أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - ابو بكر الرازي الطبيب و الفيلسوف وتشكيكه بالقرآن والنبوة















المزيد.....

ابو بكر الرازي الطبيب و الفيلسوف وتشكيكه بالقرآن والنبوة


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 16:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أبو بكر محمد بن زكريا الرازي طبيب وفيلسوف وعالم فلك ورياضيات . اطلق عليه لقب ابو الطب العربي وكذلك دعي ب جالينوس العرب . برع في الطب والجراحة تولى إدارة مستشفى كبير في بغداد، أول من استخدم الكحول في تطهير وتعقيم الجروح وأستخدم الأفيون في التخدير / كما أنه أول من اكتشف الحصى في المثانة . وأول من ابتكر خيوط الجراحة و صنع المراهم العلاجية ، له مؤلفات في الطب والصيدلة وله حوالي 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم . كتابه الحاوي في الطب يعتبر موسوعة علمية تحتوي على كل امور الطب المعروفة في ذلك الزمان . ترجم كتابه هذا الى اللغة اللاتينية ومنها الى باقي لغات العالم .
نقض الرازي نبوة محمد ، ورفض التصديق ما زعموا عن معجزاته ، وانتقد الإعجاز العلمي في القرآن وقال عنه أنه هراء وأكذوبة كبرى لا تمس الحقيقة بشئ. قال أبو بكر الرازي عن القرآن حرفيا :
" والله لقد تعجبنا من قولكم أن القرآن هو معجز مع أنه مملوء بالتناقضات وهو أساطير الأولين وهي خرافات و نصوص تناقض بعضها البعض " . واكّد الرازي على ضعف النص القرآني ، صعب الفهم لدرجة ان المفسرين يختلفون في تفسيره . واكد على ضعف النص القرآني ونفى عنه البلاغة وحسن النظم . وقال آياته غير مفهومة وهي أكبر دليل على أكذوبة بلاغة القرآن ، وقال الرازي أيضا، لكي يكون النص بليغا يجب ان يكون سهل الفهم . ولكن النص القرآني صعب الفهم لدرجة اختلاف المفسرين في فهمه وتفسيره . واكد ابو بكر الرازي على تناقض آيات القرآن مع بعضها بوصف من ناحية التجسيم و التشبيه ، فعلى سبيل المثال : ينعت القرآن الله بأنه ليس كمثله شئ في بعض آياته، ولكن في آيات أخرى يتحدث عن السمع والبصر والاستواء على العرش، وهذه أوصاف بشرية بالطبع
كما يتعجب الرازي من آيات القرآن المتناقضة حين يرى آيات تصف الإنسان بأنه مخيّر وهناك آيات تصفه بالمسيّر و يذكر القرآن الله بأنه كاتب كل أفعال العباد حتى قبل ولادتهم ، ثم يلقيهم بنيران جهنم إن أخطأوا في حياتهم ، فكيف يمكن أن نصدق كتابا مثل هذا مع كل هذه التناقضات و الأخطاء ؟
إضافة الى ذلك نجد صعوبة فهم آيات القرآن التي اختلف في تفسيرها كبار المفسرين بسبب كثرة الكلمات الأعجمية التي لم يفهموها، وهي كلمات لا تمس اللغة العربية بصلة بينما يصف الله كتابه بأنه أنزل بلسان عربي مبين ! وبنفس الوقت هو ممتلئ بكلمات أعجمية من لغات متعددة كالفارسية والحبشية والقبطية والهندية والسريانية ، فكيف يكون هذا كتابا بلسان عربي مبين ؟ هذه الأخطاء والتناقضات لا تدل ان على أنه كتاب من عند الله الذي لا يخطئ ابدا . أنه عمل بشري واضح .
يقول أبو بكر الرازي ان القرآن كتاب آياته مفككة و نصوصه متباعدة المعنى بعضها عن بعض ، فنجد أن الآية التي تتحدث عن عن موضوع ما لا تكملها الاية التي تليها، بل تنتقل لموضوع آخر لا علاقة له بالأول . أنه كتاب غير متجانس في تسلسل آياته وأخبارها، و غير متناسق في مضمونه .
نفس هذا النقد تحدث عنه عميد الأدب العربي طه حسين في نقده للقرآن وتشكيكه بمصدره السماوي .
قال الرازي إن فكرة النبوة عن إنسان مرسل من الله ليهدي الناس الى عبادة الله والإيمان به بكتاب متناقض هي أكذوبة كبرى صدقها المغفلون والجهلاء وأصبحوا عبيدا لها، لدرجة أنهم قدّسوا مدعي النبوة أكثر من الله ذاته جهلا وتقليدا للآخرين من تجار الدين والشيوخ الدجالين . بل وصل الأمر أن يقول بعضهم من الذين امتهنوا الدين وتجارته إن من يشتم الله، فإنه غفور رحيم ، ولكن من يشتم الرسول فهو مخلد في النار لا مغفرة له ، ويجب أن يقام الحد عليه ويقتل إن لم يستتاب .هذا يعني ان الرسول أكثر قداسة من الله خالق هذا الرسول .
فنّد ابو بكر الرازي النبوة من موقع المنكر والرافض لها ، وأقام حجته عليها بإستخدام العقل . يشترك الرازي مع الراوندي وأبو عيسى الوراق وأبو العلاء المعري في إعلاء دور العقل في الحكم على الأشياء . قال الرازي أيضا أن محمدا نبي الإسلام قد جاء بما ينافي العقل مثل فكرة رمي الحجارة على الشيطان وهو روح لا مادة لا يتأثر بالحجارة، والطواف حول الكعبة وهو بيت لا يسمع ولا يبصر و لا قيمة قدسية له سوى بالدعاية الإسلامية وأصبح وسيلة لابتزاز أموال الناس في موسم الحج . ، بل أن عادة تقبيل إطار الحجر الأسود في ركن الكعبة والتدافع الكثيف حوله للوصول اليه في موسم الحج هو عمل غبي و كفري لا يدل على رجاحة عقل المسلم ، لأنه حجر لا قيمة له لا ينفع ولا يضر و لا قدسية له . فما الفرق بين الوثني الذي يعبد ويقبل صنما حجريا، وبين مسلم يقبل حجرا اسودا من أحجار النيازك لم يتبقى منه سوى فتات من الحصى الصغير محفوظ داخل إطار صنع بهيئة تشبه () عضو المرأة . فكيف يعطيه المسلم قدسية وأهمية كبيرة ويتدافع مع مئات الحجيج نساء ورجالا للوصول إليه وتقبيله مع وقوع التحرش بالنساء عمدا بإستغلال التدافع والازدحام .
كما نفى الفيلسوف ابو بكر الرازي المعجزة عن الرسول بصورة كلية . و تسائل عن عدم نصرة الملائكة لمحمد وجيشه في معركة أحد ، وقد كان المسلمون في أمس الحاجة الى النصر فيها على أهل مكة و قبائل قريش الذين طردوا محمد من مدينتهم حتى هرب خائفا مرعوبا تحت جنح الظلام الى خارجها .
قد هرب أتباع محمد من ارض المعركة فزعين أثناء القتال ، هذا الفشل الذريع والهزيمة المنكرة لجيش المسلمين يؤكد عدم وجود ملائكة ساندت النبي وجماعته في قتالهم رغم ان محمد يقول لهم أن مئتي مؤمن قادر ان يهزم ألفين من الكفار ! وقد كان رسول الإسلام يوهم أتباعه ان الله معهم وقادر ان ينصر من ينصره بالإيمان والجهاد في سبيله . وإن ينصرهم الله فلا غالب لهم . ومع هذا الوهم هزموا في معركة أحد أمام الوثنيين دون ان تنزل الملائكة لنجدتهم ولم يتدخل ربهم لنصرتهم.
وهذا دليل كذب من ادعى مثل هذه الأقوال المحرضة فقط على القتال في سبيل سفك الدماء وسلب الغنائم و سبي النساء .
بعض الفلاسفة مثل ابن ميمون وابن رشد وسبينوزا إن الحاجة الى الأنبياء هي حاجة أخلاقية في جوهرها . لكن أبو بكر الرازي يرى أن العقل هو المرشد لنا أخلاقيا وعلميا . وطالما أنك تملك عقلا راجحا سليما في بالفطرة والعقل يمكنك ان تفرق بين الصالح والطالح . وتستطيع أن تهذب نفسك بنفسك وترتقي بها أخلاقيا من غير نبي يرشدك .
من رجال الدين الذين تهجموا على أبي بكر الرازي وأفكاره الإمام ابن حزم الأندلسي والإمام فخر الدين الرازي الذين ردوا على كتاباته ، كما كفّره إبن تيمية والغزالي . بينما اثنى عليه الإمام الذهبي ووصفه أنه من أذكياء أهل زمانه وأنه صاحب مروءة .
كان الفيلسوف والطبيب البارع أبو بكر الرازي ذا نزعة عقلية علمية ، قدم العلم وأحكامه على كل شئ كان يفضل إستخدام العقل وليس النقل . لم يكن يقبل أي نص منقول بغير اقتناع ، ولا يعتبره مقدسا بغير إعمال العقل فيه أولا .
لم يكن الرازي ملحدا وناكرا لوجود الله لكنه كان ربوبيا ، أي يؤمن بوجود الخالق للكون . لكنه لم يؤمن بوجود الأنبياء والأديان. شكك الرازي في صحة نبوة محمد و رفض ما قاله الآخرون عن معجزاته رفضا قاطعا، علما ان القرآن نفسه نفى أي معجزة قام بها محمد بقوله (وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الأولون) . الإسراء 59
انتقد الأديان السماوية والإعجاز العلمي في القرآن . فعلى سبيل المثال يوجد عندنا رسالة أبو الريحان البيروني بعنوان فهرست كتاب الرازي ، حيث صنّف البيروني كتابين من كتب الرازي على أنها كتب في الكفريات ، وهما كتاب (في النبوات) و كتاب (حيل المتنبي) ، ويقول البيروني ان الكتاب الأول ينتقد الأديان والثاني ينتقد فكرة النبوة .
من أفكار الرازي أن الإنسان يجب ان يعيش حياته بشجاعة ورجولة دون ان تؤثر فيه وعود وجود الجنة أو جهنم في عالم الغيب . بمعنى أن الإنسان عليه ان يواجه مصيره دون الخوف من فكرة وجود الجحيم للعذاب أو جنة للرفاهية .انه يريد ان يعيش الإنسان دون أن يفكر بالمكافأة سواء بالجنة أو النار ، ذلك لأن العلم والعقل يشهدان على إنعدام الحياة بعد الموت . يعتقد الرازي ان العقل يكفي لإرشاد صاحبه نحو الحياة خيرها وشرها . ويعرّفه القيّم التي ينبغي أن يتبعها دون الحاجة لنبي يرشده بما يجب ان يتصرف في الحياة والسلوك اليومي . فعقلك يغنيك عما يقوله لك النبي .يشير الرازي إلى الاختلافات والخلافات الموجودة بين الأديان المختلفة ، وحتى ضمن الدين الواحد هناك مذاهب وإجتهادات فرقت المجتمع و مزقت الطوائف وأصحاب الدين الواحد الى فرق عديدة وأفكار ومعتقدات وشرائع لم يأت بها النبي صاحب ذلك الدين .مما سبب الفرقة والتقاتل و الكراهية بين طوائف الدين الواحد والتاريخ الإسلامي يشهد ما جرى من حروب بين جيش معاوية وابنه يزيد وبين علي بن أبي طالب و قتل إبنه الحسين . و ما جرى على مرالسنين من تناحر وتكفير لازال قائما الى اليوم بين السنة و طوائف الشيعة، كل منهم يدعى الدين الصحيح والعقيدة الأسلم .
اكّد الرازي ان نشوء الإختلافات في الأديان والمذاهب دليل ان الدين صناعة بشرية لم يأت من الله، إن تعاليم الله تأتي واضحة لا لبس فيها ولا تسبب الاختلاف والتناحر بين الناس والمؤمنين .
معظم كتب الرازي اتلفت لأنها وقعت بين أيدي المعارضين له فأتلفوها وأخفوها عن أعين الناس .
منقول يتصرف



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراءة في الإسلام بنظر الكاتبة عفيفة لعيبي
- تأثير القمر على كوكب الأرض
- الآية المعجزة في سفر التكوين
- اغتيالات نفذها حزب الله في لبنان
- الفتاوى الشاذة سرطان ينهش في جسد الأمة
- اصل الحياة
- الارهابيون الجهاديون والعنف الديني
- معاني أسماء الأشهر الرومانية
- ما قاله القرآن عن المسيح وأمه
- الجهاد بالكلام ليس طريقا للنصر
- حماس وانتصاراتها المزعومة
- نظريات بدء الحياة
- النظرية النسبية لأينشتاين
- سورة مريم في القرآن
- النبي محمد من وجهة نظر المؤرخة باتريشيا كرونة
- مقارنة في الأديان الكتابية
- ازمة البطريرك ساكو وريان الكلداني
- اسرار الخلق هل لها جواب ؟
- تعليق على القرآن -1-
- هل تأتي الكوارث والمصائب من الله ؟


المزيد.....




- الصفقات المالية الرقمية المعاصرة: آفاق جديدة للابتكار في الق ...
- جمهورية موردوفيا الروسية: قرابة نصف تجارتنا هي مع الدول الإس ...
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة للاطفال TOYOUR EL-JANAH TV ...
- الصفقات المالية الرقمية المعاصرة: آفاق جديدة للابتكار في الق ...
- إصابة مواطن جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه في سلفيت
- مجموعة من اليهود الحريديم تهاجم بن غفير بسبب -العلم الفلسطين ...
- موريتانيا.. فتوى تحرم الدجاج المستورد من الصين
- هتفرّح أولادك كل ثانية حدثها اللآن.. قناة طيور الجنة تعود بت ...
- ثبت الان تردد قناة طيور الجنة على جميع الأقمار الصناعية وتاب ...
- العميد فدوي: القوة العسكرية للثورة الاسلامية، هي خارج نطاق ت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - ابو بكر الرازي الطبيب و الفيلسوف وتشكيكه بالقرآن والنبوة