أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء عدنان عاشور - -بين الأيديولوجيا والبراغماتية -: آن أوان إنقاذ ما تبقى من فلسطين














المزيد.....

-بين الأيديولوجيا والبراغماتية -: آن أوان إنقاذ ما تبقى من فلسطين


علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .

(Alaa Adnan Ashour)


الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: [علاء عاشور ]

في خضم الدماء والركام المنسكب على أرض غزة، وفي مواجهة آلة حرب لا ترحم، تبرز أسئلة ملحّة لا بد من طرحها بجرأة ومسؤولية. هل يكفي أن نواجه العدوان الإسرائيلي بالشعارات؟ هل يكفي أن نواصل معارك غير متكافئة، نعلم مسبقًا أنها لن تؤدي إلا إلى المزيد من الشهداء والدمار؟

تسريب نادر للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، يتحدث فيه عن استحالة الانتصار العسكري على إسرائيل في ظل التفوق الدولي الذي تحظى به، والدعم اللامحدود من الولايات المتحدة، يعيدنا إلى نقطة محورية: هل آن الأوان أن نعيد تقييم أدواتنا في الصراع؟ أن نُخضع خطابنا وممارستنا لمبدأ الواقعية السياسية، لا للأيديولوجيا العابرة للحقائق؟

ما يحدث في غزة من إبادة جماعية هو جريمة بكل المقاييس. لا خلاف في أن إسرائيل تمارس إرهاب دولة منظم، يسعى لمحو الوجود الفلسطيني وتكريس واقع استيطاني توسعي. ولكن في المقابل، من واجبنا أن نمتلك الشجاعة لنسأل: هل المسار الذي تسلكه حركات مثل حماس يخدم القضية الفلسطينية أم يثقلها بمزيد من الجراح؟ هل نملك رفاهية المغامرة عندما يكون الثمن هو دماء الأطفال وأشلاء العائلات؟

الواقعية السياسية لا تعني الاستسلام، بل تعني فهم موازين القوى والعمل ضمنها بذكاء ومرونة. تعني حماية الإنسان قبل الشعار، والبيت قبل المنصة، والحياة قبل الأيديولوجيا.

لقد تحوّلت غزة إلى ساحة اختبار قاسٍ، ليس فقط لاختلال ميزان القوة، بل لاختلال ميزان العقل. وحين تُختزل فلسطين بمشروع أيديولوجي ضيق، فإننا لا ننتصر للقضية، بل نخذلها. الدفاع عن فلسطين لا يكون بالتهور، بل بالاستراتيجية. لا يكون برفع السقف، بل ببناء الأرضية الصلبة التي تقف عليها أي مقاومة حقيقية.

لقد ولى زمن الخطاب الثوري الذي لا يرى الواقع، وجاء زمن البراغماتية التي تبني على الممكن لتصل إلى الأمل. آن الأوان أن تتقدم الحكمة على الحماسة، وأن تتحول المعركة من معركة صدام مباشر، إلى معركة وعي وتخطيط وتراكم سياسي ودبلوماسي وشعبي مدروس.

إن الدم الفلسطيني ليس رخيصًا، وليس مادة للاستهلاك السياسي أو الإعلامي. حان الوقت أن نتجاوز الانقسام، أن نحمي من تبقى، وأن نعطي لقضيتنا فرصة للبقاء... لا أن نُفنيها باسم "المقاومة" وهي تُذبح بلا جدوى.

فلسطين بحاجة إلى صوت العقل أكثر من أي وقت مضى، وإلى قيادة تزن الأمور بموازين الحكمة، لا باندفاع اللحظة.
لقد آن أوان البراغماتية السياسية... من أجل ما تبقى من الوطن، ومن أجل أن تبقى فلسطين حيّة.



#علاء_عدنان_عاشور (هاشتاغ)       Alaa_Adnan_Ashour#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عرش الفكرة
- النساء الناضجات
- الممرضة
- أمل
- أجمل قبلة
- السديم
- وطن حزين
- ضمائر المطر
- السطحية و الجهل في أسلوب رائد الحواري في النقد ....
- أحبك أحبك ...
- الأرصفة في بلدي
- حكاية عاشق
- سيوف الحب
- السفر عبر الزمن
- الرد العسكري الإيراني
- ندم عاشقة
- معركة رفح
- فلسفة الفضيلة
- نهر النيل
- الدعم الأمريكي حامي الوطيس لإسرائيل


المزيد.....




- بعد مرور عام.. كيف تحولت محاولة اغتيال ترامب إلى لحظة حاسمة ...
- 11 قتيلًا في هجوم دموي لقوات الدعم السريع بشمال كردفان
- دمشق توقع اتفاقاً مع موانئ دبي لتطوير ميناء طرطوس
- فرنسا: فرار سجين من سجن كورباس بضواحي ليون داخل حقيبة نزيل م ...
- الاحتلال يصادر آلاف الدونمات من الفلسطينيين في الخليل
- إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكّر مزاج جمهور وسائل الإعلا ...
- للتخفيف من قيظ الصيف..فيلة تتراشق بالماء في حديقة حيوانات بإ ...
- حان الوقت لتغييرها.. أسوأ 10 كلمات مرور في العالم
- الإمارات: شرطة دبي تعتقل 3 بلجيكيين مطلوبين للإنتربول بتهمة ...
- روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في غرب دونيتسك وسط استمرار ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء عدنان عاشور - -بين الأيديولوجيا والبراغماتية -: آن أوان إنقاذ ما تبقى من فلسطين