أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - تبادل الزوجات، قنبلة أخلاقية تهدد قيم المجتمع














المزيد.....

تبادل الزوجات، قنبلة أخلاقية تهدد قيم المجتمع


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 06:05
المحور: المجتمع المدني
    


ان ظاهرة تبادل الزوجات التي انتشرت بكثرة في الآونة الاخيرة قضية خطيرة تمس صميم القيم الدينية والاجتماعية، وتشكل تهديداً لبنية الأسرة التي تعتبر اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وتنمية وعيه وثقافته.
تُعدّ الأسرة على مر التاريخ نواة المجتمع وأساس توازنه، وأي خلل يصيبها ينعكس بشكل مباشر على بنية المجتمع وقيمه.
هذه الظاهرة ليست مجرد خروج عن الأعراف والتقاليد، بل هي اختراق صارخ للثوابت الدينية والأخلاقية، وتمهيد لانهيار كيان المجتمع إذا لم يتم مواجهتها بكل بوعي.
هذه الممارسة تتمثل في تبادل الأزواج أو الزوجات بين أزواج آخرين، وغالباً ما تكون مرتبطة بممارسات جنسية جماعية أو اتفاقات ضمنية أو صريحة بين أطراف متعددة، التي غالباً ما تتم بسرية وقد ينتج عن رغبة في التغيير أو كسر الروتين.
ففكرة تبادل الزوجات ليست سوى صورة مشوهة للعلاقات الزوجية وسلوك شاذ، تتناقض تماماً مع مفهوم الأسرة في الإسلام، الذي جعل الزواج رباطاً مقدساً قائماً على المودة والرحمة والاحترام المتبادل، هذه الممارسات لا تعكس سوى انحداراً أخلاقياً، وتُظهر مدى تأثير الأفكار الدخيلة التي تسعى لتهديم كيان المجتمع وخلخلت اركانه من الداخل.
ان هذه الظاهرة محرمة شرعا في جميع الأديان السماوية، وخصوصاً في الإسلام :
قال الله تعالى : "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً" [الإسراء : 32].
يجب إصدار قوانين أكثر صرامة ووضع آليات واضحة لرصد مثل هذه السلوكيات ومعاقبة المتورطين فيها.

■ لابد من توضيح اهم الأسباب المحتملة لظهور هذه الممارسات الشاذة :
- الفراغ العاطفي والجنسي داخل العلاقة الزوجية.
- تأثير الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للحرية الجنسية.
- انتشار الإباحية عبر الإنترنت.
- غياب الوعي الديني والأخلاقي، والانفصال عن القيم الأسرية التقليدية.
- الرغبة في المغامرة أو التجديد داخل العلاقة دون اللجوء للطلاق.
- اضطرابات الشخصية (النرجسية، أو السادية، أو الإدمان الجنسي) والانخراط في مجتمعات إلكترونية تشجع هذا السلوك.
- تقليد نماذج ثقافية دخيلة (خصوصاً من خلال المسلسلات والأفلام).

■ هناك تأثيرات جمّة لهذه الظاهرة الشاذة على الأسرة والمجتمع :
- تفكك الروابط الزوجية وفقدان الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين.
- تأثير نفسي سلبي على أحد أو كلا الطرفين بسبب الغيرة أو الشعور بالإهانة.
- العنف الأسري أو الانتحار كردود فعل نفسية بسبب الممارسات.
- تدهور العلاقة مع الأبناء، الذين قد يشعرون بعدم الأمان أو الاضطراب وانعدام القدوة وخلخلة المفاهيم الأخلاقية لديهم نتيجة عدم استقرار الجو الأسري.
- زيادة معدلات الطلاق، نتيجة الصراعات والانحراف السلوكي لدى الأبناء.
- تفكك البنية القيمية للمجتمع وانهيار الضوابط الأخلاقية والاجتماعية.
- انتشار الأمراض الجنسية نتيجة تعدد العلاقات (مثل الإيدز والزهري والسيلان).
- تطبيع الانحراف السلوكي وخلق جيل أكثر تقبلاً لممارسات ترفضها القيم المجتمعية.
- الإضرار بصورة المجتمع أمام المجتمعات الأخرى إذا انتشرت الظاهرة علناً.

■ من الظروري ان تكون هناك حلول ومواجهة هذه الظاهرة بوعي وحزم :
- تعزيز التوعية الدينية والأخلاقية في المناهج التعليمية والإعلام.
- تقديم الدعم الأسري والنفسي للأزواج عبر مراكز استشارية متخصصة.
- إنتاج محتوى ثقافي يعزز القيم الأسرية.
- مراقبة وتحييد المحتوى الإعلامي الذي يروج للممارسات المنحرفة.
- فتح مساحات للحوار بين الأزواج لتعزيز التفاهم الجنسي والعاطفي.
- تشديد الرقابة على الإنترنت والمحتوى الإباحي.
- سنّ قوانين صارمة ضد الممارسات المنحرفة لتجريم هذه الظاهرة بشكل واضح.

الخلاصة : تبادل الزوجات ليست مجرد ظاهرة شاذة بل مؤشر خطير على انهيار بعض القيم في المجتمع وتكمن خطورتها في قدرتها على هدم مؤسسة الأسرة وتدمير النسيج الأخلاقي والاجتماعي، فلا بد من تضافر الجهود الدينية، التربوية، الإعلامية، والقانونية للتصدي لها وحماية المجتمع من آثارها.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيامة القطيع
- التوتر الأمريكي - الإيراني والتحشيدات العسكرية الامريكية في ...
- وشوم وزير الدفاع الأمريكي، رموز صليبية أم رسالة سياسية؟!
- أدلجة الشعوب فكريا ورياضيا
- الإمام علي قدوة خالدة بين الذكرى والتطبيق!!
- هل انتصر احمد الشرع على الجولاني؟!
- يوم المرأة العالمي نور الحياة وقوة لا تقهر
- ديمقراطية عرجاء أم دكتاتورية مشوهة !!
- ميزان الوعي بين تقديس الماضي وتحديات الحاضر
- مستقبل العراق بين ضغوط واشنطن وتدخلات طهران
- الإرث الحقيقي
- مزاد التكبيس
- متى يحلق الجولاني لحيته؟!
- الجيش العراقي، مئة وأربعة أعوام من المجد والتضحيات في سبيل ا ...
- القطاع السياحي بين تحديات الواقع وآفاق التطوير
- رسالة من إنسان إلى العالم في بداية السنة الجديدة
- بشار الأسد وعقلية البقاء في السلطة
- الكلاسيكو السنوي !!
- ميار
- النفوذ التركي في سوريا الجديدة ومدى تأثيره على العراق


المزيد.....




- نتنياهو يختتم سلسلة محادثات مع ويتكوف وفريق التفاوض حول موضو ...
- ألمانيا.. اعتقال 3 أوكرانيين بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية
- المفوضية السامية لحقوق الإنسان تطالب السيسي بالتأني قبل إقرا ...
- الاحتلال يواصل اعتقال أسيرتين حامل في ظروف قاسية
- الأمم المتحدة: ما يجري في غزة فظيعة القرن ويجب إنهاؤها
- اعتقال قاصر بعد إطلاق النار في أوبسالا
- في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات ...
- كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بتعمد منع ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تفكيك معمل متفجرات في طولكرم ويشن حملة ...
- في الجلسات الخاصة يقر الإسرائيليون بأن غزة على شفا المجاعة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - تبادل الزوجات، قنبلة أخلاقية تهدد قيم المجتمع