أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب














المزيد.....

لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن في إسرائيل صمت إلى هذا الحد، كالصمت الذي شهدناه في أعقاب اغتيال الوزير اللبناني بيير الجميّل، ففي حين ان ساسة إسرائيل كانوا يتسابقون في أعقاب كل عملية اغتيال أو تدهور أمني يجري في لبنان، للإدلاء بالتصريحات التي توجه أصابع الاتهام لسورية وحزب الله، إلا أنه منذ الإعلان عن اغتيال الوزير بيير، كان الصمت هو رد الفعل الأقوى.
واقتصر الرد الإسرائيلي في ثلاث عبارات قصيرة، أولها صدرت عن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي قالت "إن الاغتيال يثبت في أي منطقة نحن نعيش"، رغم ان السياسة التي تمثلها هذه الوزيرة تعتمد الاغتيالات نهجا مثبتا في الممارسة، وثاني هذه التصريحات، كان ما نشر عن رئيس الحكومة إيهود أولمرت، بقوله لرئيس الحكومة الإيطالية ان إسرائيل تراقب التطورات في لبنان لكي لا تنعكس على الحدود المشتركة، وآخر هذه التصريحات وبعبارة قصيرة، للوزير شمعون بيرس الذي انضم إلى اتهام سورية بجريمة الاغتيال.
وعلى ما يبدو فإن هناك قرارا ضمنيا واضحا لقادة إسرائيل بتجنب الحديث عن الجريمة، وعلى ما يبدو لمعرفة إسرائيل الرسمية أنها هي أيضا في قفص الاتهام في هذه الجريمة، كما إتضح من محادثة خاصة مع أحد الصحفيين العاملين في إحدى الصحف الإسرائيلية الكبرى.
أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد اختارت إبراز اتهام سورية بجريمة الاغتيال، وحتى المقالات التحليلية لم تخرج عن هذا الإطار باستثناء مقال وحيد، كتبه تسفي بارئيل، المحلل البارز والمختص بالشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، وهي صحيفة النخبة في إسرائيل، فقد اختار بارئيل التعاطي مع الموضوع بموجب المنطق الذي يراه، وليس ضمن الجوقة ذات الصوت الواحد في إسرائيل.
واعتبر بارئيل أن اتهام سورية باغتيال الوزير اللبناني بيير الجميل، هو اتهام "روتيني جدا"، من الصعب ملاءمته مع "المنطق السياسي الحالي".
وقال بارئيل في مقاله الذي نشر على الصفحة الأولى في اليوم التالي للاغتيال، إن اتهام سورية بقتل بيير الجميل "يضعها مجددا على رأس قائمة المشبوهين،... ولكن بخلاف عن عمليات قتل سياسي جرت في العام الأخير ضد سياسيين وصحفيين لبنانيين، فيخيل ان الشبهة المفروضة على سورية الآن هي روتينية أكثر من اللازم".
وتابع بارئيل كاتبا، "إن المنطق السياسي الحالي يستصعب تبني هذا الاشتباه.. ففي يوم الاغتيال سجلت سورية احد الإنجازات السياسي الهامة بالنسبة لها، منذ ان تلقت هزيمة في نيسان (ابريل) من العام 2005، فقد استأنفت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع العراق بعد انقطاع دام 25 عاما".
ويضيف بارئيل: "كذلك فإن سورية حصل على نصف ختم من واشنطن التي باتت على استعداد للنظر لسورية كمسؤولة وقادرة على تهدئة الأجواء في العراق، ولكن ما هو أكثر أهمية ان هذا الاغتيال وقع عشية يوم استقلال لبنان، وفي الوقت الذي تتزايد فيه احتمالات سقوط حكومة السنيورة، وزيادة قوة مؤيديها في لبنان، مما قد يضع عراقيل مستقبلية أمام عمل المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري".
ويقول بارئيل: "مع ثلاثة إنجازات كهذه تحسن من وضعية سورية، فإن الأمر الأخير الذي تحتاجه سورية تهمة جديدة بقتل سياسي في لبنان".
إلا أن بارئيل وفي ختام مقاله، لا يستبعد فرضية قيام مجموعة من أجهزة الاستخبارات السورية بتنفيذ القتل بقرار ذاتي، دون الرجوع للقيادة السورية العليا، كنوع من الانتقام لما جرى في لبنان مع السوريين.
وقد لاحظت صحيفة "هآرتس" الصمت الإسرائيلي ودعت للإبقاء عليه، في كلمة العدد الصادر يوم أمس الخميس، وقالت الصحيفة، "إن إسرائيل لا يمكنها ان تكون لا مبالية إزاء التطورات في لبنان، خاصة حين من الممكن ان تؤدي إلى تغيير سياسي في الدولة المجاورة، وأن تشعل الحرب مجددا".
وتتابع الصحيفة في مقالها تقول، "على الرغم من هذا فإنه من المجدي بناء جدار فاصل عالي جدا بين الاهتمام والقلق لما يجري في لبنان، وبين التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، إنها لحظة ملغومة، وعلى إسرائيل ان تساعد لبنان على التهدئة، ووقف التحليق الاستفزازي في سماء لبنان، والإعلان عن الاستعداد للانسحاب من مزارع شبعا، وحتى الإعلان عن الاستعداد للتفاوض مع بشار الأسد حول استئناف العملية السياسية من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تخفيف كبير جدا لاحتمال الانفجار في لبنان".
إن الوضع السياسي في إسرائيل يشبه كثيرا الجبنة الهولندية المليئة بالثقوب، فعلى الرغم من الإجماع حول القضايا العسكرية والإستخباراتية ومحاولات التكتم، إلا أنه لا بد وأن تظهر مؤشرات أوضح، حول الدور الإسرائيلي، إذا كان حقا، في جريمة اغتيال بيير الجميل، ولو تلميحا بين السطور.
فإسرائيل تعرف أنها متهمة في العالم العربي ولدى أوساط في لبنان، وفي محاولة للدفاع عن نفسها فهي اليوم تقتبس ما قاله النائب سعد الحريري، حينما قال، إن من يتهم إسرائيل بالجريمة فعليه ان لا يخاف من المحكمة الدولية.
في السنوات الأخيرة كانت بصمات الاستخبارات الإسرائيلية واضحة جدا في سلسلة من الجرائم في لبنان، ولكن بشكل خاص ضد شخصيات فلسطينية، وفي الأمس القريب تم ضبط خلية تابعة للموساد الإسرائيلي التي نفذت سلسلة جرائم، وكان اعتراف ضمني لهذه القضية في الصحافة الإسرائيلية، في حينه.
كذلك فإنه في شتاء العام 2002، كانت بصمات إسرائيل واضحة في اغتيال حليفها السابق، إيلي حبيقة، ذراع إسرائيل التنفيذي في مجزرة صبرا وشاتيلا، وتم ربط الاغتيال بالشكوى القضائية التي رفعها فلسطينيون أمام محكمة في بلجيكا ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئيل شارون لدوره في مجزرة صبرا وشاتيلا، واحتمال ان يكون حبيقة نفسه شاهدا ضد شارون في المحاكمة التي لم تجر لاحقا.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة إسرائيل ونظام الحكم
- عناق الدببة والمجازر الإسرائيلية
- الضعف الإسرائيلي في الحلبة السياسية
- ليبرمان الدموي داعية الترانسفير
- أولمرت وليبرمان: حسابات الربح والخسارة
- حكومة أولمرت ليبرمان
- الحرب والأعياد كشفت الفجوات الاجتماعية في إسرائيل
- ليفني وبينيس وجهان جديدان في القيادة الإسرائيلية المقبلة
- فتح وحماس والشعب الضحية
- قراء في التقرير السنوي -لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي-
- إسرائيل غارقة في فساد السلطة
- سيناريوهات توسيع ائتلاف الحكومة الإسرائيلية
- -خطة التجميع- تنفذ ميدانيا
- ارحمونا من -عرب إسرائيل-
- ليست -الهزيمة الإسرائيلية- الأولى
- صراع البقاء لعمير بيرتس أم لحزب -العمل- برمّته؟
- إستطلاعات الرأي الإسرائيلية والواقع
- حاييم رامون من القفز بين القمم إلى السقوط
- تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية
- مستقبل أولمرت وحكومته مرهون بنتائج الحرب بعيدة المدى


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب