أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هديل القدسي - الأردن وسياسة مسك العصا من المنتصف














المزيد.....

الأردن وسياسة مسك العصا من المنتصف


هديل القدسي

الحوار المتمدن-العدد: 8138 - 2024 / 10 / 22 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن صانع القرار في الدولة حين يريد اتخاذ أي قرار يأخذ بالحسبان أولاً إمكانياته، ما مقدار إمكانياته والأدوات التي يمتلكها والحد الذي يستطيع بلوغه، كما ويأخذ حسابات الربح والخسارة، ماذا سأكسب من هذا وما سأخسره، وهذا بالطبع من صميم الواقعية السياسية، وصانع القرار الأردني تمرّس على القرار الواقعي لا الحالم غير الواقعي، في كل قراراته، ومن بينها ما يحدث من حولنا حيث تشتعل المنطقة بالحرب من كل الجهات والجبهات. إن الأولوية لصانع القرار الأردني هو الحفاظ على أمن الدولة والشعب قبل أي حسابات ربح أو خسارة، وهي الركيزة الأساسية في عقليته وتفكيره وحساباته، وبناءاً عليها يتخذ القرار، من هنا جاء الموقف الأردني بمسك العصا من المنتصف، فمن ناحية فإن الأردن تقف الى جانب الأشقاء بفلسطين في قضيتهم بتحقيق دولة فلسطينية مستقرة، والكل يعلم أن الأردن هي الأقرب لفلسطين جغرافياً وعاطفياً لما بينهما من مشتركات أكثر وأظهر من أن تذكر، لذا فإن الموقف الرسمي الأردني كان داعماً للشعب الفلسطيني في غزة منذ أول أحداث أكتوبر العام المنصرم، وهذا ماصدر عبر تصريحات ولقاءات متكررة من مختلف المواقع الرسمية من اعلاها متمثلاً بجلالة الملك عبدالله الثاني لرئيس الوزراء ووزير الخارجية، والتي أكدت مراراً وتكراراً موقف الأردن الداعي الى وقف إطلاق النار وإحلال السلام، ولكن يبدو أن الأردن كان يحلّق وحيداً في سماء متلبّدة بالغيوم، إذ أن الموقف العربي الرسمي لم يكن بالمستوى المطلوب ولا فاعلاً ولم يولِ القضية إهتماماً، والموقف الغربي بقيادة الولايات المتحدة كان داعماً للعدوان الاسرائيلي تحت عنوان الدفاع عن النفس والقضاء على التهديد لذي تشكله حماس، وبين هذه المواقف فإن المواطنين في غزة دفعواً ثمناً باهظاً جداً بفقدان الأرواح والممتلكات. بينما على الطرف الآخر يوجد موقف معاكس، هذا الموقف الذي يمثله مايدعى بمحور المقاومة، واجهته حركة حماس في غزة، وحزب الله اللبناني، وايران وجماعة الحوثي في اليمن والميليشيات المسلحة في العراق، هذا المحور الذي اختار المواجهة المسلحة مع اسرائيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولأهداف مختلفة لكل طرف من أطراف هذا المحور، حركة حماس في أدبياتها تسلك طريق العمل المسلح كسبيل لتحرير الأرض، حزب الله دخل الحرب ضمن مبدأ وحدة الساحات وكجهة ساندة ولكن الحرب توسعت كثيراً حتى صار جبهة أساسية، الحوثيون أيضاً دخلوا كجهة مساندة لإظهار أنها جهة مقاومة، والميليشيات العراقية التي تدخل بتوجيه إيراني لتنويع الأطراف وتشكيل ضغط أكبر وساحات مختلفة، أما إيران فلها أهداف ستراتيجية من دعمها لهذا المحور، الأول قوة حقيقية من خلال حلفاء أو تابعين مؤثرين، والثاني تثبيت لمنظومة الردع المتبادل بينها وبين اسرائيل. ومع أن النار المشتعلة من حول الأردن وبحث كل طرف عن مصالحه الخاصة التي قد تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا للأردن، إلا ان صانع القرار الأردني لم يمنع التعاطف الشعبي مع غزة ولم يتعرّض له، فخرجت المظاهرات واحدة تلو الأخرى في أماكن مختلفة متضامنة مع غزة وداعمة لها، وتواصلت الأردن مع ايران بزيارة الصفدي لطهران وبزيارة وزير خارجية ايران عبداللهيان ومن بعده عراقتشي لعمان من أجل تهدأة الأوضاع ومحاولة إيجاد حلول للأزمة. فالأردن بيضة قبان في المعادلة بما يمتلكه من علاقات دبلوماسية طيبة مع مختلف الجهات وبحثه الدؤوب عن السلام في المنطقة، فتارة يحاول التأثير على الأصدقاء في اميركا والغرب بالممكن والمتاح، وتارة أخرى بتقريب الأطراف المشتبكة في المنطقة. إن الموقف الأردني رغم حراجة الوضع وخطورته ولكنه ثابت برؤية راسخة وهي أمن الدولة والشعب الأردني قبل كل اعتبارات أخرى، فلا مكان للطيش والمغامرات وإنما كل شيء مدروس بتعقّل مراعياً الاعتبارات الوطنية والقومية بموازاة ما توفره الأمكانيات المختلفة التي تمتلكها الدولة لكي تستخدمها وتناور بها في علاقاتها الدولية.



#هديل_القدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تقارير عن مقتل 200 شخص في غارات إسرائيلية شمال غزة
- نتنياهو: نتابع ما يحدث في سوريا ومصممون على حماية مصالحنا و- ...
- فعاليات متزامنة في مدن الضفة الغربية
- واشنطن تؤكد أن المفاوضات مستمرة لإنهاء الحرب في غزة، ووزير ا ...
- حقنتان في السنة قد تكفيان للتخلص من الإيدز فهل تكون متاحة لج ...
- DW تتحقق: حقائق وخرافات شائعة حول فيروس الإيدز
- -الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا- تعلن التعبئة العامة وتحذر ...
- بيدرسن: الأحداث الأخيرة في سوريا تحمل -عواقب وخيمة- على السل ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: ارتفاع عدد القتلى في صفوف الصح ...
- مصر.. محاكمة عاجلة لصاحبة الفيديو المثير للجدل -طبيبة كفر ال ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هديل القدسي - الأردن وسياسة مسك العصا من المنتصف