|
لينين، الأممية الثالثة والعمل النقابي / مسألة الفصائل الشيوعية والخلايا الشيوعية وعلاقتها بالعمل النقابي
الشرارة
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 15:20
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بمناسبة اليوم الأممي للطبقة العاملة يقدم موقع الشرارة الماركسي ــــ اللينيني العدد الثامن من "كراسة البروليتاري"، وهو بعنوان: "لينين، الأممية الثالثة والعمل النقابي". (مسألة الفصائل الشيوعية والخلايا الشيوعية وعلاقتها بالعمل النقابي) تجربة الحزب الشيوعي الإيطالي والحزب الشيوعي الفرنسي نموذجا
تنبيه عندما تأسست الأممية الثالثة على يد لينين، كانت الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية الأوروبية للأممية الثانية قد انهارت تماما نتيجة خيانة قادتها التحريفيين، وكان على الأممية الثالثة أن تقوم ببناء أحزاب شيوعية جديدة على أنقاضها، وقامت الأممية الثالثة بوضع أرضية نقابية شيوعية، هدفها بناء مداخل نقابية وجماهيرية للأحزاب الشيوعية الجديدة، وقام لينين بدوره مدعم بالخبرة الروسية والبلشفية بتقديم تصور متكامل حول ذلك، واستمرت على نهجه الأممية الثالثة بعد وفاته، بالرغم من بعض التغييرات التي تم إدخالها، وعرفت أوروبا تجارب مختلفة في هذا الصدد، هدفها بناء عمل نقابي جديد بعد خيانة القيادات النقابية إبان الحرب العالمية الثانية. ولأهمية هذا الموضوع من الناحية النظرية والتطبيقية، فقد اخترنا أن نتناوله من خلال تجربتين لأحزاب شيوعية، استطاعت، على الأقل في البداية، أن تبني عملا نقابيا جماهيريا حقيقيا، وقد اخترنا تجربتين نموذجيتين هما تجربة الحزب الشيوعي الإيطالي وتجربة الحزب الشيوعي الفرنسي. ويعلم القارئ والمناضل المتتبع أن هذه الأحزاب سينتهي بها المطاف إلى الانهيار، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تحت قيادة الطغمة التحريفية بقيادة نيكيتا خروتشوف، وقد بدأت عملية سقوط هذه الأحزاب مبكرا في منتصف السبعينات من القرن الماضي، عندما تبنت، إلى جانب الحزب الشيوعي الإسباني ما يسمى بالأورو شيوعية. وبسقوط هذه الأحزاب سقط الذرع الذي يحتضن عملها النقابي، فانهار العمل النقابي تدريجيا من خلال سقوط النقابات الكبرى في إيطاليا وفرنسا واسبانيا. إن السقوط المزدوج للأحزاب و النقابات لذو صلة بالخط الإيديولوجي لهذه الأحزاب، وباستراتيجية اندماجها بالبرلمانوية وسياسة التحالفات المنفتحة على طبقات بورجوازية، وقد ظهر ذلك جليا في "مشروع التوافق التاريخي"، الذي دعا إليه الحزب الشيوعي الإيطالي من أجل إيجاد توافق مع الحزب الديموقراطي المسيحي ممثل البورجوازية الإيطالية، وكذلك "البرنامج المشترك"، الذي جسد تحالف الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الاشتراكي الفرنسي، والذي شكل أرضية هامة للانفتاح على الدولة البورجوازية في فرنسا، وكان في مصلحة الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي انتعش من جديد على حساب الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي بدأ انهياره السريع منذ بداية الثمانينات. وبانهيار الأحزاب الشيوعية الأوروبية منذ السبعينات، تكون أغلب الأحزاب الشيوعية العالمية بعد سقوطها في التحريفية قد انهارت، وقد جاء هذا الانهيار لعدة أسباب منها: فشل بناء الأحزاب الشيوعية على الطراز اللينيني، لكون الأنوية المسؤولة عن بنائها لم تتخلص من الإرث التحريفي للأممية الثانية، ورغم محاولات التصحيح، التي قامت بها الأممية الثالثة من خلال سياسة البلشفة التي دعت إليها، فإن النتائج في أوروبا جاءت مخيبة للآمال. وقد عرفت هذه الأحزاب تحولات وتغيرات منذ ثلاثينات القرن الماضي، وخاصة بعد 1945، خصوصا بعد الانقلاب الذي قامت به طغمة خروتشوف بعد وفاة ستالين، وقد تبنت هذه الأحزاب سياسة خروتشوف حول التعايش السلمي بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي والانتقال السلمي إلى الاشتراكية، كما تبنت خط معاداة خط الثورة العالمية بقيادة صين ماو تسي تونغ. وقد عرف العمل النقابي لهذه الأحزاب تحولات وتغيرات مرتبطة بالاستراتيجية التي تبنتها هذه الأحزاب، والتي أدت بها إلى التخلي عن الثورة الاشتراكية والسقوط في الإصلاحية و البرلمانوية والاندماج في المؤسسات السياسية للدولة البورجوازية. إن فشل التجربة النقابية هو نتيجة الفشل في بناء أحزاب شيوعية لينينية من طراز جديد، فمنذ البداية تم تشويه الموقف اللينيني ومواقف الأممية الثالثة من العمل النقابي، وقامت التجربة الإصلاحية لهاته الأحزاب بالإجهاز عليه معتمدة في ذلك على قاعدة اجتماعية مشكلة من الأرستقراطية العمالية ومن البيروقراطية الحزبية والنقابية، التي ستشكل الأرضية الاجتماعية للإصلاحية والتحريفية، وسنعود إلى الموضوع في دراسة لاحقة لمعرفة الكيفية التي تم فيها إدماج هاته الأحزاب الشيوعية والنقابات بالنظام الرأسمالي. إن الهدف من هذا التنبيه هو التأكيد على أهمية الاستفادة من تجارب هذه الأحزاب في العمل النقابي، سواء في جوانبه الإيجابية أو جوانبه السلبية، مع استحضار السياقات والمألات التي عرفتها هذه التجارب. تقديم منذ بداية مسيرته النضالية اهتم لينين بالعمل النقابي، وعبره انتقل لأول مرة في روسيا بالماركسية إلى مواقع النضال البروليتاري، حيث ارتبط لينين بالحركة العمالية الروسية الناشئة، وتشهد على ذلك تجربته في مدينة بترسبورغ عندما أسس "اتحاد النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة"، وكان هذا الأخير هو أول تنظيم سياسي ماركسي في روسيا يرتبط عضويا بالنضال العمالي النقابي والسياسي، حيث كان لينين يحرر المقالات و الكراريس و المناشير، التي توزع في المعامل و المؤسسات الإنتاجية، و كانت التجربة العمالية للينين منبع إنتاج فكري غزير انضاف إلى كلاسيكيات الفكر الماركسي، ومن أشهر هذه الإنتاجات "مهام الاشتراكيين الديموقراطيين الروس" 1897 و "برنامجنا" 1899، و "بما نبدأ" 1901، و "رسالة إلى رفيق حول مهامنا التنظيمية" 1902، كتاب "ما العمل؟" 1902. وقد شكلت كلها لبنات أولية في تشكل الفكر الماركسي – اللينيني، ولعل أبرزها كتاب "ما العمل؟" الذي أسس لنظرية الحزب البروليتاري الثوري، حيث قام لينين ببناء نظرية الوعي السياسي الطبقي للطبقة العاملة عبر مقاربة دقيقة لعلاقة الوعي النقابي بالوعي السياسي، واختلاف درجات الوعي النابع منهما، كما قام بالتمييز بين التنظيم النقابي الواسع والتنظيم السياسي الثوري الضيق بالضرورة المشكل من نواة المحترفين الثوريين، وبطبيعة الحال، لم تتوقف المسيرة النضالية للينين عند هذا الحد، بل استمرت إلى حدود 1924، و خلال هذه الفترة أنتج لينين العديد من الكتب و الكراسات من بينها كتاب "خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الوراء"، الذي أسس للمفهوم التنظيمي لحزب البروليتاريا الثوري و كتاب "الدولة و الثورة" و غيرها من الكتب، التي شكلت الرصيد النظري الأساسي للنظرية الماركسية – اللينينية، و قد لخص لينين تجربة البلاشفة الطويلة في كتاب "المرض الطفولي للشيوعية"، الذي تضمن العديد من الدروس فيما يخص العمل الحزبي الثوري و العمل النقابي الثوري، و عندما تأسست الأممية الشيوعية سنة 1919 ساهم لينين في إغناء النقاش حول مهام الشيوعيين عبر العالم، فقام ببلورة العديد من الأطروحات، التي سطرت الطريق للأحزاب الشيوعية الناشئة آنذاك، و يهمنا في هذه المقالة الكشف عن المواقف اللينينية فيما يخص العمل النقابي الثوري، و سنميز هنا بين محطتين أو فترتين مختلفتين، تجسد فيهما الفكر اللينيني في مستويات مختلفة فيما يخص العمل في النقابات، و كيفية تأطيره بالنسبة للشيوعيين، و سنقوم هنا بتقديم قسم نظري عام يعرف بالمواقف، التي تضمنتها الكراسات و الوثائق و الأطروحات، سواء لدى لينين أو الصادرة عن الأممية الثالثة، و نتمم ذلك بقسم عملي تطبيقي يعتمد تجربتين أساسيتين هما تجربة الحزب الشيوعي الإيطالي و تجربة الحزب الشيوعي الفرنسي. عندما تأسست الأممية الثالثة كان الوضع على مستوى الحركة العمالية العالمية كارثيا، نتيجة خيانة الاشتراكية الديموقراطية الأوروبية والأممية الثانية لأهداف ومبدأ الأممية، فانهار البنيان، الذي شيده ماركس و انجلز على امتداد عشرات السنين، وبطبيعة الحال تأثرت الحركة النقابية الأوروبية آنذاك أيما تأثير، فقد كانت تابعة لتلك الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية، وانخرطت بدورها في دعم بورجوازياتها الوطنية مضحية بمصالح البروليتاريا العالمية، رافعة لواء الوطنية الشوفينية. و عندما أطلق لينين نداءه الشهير من أجل تأسيس الأممية الثالثة والنهوض من جديد بمهام الحركة البروليتارية العالمية كانت العناصر المخلصة من قواعد هذه الأحزاب قد استجابت للنداء، و بمبادرة من لينين و الأممية الشيوعية انعقد المؤتمر التأسيسي للأممية الثالثة بموسكو، و بعد المؤتمر الأول للأممية انعقد المؤتمر الثاني في يوليوز- غشت 1920، و ابتداء من هذه الفترة دخلت المبادئ اللينينية لتنظيم الحركة الثوري إلى أوروبا الغربية و العالم، ومن بين هذه المبادئ التنظيمية، تلك التي تنظم العلاقة بين الأحزاب الشيوعية و النقابات و الجماهير، و مما جاء في وثيقة 21 نقطة التي تشكل شروط الانتساب إلى الأممية الثالثة ما يلي: على الأحزاب الشيوعية التي تعود لها مهمة قيادة البروليتاريا في الثورة القادمة أن تقتحم النقابات وتجعل العمل النقابي مرتبطا بشكل نشيط بالعمل الثوري، وابتداء من هذه الفترة عرفت الحركة الشيوعية العالمية دخول النموذج اللينيني لتمفصل الحزب الشيوعي – النقابات – الجماهير على الخط، كما تشهد على ذلك قرارات الأممية الثالثة وأطروحات لينين. فما هو هذا النموذج اللينيني و ما هي أطروحاته؟ من المعلوم أن النصوص المؤطرة لهذا النموذج في أغلبها موجهة إلى الأحزاب الشيوعية، التي لم تستول على السلطة بعد، خاصة في البلدان الرأسمالية المتطورة. الأفكار الأساسية التي يعتمد عليها الموقف اللينيني نعتمد هنا أربعة أفكار أساسية، و هي: الفكرة الأولى: اعتبار النقابات أقدم شكل لتنظيم البروليتاريا، وكذلك باعتبارها الشكل البدائي الأولي الأكثر بساطة وفي المتناول بالنسبة لأغلب العمال (انظر "المرض الطفولي .." فعلى الأحزاب الشيوعية أن تتوصل إلى أخذ قيادة النقابات و توجيهها، دون أن تنسى المميزات الأساسية المذكورة أعلاه و إنكار أن الإنضاج الثوري الضروري يتحقق داخل النقابات. الفكرة الثانية إن مكانة النقابة في التنظيم الاجتماعي يجعلها أكثر قربا من البنية التحتية مقارنة بالحزب، الشيء الذي له نتائج مهمة بالنسبة لتحديد مكان نشاط الشيوعيين، و بالرغم من أن العمل النقابي يمكن أن يعرقل نسبيا نمو الوعي الثوري بإدخاله المناضلين في تناول جزئي للواقع، فرغم ذلك تبقى النقابة ميدانا مميزا و مشتلا للنضال، ذلك أن موقعه هو المكان الذي يوجد فيه العمال في احتكاك مباشر مع أجهزة الإنتاج نفسها، فالنقابة توجد في مكان تشكل ممرا ضروريا يربط الحزب بالجماهير. الفكرة الثالثة يلاحظ لينين أنه هناك أوضاع كانت، كما هو الحال في روسيا سنة 1905 و في أوروبا في 1919، حيث بالرغم من أن القيادات النقابية رجعية و الشيوعيون شبه غائبين في النضال، فإن حركة بروليتارية جماهيرية عميقة يمكن أن توجد و تظهر حصريا على المستوى النقابي (انظر أطروحات حول المهام الأساسية للمؤتمر الثاني للأممية الشيوعية، لينين)، مع ذلك فإن لينين لم يقل أبدا أن الحزب يمكن استبداله بالنقابة في قيادة الثورة، بالمقابل لاحظ أن الجماهير بإمكانها أن تظهر، عن طريق نشاط النقابات، وعيا متزايدا ، و كذلك عن اتجاه دائم و قوي نحو التنظيم، و أن تعطي لنفسها في هذا النشاط محرضين، بالرغم من أنهم أقل تجربة، فإنهم مرتبطين بالجماهير و ثوريين في الواقع. إن الشيوعيين لا يمكن أن يبقوا خارج مثل هذه الحركات الجماهيرية. الفكرة الرابعة: اعتبار أن النضال السياسي للشيوعيين، اللذين هم ثوريون سيظلون دائما أقل عددا، يتفوق على نضالهم النقابي، و هو من نوع آخر، متميز عن النضال النقابي، و النتيجة عند لينين هي أن الشيوعيين لا يحتاجون لخلايا خاصة من أجل تنسيق عملهم داخل المؤسسات الإنتاجية، لأنهم يتشاورون بالضرورة داخل الحزب. بناءا على النقط الأربعة، بإمكاننا التذكير بالنموذج اللينيني للعمل النقابي بتقسيم الأمر إلى ثلاثة أجزاء. إن لينين ينطلق من تمفصل للعلاقة بين الحزب و النقابة و الجماهير، و من ثمة يستخلص نتائج تتعلق بنشاط الحزب وسط التنظيمات النقابية، و في نفس الوقت بالنسبة لعلاقة الشيوعيين بالجماهير. ا- لا يتردد لينين في التأكيد بقوة على تفوق الحزب، و يقول في أطروحاته الشهيرة : "وحده الحزب الشيوعي قادر على قيادة البروليتاريا في النضال النهائي بالشكل الأكثر حزما، و الذي لا هوادة فيه ضد كل القوى الرأسمالية" . ليس كل حزب شيوعي أو يدعي كونه كذلك بإمكانه أن يحوز قيادة البروليتاريا، فلا يمكنه ذلك إلا "إذا كان فعلا طليعة للطبقة الثورية و أن يضم في صفوفه خير ممثلي هذه الطبقة، و إلا إذا كان يتشكل من شيوعيين واعيين وعيا كاملا و مخلصين و متعلمين و منصهرين بتجربة النضال الثوري العنيد، إلا إذا استطاع الحزب أن يرتبط بشكل لا انفصام فيه بكل جوانب حياة الطبقة و عبرها بكل جماهير المستغلين، و أن يلهم هذه الطبقة و هذه الجماهير بثقة مطلقة" (انظر الأطروحات أعلاه). إن الدعاية و التحريض اليومي تجاه "الشغيلة و العمال و الجنود و الفلاحين" هو حسب وثيقة 21 نقطة، الوسائل التي تربط الحزب بالطبقة. إن هذا التحريض و هذه الدعاية تتم إلزاميا بواسطة النقابات، و يقول لينين: "يجب العمل مطلقا هناك حيث الجماهير، و الحال أن النقابات هي تنظيمات حيث تتواجد الجماهير (انظر "المرض الطفولي ...") و عندما يتكلم لينين عن تشكيل خلايا المؤسسات فالمقصود عنده، خلافا لما فهم فيما بعد، هو غرس الخلايا مباشرة في النقابات و باقي التنظيمات الجماهيرية : " في كل التنظيمات و العصب و الجمعيات بدون استثناء خاصة البروليتارية، ثم بعد ذلك تلك التي تضم الجماهير العمالية و المستغلة غير البروليتارية (النقابية و العسكرية و التعاونيات و الثقافية و الرياضية ...) يجب خلق مجموعات أو خلايا شيوعية علنية أو سرية" (انظر الأطروحات). إن لينين هنا، يحافظ على بنية الموقف الذي طرحه في ندوة براغ 1912 التي أسست الحزب البلشفي "إنه لمن المرغوب فيه أن توجد لدينا بشكل موازي خلايا اشتراكية ديموقراطية (شيوعية) في النقابات، منظمة على أساس مهني، و خلايا منظمة على أساس ترابي (انظر "الندوة الخامسة العامة للحزب العمالي الاشتراكي الديموقراطي الروسي" المجلد 17) . إن لينين و الحزب هنا، يجدان في النقابات إطارا مناسبا لعملهما في المعامل. لقد قام لوزوفسكي الذي ساند لينين موقفه، بالتمييز بين شكل النقابات (المقصود البنية و الميكانيزم و الجهاز الذي انبنى عبر عشرات السنين و الذي هو رجعي، بحكم التقاليد التاريخية) و بين الحركة النقابية (حركة جماهير العمال التي ستفرض على القادة اتباع طريق الجماهير) (انظر "الاستيلاء أو تحطيم النقابات العمالية" دفاتر العمل، السلسلة الأولى رقم 3، 1920، ص. 11). ب- إن عمل الحزب داخل النقابات يجب: - أولا، حسب النقطة التاسعة: "متابعة دعاية دؤوبة و منهجية وسط النقابات. - ثانيا، يجب خلق أنوية شيوعية، و هذه الأنوية يجب أن تكون تابعة بالكامل لمجموع الحزب، و هذا العمل يجب أن يتم في كل النقابات، كيفما كانت، و قد أفرد لينين فصلا خاصا بهذا الموضوع تحت عنوان: "هل على الثوريين أن يناضلوا داخل النقابات الرجعية؟" (انظر " المرض الطفولي ...") وقد تم تحريف موقف لينين باستعمال النقابة كمفرد. - ثالثا، يجب تعويض القادة القدامى بالشيوعيين، ليس فقط في المنظمات البروليتارية السياسية، بل كذلك في النقابات و التعاونيات و الجمعيات الثقافية (انظر الأطروحات). - رابعا، يجب عدم الخوف من استبدال ممثلي الأرستقراطية العمالية و العمال المبرجزين بآخرين لا يتوفرون على تجارب، المهم أن يكونوا مرتبطين بالجماهير المستغلة، و يكسبون ثقتها في النضال ضد المستغلين (انظر الأطروحات). بهذا يكون في مستطاع الحزب أن يربي النقابات و أن يقودها دون أن يأخذ مكانها، لأن النقابات كما يقول عنها لينين في "المرض الطفولي ..." أنها تبقى و ستبقى طويلا مدرسة الشيوعية التي لا مناص منها. ج- تمييز لينين بين "الجماهير" و "الطبقة" إن مصطلح الجماهير عند لينين يتشكل من الطبقة العاملة، فهو أوسع من مفهوم الطبقة، لكنه أقل انسجاما، و تنتمي إليه الطبقة العاملة و فئات دنيا، بل و متخلفة و شبه بروليتارية أو غير بروليتارية. و عموما، كما يقول لينين تهم كل المستغلين و المضطهدين و البلهاء و المسحوقين و المخدوعين من طرف طبقة الرأسماليين (انظر الأطروحات). و يقول لينين كذلك، أنه يجب أن نعني بكلمة جماهير مجموع الشغيلة و مستغلي الرأسمال، و خاصة الأقل تنظيما و الأقل تربية و الأكثر اضطهادا و الأقل قابلية للتنظيم. و بعد تحديد هذه الفئات ضمن مصطلح الجماهير يقول لينين أنه يجب أن نتعلم كيفية الاقتراب منها بصبر و حذر خاصين. و من أجل فهم الخصائص و المميزات الأصلية لبسيكولوجية تكوين فئة من كل المهن، علينا الأخذ بعين الاعتبار الفئات المهنية، ذلك أن التمييز على أساس مهني و تعاوني، الذي تقوم عليه الرأسمالية، يجعل النقابة تنقسم إلى نقابات مهنية أو حرفية، و هي عموما لا تتطور إلا ببطء خلال سنوات و سنوات إلى نقابات صناعية واسعة. إن التبريرات التي تقدم عموما للتخلي عن النموذج اللينيني الأول هي محاولة الاقتراب من الأماكن التي يجري فيها نضال البروليتاريا، و كذلك محاولة الانغراس وسط العمال، و من ثمة الذهاب إلى منافسة النقابات في شرعيتها، حيث تمارس هذه الأخيرة سيطرتها، وقد حصل هذا النموذج الأول إلى النموذج الثاني بشكل تدريجي، حيث أخذ في البداية بعدا تنظيميا، ثم أصبح مذهبيا عبر تبني النموذج الثاني بشكل واضح متميز عن النموذج الأول. و من المعلوم أن الأممية الشيوعية في محاولتها لإعادة تنظيم الأحزاب الشيوعية لم تقدم النموذج الثاني إلا كاختيار ثان، حيث جاءت الصيغة التي تقول على الشيوعيين أن يتشكلوا كنواة في المؤسسات أو في النقابات، ثم تم التأكيد على أن هذا الانغراس يجب أن يتم في كل النقابات بغض النظر عن توجهاتها. و على خلاف موقف لينين، الذي لم يكن يرى من ضرورة انغراس مؤسسي للشيوعيين في المؤسسات الإنتاجية، فإن الأممية الشيوعية، ابتداء من 1924 غيرت الموقف، وقد جاء في إحدى وثائقها أن الأممية "تلاحظ أن أي حزب شيوعي لا يمكن اعتباره منظمة جماهيرية جدية صلبة إلا عندما يتوفر على خلايا قوية في المعامل و المصانع و المناجم و في السكك الحديدية" (انظر "إعادة تنظيم الحزب على أساس خلايا المؤسسات الإنتاجية"). و قد قيل كذلك أن خلية المقاولة وحدها، التي تشكل قاعدة الحزب (نفس المرجع). ثم بعد ذلك، تم تغيير اسم "الأنوية الشيوعية" الذي جاء به لينين باسم آخر هو الفصائل الشيوعية. د- التأكيد على "الدعم الكامل و الأكثر إخلاصا للحزب الشيوعي و كل البروليتاريا المتقدمة هو ضروري بشكل قاطع اتجاه كل حركة إضرابية واسعة عفوية، التي تستولي على أكثر الجماهير، وحدها قادرة، تحت نير الرأسمال، على أن توقظ بالفعل، و أن تحرك، و تنير و تنظم الجماهير، و تولد لديها ثقة مطلقة في الدور القائد للطبقة الثورية". لقد كان القرار السابق يلح على أن "المهمة الأكثر أهمية هي تكوين فصائل شيوعية في النقابات من كل الاتجاهات" (انظر قرار ندوة التنظيم لفروع الأممية الشيوعية) لكن بعد 4 ماي 1925، بعد المؤتمر الخامس للأممية، تم تغيير هذا القرار ليتم التأكيد على ضرورة خلق خلايا المؤسسات. لقد تم تبرير هذا التخلي بكون النموذج السابق ظرفي، و كان تكتيكا ضروريا لحظة انشقاقات الأحزاب الاشتراكية القديمة، و بالتالي كان ضروريا لفرض الأحزاب الشيوعية كأحزاب ثورية و عمالية، و الحال أن الأفكار التي طرحها النموذج الأول لم تكن ظرفية و لا عرضية في منظور لينين، لقد كانت من الاهتمامات الثابتة لديه (انظر كتاب "حول النقابات، مقالات و خطابات"، منشورات دار التقدم 1970). إن الموقف اللينيني كان يعتمد على أولوية و أسبقية الحزب الشيوعي على النقابة، ذلك أن الحزب وحده يتوفر على مسيرة معرفة المجتمعات، التي تمثلها الماركسية، و قد ذكر لينين باستمرار بأهمية استقلالية العمل النقابي. إن هذا التأكيد هو ما سيتم التنكر له نظريا و عمليا في النموذج التالي: لقد كان هذا الطرح اللينيني مناسبا أكثر لتطور عمل ثوري في المؤسسات الإنتاجية، متكيف عمليا مع الهدف المحدد من طرف لينين، وقد كانت التجربة الإيطالية دليلا على صحته، سواء بشكل مباشر أو بالسلب. إن هذا التخلي عن النموذج الأول في التجربة الإيطالية كانت له نتائج سلبية من بينها: 1- أن العديد من الخلايا تخلت عن العمل النقابي مما اضطر القادة إلى التذكير باستمرار أن تكوين فصائل شيوعية وسط النقابة هو أحد أهم الواجبات، إلى جانب عمل الخلايا. 2- عمل الخلايا نفسه (في المؤسسات) لم يعد يتميز في شيء عن عمل النقابات، بحيث تقضي هذه الخلايا أوقاتا طويلة في مناقشة المسائل الصغيرة المتعلقة بالمعمل، و غالبا ما يتم تحديد مهام و أهداف نقابية خالصة للخلايا. 3- و على العكس، فإن النقابات هي التي تقوم بالعمل، أي أن الفصيل الشيوعي وسط النقابة هو الذي يقرر و يعمل بدل الخلية. 4- عندما لا تكون هناك وحدة نقابية، يقوم الشيوعيون بالعمل في نقابة واحدة خلافا للرأي اللينيني الذي يقول بالعمل في كل النقابات، و قد قامت الأممية الشيوعية ذات مرة بإدانة شعار الحزب الشيوعي الفرنسي بمغادرة الكونفدرالية العامة للعمل و التوجه إلى الكونفدرالية العامة للعمل الموحدة، و بعد مرور مدة من الزمن و استقرار العمل في النموذج الثاني بدأ التخلي عن المجهود من أجل زرع الأنوية الشيوعية في النقابات، و قد قام الحزب الشيوعي الإيطالي عندما استقر على النموذج الثاني، و خلال الانشقاق النقابي سنة 1948 بالعمل في كونفدرالية واحدة "الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل". 5- لقد بدأ تبخيس دور النقابات، بحيث أصبح الحزب يراقب النقابة و لا يترك لها إلا مجالا صغيرا للعمل، "كحزام نقل" لقرارات الحزب، فعلى الصعيد التنظيمي أصبح وجود الحزب داخل المؤسسة ذو طبيعة مزدوجة، فمن جهة يقوم الحزب بخلق نواة داخل نقابة واحدة، و في نفس الوقت فهو ممثل، باعتباره كذلك، و من خلال الخلية، داخل المؤسسة الإنتاجية، و بهذه الطريقة يقوم الحزب بتحديد أهداف متعددة في نفس الوقت لمناضليه في الخلية و مناضليه في النقابة، و في بعض الأحيان هم نفس الأعضاء، و بذلك تتأثر علاقة الحزب بالجماهير، و هنا لابد من تسجيل أربع ملاحظات: 1- مبدئيا، فالحزب هو الذي يحتكر مبادرة النضال و يقوم بتأطيره و التعريف به و مساندته خارج المؤسسة الإنتاجية، و في كل الأحوال يكون حاضرا في كل الحركات المطلبية بمبرر أن ذلك ضروري لكي تأخذ طابعا طبقيا. 2- يقوم الحزب باستخدام النضالات لتعزيز انغراسه في المؤسسة و خارجها، ففي المعمل يقوم الحزب خلال النضالات بكسب منتمين جدد من العمال و المهندسين، و من خلال هذه النضالات كذلك الوصول إلى قطاعات أخرى كالطلبة و الفلاحين و الكاثوليك ... و جعلهم يلتحقون بالحزب. 3- يقوم الحزب بتوجيه نضالات المؤسسة الإنتاجية بحسب أهداف خارجية عن المؤسسة، و من أجل ذلك يقوم بنشر شعاراته عبر جريدة المؤسسة الإنتاجية، و يعمل في نفس الوقت على الأخذ بعين الاعتبار المطالب العامة الخاصة بمشاكل المدينة و المدرسة ... ثم يقوم الحزب بتحديد ما إذا كانت النضالات المحلية و النضال السياسي الوطني في لحظة ما متلائمين، فمثلا يقرر هل يجب القيام بإضراب عشية الانتخابات. 4- يقوم الحزب خارج المؤسسة بضمان تطبيق المطالب المنتزعة و مواجهة محاولات الالتفاف عليها عن طريق الزيادة في الضرائب أو التضخم، ثم كذلك العمل على توفير أحسن الظروف للنضال في المعمل بالمطالبة بإصلاحات تشريعية، كقانون العمال أو بمحاولة منع قمع العمال. و خلاصة القول، إذا قمنا بربط هذه النقط بالنموذج الأول، فإن هذه الأهداف تعني تحولا لعلاقات الحزب بالجماهير ما دامت الجماهير تعتبر قوة مدجنة، يقوم الحزب بتوجيهها بحسب استراتيجيته التي لا علاقة لها باستراتيجية لينين 1920. و بالمقارنة بين النموذجين يمكن وضع الخطاطة التالية: فبالنسبة للنموذج اللينيني: الحزب – النقابات – الجماهير أما بالنسبة للنموذج الثاني فإنه ثلاثي الأضلاع: الحزب – النقابة – الجماهير ثم من الجماهير إلى الحزب. الوحدة النقابية في إيطاليا و إفلاس النموذج الثاني كانت هناك ثلاث نقابات في إيطاليا و هي: 1- الكونفدرالية العامة الإيطالية للشغل (قادتها من الشيوعيين) و تضم بعض الاشتراكيين. 2- الكونفدرالية الإيطالية لنقابات الشغل، و يتحكم فيها الديموقراطيون المسيحيون و تضم بعض الاشتراكيين. 3- الاتحاد الإيطالي للشغل، و تضم الاشتراكيين + الجمهوريين + الاشتراكيين الديموقراطيين. تحت تأثير عوامل خارجية و داخلية خاصة، منها تغيير نمط المفاوضات الجماعية، و عوامل اقتصادية كتقلص العطالة و ارتفاع نضالية الطبقة العاملة ـــ مما كان له تأثير على أهداف النضال النقابي ــــ إضافة إلى التغير السوسيولوجي الحاصل في الباطرونا و الطبقة العاملة، فسنة 1965 تختلف عن السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، فهذه العوامل مجتمعة ستدفع في اتجاه طرح مسألة الوحدة النقابية، و ستطرح النقابتان غير الشيوعيتين شرط تخلي عن الفصائل الشيوعية في النقابات للقبول بالوحدة بين النقابات الثلاث، و قد كان لذلك نتائج ستؤدي إلى إفلاس النموذج الثاني للعمل في النقابات. و دون الدخول في تقييم طويل، يمكن القول أن تجربة الوحدة النقابية في إيطاليا في نهاية الستينات، بقدر ما كانت تتطور، فقد صاحبها تراجع حقيقي في الحزب الشيوعي الإيطالي في المؤسسات الإنتاجية. و عموما، عرفت الفترة نهاية الخلايا في المؤسسات الإنتاجية، حيث اختفت عمليا خلال فترة الوحدة النقابية و بوتيرة متسارعة، و قد طرحت في هذه الفترة و بقوة مسألة استقلالية النقابات، مما أعاد النظر في علاقة الحزب بالنقابة، ثم أن النمط الجديد للمفاوضات الجماعية، الذي فرض لا مركزية و تجزيئا مهنيا للمفاوضات، أضعف قدرات الحزب داخل المؤسسات الإنتاجية بحيث أصبح على المناضلين الشيوعيين قيادة المفاوضات في بعض الأمور كما هو الحال بالنسبة للعلاوات الإنتاجية و أجور العمل بالقطعة، و تقدير المهام ضمن نظام ترتيب و تغيير المناصب. هكذا، بعد سقوط النموذج الثاني أصبحت الخطاطة على الشكل التالي: الجماهير، أي علاقة ثلاثية، الأحزاب السياسية النقابة الموحدة تضم الأحزاب السياسية ثم النقابات المستقلة ثم الجماهير، ثم من الأحزاب السياسية إلى الجماهير. لقد كان النموذج الثاني يتميز بعمل الحزب الشيوعي في نقابة واحدة، حيث تتم تبعية النقابة للحزب، و من ثمة أولوية الحزب في النضالات، حيث تتم مراقبة و التحكم في القاعدة من طرف الحزب. لقد تم قلب دور الحزب داخل المؤسسة الإنتاجية لصالح العمل النقابي، فقد تم الانتقال من الميدان السياسي إلى الميدان النقابي، حيث يظهر الأمر كما لو أنه عودة إلى البدء، و لكن في ظروف خاصة لصالح البيروقراطية و البورجوازية. وقد أدى النموذج الثالث إلى: وحدة العمل – وحدة عضوية – استقلالية النقابة تجاه الأحزاب – تصاعد السلطة النقابية. و كخلاصة يمكن القول، و هذا ليس موضوع مقالنا، بأن هناك أسباب أعمق من هذه أدت إلى فشل النموذج اللينيني الأول و النموذج الثاني المطعم، فالحزب الشيوعي الإيطالي كان حزبا تحريفيا و له جذور في ذلك قبل وفاة ستالين، فاستراتيجيته انتخابوية، ثم إن الاستراتيجية اللينينية للعمل النقابي كانت تهدف إلى تهييء ظروف الثورة الاشتراكية، بينما الحزب الشيوعي الإيطالي كان حزبا إصلاحيا بيروقراطيا سلطويا وضع نفسه بديلا للجماهير، و أخضع النضال النقابي و الجماهير لاستراتيجيته الانتخابوية، كما أنه تخلى عن الموقف اللينيني فيما يخص العمل في النقابات بدل نقابة واحدة. إن المتأمل في تجربة الأحزاب الشيوعية الأوروبية سيجد أن محاولات وضع هذه الأخيرة عند نشأتها و رغم محاولات البلشفة على سكة التصور اللينيني لبناء الأحزاب الماركسية – اللينينية قد باءت بالفشل، و ظلت هذه الأحزاب منذ نشأتها تجر أذيال الإصلاحية و التحريفية، و كانت سنة 1975 بداية انفجارها النهائي، بعد تبنيها للأورو شيوعية التي كان من مؤسسيها الحزب الشيوعي الإيطالي و الحزب الشيوعي الفرنسي و الحزب الشيوعي الاسباني. تجربة الحزب الشيوعي الفرنسي ننتقل في هذا الجزء إلى تجربة شبه مماثلة لتجربة الحزب الشيوعي الإيطالي مع اختلاف في التفاصيل، إنها تجربة الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي تأسس سنة 1921 في نفس السياق العالمي الذي تحكم فيه تشكيل الأممية الثالثة، و العمل على إعادة تأسيس أحزاب شيوعية جديدة بعد سقوط أحزاب الأممية الثانية في الخيانة و التخلي عن المشروع الثوري للطبقة العاملة، و بطبيعة الحال كان على الأممية الثالثة أن تسلح الأحزاب الناشئة الجديدة بسلاح نظري و استراتيجي و تكتيكي، من أجل قيام الثورة الاشتراكية في أوروبا الغربية، و استفاد الحزب الشيوعي الفرنسي من نقس الوثائق و الأطروحات التي بلورها لينين و الأممية الثالثة مثلهم في ذلك مثل الحزب الشيوعي الإيطالي، و يهمنا هنا مجال تجربة العمل النقابي في ظل توجيه الأممية الثالثة، و نتائجها العملية على الحقل النقابي الفرنسي، و هو عموما ما يطلق عليه عند المتخصصين في التاريخ النقابي الفرنسي بمسألة الفصائل الشيوعية في النقابة. قبل 1921، كان الموقف المبدئي، الذي تم تبنيه في أميانس قد تبلور سنة 1906، و هو الموقف الذي يتعلق بعلاقة الكونفدرالية العامة للشغل بالأحزاب السياسية، على إثر هذا الموقف، ظلت الكونفدرالية العامة للشغل خليطا متنافرا لكل المدارس و الاتجاهات الموجودة داخل الحركة العمالية، فمن الإصلاحيين إلى الاشتراكيين إلى السنديكاليين الثورين إلى الفوضويين ... لقد كان لالتحاق الأغلبية النقابية إبان الحرب العالمية الأولى بخط "الوحدة المقدسة" أن ساعد على تعزيز انتظام مجموعات داخل اللجان النقابية الثورية و داخل لجنة الدفاع النقابي، و كانت هذه الأشكال المؤقتة هي الأشكال الأساسية، التي سبقت التطور الذي سيحصل داخل الحركة النقابية، الذي سينبعث بعد تشكيل لأحزاب عمالية من طراز جديد: إنها الأحزاب الشيوعية. و من المعلوم أن المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية قد سطر مهمة الأحزاب الشيوعية في بناء عمل نقابي جديد، و ذلك من خلال وثيقة شروط العضوية في الأممية الشيوعية (21 شرطا)، و ذلك من خلال الشرط التاسع الذي يتطرق لعمل الشيوعيين داخل الطبقات. و في دجنبر 1920، اجتمع مؤتمر "تور" للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ناقش مسألة الانضمام إلى الأممية الشيوعية، و قد قدم في هذا المؤتمر ملتمس يتبنى الشرط التاسع للأممية. و مما جاء في قرار مؤتمر "تور" "و كما الأممية الشيوعية [...] قرر الحزب القيام بدعاية مثابرة في كل المنظمات البروليتارية (نقابات، تعاونيات و التجمعات الأخرى) و ذلك لكسبها إلى جانب الشيوعية". "فعن طريق تنسيق كل القوى العمالية بدفع من الشيوعية سيتنظم نشاط الجماهير من أجل أخذ السلطة". "هكذا، فإن مشكل العلاقات بين الحزب و النقابات يجد حله المنطقي. فالحزب ينظم مناضلي كل المنظمات البروليتارية، التي تقبل بآرائه النظرية و خلاصاتها العملية، فكلهم يخضعون لانضباطه و يخضعون كذلك لمراقبته، و ينشرون أفكاره في الأوساط التي يمارسون فيها نشاطهم و نفوذهم. و عندما يتم كسب أغلبية هذه المنظمات إلى الشيوعية، سيكون بينها و بين الحزب تنسيق للعمل و ليس استعباد منظمة لأخرى" (هذه الفقرة تم نشرها في جريدة لومانيتي ليوم 8 أكتوبر 1920، و قد حصلت على اتفاق قيادة الحزب الاشتراكي خلال مؤتمر تور). و في نفس السياق الذي كانت تجري فيه إعادة تحديد للعلاقات بين الأحزاب و النقابات، كان هناك صراع يجري داخل الكونفدرالية العامة للعمل الموحدة، و التي كانت في طور التأسيس، و الهدف من ذلك هو محاولة كل تيار أو اتجاه التحكم و مراقبة بنيات النقابة. و في هذا السياق، حاول الفوضويون القيام بإنشاء نواة داخل اللجان النقابية الثورية خلال عملية بناء نقابة الكونفدرالية العامة للشغل الموحدة، و نتجت عن هذه العملية تشكيل لجمعية من نمط باكونيني تحت اسم "ميثاق الفوضويين". هكذا تمكن الفوضويون من مراقبة اللجان النقابية الثورية، و استطاعوا بالفعل مراقبة اللجان النقابية الثورية، التي أصبحت أول مجموعة قائدة للكونفدرالية العامة للشغل الموحدة. و جاء الرد الشيوعي الذي لم ينتظر طويلا، فقد شكل الحزب الشيوعي الشاب من داخله ما سمي باللجنة النقابية المركزية، و حولها مجموعة من اللجان المحلية في المراكز العمالية الكبرى، التي كانت تضم ثلاثة أعضاء كحد أدنى، و كان الهدف من هذا التشكيل مواجهة مجموعة الميثاق و مجموع الفوضويين، و يقول بيير موناط عن هذه اللجان بأنها تشكلت من أجل: ا- إقناع الشيوعيين في الحزب بتنقيب أنفسهم. ب- تكوين مناضلين قادرين على خوض نضال إيديولوجي داخل الحركة النقابية، في وقت لم يكن للحزب سياسة نقابية، و غير منظم على مستوى خلايا المؤسسات الإنتاجية، فقد كان الحزب لا يزال تحت تأثير تجاربه السابقة، حيث يقوم البناء التنظيمي على أساس فروع محلية من أجل الدعاية و النضال الانتخابي، و قد ساهم هذا الوضع في تعقيد تحقيق توجهات الأممية الشيوعية. و استطاع الحزب الشيوعي الفرنسي أن يهزم جماعة الميثاق الفوضويين، و ذلك في مؤتمر سان إيتيان في 1922، لكن هذه الهزيمة لم تنه النقاش حول مسألة استقلال النقابات. و في يوم 23 مارس 1923، اجتمعت اللجنة التنفيذية للنقابة من أجل مناقشة التوجه النقابي، و كان عليها أن تحسم بين ملتمسين: الملتمس الفوضوي و الملتمس الشيوعي، و فاز ملتمس الشيوعيين، الذي سمي بملتمس كلافيل بأغلبية 12 صوتا مقبل 6 أصوات. و مما جاء في القرار الذي تم التصويت عليه ما يلي: "إن اللجنة التنفيذية بعد استماعها لمختلف الوقائع، التي تشكل حسب بعض الرفاق محاولة لإخضاع الحركة النقابية للحزب الشيوعي، تعتبر أنها لا يمكنها أن تتدخل في حياة هذا الحزب، تعتبر ببساطة أنها ظلت بشكل مستمر في خط السير، الذي اتبعه مؤتمر سانت إيتيان و المجلس الكونفدرالي الوطني، الذي تلا المؤتمر، و اللذان سطرا لها ما يتعلق بالاستقلال النقابي ...". و اجتمع المجلس الكونفدرالي الوطني يومي 22 و 23 يوليوز 1923، و بعد نقاش طويل و حاد سينتهي الأمر إلى تبني اقتراح من طرف أغلبية داخل اللجنة التنفيذية، و اتخاذ قرار بأغلبية 58 صوتا ضد 37، و هو القرار الذي سمي بقرار سيمارد، أما بالنسبة للقرار، و بعد إعلانه أن اللجنة التنفيذية لا يمكنها أن تصادق أو تدين بشكل قبلي شكلا تنظيميا خاص بحزب ما، توضح أنها تبقى ضمن روح قرار سانت إيتيان، و القرار المتبنى خلال المؤتمر الثاني للأممية النقابية الحمراء حول المسألة النقابية الفرنسية. إن اللجنة التنفيذية تعلن أن القوانين و الأشكال التنظيمية و الشعارات و قرارات الكونفدرالية العامة للشغل الموحدة لا يمكن أن يتم تغييرها و لا خرقها من الخارج، ذلك أن لا أحد كيفما كانت وظيفته يمكن أن يخرق فترة ولايته بدون أن يكون خاضعا للمحاكمة أمام منظمته، لا يتوقف حق المراقبة على المنتسبين إليها من طرف منظمة نقابية. و خلاصة القول، فإن اللجنة التنفيذية تعتبر أن ليس من دورها ممارسة مراقبة على الحريات الفردية للمنقبين، لكن تدعوهم إلى ألا يدخلوا نزاعاتهم الحزبية وسط التنظيمات النقابية، و ألا يتكلم تحت أي ظرف كان عن حزبه في المجالس. و في مؤتمر بورج الذي انعقد بين 12 و 17 نونبر، تركز النقاش حول الاستقلالية النقابية و اللجان النقابية، و دار النقاش حول ثلاث مشاريع قرارات: 1- مشروع الأغلبية الكونفدرالية، الذي يعترف بالنسبة للمنقبين بحق التنظيم في اتجاهات و تيارات أو فصائل. 2- مشروع اللجان النقابية الثورية الذي يدين تلك التجمعات. 3- مشروع فيدرالية البناء، الذي يطالب بالانسحاب من الأممية النقابية الحمراء. و جاء القرار النهائي للمؤتمر الذي تبنته الأغلبية على الشكل التالي: "بعيدا عن إنكار قيمة الاستقلالية النقابية، فإن المؤتمر مقتنع بكل حزم بأن الاستقلالية النقابية تجاه التجمعات الخارجية هي شرط ضروري لوجودها، و عازم عن الدفاع عن هذه الاستقلالية، يعتبر أن حرية تعبير الاتجاهات و الآراء وسط النقابة هو ليس أقل ضرورة بالنسبة لتطور النضال النقابي و للحفاظ على وحدته العضوية". و بالاحتجاج ضد التأويل و التفسير الضيق لميثاق أميانس، فالنص يرى: "أن النضال النقابي يجب أن يبحث عن تعاون كل القوى الأخرى من أجل تحقيق مهمته، و جاءت نتيجة التصويت كالتالي: 1- الأغلبية الكونفدرالية 962 صوتا 2- اللجان النقابية الثورية 147 صوتا 3- فدرالية البناء 219 صوتا و يرى بيير موناط: أن المؤتمر الكونفدرالي في بورج قد اعترف للجان النقابية بحق الوجود، و قد قام بذلك باسم أغلبية هائلة من النقابات، فالعكس كان غير ممكن، فالمنقبون الشيوعيون كان لهم نفس الحق في التنظيم كاتجاهات، كما الفوضويون أو النقابيون الأقحاح المزعومون غداة مؤتمر بورج، بعدما حققوا بعد صراع مرير حقهم في الوجود، يبقى على اللجان النقابية أن تمارسه بشكل نافع و بكرامة. من اللجان النقابية إلى القيادة الوحيدة لقد شكلت سياسة البلشفة التي تبناها مؤتمر الأممية الثالثة سنة 1924 منعطفا كبيرا لجميع الأحزاب الشيوعية الأوروبية و منها الحزب الشيوعي الفرنسي، ذلك أن هذه السياسة ستقوم بتحويل كل نشاط الحزب إلى المؤسسة الإنتاجية، و بالتالي ستحد من فضاء العمل حول النقابة و داخلها. و بالرغم من أن مؤتمر الحزب الشيوعي المنعقد في ليون في سنة 1924 قد قرر إعطاء دفعة للجان النقابية، إلا أنه سنتين بعد ذلك، واجهت هذه المحاولة صعوبات كبيرة، و ظهرت المشاكل بارزة. و خلال مؤتمر التوحيد سنة 1925، اختفت مسألة اللجان النقابية خلافا لمؤتمر بورج، في وقت تم فيه التأكيد بقوة على ضرورة تعزيز الروابط بين الكونفدرالية العامة للشغل الموحدة و الحزب الشيوعي، و ظهر هذا التوجه منذ 1925 بشكل غير رسمي، و بشكل واضح ابتداء من 1926، و في هذا السياق فإن مجموعة من أعضاء مكتب الكونفدرالية العامة للشغل الموحدة، مثل غاستون مونموسو و جوليان راكاموف و غيرهما، قد تم إلحاقهما بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي، بينما تم انتخاب أليس بريسي و جون لوي بيرار إلى اللجنة المركزية للحزب. و هكذا، أصبح كل المكتب الكونفدرالي للكونفدرالية العامة للشغل الموحدة يمارس مسؤوليات قيادية داخل الحزب الشيوعي، مجسدا بذلك ما سمي بالقيادة الوحيدة. و هكذا، تم تكريس الدور القيادي للحزب الشيوعي، و في سنة 1929، انعقد مؤتمر الكونفدرالية العامة للشغل الوحدوية، و كرس، بل زاد من تكريس الارتباط بين الحزب و النقابة، و ذلك باعترافه بالدور القيادي للحزب داخل النقابة. و في تقرير النشاط أعلن مارسيل غيتون: "إننا نعتبر أن الحزب الشيوعي ظفر بدوره كفصيل قائد للحركة العمالية بسبب خطه السياسي، الذي اتبعه و بالدور النشيط الذي أخذه في كل معارك البروليتاريا، لا يمكننا أن نذكر أي حزب سياسي آخر يمكن أن يتباهى بكونه فعل نفس الشيء، فكيف للحزب الشيوعي يجب أن يؤكد دوره القائد داخل الكونفدرالية العامة للشغل الموحدة، هل بتعويض المكتب السياسي للحزب للمكتب الكونفدرالي، هل بتعويض اللجنة المركزية للحزب باللجنة التنفيذية الكونفدرالية؟ إن هذا هو الذي كان بالارتباط العضوي، الذي كان يدعو إليه بيير موناط و شامبيلاند، ليس هذا، فعبر نشاطهم و عبر الدور الذي مارسه أعضاء الحزب المتواجدون في النقابات، و عبر الفصائل الشيوعية و الديموقراطية النقابية، سيتأكد أن أعضاء الحزب الشيوعي كأحسن مدافعين عن الطبقة العاملة، و من ثمة وصولهم إلى المواقع القيادية للحركة العمالية و ليس العكس". و للتأكد من حجم تصاعد نفوذ الشيوعيين في النقابة، يمكن الإشارة إلى نتائج التصويت على تقرير النشاط كما يلي: 1-مع التقرير 1304 صوت 2- بتحفظ 15 3- ضد 209 4- ممتنعين عن التصويت 22 و قد تم الإعلان عن ما يلي: "إن المؤتمر يوضح [...] عزمه على العمل في كل الميادين في اتفاق وثيق مع الحزب الشيوعي، الحزب الوحيد للبروليتاريا و للنضال الطبقي الثوري، الذي، من خلال كل معارك المرحلة الماضية، قد أخذ مكانته كطليعة بروليتارية قائدة وحيدة للحركة العمالية. إن الإعلان عن هذا الدور القائد و الاعتراف به لا يمكن تأويله كتبعية للحركة النقابية ولا اعتباره تغييرا ما في العلاقات العضوية و القانونية بين الحزب الشيوعي و المنظمات الجماهيرية، التي تشكلها النقابات الوحدوية". خلاصة القول، فقد أصبحت العلاقة بين الحزب و النقابة في هذه المرحلة، انطلاقا من مبدأ تفوق الأول على الثانية، لكن هذا الوضع سيتغير تماما، كما وقع للحزب الشيوعي الإيطالي، عندما انطلقت مفاوضات الوحدة بين الفدرالية العامة للشغل و الكونفدرالية العامة للشغل الوحدوية. مسألة الفصائل الشيوعية سنة 1935 لقد رأينا أن التجربة الشيوعية الفرنسية قد آلت إلى مسألة القيادة الوحيدة عبر، وهيمنة الفصائل الشيوعية، الأساس الذي قامت عليه الكونفدرالية الديموقراطية للشغل الوحدوية، لكن عندما انطلقت المفاوضات طرح السؤال: هل يجب تكريس أو التخلي عن الفصائل الشيوعية في النقابة؟ في سنة 1932، على إثر انعقاد المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الفرنسي، صدرت كراسة من 74 صفحة، توضح توجهات الأممية الشيوعية فيما يخص العمل النقابي، و قد قام بونوا فراشون بصياغة تقديم للكراسة، قدم فيه حصيلة نقدية لعمل الفصائل الشيوعية، و أكد على نقط ضعفها، بل حتى الكلام عن انعدام عملها، و اقترح معالجة الموضوع بالتفكير حول مسألة مستويات الفصائل و علاقتها مع النشاط العام للحزب، و ستصبح مسألة الفصائل الشيوعية مسألة أساسية و خلافية في مفاوضات الوحدة النقابية، و دار نقاش بين الكونفدرالية العامة للشغل الوحدوية و مع الأممية الثالثة و الأممية النقابية الحمراء، و تمت مقاربة الموضوع في سياق المؤتمر السابع للأممية الشيوعية، الذي شكل منعطفا استراتيجيا، بدعوته إلى الجبهة الشعبية كتوجه معادي للفاشية، و قد انعكس الأمر على الأممية النقابية الحمراء، و تم التأكيد عموما على مسألة الوحدة في المجال السياسي، و في خطاب له قال موريس طوريز، أن فشل الوحدة يعود إلى مسألة الفصائل الشيوعية، و قد صرح أمام رئاسة اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية بأن العائق أمام الوحدة الكونفدرالية العامة للشغل هو مسألة الفصائل الشيوعية، و يقول في هذا الصدد : "... إن العائق السياسي الذي وضعه الكونفدراليون لتحقيق الوحدة يمكن تجاوزه لو أخذ الوحدويون مبادرة لتحقيق منعطف حول الفصائل الشيوعية". "ليس لنا ما نصنعه بهذه الفصائل". و شكل يونيو 1935 منعطفا جديدا، فقد أعطت الأممية الشيوعية اتفاقها مع ذلك، وفي 6 يونيو 1935، ظهر مقال لمارسيل غريتون، كما ظهر إعلان في نفس اليوم للجنة التنفيذية للكونفدرالية العامة للشغل الوحدوية، و بمرارة أعلن المناضلون النقابيون الشيوعيون، اللذين مزقتهم النقاشات عن القطيعة مع تجربة الفصائل الشيوعية. و هكذا سار الحزب الشيوعي الفرنسي على خطى الأممية الشيوعية في موضوع الوحدة النقابية، و أصبحت مسألة الاستقلالية النقابية، هي استقلالية عن البورجوازية في نفس الوقت و تجاه حزب الطبقة العاملة.
وليد الزرقطوني 1 ماي 2025 ــــ ـــــ يوجد هذا النص بصيغة بدف على موقع الشرارة / كراسة البروليتاري ـ العدد الثامن http://acharara.hautetfort.com
#الشرارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول بعض المسائل الأساسية في بناء الحزب الحلقة الأولى: المظا
...
-
حول بعض المفاهيم التنظيمية الماركسية - اللينينية * المركزية
...
-
-ما هي الشيوعية؟- العدد الخامس كراسة البروليتاري
-
كراسة البروليتاري ــ العدد الرابع
-
كراسة البروليتاري ــ العدد الثالث ــ
-
كراسة البروليتاري ــ العدد الثاني ــ الجزء الأول
-
كراسة البروليتاري العدد الأول
-
العدد الحادي عشر من كراسات الشرارة ـــ قراءة في كتاب -ما الع
...
-
قراءة في كتاب -ما العمل؟- الجزء الثالث ـــ الفصل الخامس والأ
...
-
قراءة في كتاب -ما العمل؟- الجزء الثالث الفصل الثالث والراب
...
-
قراءة في كتاب -ما العمل؟- الجزء الثالث الفصل الأول والثاني
-
الجزء الثاني - قراءة في كتاب -ما العمل؟- - ــ
-
قراءة في كتاب -ما العمل؟- ــ الجزء الأول
-
إعلان: -قراءة في كتاب -ما العمل؟-
-
العدد العاشر من كراسات الشرارة: بناء الأحزاب الماركسية – الل
...
-
العدد التاسع من كراسات الشرارة: - جواب أولي على أنفير خوجة
...
-
جواب أولي على أنفير خوجة بصدد كتاب -الإمبريالية والثورة- ال
...
-
جواب أولي على أنفير خوجة بصدد كتاب - الإمبريالية والثورة - ا
...
-
جواب أولي على أنفير خوجة بصدد كتاب -الإمبريالية والثورة- الح
...
-
الحزب الشيوعي الفيتنامي وملاحم الثورة الوطنية الديموقراطية ا
...
المزيد.....
-
محطات تاريخية في مسار النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستان
...
-
مصطفى علوي// معركة قرية با محمد.. حين يصير الجسد سلاحا في م
...
-
كسر الفجوة الرقمية بين اليسار والرأسمالية، مهمة اليسار العاج
...
-
م.م.ن.ص// التاسع من مايو 1945: ذكرى النصر على الفاشية وإر
...
-
مقدمة من طبخت العشاء الأخير(تاريخ العالم كما ترويه النساء)
-
نقاش. ”الفوضى المبرمجة التي تغرق ترامب“
-
قرار تاريخي صدر عن المؤتمر العام للنقابات النرويجية: تبنّى ب
...
-
فيتسو: سلوفاكيا فخورة بتقاليدها المناهضة للفاشية
-
هل سيحلّ حزب العمال الكردستاني نفسه بناء على طلب زعيمه أوجلا
...
-
حزب العمال الكردستاني يعلن اتخاذ قرارات تاريخية قريبا جدا
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|