أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - في عصر الغابة: لماذا يجب على الدول الإسلامية أن تمتلك القوة وتصنع السلاح؟














المزيد.....

في عصر الغابة: لماذا يجب على الدول الإسلامية أن تمتلك القوة وتصنع السلاح؟


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 02:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم اليوم، لم يعد القانون الدولي ضمانة، ولا المواثيق الأممية صمّام أمان. إننا نشهد انهيارًا تدريجيًا لمنظومة العلاقات الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، وعودة تدريجية إلى منطق الغابة الذي لا يحكمه إلا منطق القوة. في هذا العالم المضطرب، لا مكان للضعفاء، ولا قيمة لمن لا يملك وسائل الردع والدفاع.

1. من التفاهم إلى التفكك: النظام الدولي تحت المجهر

لقد تأسس النظام الدولي على فكرة توازن المصالح واحترام السيادة، لكن هذه المبادئ أصبحت حبراً على ورق أمام الغطرسة الغربية، وعلى رأسها السياسات الأمريكية التي لا تعترف إلا بلغة السيطرة. نرى ذلك في دعم الاحتلالات، وفرض العقوبات، والتدخل في شؤون الدول، وتفكيك الجيوش الوطنية، وتحويل الدول إلى ساحات للنفوذ المتصارع.

في العالم الإسلامي تحديدًا، أصبحت دول كثيرة مجرّد مساحات جغرافية مفتوحة للتدخلات الأجنبية. سقطت العواصم واحدة تلو الأخرى: بغداد، دمشق، صنعاء، طرابلس، والقدس محاصرة منذ عقود. هل حدث كل ذلك بسبب ضعف الحجة أم بسبب غياب القوة؟ الجواب واضح: لأننا لا نملك القدرة على الرد.

2. السلاح ليس ترفًا... بل هوية ووجود

التصنيع العسكري هو العمود الفقري لأي قوة سياسية. من يمتلك قراره العسكري، يمتلك سيادته. ومن يعتمد على الخارج في تسليحه، يظل خاضعًا لإملاءات الممول والمزوّد. ولذلك، فإن الدول الإسلامية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالتحول إلى قوى منتجة للسلاح، لا مستهلكة له فقط.

تركيا، على سبيل المثال، بدأت تشق طريقها نحو الاستقلال الدفاعي، ونجحت في إنتاج طائرات مسيّرة وصواريخ ومنظومات دفاع. إيران طورت ترسانة صاروخية جعلتها لاعبًا إقليميًا رغم الحصار. باكستان امتلكت السلاح النووي وفرضت معادلة توازن مع الهند. هذه التجارب تثبت أن الطريق ممكن، وأن من يملك الإرادة السياسية يستطيع أن يغيّر المعادلة.

3. لماذا التصنيع العسكري؟

ردع العدوان: لا يمكن لدولة أن تتحدث عن السلام إذا كانت لا تملك ما يردع المعتدي.

تحرير القرار السياسي: كل دولة تعتمد في سلاحها على الخارج، فإن قرارها السيادي مخترق.

الحفاظ على الموارد: في ظل أطماع القوى الكبرى، فإن امتلاك القوة العسكرية يحمي الثروات الوطنية من النهب والاستغلال.

بناء تحالفات عادلة: لا أحد يتحالف مع الضعفاء، لكن القوة تجذب الاحترام وتخلق شراكات متوازنة.

4. كيف السبيل؟

إرادة سياسية حقيقية: لا نهضة عسكرية دون قيادات تؤمن بأن الاستقلال يبدأ من المصانع لا من المفاوضات.

تعاون إسلامي مشترك: يمكن تشكيل مجمعات تصنيع عسكري مشتركة بين الدول ذات القدرة والمال والخبرة.

نقل المعرفة والبحث العلمي: عبر الابتعاث والتمويل وتأسيس الجامعات التقنية العسكرية.

ربط التصنيع بالأمن القومي: يجب أن يكون السلاح جزءًا من استراتيجية شاملة للدفاع والسيادة.

5. لغة العالم تغيّرت... فهل نتغيّر؟

الحوار ما عاد يُجدي مع من يسلبك أرضك، والقرارات الأممية لا تحمي من الصواريخ، والمظلوم لا يُنصر إذا لم يدافع عن نفسه. لقد ولى عصر التسامحات والانتظار. نحن في عصر لا يعترف إلا بالقوة. ومن لا يصنع سلاحه، سيُستعمل ضده سلاح الآخرين.

إن الوقت قد حان لانتفاضة صناعية عسكرية في العالم الإسلامي. لا من أجل العدوان، بل من أجل البقاء. لا من أجل الاحتلال، بل من أجل التحرر. فالسلاح ليس نقيض العقل، بل هو درعه، ولا تعني القوة رفض السلام، بل فرض شروطه بعدل.



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث كردستان في الميزان: تقرير حول التغييرات الإدارية الكارث ...
- الغش في المجتمع: آفة تهدد القيم والأخلاق
- تحليل نقدي لسوق نشتيمان(بازار نشتيمان) في أربيل من منظور الت ...
- لا حياة لمن تنادي: واقع العراق وإقليم كردستان بين التحديات و ...
- أربيل في ظل الاحتلال البريطاني (1918-1920): قراءة في كتاب -س ...
- إربيل في مرآة التاريخ والفلسفة: دراسة مقارنة بين ابن المستوف ...
- أربيل عبر العصور: من مدينة تاريخية إلى لواء إداري في العراق ...
- دراسة سوسيولوجية لمدينة أربيل: التعددية الثقافية والتحولات ا ...
- -تاريخ اربل- لابن المستوفي: دراسة تحليلية علمية
- أربيل عبر العصور: تطور المخطط العمراني من القلعة إلى المدينة ...
- مقارنة بين مجزرة الكرد في العراق ومجزرة سربرنيتسا في البوسنة ...
- مشروع إعادة تأهيل قلعة أربيل: من الفكرة إلى التنفيذ
- قصور إعادة تأهيل قلعة أربيل: الأسباب والمسؤولية
- إلى السيدة وزيرة المالية العراقية المحترمة، طيف سامي محمد
- حكومة العراق: بين النفوذ المسلح والتحديات السياسية
- سوق القيصرية في أربيل: رمز التراث والتاريخ
- أسماء الأحياء السكنية في قلعة أربيل
- الحضارات التي تعاقبت على قلعة أربيل.
- المئذنة المظفرية في أربيل: دراسة تاريخية، معمارية، وأدوارها ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط


المزيد.....




- لم يعرفوا أين هم ولماذا يقاتلون.. CNN تحصل على رسائل ومذكرات ...
- من سنغافورة إلى العالم.. كعكة -باندان- الخضراء تحقق شهرة عال ...
- كشمير وسط التوترات.. شاهد ما وثقته CNN من الأراضي المتنازع ع ...
- سوريا.. الاتفاق بين وجهاء الدروز وحكومة الشرع: ما فرص نجاح ا ...
- هكذا علقت الصين على خطة إسرائيل لتوسيع العمليات العسكرية في ...
- أول تعليق من -حماس- على خطة إسرائيل توسيع عملياتها في غزة.. ...
- فرنسا تدين خطة إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة
- حماس: لا جدوى من المفاوضات في -ظل حرب التجويع-، وتقارير عن خ ...
- بوندستاغ ـ ميرتس يفشل في الحصول على الغالبية في الجولة الاول ...
- ويتكوف: إدارة ترامب تعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - في عصر الغابة: لماذا يجب على الدول الإسلامية أن تمتلك القوة وتصنع السلاح؟