطبيعتهم إلى الإيمان بوجود الروح، وأنهم ميزوا بين الأرواح والأجساد عبر الثقافات. ففي الفلسفة كانت الروح محور الاهتمام منذ العصور القديمة. لو ننظر الى الحضارة العراقية القديمة، اذ نتصور فيها كيف وصفت الروح فتقوم على كون الإنسان مركب من عنصرين أحدهما الجسم المادي والثاني غير مرئي هو الروح، كما واعتقد العراقيون أن الروح مستقلة عن الجسد، وتنفصل عنه بعد الموت، ولا يؤثر ما فعله فيها بعد الموت، لاعتقادهم أن الموت حتمي، بانقطاع التنفس وتوقف الحركة في الصدر، وأما البعث والقيامة فلم يكن لهم تصور واضح عنهما . اذا الروح هي كيان خارق للطبيعة، غالبًا ما يكون ذا طبيعة غير ملموسة على غرار كيانات مماثلة أخرى كالأشباح والجان والملائكة. اذ يحمل المصطلح طابعاً دينياً وفلسفياً وثقافياً يختلف تعريفه وتحديد ماهيته ما بين الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة، لكن هناك رأي سائد عبر كثير من الأديان والاعتقادات والثقافات البشرية على أن الإيمان بوجود (الروح) يجسد مفهوم المادة الأثيرية الأصلية الخاصة بالكائنات الحية. استناداً إلى بعض الديانات والفلسفات، فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في الوجود مع الاعتقاد بكونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان. ويختلف مصطلح الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية (يُقصد الإسلام) فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد. فوصفت الروح في مخيلة الفلاسفة في عدة صور، فنرى وضع سقراط وأفلاطون وأرسطو ، الفلاسفة السقراطيون في اليونان القديمة الأساس للفهم التقليدي للروح. اذ فهم الفلاسفة اليونانيون ، مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو ، أن الروح يجب أن تمتلك ملكة منطقية، وأن ممارستها هي أقدس الأفعال البشرية. اما في محاكمته الدفاعية، فلخص سقراط تعاليمه على أنها ليست سوى حث رفاقه الأثينيين على التفوق في أمور النفس لأن جميع السلع الجسدية تعتمد على هذا التميز. اذ استنتج أرسطو أن جسد الرجل وروحه هما مادته وشكلته على التوالي : الجسد عبارة عن مجموعة من العناصر والروح هي الجوهر. الروح أو النفس اذ تشمل القدرات العقلية للكائن الحي: العقل، والشخصية، والإرادة الحرة ، والشعور، والوعي ، والكيفيات ، والذاكرة، والإدراك، والتفكير، وما إلى ذلك. لكن حسب النظام الفلسفي، يمكن أن تكون الروح فانية أو خالدة . لكن الفيلسوف أفلاطون اعتقد أن الروح هي الذات الحقيقية للإنسان ، كائن غير مادي وخالد في حياتنا، يستمر ويفكر حتى بعد الموت يرى اعتبار الروح كأساس لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي للإنسان واعتقد بأن الروح يتكون من (3 أجزاء) متناغمة وهي العقل والنفس والرغبة ،وكان أفلاطون يقصد بالنفس المتطلبات العاطفية أو الشعورية .فجاء بعد أفلاطون الفيلسوف أرسطو بتعريف الروح كمحور رئيسي للوجود ولكنه لم يعتبر الروح وجودا مستقلا عن الجسد أو شيئا غير ملموس يسكن الجسد فاعتبر أرسطو الروح مرادفا للكينونة ولم يعتبر الروح كينونة خاصة تسكن الجسد. بذلك يمكن الاستنتاج إن أرسطو لم يعتبر الروح شيئا خالدا. اما تصور سقراط فأن الروح تمتلك قدرة عقلية، وأن ممارستها تُعدّ أسمى أنشطة الإنسان، لذا وصف أرسطو الروح بأنها " الواقع الأول " لجسد منظم طبيعيًا - ترتيب الشكل والمادة يسمح للكائنات الطبيعية بالتطلع إلى تحقيق الذات الكامل. اما محاولة (رينيه ديكارت) في خطوة مهمة إثبات إن الروح وتنظيم الاعتقاد بالروح تقع في منطقة محددة في الدماغ .اما (إيمانويل كانت)،في خطوة جريئة قال :- إن مصدر اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكير الإنسان، أي بمعنى ان العقل الذي يحاول تفسير كل شيء على أساس عملي سوف يضطر إلى التساؤل عن الأشياء المجهولة الغير ملموسة وبذلك فتح الباب على مصراعيه لرعيل من علماء النفس ليفسروا الروح على أساس نفسي . لكن توسّع الفلاسفة في العصور الوسطى في هذه الأسس الكلاسيكية.لكن الفلاسفة العرب كان لهم راي في الروح وتفسيرها ، اذ فرّق ابن سينا بين النفس والروح، مجادلاً بأن خلود النفس ينبع من طبيعتها لا من غاية ينبغي تحقيقها. واتباعاً لمبادئ أرسطو، فهم توما الأكويني النفس على أنها أول حقيقة للجسد الحي، لكنه أكد على إمكانية وجودها بدون جسد، إذ إن لها عمليات مستقلة عن الأعضاء الجسدية. خلال عصر التنوير ، فعرّف( إيمانويل كانط) النفس بأنها "الأنا" بالمعنى التقني، معتبراً أنه يمكننا إثبات أن "جميع خصائص النفس وأفعالها لا يمكن تمييزها من خلال المادة". اما الغزالي بين وجهات النظر السينوية حول الروح والفلسفة السينوية (الفلسفة )، فيقول ان الإنسان هو جوهر روحي ( جوهر روحاني )، غير محصور ولا متصل ولا منفصل عن الجسد. يمتلك المعرفة والإدراك. يحدد الذات غير المادية بالنفس المطمئنة والروح الأمين في القرآن والنفس للرغبات الجسدية التي يجب ضبطها. مع ذلك، فإنه يرفض التوسع في الطبيعة العميقة للروح، حيث يدعي أنها محرمة بالشريعة ، على أساس أنها تتجاوز الفهم.فذكر ، تتكون النفس من ثلاثة عناصر: الحيوانات والشياطين والملائكة. المصطلح للذات أو الروح هو القلب ( القلب ). اذ يمكن فهم النفس ،نرى في مفهوم الغزالي للنفس، على أفضل وجه على أنها النفس،وهي "مركبة"(مركب) للروح، ولكنها متميزة. اذ تهتم الأجزاء الحيوانية من النفس بالوظائف الجسدية، مثل الأكل والنوم، اما الجزء الشيطاني يتصف بالخداع والكذب، والجزء الملائكي بالتأمل في آيات الله ومنع الشهوة والغضب. وعليه فإن الميول إلى اتباع النفس أو العقل مرتبطة بعوامل خارقة للطبيعة: فالملائكة تلهم اتباع العقل الى (الإلهام) والشياطين تغري بالاستسلام للشر(الوسواس). كما ان اهتمام الغزالي من وجهة نظر البيضاوي المتأثرً من كتابات الغزالي، اذ ذكره صراحةً أيضا. فقد تم تفصيل تصنيفه للأرواح في كتابه "طوال الأنوار" ، الذي ألفه حوالي عام �. فهو يدعم وجود الروح كمستقلة عن الجسد ويقدم أدلة عقلانية وقرآنية. ويضيف أيضًا أن النفس تُخلق عندما يكتمل الجسد، لكنها لا تتجسد في ذاتها، وهي مرتبطة بالروح . بناءً على ذلك، فإن الله، في توحيده ، يخلق أولًا العقل (العقل) ،هو ليس جسمًا ولا صورة، بل هو سبب جميع الإمكانات الأخرى. من هذا العقل، فينتج عقل ثالث حتى العقل العاشر، الذي يؤثر بدوره على العناصر ويجلب الأرواح (الأرواح).تحت هذه العقول توجد "أرواح الأفلاك" (الأرواح الفلكية) التي تُعرف بالملائكة السماوية. أسفل منهم الملائكة الأرضية غير الجسدية، الملائكة الطيبين والأشرار(الكروبيون والشياطين) اذ الملائكة المسيطرة على العناصر و"أرواح العقل" ( النفوس الناطقة ). تخيل كيف صور ابن سينا وابن النفيس للروح، كان ابن سينا فيلسوفًا مسلمًا دمج نظرية أرسطو للنفس في إطار إسلامي.بعد أرسطو، توسع ابن سينا وابن النفيس ، الطبيب العربي، في فهم أرسطو للنفس، وطورا نظرياتهما الخاصة عنها. فقد ميز كلاهما بين النفس والروح، كان لمذهب ابن سينا حول طبيعة النفس تأثيرٌ كبيرٌ على المسلمين اللاحقين. من آراء ابن سينا حول النفس فكرة أن خلود النفس نتيجةٌ لطبيعتها، وليس غايةً لها. في نظريته "العقول العشرة"، اعتبر النفس البشرية العقل العاشر والأخير. اذ كتب ابن سينا تجربته الفكرية الشهيرة " الرجل العائم " لإثبات الوعي الذاتي البشري والطبيعة الجوهرية للروح. فحثّ قراءه على تخيّل أنفسهم معلقين في الهواء، معزولين عن جميع الأحاسيس، وهو ما لا يشمل أي اتصال حسي حتى مع أجسادهم. فيجادل بأنه في هذا السيناريو، سيظل لدى المرء وعي ذاتي .بالتالي، يخلص إلى أن فكرة الذات لا تعتمد منطقيًا على أي شيء مادي ، أنه لا ينبغي النظر إلى الروح من منظور نسبي، بل كمعطى أساسي، وجوهري. لكن لو نرى صقل (رينيه ديكارت) هذه الحجة وبسّطها لاحقًا من منظور معرفي ، عندما قال: "يمكنني التجريد من افتراض جميع الأشياء الخارجية، ولكن ليس من افتراض وعيي الخاص". هنا لابد من الاعتراف بماذا وصفوك وما اجمل ما وصفوك انت ايتها الجميلة ( الروح) من النظرة الاولى اكانت بمنظار حضارة قديمة، اراك ام كان البدا في البحث عن ما مكوناتها وما صفتك وما حاجاتك ، فكنتي ضمن حاجاتها الضرورية لكتابة هذا المقال، ام كنتي في مخيلة فيلسوف ام مفكر ام باحث كنت قد شغلته، انت ايتها المحيرة والمستدرجة لمعرفة من انت ايتها الاجمل في السطور ام في القلوب ام في العيون ام في الاحساس ام في العقول، كنت اينما كنت انت السؤال الذي يطرحه كل من فكر فيك وفكر في اسعادك، ما اجملك ايتها ( الروح ). ذات المسار المهم الذي يتغير كثيرا من اجل لحظات قليلة فينعطف لك الكثير لأجل القليل، انه انت ( الروح ) ما اروعك. كيف اصفك وقد حارت فيك كل الحضارات وشغلتي تفكير الفلاسفة والمهتمين، اذ حار في وصفك، وكيف تكونين، ومن اي شيء انت... ايتها الروح ،أأنت كيان خارق للطبيعة ،فغالبًا ما يكون ذا طبيعة غير ملموسة على غرار كيانات مماثلة أخرى كالأشباح والجان والملائكة. يحمل المصطلح طابعاً دينياً وفلسفياً وثقافياً يختلف تعريفه وتحديد ماهيته ما بين الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة، ولكن هناك رأي سائد عبر كثير من الأديان والاعتقادات والثقافات البشرية على أن الإيمان بوجودها يجسد مفهوم المادة الأثيرية الأصلية الخاصة بالكائنات الحية. استناداً إلى بعض الديانات والفلسفات، فهل أنت الروح المخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في الوجود مع الاعتقاد بكونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان. لكن هل حقيقة الروح غامضة من الحقائق المسلّمة أن روحك التي بين جنبيك هي أقرب الأشياء إليك وأشدّها لصوقاً بك ، إلّا أن حقيقتها غيبية مجهولة ، لم يستطع العقل البشري أن يتوصل إلى معرفة أسرار كنهها واستجلاء ماهيّتها. هنا تعدّدت آراء الفلاسفة ونظريّات المتكلّمين في ماهية الروح ، وهل هي عرض أو جوهر ، وفي نشأة الروح وهل هي قديمة أو حادثة ، وفي علاقة الروح بالبدن ومحلّها منه وتعلّقها به ، وفي خلودها بعد الموت ، وحقيقة سعادتها وشقاوتها .اذ وصفت الروح بأجمل وصف ،فقيل انت عشق الروح لا ينتهي... ولغة ، الروح لا تُخطئ ، وذاكرة الروح لا تنسى و قوة الروح لا تُقهر ، وجمال الروح لا يوصف و عتاب الروح لا يُحتمل ، الروح إذا ما مَلكَتك مَلأتك وإذا آوتك داوَتك وإذا أَحبّتك احيتك غريبة هي الأرواح " الرُوح تّأنس من يُلاطِفها فلاطفوا الأرواحَ و لا تُطفؤوها... لابد من التطرق لوصف الروح واروع وصف لها عندما ابدع ابن قيم الجوزية من خلال كتابه :- اذ قال بعض الأرواح روحانية خلقت من الملكوت فإن صفت رجعت إلى الملكوت. ثم قال قلت الروح التي تتوفى وتفيض روح واحدة وهي النفس وأما ما يؤيد الله به أولياءه من الروح فهو روح أخرى غير هذه الروح كما قال تعالى .لذا تبين واضحا حبه للروح الذي كان واضح من خلال كتاب يحكي كله عن الروح، كما ذكر ان الروح بمعنى (الحياة التي يكون بها قِوام الكائنات)، ومنه قوله تعالى: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} (الإسراء:85)، فُسِّر (الروح) في الآية هنا على أنه العنصر المركب في الخلق الذي يحيا به الإنسان. لذا نرى العرب قبل الإسلام يعتقدون في الروح معتقداً هو أن الدم هو الحياة، ثم لاحظوا أن النفس جزء مهم في الحياة، فقالوا أن الحياة عبارة عن الهواء في باطن جسم المرء، وظلت هذه الفكرة مدة من الزمان، فأتى جيل بالغوا في تصور النفس الذي يتكون من الدم والهواء، حتى اعتقدوه طيراً من الطيور لها علاقة بالتشاؤم، وهذا الطير هو البومة التي تمثل الخراب والفساد والموت عند الأمم، وعليه فان العربي قبل الإسلام لم يتصور حقيقة الروح خارجاً عن المادة. لذا فان الروح الجميلة هي خلق الله سبحانه للإنسان وبث فيه الروح الطيبة النقية، فالروح تميل للجمال والجمال يسكن الروح، فتزداد النفس رضا وسعادة، بها يصح البدن والعقل، وهي حقيقة لا يقر بها البشر إلا بعد فوات الأوان، بعد أن تسأم العين ما لفت نظرها وأبهرها ومن ثم عافته النفس فلا قول حينها إلا أن: "الجمال جمال الروح". كذلك الجميلون روحاً جاذبيتهم طاغية واطلالتهم فاتنه لا يفعلون أشياء كثيرة ولكنهم يربِكون القلوب بدرجة كبيرة. الجميلون روحًا يعشقون الفرح بكل أبجدياته يتناغمون مع إيقاعات. اذ قيل في جمال الروح؟ جمال الروح ذاك هو الجمالُ تطيب به الشمائل والخِلالُ ولا تُغني إذا حسنت وجوه وفي الأجساد أرواح ثقال زهور الشمع فاتنة ولكن زهور الروض ليس لها مثال حبال الود بالإخلاص تقوى فإن يذهب فلن تقوى الحبال حذارِ من الجدال فكم صديق يعاديه إذا أحتدم الجدال بأرض الخِصب إما شئت فازرع ولا تجدي إذا زُرِعَت رمال. لذا تجمل في القول فيك ايتها الروح ،فقال ابن قيم الجوزية رحمه الله اذ قال "لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ، ولا تحمل هم الرزق فإنه من الله ، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله ، فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله ، لأنك لو أرضيت الله ، رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك" .لذا فان حب الروح ما أجمله من حب و ما أعظمه من حب فحب الروح هو عناق للجسد والنبض وللقلب والنور للعين . وما أروعه من شعور يمتزج الرحيق بالرحيق وتنصهر الروح بالروح و يرتبط القلب بالقلب برباط أبدي يدوم بدوام الحياة ،وما اعمقه من حب ينحفر بالقلب و يترك به ذكرى من أجمل وأعمق الذكريات، ان لغة الروح لا تُخطئ ، و ذاكرة الروح لا تنسى و قوة الروح لا تُقهر ، وجمال الروح لا يوصف و عتاب الروح لا يُحتمل ، الروح إذا ما مَلكَتك مَلأتك وإذا آوتك داوَتك وإذا أَحبّتك احيتك غريبة هي الأرواح " الرُوح تّأنس من يُلاطِفها فلاطفوا الأرواحَ و لا تُطفؤوها. اذ تتعلق الروح بأخرى فلا تستطيع أن تبتعد عنها أو تنساها فالتعلق بروح إنسان هو إحساس يفوق الحب بكثير هو شيء يشبه التعلق فحبك لروح شخص كفيل أن يلازمك طول حياتك فحب الشكل لا يدوم فعندما تحب روح أحد ليس سهلاً أن تراها في شخص آخر لأن الروح دائماً واحدة وليس لها بديل او شبيه او مثيل ، هي تفرد، فتبقى قلوبنا تسافر عبر السماء حتى تصل لمن تحب فتخبرهم، انها قد تعلقت بروح انسان معين ، كان قريب ام بعيد، جميل ام لا ، غني ام فقير، عاقل ام متهور، عصبي المزاج ام متزن ، اكان يوما من نصيبك ام تلحق سراب ، لتروي العطش فيك لتفاجئ انك عشقت السراب ، فتمثل لك فيه انه عشق الروح ؟ ساكن ام هادئ انت ترى البعيد ، هو يتمايل بطيء الحركة لترى العين خطواته وتسمع الاذان لهثة انفاسه، هو ثقيل المشاعر...صامت الاحساس ... متذكر حسب المزاج ... يبحث عني عند الاحساس بالفراغ ... او غياب الاهم ليبحث عن المهم ... وليد اوقات الفراغ ... بديل العشق هو الحب لأنه الاضعف ...بديل النظر هو السمع ...هو الصوت ... بديل لهفة القلب ...هو الهمس ... ما اعجبك من محب عاشق ولهان تجمع بين اثنين ..ثلاثة ..اربعة ..ربما اكثر ..فهن متسلسلات وفق حاجتك ... وحبك ...وعشقك ... لكل واحدة الاولوية في الطلب فتبادر في طلب واحدة وعلى الاخريات الانتظار عندما يجف شوقك ... منها، تقدمت في التسلسل ،لتروي لك عطش الفراغ ، ولتملئ صمت الحب ، لتتحول ذلك الجفاف الى نهر يروي انت قد حددت مجراه، عجبا ايها الهادي في النظرات والمتدفق في المشاعر والصامت بين متمكن ومسيطر وخاضع ...وله العشق بتفوق...هو الذي ارسى سفينة الهدوء والسكينة والفرح والحنان وطلب منهن الصعود الى السفينة وكانت مرساها ضفاف الهادي لروحي...تتجمع كلمات كثيرة ومحيرة تعبر او لا تعبر ...لحيرتي في الوصف...انها الشعور بالارتباك ام الْياس ، لعله تَرَدُّد ، اظنه تِيه ، يمكن دَهْشَة ، اعتقد شَدَه ،لعلها اشبه بالضَيَاع ، يكتنف غُمُوض ، اراه بَرَق ،ام هو شعور خَوْف ،ام اراها دَهْشَة .ام كثرت مرادفاتك ايتها الروح فهي( حياة , خَلَد , قَلْب, نَعَامَة , نَفْس , وِجْدَان ، جَنَان ، قَلْب , رَاحَة ، رَحْمَة ، فَرَح ).لكن أجمل عشق الروح للروح وما أعمق من الحب ينحفر في القلب ويترك به ذكرى من أجمل واعمق الذكريات نعيشها في كل لحظة من حياتنا وصعب نسيانها لأن حب الروح هو حب الخلود وهو الحب الدافئ والهادئ في ليلة عاصفه فما اجملك يا حبا للروح الذي تأخذني من عالمي الى عالم الهيام والحنان و الحياة الفريدة الجميلة. اذ وصفها عاشق فقال (قلبي لك يا من ملكت كل القلوب، وعهدي لك أنّي سأبقى رفيق الدّروب، فكن صبوراً فقلبي لا يقوى الحروب، وكن بي حنوناً فحبّي لك، شمس تأبى الغروب. في كتبي، في أحلامي وفي صحوتي، إليك يا من يرتعش كياني من شدة الشوق إلى رؤياك فقط عند ذكر اسمك). اما حيرتي ماذا أقول عن حيرتي ؟ سوى ارشدني يا رب الى الطريق الصحيح ، أنا الحائر، فهل من مرشد لحيرتي، ام اقف أمامها عاجزاً عن حلها، وغير عارف بالطريق الذي يوصله إلى الهداية. اذ سيطر السؤال على ذهني فيشغلني عن كل شيء. لان انشغال الذهن قد سبب لي الأرق، بسبب اني منشغلاً عن كل ما يدور حولي، فهو معك اينما ذهبت، لكن عقلي وقلبي في مكان بعيد، قد هاما لأبعد مكان. ياحيرتي كيف اعرفك انت، هل انت نوعية أو حالة ضياع أو حيرة أو ارتباك ، لا اعلم انها حيرتي في ان اكتب عنك ايتها الحيرة ، فانا في حيرة في ماذا اكتب ، عنك ياحيرتي ، ام ان الروح هي من احتارت في ارشاد الاصابع واختيار الكلمات في الكتابة لتسطرها على السطور ، يا للعجب في حيرتي ، لماذا اختار الكلمات والعبارات وابدع في الوصف ، فان حالتي في كتابة هذه السطور هي حيرتي ، هي التعبير الصادق والوصف النقي ، والاحساس المرهف، في وصفك ، فيا حيرتي ، ان اصفك ، لقد زادت اكثر عندما تطلبت الحيرة كلمات لتخط على السطور ، لتروي ولتهدي روحي فكانت حيرتي ... ما اروع الروح عندما تعشق وبعدها تعيش الحيرة ...اذا ( الهادي لروحي ... حيرتي ) فان روحي تبحث عن الهادي لها ... لتوقف تلك الحيرة ..اذا تفسير عنوان المقال هو ( الهادي لروحي ... حيرتي ) ...حتى لا تبقى هناك حيرة ... في عنوان المقال ... تحياتي.....................
#نسرين_جواد_شرقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هُتْر أَلْمَعِيّ ... مُهْجَة
-
ثنائية العين ( مسلمات الدلالة... الكسران ... الهجران )
-
زهرة المسنون ... تذبل في سكون العيون ؟؟؟
-
خَوِرَ ... في المهد لا تهزين ألا...تشتاقين ؟؟؟
-
طود النسرين ...قدري ...
-
مدخل الى........ البديل؟؟؟
-
مدخل الى ...... البديل ؟؟؟
-
الله سبحانه ...صور فابدع في خلقه... القارة السمراء..
-
ضربا يا سيوف ...لا ... نطقا يا حروف ؟؟؟
-
جدلية ...الورد..و...السندان...في ..وداع ...الرمان
-
أحجية الغرام...بين ...متصل الآن ...و...متصل بالانترنت
-
فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا
المزيد.....
-
دوروف يعلن استعداده للإدلاء بشهادته بشأن التدخل الأجنبي في ا
...
-
رئيس الأركان الإسرائيلي يهدد بتوسيع العملية البرية في غزة وي
...
-
نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: نزع سلاح حزب الله يجب أ
...
-
ليبيا.. مجلس النواب يحدد الاثنين المقبل جلسة استدعاء لمرشحي
...
-
اجتماع بلديات غرب ليبيا يدعو لتغيير الحكومة ويطالب المجلس ال
...
-
الدفاع الروسية: إسقاط 15 طائرة مسيرة أوكرانية
-
ترامب ردا على زيلينسكي: الرئيس الأمريكي وحده المخول باتخاذ ق
...
-
شاهد.. فلسطيني يبصق في وجه ضابطة في الجيش الإسرائيلي.. والشر
...
-
8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين
-
كوت ديفوار تستعد لاحتضان منشأة أميركية لتشغيل المسيّرات
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|