أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديل القدسي - السلوك الأناني لدى بعض البشر














المزيد.....

السلوك الأناني لدى بعض البشر


هديل القدسي

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


يجسد مفهوم "قانون الغاب" فكرة أن الأقوى هو من يفرض سلطته، مما يؤدي إلى نشوء بيئة تسود فيها مشاعر الخوف وانعدام الأمان، حيث يستطيع المجرمون الإفلات من العقاب في عالم يفتقر إلى النظام والقانون.

ولنا في تصرف طائر الوقواق خير مثال على السلوك الأناني الذي يمارسه بعض من أبناء جلدتنا، حيث تتشابه تصرفات بعض الأمهات من بني البشر مع تصرفات أنثى طائر الوقواق التي يفترض أنها تحمل فطرة الأمومة والرعاية التي تؤديها معظم الكائنات الحية. فهذه الأنثى تعتمد استراتيجيات بقاء مختلفة، إذ لا تقوم ببناء أعشاش ولا تحتضن بيضها ولا تزق أفراخها، بل تترك هذه المهام الشاقة على عاتق طيور أخرى لتقوم بتربية صغارها مجانًا.

ومن أساليبها الماكرة وضع بيضها في أعشاش طيور أخرى، مما يجبر هذه الطيور على الاعتناء بصغارها. لتتنصل بذلك من مسؤوليات الأمومة وتتجنب الواجبات الأساسية التي تفرضها الطبيعة.

ولم يعد هذا السلوك مقتصراً على طائر الوقواق فقط، بل أخذ يمتد ليشمل بعض السلوكيات الأنانية لدى البشر الذين يتجاوزون حدود الفطرة والأخلاق. في ظل تداعيات الأوضاع النفسية التي أوجدتها تطورات هذا العصر، إذ أخذ عالم الإنسان يشهد حالات السعي لتحقيق المصالح الشخصية دون مراعاة لتأثير ذلك على الآخرين.

وبهذا فإن حقيقة تلك السلوكيات تعد استعارة قوية للذاتية وحب الذات، كما تعكس بوضوح مفهوم التخلي عن الأبناء. فطائر الوقواق، يرمز إلى حالة من الأنانية التي يمكن أن نجدها في بعض الأمهات اللاتي يتجاوزن القيم الأخلاقية والفطرة الإنسانية. ويسعين لتحقيق مصالحهن الشخصية، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، بما في ذلك أطفالهن، الذين يجب أن يكونوا في مقدمة أولوياتهن.

فالأم، التي تعد الركيزة الأساسية للأسرة، وتجسد أسمى قيم التفاني والإيثار من خلال سعيها الدائم لرعاية أبنائها. لكن عندما تتبدل هذه الصورة المثالية إلى واقع مؤلم، وتصبح الأم غير مسؤولة، وتبدأ في التخلي عن الأدوار الملقاة على عاتقها، مفضلة راحتها الشخصية، فإن هذا التحول يحمل آثاراً عميقة يصعب تجاهلها. فكما أن أنثى الوقواق تترك بيضها في أعشاش أخرى، باتت بعض الأمهات من بني البشر يتركن أبنائهن لتقلبات الزمن، مما يعكس ظاهرة الأنانية التي تتجاوز ناموس الطبيعة البشرية الذي يتحلى به عالم العلاقات الإنسانية.

وللانانية عدة تعريفات، وأبرزها أنها نوع من السلوك الإنساني المنطوي على حب عظيم للذات، مع عدم الاهتمام بمصالح الآخرين، والأنانية كلمة مأخوذة من ” الأنا ” ؛ وهي تشير إلى تقدير عظيم من المرء لذاته، وإيثاره مصلحته ومنفعته الشخصية دوماً على منفعة الآخرين، وعدم الاكتراث بظروفهم او مصالحهم.

وفي الختام، يمكن القول أن "قانون الغاب" هو مفهوم عميق يتجاوز مجرد وصف سلوك الحيوانات في البرية. إنه يعكس حقيقة بعض البشر عندما تغيب المبادىء وتموت الضمائر، مما يؤدي إلى بروز الجانب الأناني من الطبيعة البشرية، حيث يصبح الأنا هو السائد.



#هديل_القدسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعد سقوط الأسد: تحديات الانتقال وإعادة بناء الدولة
- بروكرُست بين الماضي والحاضر
- عبء الوعي: معاناة الإنسان بين الإدراك والفهم
- حكمة جلالة الملك
- أحداث سوريا: بين المأساة الإنسانية والمخططات السياسية
- عودة (ترامب) وتأثيره على التوازنات الجيوسياسية في المشرق الع ...
- عودة ترامب وتأثيره على التوازنات الجيوسياسية في المشرق العرب ...
- عمالة الأطفال: انتهاك حقوق التعليم في زمن الأزمات العالمية
- الاتزان والعقلانية في القرار السياسي الأردني
- الأردن وسياسة مسك العصا من المنتصف


المزيد.....




- فاز بجائزة -بوليتزر- الأميركية .. مصعب أبو توهة: نحلم بالعود ...
- نواف سلام بمعرض بيروت الدولي للكتاب: مستقبل الأوطان يُبنى با ...
- -باريس السوداء-.. عندما كانت مدينة الأنوار منارة للفنانين وا ...
- رحيل الفنان أديب قدورة.. رائد الأداء الهادئ وصوت الدراما الس ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش إشكاليات كتابة التاريخ الفلس ...
- الروائي الفيتنامي الأميركي فييت ثانه نغوين: هذه تكاليف الجهر ...
- وفاة الشاعر العراقي موفق محمد
- دور النشر القطرية.. منصات ثقافية تضيء أروقة معرض الدوحة الدو ...
- على -أرجوحة بالي-.. تواجه الممثلة تاراجي بيندا هينسون أكبر م ...
- قريبا.. صدور -تاريخ الدولة الروسية في قصائد- للشاعر الروسي إ ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديل القدسي - السلوك الأناني لدى بعض البشر