نسرين جواد شرقي
الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 09:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف تكون الحياة ؟
الحياة أشبه برحلة قطار، نلتقي فيها رفاق او اصحاب او اناس سفر في محطات مختلفة ان قصرت الرحلة او طالت. اذ يصعد معنا عائلتنا وأصدقاؤنا وأحباؤنا، اناس يتشاركون معنا لحظات تلك الرحلة و تقلباتها ، تاركين لنا ذكريات ودروسًا. قطـار الحياة يمضي بلا توقف. مسيرته طويلة ومحطاته كثيرة ونحن ركاب هذا القطار. لكل منا محطة بداية لكن لا أحد يعرف متى موعد محطة النهاية كثيرون هم من يتمنون العودة إلى محطة ما من حياتهم ،انها ذا طريقين منهم من ركب فيها وهو المستقبل وصمد فيها ، ومنه من كان ماضي وتعثر في النزول ، لا ثالث لهما. انهم قد اضاعوا فيها لحظات من عمرهم سعيدة كانت بلحظاتها ، حزينة لا يمكن نسيانها ،طويلة لا يود ان تنتهي ، قصيرة يتسرع للخلاص منها ، لكن يمضي قطار الحياة ( العمر ) دون توقف، يمر على محطات الحياة واحدة تلو أخرى، بعضنا يغادر الحياة مبكرا، وآخر يلزم مقعده في القطار بصمت متأملا الحياة من نافذة الأمل متفائلا، آخر يحاول أن يتفاعل مع الحياة وأن يجعل لرحلته هدفا وغاية، وآخر ينتظر بشوق المحطة القادمة ، وآخر يحاول بجهد أن يوقف القطار. واخر يقول تقدم ان الحياة لا تنتظر من ينزل منها ، ولا تتوقف مع من بقى جالسا في مقاعد القطار . ايها القطار لك خطوط تتكون من مسارين في اتجاهين مختلفين، لكن أحياناً قد يتكون الخط من مسار واحد فقط .
يا لباب الحياة اسئلة يتداولها الناس بمختلف بقاع الارض ، وبمختلف الثقافات ومختلف الاديان والاجناس والالوان وحتى الذكاء ، ووفق تصنيف علم النفس اذ الأربعة اصناف هم (الناس الاذكياء ، ناس الذكاء العاطفي ، ناس الذكاء الاجتماعي ، ناس اصحاب الذكاء في مواجهة الشدائد ).اذ يتبادر الى الذهن بعض الاسئلة منها الصعبة التي تحتاج جهد للإجابة عنها، ومنها السهلة التي يستطيع ابسط الناس في تصنيف الذكاء الاجابة عنها.
من تلك الاسئلة : - ماذا علمتك الدنيا ؟ - ما هي الخبرات التي اكتسبتها من الحياة ؟ - هل الحياة لها قيمة ؟ - هل الحياة الدنيا صعبة ام سهلة ؟ - هل تحتاج الحياة لقيمة مادية ام معنوية لتستمر؟ - هل تعلمت من حياة سلبا ام ايجابا ؟
اما مستويات الذكاء الانساني فقد تدرجت الى ( ذكاء عبقري ، ذكاء طبيعي ، ذكاء منخفض ، ذكاء منخفض جدا ) . تكون اسئلتهم ذا طابع متدرج من الاسئلة الصعبة الى السهلة ثم السهلة جدا . ومنها : - ما هي قدرة الله على الخلق ؟
- ماذا اعطتك الدنيا وعلمتك ؟
- ما هو أذكى شيء في الكون ؟
- ما هو السؤال الذي يتغير كل مرة ؟
- ما هو السؤال الذي لا يمكن لمنصات البحث ( جوجل ) الإجابة عنه ؟
- ما هي خبراتك في الحياة ؟
- ما هي أعظم دروس اعطتك الحياة؟
- كيف يتعلم الإنسان من الحياة ؟
- ما هي أسئلة التذكر؟
- ما هي أسئلة التفكير؟
- ما هي أسباب المعرفة ؟
- هل انت مقتنع ان الدنيا سهلة وليست صعبة ؟
- هل العقل مهم في فهم الدنيا ام التجارب ؟ وهكذا تسلسل الاسئلة لفهم الحياة ..اذ لكل سؤال جواب ، فلا يجوز تركها دون جواب ،ادركت ان اجابات تلك الاسئلة هي دليل ان الانسان قد وصل الى درجات الفهم ، وفي الاتجاه الصحيح اذا استطاع حل تلك الاسئلة فقد وصل الى فهم للحياة .
فهم الحياة ؟ المتأمل في القرآن الكريم عن الدنيا يجد أن القرآن الكريم ، تضمن عدداً من الآيات تبلغ نحو من خمس وعشرين آية تحذر العبد من مغريات الدنيا وتصفها بأنها متاع الغرور. فهي ليست أكثر من متاع يستخدمه الإنسان في هذه الحياة إلى أن يصل إلى دار القرار. فلابد ان يفهم الحياة ،ولا تغرنه المغريات ، بكل اشكالها ، لكي افهمها لابد أن أجمع بين كل ما موجود في الكون والحياة ليكون تردده في عقلي موجات فهم واستيعاب كالصفات التي يمتلكها الانسان، كالجمال والقسوة ، كذلك صفات اللين والحكمة ،اضيف صفات الغضب والهدوء ، والعلم والجهل ، الحق والباطل ، كثر هن . لذا تأمل ايها الفاهم للحياة ومدركها ، قمة التحدي في الحياة أن تضحك بينما ينتظر منك الآخرون البكاء. عجباً لهذه الدّنيا الأصدقاء يبتعدون ويفترقون ويتشتتون، على فراق أحدهم يجتمعون. اعلم لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلّك عورات وللناس ألسن. تبدأ الحياة عندما نزيح جانباً الأنا الخاصة بنا، ونفسح المجال لمحبة الآخرين. إذا أردت أن تصمد للحياة فلا تأخذها على أنها مأساة . لان الحياة كجنة قد أقفلت مفتاحها، من يجتهد يبلغ ومن يصبر يصل. افعل الخير دائمًا وستجد نتيجة ما تفعله فمن يوزع الورد تبقى رائحته في يده. من الأمنيات التي لن تتحقق في هذه الدنيا، أن تحصل على نجاح بلا فشل، وصحة بلا مرض، وانتصار بلا هزيمة، وحياة بلا موت، إن الدنيا لن تصبح بديلة كاملة عن الجنة على أي حال. المهم أن تتفاءل فمهما طالت الرحلة الخاصة بقطار الأحزان، فبالتأكيد سيقف في يوم ما بمحطة السعادة. فقد علمتني الحياة أن الصدق والوفاء وجهان لعملة نادرة اسمها الصديق ، رغم كل ذلك ، انهما وجهان للحياة يوم مبتسم ، ويوم متقلب ، فاحذر يوم تقلب وغدر الزمان .
اقول هل تقلب الزمان ، ام غدره ، ام اشتداد بلاءه ، ماذا اسال ؟ وماذا اجيب ؟ من أصعب المشاعر التي يشعر بها أي إنسان، هي الغدر فهو مثل السكين الذي ينغرس في قلب الإنسان ويحرق قلبه. لأنه إذا قامت الحياة بالغدر فلا خير فيها ويصبح الانسان وحيداً بمفرده، اما غدر الزمان وتقلبه ، صعاب شداد فيك ايتها الحياة ، لأنه كان أشد ابتلاء على الناس ،حينما غدر الزمان. اما لجهل الناس او لعجزهم في فهمها ،اذ كيف أنتقي الأفراد في حياتي ، هنا العودة لك ايتها الحياة ، ماذا علمتني ، أن اثق بنفسي أولا قبل أن تثق بالآخرين، احسن الاختيار بصدق ولا اخسر قيمة واحترام نفسي ،ام اتزين لافهم الحياة للأشخاص من حولي، بزينة الفرح والسعادة والحب والجمال ، ام العودة للأسئلة التي خطت مسارات الحيرة في الاجابة عليها ، بالمقابل هن قرينات الذكاء وانواعه ، يا حيرتي. كيف يمكنني فهم معنى الحياة ؟ كيف اعيش الحياة ، هل ابحث عن الاجابات ، ام في مسار العيش تتدرج مع الاسئلة الاجابات لا استبق الزمن و لا اجتهد في حلها واتركها للوقت ام للصدفة ام يحلها شخص اخر عني ام المدرسة تجد لها حلولها جاهزة ، يا عجبي كلها اسئلة ، هل في حلقة الاسئلة ادور وهل تسبق عباراتي كلها صيغة اسئلة ؟ عجبا ، ام ماذا ؟ ابقى اسأل هذا السؤال ، وذاك ، وهل اقصد في سؤاله أن اقول: كان الإنسان عدماً، هل صح ام خطا ؟ ام اقول قد يكون القصد : الإنسان موجود، ولا أسأل عن خلقه بعد أن كان عدماً، وإنما أسألك أنّه الآن موجود، لماذا؟ أي أنّ السائل يسأل عن دور الإنسان في الحياة ، معمر ام مدمر ، ناصح ام مخادع ، مرشد ام مضل، حكيم ام احمق ، بعد أن خلقه الله سبحانه وابدع في خلقه ... العلم عند الله سبحانه.
اعيد السؤال على عقلي لادرك ماذا علمتني الحياة ؟ هل هناك أمل حقيقي في أن ينقل الفهم من جيل الى اخر من خلال تجربته للجيل الذي يليه ؟ أم من المحتّم على كل جيل أن يمرّ بالتجربة بنفسه ان كانت نفسها ام تشبها لحد معين ، أن يستخلص كل جيل بنفسه ما يستطيع استخلاصه من تجربته هو، دون أي أمل في أن يحصل على أي مساعدة من الأجيال التي سبقته ؟ اجيب ام اترك الفهم يسير وفق ما علمتني تجارب الحياة ، أن الناس تغيظهم المزايا التي نتفرد بها ، ولا تغيظهم النقائص التي عن غيرنا، أنهم يكرهون منك ما يصغّرهم لا ما يصغّرك ، قد يرضيهم النقص الذي فيك لأنه يكبرهم في رأي أنفسهم، لكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغّرهم أو تغطي على مزاياهم ، او تظهرك افضل منهم ، وقد تسمو وترتفع اعلى شانا منهم ، يا لعجزي عن فهم الحياة ، وقد زادها فهم الافراد التي تعيش تلك في الحياة ، ام ابدل الادوار افهم الافراد اولا ، كونها الطريق لفهم الحياة ، حول دوران الادوار كدوران الارض حول نفسها ام حول الكواكب ، ام لا ؟
ايها الفهم للحياة ، انا وانت نتعلم في هذه الحياة ، أنت قرين الفاهم ، فهو يفهم ، والفاهم قرين الفهم ،يعني لابد أكون قويا وصامدا في أوج الصعاب وأتحدى كل موقف لأتجاوز كل موقف بكل ما فيها ولا أندم على أي قرار في حياتي لأصبح أقوى في اتخاذ خطواتي.. وقراراتي، فهي علمتني ، انها الحياة، أن أجعل قلبي مدينة بيوتها المحبة وطرقها التسامح وأن أعطي بدون مقابل وأجعل الأمل مصباحا يرافقني في كل خطواتي... وحياتي دائما تكون من عدة تجارب يخوض فيها الفرد ،في كل مرحلةٍ من مراحل حياته، في كل خطوةٍ يقدم عليها يقوم بتجربةٍ جديدةٍ، لكن العِبرَة أن يتعلم من هذه التجارب، أن يستطيع الاختيار بين الجيد والسيئ ام التفريق بينهما فيختار، ليكون طريق الخروج من كل تجربةٍ بحِكَمٍ وخبراتٍ ذا مستوى متقدم وعال، فيمكنه الخوض في الحياة والسير في الطريق الصحيح بناءً عليها وبالاستعانة بها، كونه تعلم من دروس الحياة ؟ تعلم أن لا شيء يبقى على حاله، وأن المتغيرات تشمل كل شيء، من الأماكن للأفراد وحتى للظروف والفرص. تعلم أن ما يذهب لا يعود ، وأننا لا نتعلم نفس الدرس مرتين. نتعلم أن الإنسان كائنٌ لا ينسى بسرعة بل يتناسى ليخفف من الضغط على تفكيره وليستطيع المواصلة والتخفيف من الحمل الذي اثقل تفكيره ، لأنه إن لم يفعل سيبقى يبكي ويتحسر على ما فقده طوال الوقت... بذلك يفوت عليه الكثير وقد يتوقف عنده الاكثر من الامل في المواصلة والتقدم والنجاح ، فتنغلق عليه حلقة الفهم ، فيكون في دائرة اللا فهم ( الجهل ، الخرف ، النسيان ) ...ما اصعبها ؟ النسيان بعد التذكر والفهم في الحياة .
ايتها الحياة تتقلبين وتغدرين ، ولا تكترثين ،كنت جميلة مزهرة فواحة في نظري فتسلل ذاك الجمال الى روحي وعقلي ، فلماذا عصفتي وهجتي ، فانقلبت الى عاصفة حملت كل شيء قاسي ، ومدمر ، فكنتي كماسحة لكل مخزون في ذاكرتي ، وفوق ذلك اصابني الخرف والنسيان ، بعد ان كنت ذلك الذي يقود الحياة ، وصاحب دفتها لا الحياة التي تقودني ، ذاك الذي اسهم في تطورها وابدع في الابتكارات ، ذاك الذي تفرد في العطاء وانجب ، تلك الاجيال لتحمل من جيناته الذكية والفريدة المعطاء ، ذاك الذي سطرت أنامله سطور الحياة بالإبداعات والابتكارات والاختراعات ، ذاك الذي سيطر عليك ايتها الحياة فكنت طائعة ، مطيعة ، ساكنة هادئة ، لاجدال او نقاش ، كثر هن كلماتك فتشابهت في كلمة واحدة هي ( نعم ... ) .ما هي تلك القوانين التي صدرت منك ، ما هو ذاك الانقلاب من هو الذي يقوده ، ومن سن تلك القوانين لتطبق علي انا الفرد الذي كان حامل القلم وسطر في صفحاتك ايتها الحياة ... فاصبح في ايادي اخرى ، ذا نصل قاسي ، ليقطع خيوط الفهم والعلم ... ويركن الفهم في قضبان الماضي ...ليعم النسيان فيك ايها الحاضر والمستقبل.
انها العودة ، لكن الى اي زمن قبل الغدر والتقلب على الإنسان ، هل قبل النشوء ، قبل تكوين العقل وتجمع العلم والفهم ، قبل تكوين تأملاته التي يفهمها عبر تنظيره في بناء عالمه العقلي الفريد ، صاحب الاسم المتداول بين الافراد في الحياة ، كيف انقلبت تلك الاحوال من صاحب الاحتواء لكل الامور والاحوال والافراد كبيرها وصغيرها وغنيها ، و فقيرها ، وكيف يسئل ولا يسال ، كيف وقد كان هو الحياة ماسك الامور وزمامها دون تقلب او غدر يا زمان، وتدرج فيها حتى وصل لدرجة ( 100 % ) فوصف بالذكي العالم والفاهم ( أَلْمَعِيّ ) والذي تتطلع الافراد كل لحظة لترى وتسمع ماذا يرفدهم لمواصلة حياتهم ولا يجعلهم في حيرة عن السؤال والاستشارة ، والهادي عند الحيرة ، ماذا اقول وقد تعجز الكلمات ، فتتحول الى النسيان ( هُتْر ) ما اصعبها تلك التي اجازتني بها الحياة واخرجتني منها بنتيجة وشهادة كتب عليها (هُتْر أَلْمَعِيّ) لتكون نهاية مرحلة مدرسة الحياة فتخرجت منها وانا اخر الطلاب اذ بعدها لا اطلب من الحياة اي شيء فقد حصلت على الشهادة ، ذلك في نهاية العمر... يا عجبي ...من فهم الحياة " كون الفهم هو بداية الحكمة " هذا ما قاله الفيلسوف أرسطو...اما لاو تزو فقال "الحكمة هي الحكمة في العمل . اما "الفهم هو مفتاح السلام الداخلي" انه قول كونفوشيوس .اذا الفهم والحكمة ليسا مجرد مفاهيم فلسفية، بل هما جوهر النمو الشخصي وبناء علاقات معمقة ومستدامة مع الآخرين.اذا اودع الفهم في طيات الحياة ، واسدل كل تجربة عرضت على مسرحك ايتها الحياة ، فاقضي في ركن اظلم متناسي ، ضيق في اغراض الماضي يكون متسع لك انت وحدك ايها المفروض على حياتي دون اذن مني ، او حتى ان يطرح علي السؤال ، في ان تكون ضيفا جميلا ، اكمل به حياتي ، ام ثقيلا يجعل حياتي تنحني كل يوم الى الاسفل لترضى عني ، واقبل بك لتكون عنوانا لمقالي .... انها الحياة وهذه سنتها ..فلا اعتراض على حكم الله سبحانه ..هو الخالق المصور المبدع في خلقه ..وهو اعلم بالحياة الدنيا ....ما اروع ما صور في الخلق ..فالحمد لله على السراء والضراء ....
#نسرين_جواد_شرقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟