أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان واشياء أخرى (34)















المزيد.....

عن الطوفان واشياء أخرى (34)


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 00:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


"جدعون" و"القسام": معركة الرموز في الأنفاق
عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق عمليتها العسكرية الجديدة في قطاع غزة تحت اسم "مركبات جدعون*"، لم يكن الاختيار عفوياً ولا إجرائياً بحتاً. بل جاء محمل بإيحاءات تتجاوز التعبئة النفسية والتكتيك الميداني. فـ "جدعون"، القائد الكتابي الذي خلّص "بني إسرءيل" من المديانيين، لم يُستحضر بصفته بطلاً دينياً، بل بوصفه رمزاً مضاداً لرمز فلسطينياً مقاوماً وحاضراً وهو عز الدين القسام .
واستدعاء هذا الاسم في هذا التوقيت ليس مفصولاً عن المشهد السياسي والعسكري المرتبك في إسرائيل. فـ "طوفان الأقصى"، بكل ما حمله من اختراقات وصدمة نفسية، نسف أسس الردع التقليدي، وجرّد المؤسسة العسكرية من أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفضح هشاشة "الملاذ الآمن". وغيرها من الثوابت الوجودية للشخصية اليهودية الإسرائيلية المعاصرة. وهنا يظهر "جدعون" بوصفه وعداً بالخلاص واستعادة الثقة، كما لو أنه منقذٌ يعيد كتابة المعركة بلغة الماضي المقدس، حيث الانتصار لا يُقاس بالعدة والعتاد، بل بـ"الإيمان" و"الطاعة" و"الاختيار الإلهي".
ويراد للاسم هنا الإيحاء بأن النصر لا يحتاج إلى تفوق تقني وعددي فقط، بل إلى يقين، وإلى قناعة بعدالة الحرب، وإلى "قيادة مختارة" (اقرأها منتخبة) قادرة على عبور أزمة معنوية وجودية يشوبها الشك في البقاء. أما الرسالة إلى الخارج، خصوصاً إلى "حماس"، فهي إعلان أن إسرائيل، رغم "صغر حجمها"، قادرة على مطاردة أعدائها حتى النهاية**، تماماً كما فعل جدعون حين لاحق المديانيين وقتل ملوكهم.
لم يجر استدعاء شخصية "جدعون" التوراتية بشكل اعتباطي، فهو ليس مجرد اسم تاريخي يستحضر، بل هو في الحقيقة بمنزلة أداة نفسية وتعبوية مثقلة بحمولات دينية وتاريخية. ففي العدوان على غزة، والأزمة التي تعيشها إسرائيل وسرديتها للحرب، تحاول من خلال احتكار المعنى إلى احتكار الرمز "المقدس" بخطف المبادرة الرمزية عبر إطلاق اسم "جدعون"، لتقول: نحن أيضاً نمتلك تاريخاً مقدساً ورمزاً مقاوماً، وسنخوض معركتنا المقدسة. كما لو أنها تحاول تأسيس سردية دينية مضادة في مواجهة مباشرة ومفتوحة و"تاريخية" و"دينية" مع "القسام"، المناضل السوري القادم من جبلة الذي صار أيقونة المقاومة الفلسطينية -ضد الانتداب البريطاني- منذ اغتياله في أحراش "يعبد" في العام 1935، فبات اسمه مرادفاً للكفاح الشعبي المتجدد في كل جولة مواجهة. وقد حمل جناح حماس العسكري اسمه.
وعلى هذا سيكون الخصم الحالي لإسرائيل (حماس) استمراراً رمزياً "للأعداء التاريخيين" في سردية الخلاص الصهيوني، في لحظة انهياره الرمزي. كمحاول لإعادة اختراع مجد غير موجود وسؤال المعنى في زمن العدم. على أن الفلسطينيين لا يبنون سردياتهم على معركة حسم واحدة، بل على صراع وجودي طويل، عناصره وجوه بشرية عادية، مقاومة، تستمر بالتشكل في كل بيت، في كل جنازة، وفي كل حجر يُلقى، بعمق الرمز، وبمن تبقى حياً. والفلسطيني، في هذه الرمزية، ليس جدعون الذي اختير من السماء، بل الإنسان الذي يختار أن يبقى على الأرض، رغم كل قوى الإلغاء.
ليست هذه المرة الأولى التي توظف فيها إسرائيل رموزاً كتابية في معاركها، لكنها المرة الأولى التي يُستدعى فيها جدعون، الشخصية المرتبطة تحديداً بفكرة "الجيش النقي المختار"، في مواجهة عدو يُصوَّر على أنه ظلامي، كإسقاط متعمد على "كتائب" القسام، باعتبارها رمزاً يوازي -في المخيال الفلسطيني- صورة "الشهيد الحي" عبر مراحل نضالهم المديد. لكن ثمة فارق جوهري بين الرمزين، فجدعون تَمثيل لنص ماضوي تُعاد قراءته واستدعاؤه لتفسير الحاضر، بينما القسام تمثيل لتجربة حية حاضرة تُنتج حقيقتها من الواقع، شخصية من لحم ودم خرجت للناس وتحولت إلى رمز لصراع لا تزال وقائعه تتجدد كل يوم، بل كل ساعة. وفي هذا الاشتباك الرمزي، يسعى كل طرف يسعى إلى قول شيء مختلف: تحاول إسرائيل تحاول إعادة إنتاج ثقة مفقودة، عبر أسطورة انتصار إلهي بأثر رجعي؛ بينما يبني الفلسطيني معناه من خلال التجربة، ومن وجوه الناس، من جنازات الشهداء، من الدمار وصور الإبادة البشرية والمكانية، من صورة المقاتل الشعبي الذي ما انفك يؤلم عدوَّه بعد عقود على استشهاده.
قيل إن الحروب الحديثة لم تعد تخاض بالرصاص والقنابل فقط، بل أيضاً بالرموز والمعاني. وحين تختار إسرائيل أن تطلق على عملياتها العسكرية أسماءً مستمدة من التاريخ الكتابي، في محاولة أن تلبس حربها لبوساً دينياً لبعث الأمل والإيمان بجدوى الحرب وإضفاء قداسة على العنف، يقابلهم الفلسطينيون بمقاومة ذات رموز مغايرة تعيد تشكيل الذات الجمعية من خلال رواية ألم وبطولة وحكايات موت لا ينسى.
ويقال أيضاً إن من يربح الرمزية، يكسب الرأي العام. لكن من يربح الأرض، يربح التاريخ. وفي هذا الصراع، يبدو أن إسرائيل تعود إلى الوراء لتحتمي بالأسطورة، بينما يذهب الفلسطيني إلى الأمام، رغم الدم، ليعيد امتلاك الأرض بالموت والصبر والبقاء.
قد تُحسم المعركة ميدانياً لمصلحة طرف على آخر.
لكن من يحسم الذاكرة هو من يُنجز رمزاً حياً يتجاوز لحظة المعركة. ففي الحروب الكبرى، من يربح الذاكرة، يكسب التاريخ.
ستبقى الأيام المقبلة مفتوحة على احتمالات متعددة، لكن الثابت أن الصراع على "الرواية" و"الرمز" بات جزءً عضوياً من أدوات الحرب.
يبحث الإسراءيلي المعاصر (نتنياهو مثلاً)*** عن خلاصه في نص قديم وماضٍ لاهوتي أسطوري، بينما يصنع الفلسطيني معناه من صبره في الحاضر.
فهل تكفي رمزية "النخبة المختارة" لإنقاذ مشروع يعيش انحداراً أخلاقياً وسياسياً وقيمياً أمام أعين العالم؟
كل الجيوش تهزم أحياناً وتنتصر أحياناً، لكن من يُهزَم رمزياً لا يعود كما كان.
والسؤال الحقيقي الذي سيبقى: هل سينجح "جدعون" الإسرائيلي في محو صورة "القسام" من الذاكرة، أم يعمّقها أكثر؟
....
*معنى الاسم جدعون [بالجيم المصرية] "الهادم" القاطع" "القاهر"... وهو إحدى الشخصيات المحورية المهمة في التاريخ اليهودي وأحد القضاة الذين ورد ذكرهم في سفر القضاة، وله قصة مشهورة (الإصحاحات 6-8). وبحسب السردية الكتابية إن بني إسرائيل عملوا ["الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ."] (قضاة 6: 1) فسلّط عليهم المديانيين سبع سنوات، حتى أرسل الرب ملاكه إلى جدعون بن يواش، من سبط منسى، ليقود الخلاص. رغم تواضع نسبه وضعف عشيرته، اختار الرب جدعون ليهزم العدو لا بكثرة العدد بل بنقاء العقيدة. فعمل على إزالة مظاهر عبادة البعل في بلدته [25وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «خُذْ ثَوْرَ الْبَقَرِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَثَوْرًا ثَانِيًا ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَاقْطَعِ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ،"] (قضاة 6: 25) ثم قاد جيشاً من ثلاث مئة رجل فقط اختارهم بطريقة استثنائية (طريقة شرب الماء من النهر): ["فَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ: بِالثَّلاَثِ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ وَلَغُوا أُخَلِّصُكُمْ وَأَدْفَعُ الْمِدْيَانِيِّينَ لِيَدِكَ. وَأَمَّا سَائِرُ الشَّعْبِ فَلْيَذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ"]. (قضاة 7:7). واعتمد على الحيلة والدهاء، فهاجمهم ليلاً مستخدماً الأبواق والمشاعل لإثارة الذعر في صفوف العدو."[ 20 فَضَرَبَتِ الْفِرَقُ الثَّلاَثُ بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ، وَأَمْسَكُوا الْمَصَابِيحَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُسْرَى وَالأَبْوَاقَ بِأَيْدِيهِمِ الْيُمْنَى لِيَضْرِبُوا بِهَا، وَصَرَخُوا: «سَيْفٌ لِلرَّبِّ وَلِجِدْعُونَ». 21 وَوَقَفُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمَحَلَّةِ. فَرَكَضَ كُلُّ الْجَيْشِ وَصَرَخُوا وَهَرَبُوا22 وَضَرَبَ الثَّلاَثُ الْمِئِينَ بِالأَبْوَاقِ، وَجَعَلَ الرَّبُّ سَيْفَ كُلِّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَبِكُلِّ الْجَيْشِ....." ](قضاة 7: 20-22)
**يذكر هذا بما كنت تضعه إدارة السجون الإسرائيلية في أيدي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من شريط مطبوع عليه عبارة من المزمور 18 "أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ." (مزامير 18: 37). من جانب آخر توحي التسمية باستمرارية الحرب وعدم الاكتفاء بالقضاء على حماس، مثلما فعل جدعون الذي لم يكتف بهزيمة الميديانيين بل طاردهم حتى آخر رمق وقتل ملوكهم. [28 وَذَلَّ مِدْيَانُ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أَيَّامِ جِدْعُونَ].(قضاة 8: 28).
*** يقول الخبر أن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي وافق بالإجماع على عملية "مركبات جدعون" التي تهدف لهزيمة حماس وتحرير الأسرى، وإجلاء جميع سكان قطاع غزة من مناطق القتال واحتلال القطاع وعدم الانسحاب في أي تسوية مؤقتة أو دائمة



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوق والأسورة: من الرواية إلى السينما... ميلودراما عجزت عن ...
- عن الطوفان وأشياء أخرى (33)
- -مأساة النرجس، ملهاة الفضة-... عن تجربة بنيوية في ذاكرة شخصي ...
- عن الطوفان وأشياء أخرى (32)
- -شقيقات قريش-: قراءة أنثروبولوجية في سرديات العرب الكبرى
- فاضل الربيعي: رثاء بفكرة مؤجلة (إعادة قراءة)
- قراءة في -دروس الحرب والهزيمة-: عبرة العرب من هزيمتهم
- ستة أقدام بحجم قبر. قصة قصيرة
- عن الطوفان وأشياء أخرى (31)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (30)
- الجوانب الاجتماعية والسياسية لعلم الآثار الكتابي المعاصر في ...
- عن الطوفان وأشياء أخرى (29)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (28)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (25)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (24)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (23)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (26)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (27)
- استثمار الكارثة بين العقاب الإلهي والشخصنة والتأويل
- قتل الأب عند دوستويفسكي


المزيد.....




- حاكم جمهورية القرم: هدنة الـ 30 يوما هي خدعة مكشوفة لإعادة ت ...
- انفجار خط غاز طريق الواحات بمصر..ليست الحادثة الأولى وقد لا ...
- الرئيس الإيراني ردا على ترامب: لن نرضخ لأي متنمر والرئيس الأ ...
- احتجاجات في طرابلس رفضًا لقرارات الحكومة وتندد بجر العاصمة ل ...
- بيان من -أهالي وثوار مصراتة- لدعم الحكومة ورفض عسكرة الدولة ...
- مقتل 18 فلسطينيا بقصف إسرائيلي على خانيوس وارتفاع عدد الضحاي ...
- رويترز: قرار ترامب بشأن سوريا فاجأ مسؤولي العقوبات في إدارته ...
- مصرع أكثر من 20 شخصا في حادث مروري في المسكيك
- إيران تحدد شروطها للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة
- هل تم التلاعب بصورة تظاهرة باريس ضد الإسلاموفوبيا؟


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان واشياء أخرى (34)