أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حسابات بيرتس واستقالة حلوتس















المزيد.....

حسابات بيرتس واستقالة حلوتس


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


*بيرتس اعتقد أن تعيين وزير عربي" عن الحزب سيحسن من وضعيته، إلى أن جاءت استقالة حلوتس لتفتح عليه المعارك والضغوط من جديد*

إن العنوان العريض لمجمل تحركات عمير بيرتس في الأسبوعين الأخيرين، هو أن يسعى لقلب المشهد العام في حزب "العمل"، وقلب تنبؤات الاستطلاعات التي تشير إلى أنه سيفقد رئاسة الحزب في الانتخابات الداخلية التي ستجري في نهاية شهر أيار/ مايو من العام الجاري، ولكن بعض حسابات بيرتس لم تأخذ بالحسبان ما أقدم عليه رئيس الأركان دان حلوتس بتقديمه الاستقالة من منصبه.
فقبل نحو أسبوعين "قرر" عمير بيرتس تعيين عضو الكنيست من حزبه، غالب مجادلة، وزيرا في الحكومة، بدلا من الوزير المستقيل أوفير بينيس، الذي استقال من الحكومة فور ضمها للوزير العنصري المتطرف أفيغدور ليبرمان احتجاجا من طرفه، ولم تنفع جميع صياغات بيرتس بأن هذه الخطوة جاءت لتكون "ردا على العنصري ليبرمان"، وهذا لأن الهدف كان واضحا.
فبيرتس نظر إلى الحضيض الذي وصل إليه في استطلاعات الرأي في داخل حزب التي لم تمنحه أكثر من 14% كحد أقصى في الانتخابات لرئاسة الحزب، ليحل بالمرتبة الرابعة بعد إيهود براك وعامي أيالون، وأوفير بينيس.
و"تنبّه" إلى أنه بالإمكان تجنيد 10% من أعضاء الحزب، الذي هم من العرب، إذا ما عيّن الشخص القوي من بينهم وزيرا، وهو مجادلة نفسه، وأكثر من هذا فإن بيرتس يعرف أن نسبة التصويت بين 80 ألف عضو في الحزب (حسب السجل السابق وقبل إقفال الجديد) ستكون أقل بكثير من نسبة التصويت بين 10% من هؤلاء، أي العرب، بمعنى آخر فإن نسبة 10% قد يصبح وزنها عمليا في تلك الانتخابات ما بين 15% إلى 20%، وهذا يعود إلى ارتفاع نسبة التصويت، ناهيك عن أن جميع انتخابات حزب "العمل" التي جرت في السنوات الأخيرة في هذا "القطاع" (العربي) كان يجري بعدها الحديث عن شبهات تزوير وتزييف، وتصويت بدلا من أعضاء لم يصلوا إلى صناديق الاقتراع.
وتسربت إلى وسائل الإعلام أن بيرتس قبل أن يقرر تعيين مجادلة، فحص الموضوع مع قطاع آخر، وهو "القطاع العربي الدرزي"، الذي يفصله الحزب عن القطاع العربي، ليعين منه شكيب شنان، الذي كان يحتل المرتبة 20 في قائمة الحزب للانتخابات التي حصلت على 19 مقعدا، ولكن بيرتس أدرك أن خلافات كبيرة تدور في هذا القطاع وانه لا يجوز الاعتماد عليه، في حين أن منافس مجادلة الأبرز بين عرب حزب "العمل"، النائب السابق نواف مصالحة المقرب من بيرتس، أعرب عن دعمه لتعيين مجادلة.
وقد استقبلت الحلبة السياسية هذه الخطوة بتنديد واسع لما فيها من مصالح شخصية ضيقة، وجاءت الانتقادات الأقسى من داخل حزب "العمل".
وبتزامن مع "قرار" بيرتس، فقد سرّب بعض المقربين منه إلى وسائل أعلام إسرائيلية فكرة أن يستقيل بيرتس من وزارة الأمن (الدفاع)، كخطوة أخرى لتعزيز مكانته في استطلاعات الرأي التي يدفع فيها ثمن قبوله بهذه الحقيبة التي لم تلائمه.
وكانت هذه المعلومات أشبه ببالون تجريبي لفحص ردود الفعل، ولكن لم تصمد هذه الأنباء بضع ساعات حتى ظهرت استقالة رئيس أركان الجيش دان حلوتس من منصبه على خلفية اخفاقات الجيش في الحرب على لبنان، التي أثارت على الفور مطلب استقالة بيرتس من منصبه هو الآخر، وأيضا رئيس الحكومة إيهود أولمرت.
وإذا اعتمدنا على ما ذكرته الصحافة الإسرائيلية فإن الاستخفاف بعمير بيرتس وصل إلى ذروة جديدة، وحسب ما نشر فإن حلوتس توجه بداية باستقالته إلى أولمرت، يوم الأحد قبل الماضي، دون إبلاغ بيرتس، إلا أن أولمرت طلب من حلوتس التريث ليعيد التفكير على الأقل ليومين، وبعد يومين أبقى حلوتس على إصراره فأبلغ أولمرت، ثم أبلغ الوزير المسؤول عنه مباشرة.
إلا أن استقالة حلوتس ستغير حسابات بيرتس أيضا في ما يتعلق باحتمال أن يتخلى عن الحقيبة التي بين يديه، ليحسن وضعيته في فرص البقاء في رئاسة الحزب، فما كان بالإمكان أن يكون قبل استقالة حلوتس، وأن "يتفهم" الشارع وكأن هذه خطوة تمت بناء على قدر من المسؤولية، فإنها اليوم سيتم فهمها بشكل آخر.
على الأغلب فإن بيرتس إذا ما قرر الاستقالة فإن هذا سيُفهم وكأنه رضوخ للضغوط عليه للاستقالة في أعقاب استقالة حلوتس، وهو المطلب الذي ظهر فور انتهاء الحرب على لبنان في الصيف الماضي.
وهناك احتمالان واردان، وثالث يطرحه معلقون، فالاحتمال الأول هو أن يقرر عمير بيرتس البقاء في منصبه حتى انتخابات رئاسة حزب "العمل" وعندها فإن النتيجة ستقرر مصير الحقيبة التي بين يديه، بمعنى إذا فاز مرّة أخرى فإنه سيحتفظ بالحقيبة، أو يقرر بنفسه الانتقال إلى حقيبة رفيعة أخرى، وفي هذه الحالة فإنه سيواصل مواجهة الضغوط من عدة اتجاهات من داخل حزبه والحكومة ومن الشارع أيضا.
أما الاحتمال الثاني فهو أن يقرر بيرتس الاستقالة بعد تعيين رئيس الأركان الجديد، وهناك سيدعي بيرتس أن قرار الاستقالة من هذا المنصب اتخذه قبل فترة طويلة، ولكنه تريّث إلى حين تعيين رئيس أركان جديد، "من منطلق المسؤولية"، وهو خطاب شبيه بخطاب حلوتس، الذي زعم أنه انتظر إلى حين استقرار الأوضاع داخل الجيش "من منطلق المسؤولية".
ولربما أن خطوة كهذه ستحسن قليلا من وضعية بيرتس في داخل حزبه، ولكن هناك شك في ما إذا هذا سيضمن له الفوز في انتخابات "العمل"، لأن بيرتس في استقالة كهذه سيطلب ضمان حقيبة كبيرة ذات طابع اجتماعي، وهنا قد يجد معارضة في داخل الحكومة ورئيسها إيهود أولمرت.
أما الاحتمال الثالث فهو يطرحه بعض المعلقين، وهو أن يعترف بيرتس بأمرين، أولهما انه لا يستطيع الاستمرار بحمل حقيبة الأمن، وأن يقرر الاستقالة، وثانيا أن لا أمل له في البقاء في رئاسة الحزب، ولهذا ولكي لا يغيب كليا عن الساحة فإنه يلجأ إلى الشخص الأقوى، وهو حاليا إيهود براك، ليكون الشخص الثاني في الحزب، ولكن من يعرف شخصية بيرتس، على الأقل حتى الآن، فإنه يستصعب الاعتقاد أن يُقدم بيرتس على خطوة كهذه، لا يعرف في أي إتجاه ستتطور على صعيده الشخصي.
ومثل باقي الأمور المتعلقة بحزب "العمل"، فإن الصورة ستتضح أكثر مع انتهاء الشهر الحالي، حين يتم باب الانتساب لحزب "العمل" ونعرف "حصاد كل مرشح"، وما هو عدد المنتسبين وقوة كل مرشح، فهل سيكون هذا أمر جدي، أم أننا سنعود إلى مشهد سابق جرى فيه تزوير الانتسابات بكمية هائلة، وتم تأجيل الانتخابات.
إن جميع الاحتمالات والسيناريوهات تبقى مفتوحة أمام حزب، عُرف عنه في الماضي أنه حزب مؤسساتي، واليوم انهارت فيه جميع المؤسسات، وتعم فيه الفوضى.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباين التقارير العسكرية الإسرائيلية
- عربٌ في حكومة إسرائيل!
- فساد السلطة الإسرائيلية يشلها سياسيا
- نسب الفقر في اسرائيل تتأثر من السياسة الاقتصادية أكثر من الح ...
- لجنة خبراء رئاسية توصي بتعزيز النظام البرلماني في إسرائيل
- إسرائيل 2006: قيادة اللا قيادة.. سياسة اللا سياسية.. والحرب ...
- ستة أشهر مصيرية أمام حزب -العمل- الإسرائيلي
- -هجوم السلام السوري-.. ولكن
- العقلية العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- 92% من أصحاب العمل يخرقون حقوق العمال
- 450 الف عاطل عن العمل كامل وجزئي في إسرائيل في العام الماضي
- من 9 ديسمير إلى 9 ديسمبر
- خطاب أولمرت: التكتيك والاستراتيجية
- بيرتس وأولمرت وسباق الخروج من الحضيض
- منطق المقاومة الفلسطينية
- لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب
- أزمة إسرائيل ونظام الحكم
- عناق الدببة والمجازر الإسرائيلية
- الضعف الإسرائيلي في الحلبة السياسية
- ليبرمان الدموي داعية الترانسفير


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حسابات بيرتس واستقالة حلوتس