أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر اللاسامية















المزيد.....

التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر اللاسامية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 10:06
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"إذا لم يكن إنهاء الحصار أولويتكم السياسية الأولى في هذا الوقت، فالخللٌ مروع في بوصلتكم الأخلاقية." يكتب جوناثان كوك ، صحفي الاستقصاء الشهير . أقام في إسرائيل عشرين عاما ، وقبل سنوات قليلة هاجر الى بريطانيا ، حيث يعيش ويكتب كاشفا التأييد الموارب لجريمة العصر في دول الامبريالية.
في هذه المرحلة ، يؤيدون الإبادة الجماعية مواربة وبصمت في بريطانيا والولايات المتحدة و وروبا من خلال التصدي للاسامية وتجاهل الإبادة الجماعية المستمرة منذ ١٩ شهرًا في غزة،. يجب فضحهم - وبشكل عاجل
لقد تجاوزنا منذ زمن بعيد زمن التشكيك في ما ارتابت محكمة العدل الدولية، قبل ١٦ شهرًا، فيه إبادة جماعية، ليتأكد فعلا انه حقا إبادة جماعية. لم تعد إسرائيل تخجل حتى من الاعتراف بأنها تُجوّع سكان غزة. لقد منعت صراحةً دخول جميع أنواع الطعام والماء إلى غزة لأكثر من شهرين.
وصلنا مرحلة يُقر فيها حتى الباحثون الوطنيون في إسرائيل بأن إبادة إسرائيل الجماعية في غزة امر لا جدال فيه، وكانوا قد بذلوا أقصى الجهود لتجاهل هذه الحقيقة، متأخرين ومترددين. لفهم التشويهات العقلية التي عانوا منها على مدار العام والنصف الماضيين، شاهدوا هذه المقابلة التي أجراها أوين جونز مع شايل بن إفرايم، مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق والدبلوماسي والأكاديمي. حتى هو يعترف الآن: "كنت مخطئًا".
لكن للأسف، لا يزال هناك الكثير من الناس يستخدمون منصاتهم بالمؤسسة [الدولة العميقة]، ويستغلون مصداقيتهم بالمؤسسة، لتعكير صفو المياه. إن تعكير صفو المياه، بعد 19 شهرًا من الإبادة الجماعية، لا يقل إثمًا أخلاقيًا عن التشجيع المباشر لتلك الإبادة الجماعية.
ينبري مكللا بالعار، آخر المدافعين عن الإبادة الجماعية: المؤرخ والكاتب "المشهود له" سيمون سيباج مونتيفيوري.
أمضى عطلة نهاية الأسبوع يبدد سدى حديثه على هواء قناة سكاي نيوز الذي كان يتوجب تكريسه لمليون طفل يتضورون جوعًا بسبب حصار إسرائيلي شامل لمدة شهرين يمنع دخول جميع المواد الغذائية والمياه إلى غزة. إذا لم يكن إنهاء الحصار أولويتكم السياسية الأولى في هذا الوقت، فالخللٌ مروع في بوصلتكم الأخلاقية.
مونتيفيوري، الذي ألف مؤخرا "سيرة" مُحدّثة للقدس ، ظهر يوم الأحد في برنامج تريفور فيليبس الصباحي ليُحذّر، ليس من أن الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد في غزة وأنهم على وشك الموت جوعا، إنما حذر من أن اليهود البريطانيين، مثله، قلقون من تصاعدٍ مزعوم للاسامية نتيجةً لتجويع أطفال غزة.

إعادة فرض المحظور

هذه هي النقطة التي حيالها يُفترض بي حقن بعض القلق بصدد كراهية قديمة لليهود. لنؤجل الأمر لوقت آخر؛ فالأفضل تحليل ما يُشير إليه مونتيفيوري وغيره من المدافعين عن الإبادة الجماعية عندما يشرعون التحذير من ارتفاع حاد في اللاسامية - تحذيرات تتزامن دومًا مع ارتكاب إسرائيل جرائم وحشية بحق المدنيين الفلسطينيين، وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
فقًا لمونتيفيوري، "ما نشهده هو نهاية تحريم اللاسامية، وكان حقا إحدى نتائج حرب عام 1945 والمحرقة - وكما تعلمون، بعد 80 عامًا، يقارب [هذا التحريم] أحد أشكال النفاذ ".
يضيف: "العديد من الأمور التي كنا نعتبرها أمرًا مُسلّمًا به في ديمقراطياتنا – ومن أساساتها تحريم اللاسامية - باتت تُواجه التحدي ، وسيتوجب علينا الكفاح مجددا دفاعا عنها .
يدعي أن جزءًا من المشكلة يكمن في مدافعين عن حقوق الفلسطينيين ممن يتضح أنهم يسرفون بالضجيج بصدد القتل الجماعي للأطفال الفلسطينيين الذي ترتكبه إسرائيل بقنابل أمريكية، وهم الآن منزعجون جدًا من تجويع إسرائيل العدواني للأطفال الناجين. يقول إن تركيز مناهضي الإبادة الجماعية على قتل الأطفال إنما "يستغلّون مجازات لاسامية تعود للقرون الوسطى". كما يزعم ان هذا يردد أصداء "افتراء الدم بالعصور الوسطى، ومفاده أن اليهود استخدموا دماء الأطفال المسيحيين لصنع ماتزاه- كعك عيد الفصح. بدأ هذا في بريطانيا في العصور الوسطى، ونشاهده الآن بانتظام على الملصقات والمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وكما تعلمون معادية لإسرائيل" حسب زعمه .
يزعم أن جزءًا من المشكلة يكمن في نشطاء حقوق الفلسطينيين الذين يُبالغون في ضجيجهم على ما يبدو بشأن القتل الجماعي للأطفال الفلسطينيين الذي ترتكبه إسرائيل بقنابل أمريكية، وهم الآن منزعجون جدًا من تجويع إسرائيل العدواني للأطفال الناجين. يقول إن تركيز نشطاء مناهضة الإبادة الجماعية على قتل الأطفال "يستغلّ مجازات معاداة السامية التي تعود إلى العصور الوسطى". ويجادل بأن هذا يُعيد إلى الأذهان "افتراء الدم الذي يعود إلى العصور الوسطى، والذي مفاده أن اليهود استخدموا دماء الأطفال المسيحيين لصنع كعك الماتزاه لعيد الفصح، والذي بدأ في بريطانيا في العصور الوسطى، والذي نراه الآن بانتظام في الملصقات والمظاهرات، كما تعلمون، المناهضة لإسرائيل والمؤيدة لفلسطين". إذا كنت مندهشا من أنك لم تصادف أيًا من لافتات التشهير بالدماء هذه في المسيرات المناهضة للإبادة الجماعية - أو رأيتها منتشرة في جميع أنحاء الصفحات الأولى من صحيفة الديلي ميل والتلغراف - فذلك لأنها موجودة فقط في خيال "المثقفين العموميين" المؤسسين مثل مونتيفيوري.
الخطر الماثل بعد شهرين من برنامج إسرائيلي صارم لتجويع الفلسطينيين في غزة، هو في نظر مونتفيوري، لا يتمثل في أن مليون طفل فلسطيني - وهم الشريحة الأشد هزالا من السكان - معرضون لخطر وشيك إما لموت مروع وممتد أو لأضرار بدنية ونفسية دائمة بسبب سوء التغذية الشديد.
لا، بل الخطر يكمن في أن بعض المراقبين قد يلومون "اليهود" - يقصد بذلك إسرائيل وأنصار الصهيونية - بسبب اغتيال الأطفال بينما الدولة التي تدعي تمثيل اليهود - وهي دولة يظل معظم اليهود الغربيين يتماهون بها ، كما يُخبرنا دوما يهود امثال مونتيفيوري - تنتهج فعلا سياسة من شأنها أن تؤدي إلى قتل ما يصل إلى مليون طفل فلسطيني من خلال التجويع، بعد أن اغتالت هذه الدولة بالذات عشرات آلاف الأطفال الفلسطينيين، وشوهت ويتمت مئات الآلاف الآخرين.
حسب مونتفيوري، فإن السير كير ستارمر، وقد أيد منذ زمن بعيد ، بصفته زعيم للمعارضة، منع إسرائيل للغذاء والماء عن سكان غزة، يحتاج إلى التصرف بفظاظة أشد . يبدو أن مونتيفيوري يجهل أن حكومة ستارمر تستخدم عنف الشرطة لقمع المسيرات الاحتجاجية على الإبادة الجماعية، واعتقال وترويع الصحفيين الذين يميلون لتغطية أخبارها بروح نقدية.

قال مونتيفيوري: "أعتقد أن هناك خطرًا من ذلك في حكومتنا – باعتقادي ، كما تعلمون، أن حزب العمال، بأغلبيته الساحقة، بحاجة إلى أن يكون واثقًا اين تكمن مصالح الغرب".
أضاف: الصورة الأوسع تبدو في كون "الديمقراطيات بحاجة لأن تفوز ... وباعتقادي ، كما تعلمون، أن أوكرانيا وإسرائيل حليفان بحاجة إلى الفوز. نحن بحاجة لأن نبين أننا ما زلنا قادرين على كسب الحروب في الغرب".
جميع المؤشرات تؤكد ذلك . .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين عرّت عالم الكذب والتزوير في الغرب
- كارثة غزة امام العدل الدولية من جديد ولم يساند إسرائيل غير ا ...
- الرواية الصهيونية فقدت بريقها وتكشف تهافتها
- تلفيقات تفضح الإصرار على ارتكاب جرائم الحرب
- الغرب منحاز للبيض المسيحيين في الالتزام بحقوق الإنسان
- إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشع ...
- فاشية ترامب تدمر مراكز المقاومة الذاتية لدى المجتمع والأفراد
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (2من2)
- مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (1من2)
- اسرائيل تعرض للخطر أنظمة عربية ارتبطت بها
- االمقاومة الفلسطينية.. هزائم ليست حظا عاثرا ولا قدرا معاندا
- العلم يدعم القضية الفلسطينية وهو الفريضة الغائبة عند العرب
- كابوس الثقافة الفاشية يجثم على المجتمع الأمريكي
- هل انتقاد إسرائيل خارج القانون؟
- فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن
- المقاومة الشعبية كفيلة بإفشال خطة التهجير (1من2)
- الدفاع عن الحريات المدنية معركةحاسمة
- الامبريالية والصهيونية عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ا ...
- الامبريالية والصهيونية ..عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ...
- اعتقال محمود خليل أحد دلالات الفاشية في نظام ترمب


المزيد.....




- مشاهد نزول مقاتلي حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل.. ما ص ...
- أردوغان يعلن إجراء أنقرة محادثات مع بغداد وأربيل بشأن نزع أس ...
- ليبيا.. مجلس النواب يدين قمع المتظاهرين في طرابلس ويعلن بدء ...
- النجدة لفلسطين. لننهض ضد الإبادة والهمجية!
- ليبيا.. استقالات بالجملة في حكومة الوحدة الوطنية تلبية لمطال ...
- ليبيا.. استقالات بالجملة في حكومة الوحدة الوطنية تلبية لمطال ...
- أسبوع مايو الثاني ما بين رئاسة مانديلا وحكم إعدام شاه إيران ...
- النسخة الإليكيرونية من العدد 604 من جريدة النهج الديمقراطي
- ليبيا.. نواب المنطقة الغربية في مجلس النواب يعلنون دعمهم لمط ...
- الحزب الشيوعي العراقي: شاعر الشعب موفق محمد.. وداعا


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر اللاسامية