أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام طه - قمة بغداد: محاولة عربية لقول شيء مختلف














المزيد.....

قمة بغداد: محاولة عربية لقول شيء مختلف


همام طه

الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل مشهد عربي يزداد استقطاباً وغموضاً، جاءت قمة بغداد لتفتح نافذة رمزية جديدة في جدار العمل العربي المشترك. ليست مجرد قمة في جدول القمم، بل محاولة عراقية واعية لاستعادة موقع وطني وإقليمي كان قد تآكل بفعل الحروب والانقسامات والارتهانات.
لم تكن قمة بغداد حدثاً عادياً، بل مرافعة رمزية عن دول عربية تكافح للصمود وتبحث عن أفق سيادي وتنموي في ظل تحوّلات المنطقة. ولم تتأثر القمة بمناخ الاستقطاب كثيراً بل أفادت منه في تعزيز استقلاليتها، فحضور الرئيس المصري شخصياً أعطاها بعداً إقليمياً نوعياً. فمصر، بتاريخها ومكانتها، ليست دولة عابرة في ميزان السياسة العربية، وهي في هذه اللحظة التاريخية بالذات تأخذ بزمام التحدي في مواجهة المساعي الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى مثل مصر والأردن. ومن بغداد، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً لافتاً في لهجته تجاه السياسات الإسرائيلية، وهو موقف مدروس في توقيته ومكان إعلانه.
ثمّة قراءة ممكنة هنا: مصر المنهكة اقتصادياً، والعراق المثخن بالجراح يسعيان لاستلهام إرثيهما في المواجهة مع الغطرسة الإسرائيلية من خلال بلورة موقف عربي مناهض للظلم ومدافعاً عن الحق الفلسطيني. يسعى البلدان إلى استعادة زمام المبادرة تعبيراً عن سردية "جيو-أخلاقية"، ذات أبعاد وطنية وقومية ودينية، متجذرة في ذاكرتيهما السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية.
غياب بعض الزعماء العرب عن القمة هو موقف سيادي له اعتباراته السياسية والسياقية الخاصة بكل دولة، وليس من الموضوعية تأويله سلبياً، كما أنه لم يُضعف القمة، بل منحها خصوصيتها السياسية: قمة عربية لها موقفها المستقل، تستضيف كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أدان في كلمته "العقاب الجماعي" ضد سكان غزة، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المعروف بدعمه لحقوق الفلسطينيين، وتسعى إلى إحداث توازن جيو-رمزي وجيو-معنوي مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخليج وما تضمنته من عقد صفقات ضخمة بأبعاد سياسية واستراتيجية.
يتعلق الأمر هنا باختلاف الفلسفة السياسية بين الدول العربية، فلكل من العراق ومصر فلسفته السياسية في الأمن الوطني والتي قامت تاريخياً على "المواجهة" مع إسرائيل، عسكرياً أو دبلوماسياً، بينما لدول الخليج فلسفتها التي تقوم على بناء وتعميق تحالفاتها الدولية لتعزيز تموضعها إقليمياً وحماية أمنها الاستراتيجي.
لعل الأهم من القمة نفسها هو ما أفسحت له من مجال: إعادة ترسيم التموقع الرمزي للعراق، من سردية "الدولة التابعة لإيران" إلى سردية "الدولة التي تلعب دوراً ريادياً في مناهضة التطبيع". هذا التموقع ليس جديداً على العراق، بل هو امتداد لتراث وطني، وموقف تاريخي لطالما رفض الخضوع للمشروع الإسرائيلي، قبل أن تتبنى إيران رفض التطبيع شعاراً لها.
نجحت القمة، لأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدا شديد التركيز في عمله، مسؤولاً، ومُخلِصاً، ومهتماً بالتفاصيل. ولو أن هذا التركيز امتد إلى ملفات الفساد، والتعليم، والمخدرات، وتمكين الشباب، وأنسنة الحوْكمة، والإصلاح المؤسسي، لكان بإمكان العراق أن يعيد تموقعه، لا إقليمياً فحسب، بل كونياً وحضارياً.
ما جرى في بغداد يسمح بإعادة التفكير في صورة العراق. لا بوصفه تابعاً لهذا الطرف أو ذاك، بل باعتباره فاعلاً إقليمياً يحاول أن يبني تموضعاً جديداً، يعيد ربط نفسه بقضايا المنطقة من زوايا مختلفة. ومن ضمنها ملف السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الذي جرى التعامل معه بوصفه مجالاً لموقف عراقي يستلهم الهوية الجيوسياسية للدولة وذاكرتها الوطنية، ولا يتحرك كصدى لمواقف خارجية.
قمة واحدة لن تصنع معجزة، لكنها قد تفتح أفقاً جديداً في الوعي السياسي العراقي والعربي. حين تختار العواصم أن تتكلم بلغتها، لا بلغة مستعارة، فإنها تفتح احتمالاً جديداً للفعل، ولو كان ذلك في مساحة رمزية. إن نجحنا في ترسيخ هذا المسار، شريطة ربط الأداء الدبلوماسي بالإصلاح الداخلي، يمكن لبغداد أن تعود ليس فقط كفاعل إقليمي، بل كمنصة حضارية تطرح سردية بديلة: سردية السيادة، والكرامة، والعدالة، ذلك أن التحرر من أعباء وأوزار الداخل المثقل بأزماته البنيوية وتناقضاته الأخلاقية يمنح البلاد هامشاً أكبر للمبادرة والفاعلية إقليمياً ودولياً.

ملاحظة: هذا المقال هو ثمرة نقاش وتبادل أفكار معمّق مع ChatGPT، حيث ساعدني الذكاء الاصطناعي في تنظيم الهيكل وتحرير اللغة واقتراح بعض الصياغات، دون أن يمس بروح النص أو وجهته.



#همام_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية في بغداد: بين الرمزية السياسية وتجديد الخيال ا ...
- التشكيل والتأويل: قراءة النص الديني في ضوء العمل الفني
- في مديح التطبيل: يا عزيزي كلّنا مطبّلون!
- الذكاء الاصطناعي وتحديث الفكر الديني: أفق جديد للتفكيك والإص ...
- السوداني وتمرين المركزية الهادئة: حين يتمرّد القرار العراقي ...
- دهوك بطلاً للخليج: من المنجز الرياضي إلى أفق الجغرافيا التشا ...
- السوداني وفلسفة السيادة الأخلاقية: عقلانية سياسية تتجاوز جرا ...
- منطق الدولة بين العنف والحوار: نحو فلسفة أمنية جديدة لإدارة ...
- من الطائفية إلى الفئوية: تحوّلات الخطاب الحقوقي في العراق
- المعلم العراقي بين الواجب والمعيشة: مقترح لإعادة توزيع الكوا ...
- ترييف المدينة: بين التحوّلات الحضرية والتحامل الطبقي
- الخسارة كفرصة: حين تُعيدنا كرة القدم إلى أسئلة الوطن الكبرى
- الترجمة الخلّاقة: إعادة إنتاج المعنى بروح جديدة .. حوار مع ا ...
- إعادة تشكيل الوعي الوطني: الدين والتنوّع في الدولة الحديثة
- بين الدولة والعشيرة: هل الحكومات مسؤولة عن أفعال مواطنيها؟
- عندما يتكلم الحجر والشجر: تأمُّل في التراث والعنف المقدس
- التطرف كمنظومة: من الفتوى إلى الدراما
- الصوم بوصفه فعل محبّة: تجربة شخصية في رمضان
- بين الذكاء الاصطناعي والبعد الإنساني: لحظة تأمل في الحوار مع ...
- التجديد في مفهوم الصيام: تطبيقات معاصرة تلبي احتياجات الروح ...


المزيد.....




- تحليل.. قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترامب يتمنى أن تكون أمر ...
- مديرية أمن طرابلس تعلن إعادة فتح الطرق المغلقة (فيديو+صور)
- بوتين يحدد أهداف الكرملين في حرب أوكرانيا: القضاء على أسباب ...
- كشمير: عودة سكان القرى الحدودية إلى بيوتهم المدمرة بعد الاشت ...
- مخيم اليرموك: عاصمة الشتات الفلسطيني تنهض من بين الركام ودون ...
- مصرع 17 شخصا بينهم أطفال في حريق مروع بمدينة حيدر أباد الهند ...
- ليبيا.. عصيان للطلبة حتى انسحاب المسلحين من محيط جامعة طرابل ...
- النيجر تستعد لاستقبال 4 آلاف مهاجر مرحلين من الجزائر
- الرئاسة اللبنانية توضح حقيقة لقاء عون وزعيم دروز إسرائيل (صو ...
- ثوران بركان -كيلاويا- في هاواي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - همام طه - قمة بغداد: محاولة عربية لقول شيء مختلف