فاز ببطولة العالم ولم يقل مرة واحدة الحمدلله !

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 12:10
المحور: كتابات ساخرة
    

طبعاً أعي ما أقوله اليوم بشكل جيد ! عندما يقوم أي لاعب عربي او مسلم بإنجاز ما ( حتى لو كانت الصدفة ) يُكرر مليون وستون ألف مرة الحمدلله والشكر له ! وهذا ليس بالغريب ، ولكن الأغرب والأبشع حتى عندما يخسر لعبة ما يُكررون ألف مرة الحمدلله على كل شيء . طبعاً يقصد الحمدلله على الخسارة ! عندما يصطدم قطار مصري بقطار آخر ويذهب عشرات الضحايا ، كل الناجون يكررون الحمدلله على كل شيء ! عندما تسقط حافلة سودانية في الترعه ويكون ناج واحد لا يكرر غير الحمدلله على كل شيء ( يمكن يقصدون الحمدلله خلصنا منهم ) ! او الحمدلله على ماذا ! معقولة تكون على الضحايا !
عندما يتم حرق الحُديدة لا نسمع غير السلام على الهدى ! ماشي هاي نعرفها ، ولكن صنعاء تحترق ! مو مشكلة ، الحمدلله على الحريقة ! كل لاعب ورياضي عراقي ، سعودي ، إمارتي ، قطري ، مصري ، كويتي ، سوري وووووو يقول في كل إنتكاسة مليون مرة( لوحده ) الحمدلله اكثر من كل تعداد سكان العالم الباقي !
اللاعب الصيني (زهاو ) فاز ببطولة العالم للسنوكر . يوم امس وضع اللاعب الشاب لإول مرة في التاريخ حَد لسيطرة الغرب على تلك اللعبة ! فاز وبطريقة صينية كومبيوترية ببطولة العالم ! اول لاعب في العالم يفوز بتلك البطولة خارج القارة الأوروبية ( لَو كان عراقي لكان قد قُتل مالايقل عن ألف شخص في بغداد لوحدها بسبب إطلاقات النار في الشوارع ) ! وهي لعبة تحتاج إلى التركيز والذكاء والهدوء وتحجير الأعصاب وقد فعلها اللاعب الصيني ! تُقام هذه البطولة في السعودية سنوياً ، ولكنها لتوزيع المبالغ والجوائز فقط، ولكن اللاعب السعودي يخرج من البطولة حتى قبل الدخول فيها .
الأهم في كل ما نسخره اليوم . هو هذا الهدوء الصيني بعد التتويج ! لا الحمدلله ، ولا شكر الباري ، ولا مدح الهادي ، ولا ذكر الجبار ( حتى بوذا ما شكره ) . إلا ترون الشغلة عجيبة ! لماذا لايشكر ولا يحمد هذا البطل !
جاءت والدته بجانبه ولم تُهلهل او تُرفرف او تدمع عيونها ، بل وقفت وهي خجولة أمام هذا الإنجاز الكبير الذي حققه ولدها ! وقفت كما تقف العربية في طابور إستلام رغيف خبز من جمعية مشركة ! حضرت صديقته الجميلة ، وغادرت بعد ثلاث ثواني ، ولكنها لفت علم الصين على اكتاف بطل العالم !
اكثر من مليون ونصف صيني يمارسون ولعقود هذه اللعبة ولكنهم لم يفلحوا في التتويج العالمي إلا هذه المرة ! وطبعاً تعلمون سوف لا تكون آخر مرة ! لقد وصلت الصين وسوف تُسيطر ! لم يصلوا بحمدلله ولكن بالتعب والعلم ! بالجهد والتدريس والتدريب وليس بالصلاة !
والحمدلله على تتويج الصين ( الشيوعي ، اللاديني ) بهذه البطولة ! كَم أنت كريم يارب !

فقرة خفيفة عالماشي !

شوفوا الموضوع مو شقة او مزحة ! عندما يفوز الأردني على العراقي يشكر مليون مرة إلله على ذلك الفوز وذلك الإنتصار على العراق ( الكافر ) . نفس العملية تتكر عندما يفوز العراق على الأردن ! مليون مرة يشكرون الإله على سحق الأردن ! فاهمين القصد !!!!!!!!!!
عندما يهزم القطري أي إماراتي او سعودي تصل رسائل الشكر والحمدلله إلى الفوق اكثر من رسائل الصين العظيمة ! وعين العملية عندما يهزم سعودي او إمارتي أي قطري ! يكون الشكر والدعاء لله بشكل غير مسبوق ! طيّب على مَن تدعون ومن تكفرون ! إذا فاز البحريني على الكويتي ! خليها الشغلة سكتة والله عيب عليك تذكر الجماعة ! والله فكرة !
هذا الأخ يشكر الرب ويحمده لأنه انتصر على الآخر ! والآخر عندما يفوز يشكر الرب مليون مرة لأنه هزم الآخر ! وفي النهايه هما الاثنان اخوة في نفس الدين ! طيب ألم تسألوا أنفسكم لماذا سيستجيب الرب على هذه الدعوة التافه ! كيف تحمد وتشكر إله لأنك إنتصرت على زميل لك في نفس الإله ! هل يُفرق الإله بين أولاده ! ألم تتعلموا من الإسطورة بأن كل ما جاء فيها او ذكر عنها كان وهما ودجلاً وكذباً !
شنو راح تشكروا الرب حتى على الأسطورة !

نيسان سمو 06/05/2025

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل