أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - عربٌ في حكومة إسرائيل!















المزيد.....

عربٌ في حكومة إسرائيل!


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


لربما صدق وزير الحرب الإسرائيلي، عمير بيرتس، بصفته رئيسا لحزب "العمل"، حين أعلن قبل أيام أن قراره بتعيين عضو الكنيست "العربي" عن الحزب وزيرا في حكومة إيهود أولمرت، هو "حدث تاريخي".
"فتاريخية" هذا التعيين، لا تكمن في أن عربي سيصبح وزيرا في الحكومة الإسرائيلية، كما يريد بيرتس ان يصوّر الأمر، وإنما لأن سرعة كشف النوايا الخبيثة من وراء هذا التعيين سجلت رقما قياسيا.
وللتوضيح نستذكر أن عمير بيرتس قرر تعيين النائب العربي عن حزب "العمل" الصهيوني، غالب مجادلة، وزيرا عن الحزب في الحكومة التي تضم سبعة وزراء عن هذا الحزب، وسيحل مجادلة محلّ وزير العلوم والثقافة والرياضة، أوفير بينيس، الذي استقال من الحكومة قبل ثلاثة أشهر، احتجاجا على انضمام الوزير العنصري المعادي للعرب، أفيغدور ليبرمان.
وفقط هذه الحقيقة كافية لنقف بذهول أمام بعضٍ من "أبناء جلدتنا"، الذين مصالحهم الشخصية الضيقة تغلبت على ابسط القيم، فذاك وزير يهودي شاب، لم يستطع تحمل الجلوس أمام عنصري إلى هذا الحد، وفضل الاستغناء عن حقيبته الوزارية لأسباب مبدئية، وفي المقابل فإن مجادلة ذاته، الذي عارض هو الآخر بقاء حزبه في الحكومة بعد ضم ليبرمان، وحتى أنه أيد خطوة الوزير بينيس، يوافق اليوم على الجلوس مكانه.
أما دافع بيرتس فقد كان واضحا للعيان، فهو أراد إنقاذ نفسه من انهياره في استطلاعات الرأي داخل حزبه الذي يضم أكثر من 80 ألف عضو، في إطار المنافسة على رئاسة الحزب، إذ ستجري الانتخابات في شهر أيار (مايو) القادم، وتشير كل التوقعات إلى أن بيرتس لن يبقى في منصبه.
و"تنبّه" وزير الحرب بيرتس إلى أن 10% من أعضاء الحزب هم من العرب، وأراد ضمان هذه الأصوات لنفسه، بعد أن فشل في ضمان قطاعات أخرى، فاشترى تأييد مجادلة العضو البارز في هذا الحزب الصهيوني منذ سنين طويلة، من خلال إسناد هذه الحقيبة له، مستفيدا بيرتس من الحق الذي يمنحه اياه دستور الحزب بتعيين وزراء الحزب في أي حكومة يشارك فيها "العمل".
وأمام هذه الحقيقة، لم تبخل الساحة السياسية في إطلاق التسميات على هذا التعيين، من "مناورة قذرة" إلى "رائحة كريهة جدا تنبعث من هذه الخطوة"، وحتى أنصار بيرتس نفسه لم يفلحوا في الدفاع عن هذا التعيين واظهاره بصيغة أخرى.
بكلمات أخرى فإن كل حديث إسرائيلي عن اول وزير "عربي" في حكومة إسرائيل هو عار عن الصحة، ومغلوط من الدرجة الأولى، لا بل فيه الكثير من العنصرية التفريقية، وهذا لعدة أسباب، أبرزها ان مجادلة هو الثاني، فقد سبقه في العام 2001، الوزير السابق صالح طريف، الضابط احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، وكان أيضا وزيرا عن حزب "العمل" في حكومة أريئيل شارون الأولى، واستقال على خلفية فساد.
إلا أن إسرائيل الرسمية تحاول التفريق بين العرب، وتحاول فرض مزاعم وكأن أبناء الطائفة العربية الدرزية ليسوا عربا وأن هم قومية مستقلة، وهناك من يساندها في هذا، فيكفي ان مجادلة اعتبر نفسه هو أيضا أنه "الوزير المسلم الأول" في حكومة إسرائيل.
أما السبب الثاني، ولا يقل أهمية عن سابقه، هو أن لا طريف ولا مجادلة يمثلان فلسطينيي 48 في مصالحهم الوطنية واليومية، وهما عنصران في أول حزب حاكم، سيطر على إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الأولى لها، ورسّخ سياسة التمييز العنصري في أبشع صورها وكان يعمل على تعميقها طوال الوقت، ولهذا فهما مثلا ويمثلا مصالح حزبهما ولا عدا ذلك.
وأكثر من هذا، فلشديد السخرية، فإن إعلان بيرتس المفضوح يأتي بعد أسبوع من إقرار الكنيست ميزانية إسرائيل للعام الجديد 2007، التي تعمق سياسة التمييز العنصري ضد العرب، وبتأييد حزب "العمل" بكل أعضائه، بمن فيهم مجادلة نفسه.
كما أن هذا التعيين جاء في نفس اليوم الذي وافقت فيه الحكومة ذاتها، التي سيصبح مجادلة وزيرا فيها، على واحد من أكثر القوانين عنصرية، وهو يقضي بسحب الجنسية من أي شخص يدخل دولة تعتبرها إسرائيل معادية لها، وهذا موجه بالأساس للفلسطينيين في إسرائيل، الذين من بينهم من زار دولا مثل سورية ولبنان.
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل هذا الموضوع جاء مناسبة لنشر بعض المشاهد المقززة التي نراها بين الحين والآخر، فالمعركة على رئاسة حزب "العمل" بدأت في الأسبوعين الأخيرين تنتقل إلى الشارع الفلسطيني داخل إسرائيل، وعلى الرغم من محدوديتها، إلا أن مجرد الإعلان عن أن وزير الحرب الحالي عمير بيرتس، ورئيس أركان الحرب الأسبق، ورئيس الحكومة الأسبق إيهود براك، يتسابقان على أصوات العرب في الحزب، هي حقيقة ليست مخجلة بقدر ما هي مؤلمة.
فذاك خرج لتوه من مذابح ارتكبها في لبنان، ولا يزال يذبح في فلسطين، وآخر اختتم ولايته مختصرا مدتها، بعد أن شن واحدة من أشرس الحروب على الشعب الفلسطيني في مطلع خريف العام 2000.
ولكن من جهة أخرى فبالإمكان القول ان الصورة ليست سوداوية إلى هذا الحد، فقوة الأحزاب الصهيونية سجلت على مدى السنين تراجعا مستمرا في الشارع الفلسطيني، فبعد ان كانت تسيطر على غالبية أصواته مع قيام إسرائيل بفعل سياسة التخويف والترهيب، إلا أنه مع تبدل أجيال معايشة النكبة، بدأت تندحر هذه الأحزاب وكانت الضربة القاصمة الأولى لها في العام 1977، حين هوت إلى ما دون نسبة 50%، واليوم لا تحصل على أكثر من 18% من الأصوات، وحتى هذه النسبة إشكالية، ومتفاوتة بين القطاعات المختلفة، ولكن هذا موضوع قائم بحد ذاته، قد نأتي عليه لاحقا.
إن ما يتوجب توضيحه حاليا، هو أن "العربي" في حكومة إسرائيل، هو عنصر جاء من قبل حزبه ليخدم أهداف حزبه، ونقول هذا لكي لا يغرق أحد ولو لجزء من الثانية في أي وهمٍ، وكأن شيئا ما جيد في حكومة لم تكتف بترسيخ عنصريتها، بل ضمت إليها أشرس العنصريين، أفيغدور ليبرمان، وزيرا، ليثبت الحقيقة المعروفة.
إن الفلسطينيين في إسرائيل يناضلون داخل منذ أكثر من 58 عاما من أجل حقوقهم المدنية اليومية، بنفس القدر من أجل حقوق شعبهم الوطنية، وهذا جزء من معركة البقاء على الأرض المستمرة منذ ظهور إسرائيل، وهم يشاركون في الحلبة السياسية وأيضا في البرلمان الإسرائيلي، ولكن شتان بين المشاركة في البرلمان من خلال كتل وطنية، وبين مشاركة في الحكومة.
في ظروف الحرب والاحتلال، لا يمكن لفلسطيني صادق مع قضايا شعبه ان يكون وزيرا في حكومة، يفرض عليه القانون والمنطق ان يدعم سياستها كاملا، فهذه حكومة، وكما يؤكد كتاب ميزانيتها الجديد الذي يحدد سياستها المستقبلية، وجهتها لمزيد من الحروب والاستيطان والقمع والتمييز.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد السلطة الإسرائيلية يشلها سياسيا
- نسب الفقر في اسرائيل تتأثر من السياسة الاقتصادية أكثر من الح ...
- لجنة خبراء رئاسية توصي بتعزيز النظام البرلماني في إسرائيل
- إسرائيل 2006: قيادة اللا قيادة.. سياسة اللا سياسية.. والحرب ...
- ستة أشهر مصيرية أمام حزب -العمل- الإسرائيلي
- -هجوم السلام السوري-.. ولكن
- العقلية العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- 92% من أصحاب العمل يخرقون حقوق العمال
- 450 الف عاطل عن العمل كامل وجزئي في إسرائيل في العام الماضي
- من 9 ديسمير إلى 9 ديسمبر
- خطاب أولمرت: التكتيك والاستراتيجية
- بيرتس وأولمرت وسباق الخروج من الحضيض
- منطق المقاومة الفلسطينية
- لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب
- أزمة إسرائيل ونظام الحكم
- عناق الدببة والمجازر الإسرائيلية
- الضعف الإسرائيلي في الحلبة السياسية
- ليبرمان الدموي داعية الترانسفير
- أولمرت وليبرمان: حسابات الربح والخسارة
- حكومة أولمرت ليبرمان


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - عربٌ في حكومة إسرائيل!