أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لهروشي - ترشيح المغرب لنيل جائزة نيلسون مانديلا: إهانة لمؤسسات الأمم المتحدة ولكل القيم الإنسانية















المزيد.....

ترشيح المغرب لنيل جائزة نيلسون مانديلا: إهانة لمؤسسات الأمم المتحدة ولكل القيم الإنسانية


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 18:44
المحور: حقوق الانسان
    


تُعد جائزة نيلسون روليهلالا مانديلا من أبرز الجوائز الفخرية التي تمنحها الأمم المتحدة كل خمس سنوات، تكريمًا للأفراد الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإنسانية وتعزيز مبادئ الأمم المتحدة، مستلهمين إرث المناضل المعتقل نيلسون مانديلا في المصالحة والتحول الاجتماعي واحترام القيم الإنسانية. إذن، فهي تكريم عالمي للالتزام الإنساني بالمبادئ والقيم والأخلاق، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، والترفع عن العقلية الانتقامية، والصبر والثبات على المبادئ، والتشبع بقيم المصالحة الذاتية مع الآخر، أي المصالحة بين الظالم والمظلوم، وبين الجاني والبريء، وبين المجرم والضحية، وفي الأخير المصالحة بين الأفراد والجماعات المتصارعة فيما بينها لاستتباب الأمن والسلم والسلام والتعايش

الخلفية التاريخية للجائزة

تأسست هذه الجائزة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 68/275 في 6 يونيو 2014، وتم اعتماد نظامها الأساسي بموجب القرار 69/269 في 2 أبريل 2015. وقد تم منحها لأول مرة في عام 2015، وللمرة الثانية سنة 2020، ومن المقرر منحها للمرة الثالثة في عام 2025. وحسب الجدول الزمني المخصص لها، تُقبل الترشيحات إلى غاية 28 فبراير من نفس السنة التي ستمنح فيها الجائزة، كما يُعلن عن الفائزين في شهر مايو، وتُقدم الجائزة في 18 يوليو، أي خلال الاحتفال باليوم الدولي للمناضل نيلسون مانديلا في مقر الأمم المتحدة ، و تعد معايير منحها وعملية اختيار عدد الفائزين بها من صلاحيات لجنة الاختيار التي تتألف من سبعة أعضاء: رئيس الجمعية العامة (رئيسًا)، ممثل عن بعثة جنوب أفريقيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، وخمسة ممثلين للدول الأعضاء في الأمم المتحدة (واحد من كل مجموعة إقليمية). تُضاف خمسة أعضاء فخريين بارزين كمستشارين، يتم اختيارهم بناءً على تمثيل جغرافي عادل. وتمنح هذه الجائزة لشخصين (رجل وامرأة) من منطقتين جغرافيتين مختلفتين، لضمان التوازن الجغرافي بين البلدان.

الجهات المؤهلة للترشيح

يمكن لكل من حكومات الدول الأعضاء والمراقبة في الأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية الدولية المعتمدة كمراقبين، ومؤسسات التعليم العالي المعترف بها، إلى جانب مراكز ومعاهد البحوث المستقلة، ثم المنظمات غير الحكومية ذات المركز الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الترشيح لنيل هذه الجائزة التي سبق و أن فاز بها سنة 2015 كل من السيدة "هيلينا ندومي" (ناميبيا): طبيبة عيون كرّست حياتها لعلاج أمراض العيون في ناميبيا والعالم النامي، إلى جانب السيد "خورخي سامبايو" (البرتغال): الرئيس السابق للبرتغال، المعروف بجهوده في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما فاز بها سنة 2020 كل من السيدة "ماريانا فاردينويانيس" (اليونان): ناشطة في حقوق الإنسان، سفيرة النوايا الحسنة لليونسكو، ومؤسسة "جمعية أصدقاء إلبيدا للأطفال المصابين بالسرطان"، إلى جانب السيد "موريساندا كويياتيه" (غينيا): ناشط بارز في مكافحة العنف ضد النساء والفتيات في أفريقيا، ومؤسس اللجنة الأفريقية للممارسات التقليدية الضارة ، و تبقى أهمية الجائزة في السياق العالمي تكريمًا عالميًا للأفراد الذين يُجسدون قيم مانديلا في التسامح والعدالة وخدمة الإنسانية. من خلال الاعتراف بجهودهم، تُسلط الأمم المتحدة الضوء على أهمية العمل الإنساني في تعزيز السلام والتنمية المستدامة ، وفي هذا الصدد لماذا يعتبر ترشيح المغرب في شخص أمينة بوعياش إهانة لكل القيم الإنسانية والكونية؟
لقد كان المناضل نيلسون مانديلا ضحية لسياسة الأبارتايد والعنصرية التي تعرض لها الإنسان الأسود بجنوب أفريقيا، وما نتج عن ذلك من جرائم القتل والانتقام والإهانة والعبودية والاستعباد. ومع ذلك، قاوم السجن والسجانين بالصبر والثبات على مبادئه وقيمه الإنسانية. ورغم أنه غادر السجن وحظي بتضامن دولي لا مثيل له، ونال نوعًا من الإقبال والاستقبال والشهرة والتضامن الشعبي الجنوب أفريقي خاصة، والعالمي عامة، الذي أوصله عبر صناديق الاقتراع إلى أن يصير رئيس جنوب أفريقيا، فإنه لم يتنازل ولم يتخل عن مبادئه وقيمه، مما جعله يرفض زيارة الحسن الثاني في قصره بمبرر أن القصر يعج بالعبيد السود الذين ناضل من أجل فك قيودهم وتحريرهم، وبالتالي فإنه لن يتناقض مع مبادئه لزيارة قصر الطاغية الحسن الثاني مهما كانت الإغراءات في ذلك

في هذا الإطار، أتساءل: ماذا تغير في المغرب كي تفوز العاقسة أمينة بوعياش بجائزة هذا الرجل الصنديد المناضل؟ فالمغرب لا يزال يعيش في القرون الوسطى، حيث أن قصور الملك الطاغية مليئة بالعبيد السود من مختلف الأعمار، شغلهم الشاغل هو الركوع والسجود والهتاف بحياة الطاغية وخدمة القصور وأفراد العائلة الملكية. ويمكن اعتبار هؤلاء العبيد بالعبيد من الصف الأول. أما الصف الثاني من العبيد فيتجلى في المقربين المباشرين من محيط الطاغية وأفراد عائلته كمستشارين، وكل من يؤنس الملك، أو ما يسمى "أُنس الملك" أو "المؤنس". يمكن أيضًا أن يسمى "الخادم" أو "المرشد" أو "الصحبة" حسب طبيعة الدور الذي يقوم به. ناهيك عن كل أعضاء الحكومة من وزراء وكتاب عامين الذين هم عبيد من صنف آخر، ثم باقي ممثلي المؤسسات والقضاء وكل من يقدم البيعة ويركع ويسجد أمام الملك الطاغية في طقوس القرون الوسطى. وكل من انتقد أو عارض أو علق عن هذه الممارسات المتخلفة كان مصيره الاغتيال، أو الاختطاف والتعذيب والاعتقال، والتهميش، والانتقام من خلال استخدام وتسخير كل المؤسسات المأمورة من قبل الملك الطاغية بدءًا من المخابرات والأمن والدرك، والقضاء والسجون لإسكات كل الأصوات المعارضة أو المنتقدة للسياسة الديكتاتورية المتبعة في المغرب. ومن هنا، فإن تاريخ المغرب حافل بكل أشكال المخالفات وانتهاكات حقوق الإنسان ،
فماذا فعلته العبدة أمينة بوعياش كي تحظى بجائزة نيلسون مانديلا، وهي التي اشتغلت سفيرة الطاغية بالسويد ولم تتعلم من هذا البلد أي شيء يجعلها تُغير به شيئًا بالمغرب كما هو الشأن بالسويد؟ ماذا فعلت لضحايا الديكتاتورية بالمغرب لما كانت رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الاتحادية، وهي التي لم تستطع حتى إنقاذ أعضاء الاتحاد الاشتراكي الذي تنتمي إليه من بطش الديكتاتورية العلوية؟ ماذا فعلت وهي الآن رئيسة ما يسمى بمجلس حقوق الإنسان لإنقاذ أمازيغ الريف "وهي بدورها أمازيغية ريفية" من الانتقام، والبطش، والعنصرية، الذي لحقهم، وتم الزج بهم إلى اليوم في السجون لسنوات وصلت عشرين سنة، وكأنهم هم من قتلوا الحسن الثاني ومحمد الخامس وجدهما الجنرال دوغول؟
هل تعتقد أن المناصب التي تولتها في مسيرتها هي التي ستجعلها واثقة من نفسها للترشح لنيل هذه الجائزة النبيلة؟ إنها أسئلة يمكن جمع أجوبتها في جملة موجهة للمغرب ولأمينة بوعياش مفادها: "إن لم تستحيِ فافعل ما شئت". ويعد مجرد ترشيح المغرب لهذه الجائزة إساءة للمناضل نيلسون مانديلا، أما فوز المغرب بها فيعد آخر مسمار في نعش الأمم المتحدة ومؤسساتها التي لن تحظى أبدًا بأي احترام

كاتب و إعلامي
أمستردام



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات بين المغرب والجزائر: خلفيات وأفق الحل؟
- بيان بمناسبة اليوم العالمي للشغل
- أي مصير ينتظر الأبرياء في سجون المغرب؟
- تطاول - مالي- على الجزائر جزء من المؤامرة الكبرى
- المغرب و اسرائيل : انتهاكات حقوق الإنسان بذريعة فرض - هيبة ا ...
- المغرب في حاجة إلى مناضلين ثوريين وليس إلى إصلاحيين انتهازيي ...
- المغرب وإسرائيل : هدم المنازل و تشريد الأسر إلى أين؟
- المغرب: المرأة بين سندان القوانين المُجحفة ، و مطرقة طُغيان ...
- إخفاق التنظيمات اليسارية الثورية ، و انتصار التنظيمات السلفي ...
- المغرب : هل سلم الملك محمد السادس استقالته للرئيس الفرنسي ، ...
- الاستقالات المتتوالية قد يُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
- الاستقالات المُتتالية قد تُعجل بإسقاط الحكومة الهولندية
- هولندا : أحداث أمستردام و مُخططات اللوبي الصهيوني إلى أين ؟
- حسن نصر الله ليس شيعيا إسلاميا فقط ، بل مناهضا للصهيونية و ا ...
- التنسيق الفرنسي ، الإسرائيلي ، المغربي ، الإماراتي ضد الجزائ ...
- المغرب : إغتيال طبيب عسكري جريمة أخرى تنضاف إلى جرائم الديكت ...
- أين أنتم يا حكام العرب والمسلمين ممّا يجري بفلسطين؟
- تنبيه هام : الظاهر و الخفي وراء منح الجنسية الهولندية لإسرائ ...
- المحرقة الإسرائلية ضد فلسطين و صمت العالم إلى أين ؟
- المغرب و الصهيونية : إلهاء الشعب بتنظيم كأس العالم 2030 لكرة ...


المزيد.....




- أسير إسرائيلي: أحد الأسرى حاول إيذاء نفسه لكني أنقذته رفقة م ...
- فندق ياباني يلزم النزلاء الإسرائيليين بالتوقيع على تعهد بعدم ...
- 13 شهيدا بغزة والاحتلال يستهدف النازحين في المواصي
- ترامب يطلق برنامج ترحيل برحلات جوية -مجانية- للمهاجرين
- ترامب يطلق برنامج ترحيل مدفوع لإنهاء -غزو- المهاجرين
- جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
- تركتهم بلا مستشفيات وتقيد حرية سفرهم: إسرائيل تقتل مرضى السر ...
- ارتكب -جرائم إرهابية-.. داخلية السعودية تعلن إعدام مواطن
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة شملت زوجة أسير
- الأمم المتحدة: حصار غزة دخل شهره الثالث والموت يهدد غالبية ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي لهروشي - ترشيح المغرب لنيل جائزة نيلسون مانديلا: إهانة لمؤسسات الأمم المتحدة ولكل القيم الإنسانية