أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صابرين ستار جبار - رؤية في قمة بغداد















المزيد.....

رؤية في قمة بغداد


صابرين ستار جبار

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان استضافة القمة العربية تعد فرصةً تاريخيةً للعراق لإعادة تأكيد دوره الريادي في المنطقة العربية، وتعزيز علاقاته مع الدول العربية، وتحقيق التنمية والازدهار لشعبه، وتاريخياً، شهدت بغداد قمماً عربية سابقة لعبت أدواراً مفصلية، لعل أبرزها قمة عام 1978 التي تزامنت مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وقمة 1990 قبل اندلاع حرب الخليج الثانية. وفي كلتا المناسبتين، لعب الإعلام دوراً حاسماً في توجيه الرأي العام العربي تجاه مخرجات القمم، سواء بدعم قراراتها أو بانتقادها.
هذا وان عودة بغداد لاستضافة القمم العربية يمثل محاولةً لإعادة دمج العراق ضمن المعادلة العربية بعيداً عن الولاءلات المحورية، سَيما وانه قد جاء ضمن تحولات إقليمية كبرى، منها التحول السياسي في سوريا، وتوسيع العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة، ومحاولة تحجيم الدور الايراني وأذرعه في المنطقة العربية.
من هنا بات لنا طرح التساؤل الجوهري هل قمة بغداد شكلت منعطفاً مهماً نحو إعادة تفعيل الدور العربي على الصعيد العالمي أم أنها ستكتفي في وضع المطالب في ادراج المكاتب وصفوفها؟
ان تفاعل العراق المباشر مع الأحداث الاقليمية في المنطقة ينطلق من الخشية من تأثير هذه الاوضاع على ارضه ومن ثم رغبة العراق ومن خلال الدبلوماسية المتبعة في وزارة الخارجية في محاولة استرجاع دوره المحوري في المنطقة العربية، وهذا ما يفسر النشاط الدبلوماسي للعراق الذي يهدف إلى تنسيق المواقف بدلًا من الانغماس في التفاعلات المُعقَّدة جرَّاء تعدد المصالح الذي يفاقم حالة عدم اليقين بشأن سلوكيات الدول تجاه بعضها البعض؛ ما يحفز العراق على اعتماد سياسة النأْي عن الصراعات المحلية والعالمية.
كما ان انعقاد القمة العربية في العراق لها عدة انعكاسات سياسية وهي تضع العراق أمام عدة رهانات ترتبط باستضافة العراق للقمة وهي الآتي:-
أولها:- الرهان الأمني، وذلك من خلال إبراز الاستقرار النسبي وتراجع التهديدات الإرهابية.
ثانيها:- الرهان الثاني وهو السياسي التأكيد على نضج القرار العراقي وقدرته على إدارة التوازنات بين المحاور المتنافسة (الخليج _إيران _تركيا) ومغادرة العراق سياسة الحياد السلبي والتركيز على سياسة التوازن وتقديم صورة العراق كدولة جامعة للعرب، لا منقسمة على هويتها.
ثالثها:- الرهان الثالث هو الاقتصادي أي ضرورة العمل على الترويج للبيئة الاستثمارية العراقية في ظل الحاجة إلى إعادة الإعمار والتنمية.
رابعهم:- الرهان الرابع والأهم هو من الناحية الجيوسياسية، فإن انعقاد القمة في بغداد يحمل رسالة مزدوجة تتضمن: أولاً أن العراق لم يعد مجرد مسرحٍ للتنافس بين النفوذ الإيراني والأمريكي، بل أصبح قادرًا على إدارة توازناته وفقًا لاعتباراته الوطنية؛ ثانياً، أن الجامعة العربية على ضعفها لا تزال تعتبر العراق قاعدة يمكن الاستثمار فيها سياسياً في ظلِّ ما يشبه غياب الدور السوري، واستقرار مشروط في لبنان، وتوتر داخلي دائم في ليبيا واليمن.
على صعيد السياق الخارجي ان انعقاد القمة جاء متزامناً مع عدة أحداث ابرزها الآتي:-
اولاً:- القمة الخليجية/ الأمريكية: والتي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشملت كُلًّا من قطر والسعودية والإمارات، وقد حقَّقت هذه الجولة مكاسب سياسية واقتصادية مزدوجة، تعكس الارتباط الواضح بين الاعتبارات الداخلية الأمريكية ومتطلبات المنافسة الدولية في منطقة الخليج.
ثانياً:-طبيعة الوضع السياسي السوري: والذي تمثل في الرئيس أحمد الشرع بصورة اكثر انفتاحاً نحو الغرب، وهو ما ترجمته القمة الخليجية الامريكية القمة وقد توج هذا الانفتاح بإعلان واشنطن رفْع جميع العقوبات عن سوريا.
ثالثاً:- استمرار التصعيد بين حزب الله واسرائيل: والذي يبقى التساؤل مفتوحاً حول استقرار الوضع في لبنان كإحدى الملفات الأكثر تعقيدًا ضمن السياق العربي.
رابعاً:- بدء عملية عسكرية جديدة واسعة في قطاع غزة، كجزء من الاستعدادات لتوسيع العمليات وتحقيق أهداف الحرب، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن وتفكيك منظمة حماس الإرهابية وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي.
خامساً:- طبيعة الأزمة السودانية: فالعلاقات بين الإمارات والسودان اخذت منعطفًا شديد الخطورة بعد أن أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، في 6 مايو، عن قطْع العلاقات مع الإمارات، ووصفها بأنها دولة عدوان، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع، وتَبِعَ ذلك رفْضٌ رسميٌّ إماراتيٌّ للاعتراف بـسلطة بورتسودان كممثلٍ شرعي للدولة السودانية.
سادساً:- طبيعة الاوضاع الليبية:- إذ شهدت ليبيا في الفترة الاخيرة حالة من التوتُّر السياسي والأمني.
وان ختام الدورة 34 من القمة العربية ببغداد، توج بجملة من النتائج وهي كالآتي:-
اولاً:- اخذت القضية الفلسطينية جل اهتمام قادة القمة العربية مؤكدين جميعهم على ضرورو إنهاء الحرب الاسرائيلية على غزة مع وقف فوري وكامل لإطلاق النار وكافة العمليات العسكرية الاسرائيلية وضرورة ادخال المساعدات وإعادة اعمار البنى التحتية في القطاع مع رفض محاولات التهجير، وضرورة حل الدولتين والدعوى إلى عقْد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ثانياً: الترحيب الدولي من قبل قادة القمة برفع العقوبات عن سوريا آملين ضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي مع التأكيد على السيادة الكامل
ثالثاً:- التأكيد على أهمية دعم الجيش اللبناني كمؤسسة ضامنة للاستقرار، وعلى ضرورة دعم عودة اللاجئين السوريِّين إلى وطنهم في إطار منسق مع الحكومة السورية. وفي اطار الاوضاع في اليمن اكد قادة القمة على دعمهم للمبادرات الخليجية والأممية التي تهدف إلى الوصول لتسوية عادلة ومستدامة، أما عن اوضاع السودان فقد دعا اعضاء القمة إلى دعم إعلان جدة، ومبادرة دول “إيجاد” التي تسعى لتوحيد المسارات السياسية والميدانية.، بينما طالب قادة القمة فيما يخص الوضع الليبي بالإسراع في إصدار القوانين الانتخابية؛ تمهيدًا لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ بما يضمن وحدة ليبيا واستقرار مؤسساتها.
رابعاً:- ضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وشدَّد على أن امتلاك إسرائيل لترسانة نووية يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
خامساً:- قضايا الأمن المائي العربي، اكدوا قادة القمة على ان المساس بحصص المياه في دول المصب (لا سيما مصر والسودان) يعد تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي.
وفي ضوء ما تقدم يجب ان ندرك ان نجاح القمم لا يقاس بمستوى التمثيل بل بما تخرج به من مخرجات وبما تضعه من مبادئ وما يترتب عليها من التزامات دولية وانطلاقاً من ذلك نرى وفي ضوء قمة بغداد وما رافقتها من احداث استثنائية ومتسارعة في المنطقة العربية نرى ان الحاجة اصبحت ملحة نحو تطوير رؤيا عربية واقعية جداً تتسم بالمرونة والانفتاح مبتعدة عن التشنجات مدافعة عن مفهموم الأمن القومي العربي بعده منظومة تبتعد عن التنافس وعن مفهوم الاصطفاف وهذا يحتاج إلى عمل عربي مشترك مدركاً لمعنى الأمن القومي العربي وهذا لا يتم إلا من خلال العمل الدبلوماسي المشترك والدائم بين الدول العربية ووضع مبادرة اقتصادية تأخذ بالحسبان جميع الاعتبارات الغذائية والأمنية جاعلين من مبادرة الحكومة العراقية في دعم اعمار لبنان وغزة مفتاحاً وسلماً نحو المبادرة الاقتصادية الكبرى، والعمل بجهد كبير جداً على جعل قرارات ومخرجات القمم العربية مؤثرة لدى المنظمات والاتحادات الدولية الكبرى وهذا لا يتأتى إلا بوحدة الصف العربي التي تعيد الدور الفاعل للعرب في رسم خريطة محيطه الاقليمية



#صابرين_ستار_جبار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستورية المحكمة الاتحادية العليا أين تكمن
- الحاجة إلى عقلاء
- حركة المقاطعة الفلسطينية بين الماضي والحاضر
- تخبط مجلس النواب العراقي في انتخاب رئيسه
- العراق وأزمة الفراغ السياسي
- لبنان وشبح الحرب الأهليةصابرين ستار
- قراءة في الانتخابات العراقية المبكرة ومخرجاتها
- حي الشيخ جراح والنزاع التاريخي المتجدد
- موقف القوى السياسية من الانتخابات العراقية المبكرة


المزيد.....




- هل تعتقد أن بوتين يريد السلام مع أوكرانيا؟.. ترامب يجيب لـCN ...
- لندن وبروكسل توقعان اتفاقية دفاعية
- صحيفة: القادة الأوروبيون استغربوا عدم رغبة ترامب في فرض عقوب ...
- اتفاقيات ثنائية تشهدها قمة بريطانية أوروبية هي الأولى بعد -ب ...
- من باريس إلى ستوكهولم ـ حزب -البديل- وأشقاؤه في أوروبا
- ترامب: روسيا وأوكرانيا ستبدآن محادثات وقف إطلاق النار -فورا- ...
- -مصر أم قطر؟-.. مشروع قانون في إسرائيل لحظر وساطة دولة عربية ...
- ضجة في الجزائر وفتح تحقيق عاجل بسبب سؤال عن -قيام إسرائيل-
- اتصال بوتين وترامب.. تمهيد لحل بأوكرانيا
- أسباب جفاف الشفاه


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صابرين ستار جبار - رؤية في قمة بغداد