أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نسرين جواد شرقي - ضربا يا سيوف ...لا ... نطقا يا حروف ؟؟؟















المزيد.....

ضربا يا سيوف ...لا ... نطقا يا حروف ؟؟؟


نسرين جواد شرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 00:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمجدت بك العرب ايها الرمز الخالد في تراثهم والبارق في ثقافتهم متمثلا تراثهم الشعبي باطار الشرف والسؤدد والمجد والقوة. من خلال مكانتك الفريدة بين الأسلحة في سالف العصور، اذ كان مدعاة فخر وأنس وعز وقوة، كونه أهم الأسلحة وأشرفها، هو أهم سلاح يتسلح بها المحارب ، فيهب لفارسه الهيبة والوقار، فقيل "أن العرب كانت تطعن به كالرمح، وتضرب به كالعود، وتقطع به كالسكين، وتتخذه سراجاً في الظلمة، وأنساً في الوحدة ، وجليساً في غياب الصاحب ، ورفيقاً للسائر، وقاضي القتال وفيصل الحكم بين الرجال"، ما أروعك في دفاعك عن الحق ونشر الدين الذي ارتضاه الله لعباده في الأرض بعيدًا عن كل مظاهر العنف والرغبة في التسلط والطغيان ،إنما لنشر العدل بين الناس على اختلاف دياناتهم وأعراقهم، فحظي بمكانة عظيمة في حياة العرب فبرعوا في فن صناعتها وزخرفتها، وتفننوا في تسميتها وإطلاق أجمل الألفاظ عليه انه "الحسام ، البارقة ، الزالق ،الصفيحة ، المطبق ، المأثور ، المشرفي ، المعضاد ،القضم ، الصمصام ، اصليت ، المغول المهند ، المقصل ، المخضل ، المخذم ، الجراز ، الحسام ، القاضب ، الهذام ، ذو الفقار ، يا لكثر الاسماء هي بعدد 300 اسم ،ما اروع كثر اسمائك ، بل وما اروع اسمك دون الحاجة لذكر الاخريات منها بل الاكتفاء باسمك الفريد الجميل ايها " السيف " اذ تربع هذا الاسم على كل الاسماء الاخريات في الجمال والشدة والحزم والعزة ، ما اروعك من القوة ايها السيف .
اذ اهتم العلماء والأدباء بالسيف وأفردوا له مصنفات ومؤلفات مستقلة كما ضمنوا في بعض كتبهم أبواباً وفصولاً عن السيف، بل شغل حياتهم في سرائها وفي ضرائها ، فلا شاردة ولا واردة إلا ذكروها فيك ايها" السيف ". الرشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يصدأ بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال ، كان الاهتمام به قبل الإسلام وبعده اهتماماً كبيراً ، وأولوه عناية خاصة ، بل هو أنفس الهدايا التي تُهدى، كان اهتمام الخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء على اقتناء أجود أنواع السيوف في خزائنهم، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس ، هو مدعاة تفاخر وعز حتى لو قتل به كانت الشهادة طريقهم في الوصل الى الجنة من خلالك انت ايها السيف ، كيف لا ارضى بضربك وتهان عليه الاوجاع والالام والاحزان والجراح التي ابتلى بها جسدي ولم يبتلي بها سمعي ، فعيني ترى الجراح وتعلم وانه لأيام معدودة ستشفى وينسى الجسم ما ابتلى ويعود فرحان وكان السيف لم يمر عليه واحزنه ، بل اسعده كونه ضربا بالسيف ، لا ضربا بالحرف ؟؟؟
يعد ارتباط السيف بالقتال ارتباطًا قوياً، إذ كان أداته الأولى للقتال دفاعاً عن نفسه وعن قبيلته، وقد كانت غارات القبائل بعضها على بعض قبل الإسلام مستمرة، وتدور رحى المعارك بينها لأسباب مختلفة، لذلك كان العربي يولي اهتماماً بسيفه حريصاً على صقله وشحذ طرفه ونصله لا يسير دونه وقد يأوي إلى فراشه وهـو إلى جانبه، وهو بالنسبة له دليل القوة والشرف والكرامة، كونه المدافع عنك في الحرب وفي الطعن كونه حاد الألم شديد جداً يحدث بصورة مفاجأة ويشكي منه بوصفه ألم الشديد الذي يشبه طعنة السكين داخل الجلد أو كأن أحداً يطعنه بسكين بصورة متكررة. يعتبر ألم الطعن خطيراً، انه الالم الجسد يكون هو المقصد فتكون الجراح فيه هينة بنزف الجسم ، ويتحمل ذلك الوجع لحين ان يتم تضميد تلك الجروح .هنا يسكن الالم حين ترى العين ان الجروح تضمدت وان الشقوق توارت ، وان الدماء اوقف نزفها في الجسد المسكين ..قد هان كل شيء وكان السيف لم يقطع ذلك الجسد ولم ينزف نهر الدم منه ، ما اقساك ايها السيف في الجسد ، اذ يحمل كل شيء في عالم مرتبط بعضه مع بعض انه الاحساس ، انه الرحمة ، انه الحب ، انه الانسانية ، انه الشفقة ، انه الود ، انه كل احساس مرهف ، انه الانسان ، صنعت ايها السيف لتقطع لا جسدا ، ولا لتنزف نهرا احمرا ، ولا لتقتل كيانا ، بل صنعت لدافع عن من ضاع منه الحق ، او اغتصب من عرض ، او انتهكت منه ارض لترد لك حقوقك بنصل سيفك ، ما اروعك وانت تدافع وترجع الحق ايها السيف ،وما اقسى من وجهك الاخر ذو النصل البراق والقاطع للأوصال لا للجسد فألمه ذو وقت محدود وجرحة ذو شفى معروف ، وشفائه طريق النسيان في ذاكرة الايام المعلومة ، فلا قسوتك تكبر ولا جرحك يبقى في الجسد اثرا، ايها "السيف اضرب فان لا عداء بيني وبيك فجرحك طريقه النسيان ، ونزفك بضماد يتوقف ، وساعات المر مصيرها الزوال ، اقولها لك ضربا ثم ضربا ايها السيف ، فالجسد قالها لك ، ضربا ايها السيف ، لا نطقا ايها الحرف .
يا حروفا انت ايتها الاطلالة الجميلة في اطلاق اللسان، بأجمل الحروف لتتربع على عرش المقتنيات الثمينة والجميلة والفريدة والتي يقتنيها الانسان هي حلوة بحلاوة الكلام حين تترتب حرفا تلو حرف وكلمة تتلوها كلمة لتسر السامع ولتطرب الاذن ، حتى يمتد التواصل بطريق الرحمة والود ، فلا ينزعون إلى إقحام كلمات وحروف في حديث تكون كلماته اقسى من نصل السيف واعمق من جرحه واغزر من نزف الجسد ،فلا ضماد يشفي ولا نزيف يتوقف و لا عين ترى ،لكن الاذن سمعت فنزف القلب بنهر الاحزان وتقطع الجسد بحروف حدت كنصل سيف ، واغمضت العين لكثر ذرف الدموع ،يا لقساوة الحروف ،لم ارضى بسيف جارح انفرد بنفسه ، بل اصبحت سيوفا تجمعت وقطعت سمعي وجسدي فلم تعد كونها حروف لتكون كلمات ثم عبارات ثم قصة ، يا لقسوة الحروف في حد نصلها فلم ترحم كائنا رقيقا ،ودودا، مرهفا ،هائما في غزل الحروف ينتقي منها الجميل لتكون جسرا جميلا تتراقص فيه الحروف بحلاوتها على مسمع الاذن ليست قليلة كونها ( 28 ) حرفا .لا تتقاتل لتحد كسيف عد لحسم امرا كان مستعصيا .هل علينا أن لا نمدح حروفا معينة ،ونثني على الاخرى ، حتى السيوف غيرت مسارها فتحولت من الحرب الى السلم، فاصبح تقتنى مثل التحف الفريدة والنادرة ويعلق على الحائط ليمتع الناظر، وليرفع من شانه ليقول افتخر فانا معك ، لكن ليس بتلفظ كلمات وحروف قست واغضبت واحزنت وآلمت فإنك "تصمت بثبات" لتكون اقوى وتتحمل الكلام كما تحملت الالام بضرب السيف. اذ السيطرة على الكلام. و حالة القلق والاضطراب التي استبدت بك من شدة التوتر قد جعل الصدر يضيق إلى حد ما، ولا تهتم بنفسك بقدر ما تهتم بالمتلقين".
يا للعجب انه ميلادك اليوم يا حروف ، لا تهاون تجمعي فضربا ضربا يا حروف ، واليوم سكونك ايها السيف فلا ضربا فقد بدلت الادوار ..لك الضرب كحد السيف اليوم ، ان الحروف تحلت بميلادها اليوم ( 12 / 11 ) فتوجت سيفا يقطع .. لا حرفا تنطق ، والسيف اصبح حرفا يقرا فما اسعد قدري ان كان السيف حرفا لا يضرب ، وانت الحرف اصبح سيفا يقطع لا يرحم .... لماذا يا حروف وقد تجمل وانشد وافرح واسعد كل من ارسل الحروف مرسال ود ورحمة ، اذ وصفك الادباء والشعراء والفلاسفة وكل من حمل قلما او ردد شعرا او استخدم حرفا كان القلم والحرف توأمان ... كذلك أجمل ما في الحروف قلم يدونها .. والأجمل هو الفكر الذي يبدع والأوراق التي تحفظ.. يا حروف ماذا افعل حين يعم الصمت ووجع الحروف، حين ابدل القدر الضرب بالحرف لا بالسيف فما كان الا ان ينزف بما سمع من الحروف فهانت عليه .وتبعثرت الحروف بين القسوة والرحمة وبين الفواصل والنقاط ، لذا يبقى النص فارغا، قاسيا باردا ومجردا من أي أحساس او شعور. كيف أكتبك وأنت مالك يميني واليسار فقيدتني الحروف وعجزت اناملي تراك لامعا براقا جميلا يا حرفا تلو حرف لتسكن في سطور تترقرق في ماء ازرق صاف لا تشجع واقرا ما سطرت الايام لي من حروف ، كيف أكتبك وقد تأرجحتَ كلماتي فسقطتْ بين نصلها فهي قاطعة ،لا اصدق ما اسمع واتعجب مما ارى ؟؟؟ اذ ضاعت أوراقها في ريح كإعصار قطع الورق فتنار في الهواء ، كيف أكتب وقد أرهقني الفِكرً . كيف اكتب وتخشى اناملي قطع وصالها ، فلم اعهد يوما ان كلماتي ستكون نصل سيف انهى ودا كان يوما على سطور قد خلد ..والسيف كان يوما ماضي قد تم فناءه ..لن اكتب لا بحروف ولا بكلمات ولن امسك القلم ولن اخط سطور... اليوم ميلادك يا حروف ..و اليوم سباتك يا سيوف.. سأنطق ..ضربا يا سيوف ..لا نطقا يا حروف ...زد ..ضربا يا سيوف ..لا ضربا يا حروف ... ما قساك ...يا قدري ...بين الحرف والسيف ...اضرب لا تتهاون ...زد ضربا...بالسيف ام بالحرف...زد ...ضربا ...انك.... قدري ........؟؟؟



#نسرين_جواد_شرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية ...الورد..و...السندان...في ..وداع ...الرمان
- أحجية الغرام...بين ...متصل الآن ...و...متصل بالانترنت
- فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نسرين جواد شرقي - ضربا يا سيوف ...لا ... نطقا يا حروف ؟؟؟