عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 00:21
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
عادة ما تقابل المنعطفات المفصلية في التأريخ على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو العالمي بردود أفعال وتفاعلات مختلفة من قبل الأوساط الإجتماعية المختلفة، وغالبا ما يكون الشبيبة والطلبة هم الكثر تفاعلاً والأكثر انسياقا في معتركاتها، لأسباب عديدة ربما يكون أهمها روح الأندفاع المرتبطة بالطاقة الفائضة لديهم، والتي لم تستهلكها الألتزامات والمسؤوليات الشخصية والأسرية والأجتماعية، ففي سن الشباب لا يجد الفرد نفسه مقيدا بأسرة أو أطفال مسؤول عنهما مسؤولية مباشرة، ولم يبدأ تفكيرة بعد بالتفكير بالمصلحة الشخصية، وغالبا ما يكون مشدودا إلى عهد البراءة والمثل، والحلم بدور اجتماعي كبير ينذر نفسه لتحقيقه أو تحقيق جزء منه بمثابرة ونكران ذات، بحماسة لم تخمدها بعد خيبات التجارب الشخصية والأجتماعية المختلفة.
وليس من التعسف ان نضع في هذا الإطار الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، تفاعلا مع جريمة الإبادة الجماعية التطهير العرقي التي يواصل الكيان الصهيوني فصولها ضد الشعب الفلسطيني، فالشبيبة الأمريكية التي أشبعت ضخا بما يطلق علية بالقيم الأمريكية، التي تدرج في إطارها الديمقراطية وحقوق الأنسان وأحترام القوانين الوطنية والدولية، لا بل أقتنعت بأن بلاده هي القاضي النزيه فيها والشرطي الحارس الأمين المكلف بتطبيقها ليس على الصعيد المحلي فقط بل في كل أرجاء المعمورة، والذي يخوض الحروب في ما وراء المحيطات لتطبيقها، هذه الشبيبة صدمت بتناقض الإدعاءات مع الأفعال من قبل مؤسسات الدولة، بما فيها الجامعات التي يدرس فيها الطلبة، والتي تحتفظ بعلاقات متينة مع كيان ينتهك كل تلك القيم والقوانين التي أوهم الشبيبة أن مجتمعهم حريص عليها، ومدافع صلب عنها. خاصة وأن الشبيبة قد تحرروا نسبيا من هيمنة الإمبراطوريات الإعلامية التي هيمنت على وعي الأجيال التي سبقتهم، وصارت وقائع قتل عشرات ألوف الأطفال الفلسطينيين وقصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، صارت تنقل لحظة بلحظة إلى هواتفهم الخليوية. ولا ريب أن براءة الشبيبة وطهر ضمائرهم قد استفزتها مواقف السياسيين الذين يديرون بلدهم، والذين يعيقون إرادة المجتمع الدولي بوقف قتل الأطفال وتدمير أسس الحياة في فلسطين، عبر معارضة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف المجزرة، واستخدام حق النقض ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي لذات الهدف، وعدم الإكتفاء بذلك وانما تزويد الجزارين الصهاينة بأكثر من حاجتهم من الأسلحة والذخائر والأموال لمواصلة المجزرة..
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟