أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - حاييم رامون من القفز بين القمم إلى السقوط















المزيد.....

حاييم رامون من القفز بين القمم إلى السقوط


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضطر وزير القضاء الإسرائيلي، حاييم رامون، يوم الأحد الأخير، إلى تقديم استقالته من منصبه الوزاري، ولسحب حصانته البرلمانية طوعا تمهيدا لمحاكمته بتهمة التحرش الجنسي بشابة مجندة في الخدمة الإلزامية، عملت في مكتب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة إيهود أولمرت، في نفس اليوم الذي نفذ فيه حزب الله هجومه على فرقة عسكرية إسرائيلية، وقبل ساعة من إقرار الحكومة الإسرائيلية المقلصة قرار شن الحرب على لبنان.
وبنود لائحة الاتهام، لما تشمله من تفاصيل التحرش الدقيقة محرجة جدا، وخاصة حينما سيكون من بين شهود الادعاء السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، وهو برتبة عميد، ومديرة مكتب رئيس الحكومة أولمرت، ومهما تكن نتائج المحاكمة، التي يبدو منذ الآن أنها ليست سهلة، فإنها ستبقي ضررا بالغا على مستقبل رامون، وفي حال إثبات التهمة سيكون على رامون الطامح دوما للوصول إلى أعلى نقطة في الهرم السلطوي في إسرائيل، إسدال الستارة على حياته السياسية التي بدأت قبل نحو 30 عاما.
ولد حاييم رامون في العام 1950 في مدينة يافا، وانخرط منذ حداثته في صفوف حزب "المباي" الحاكم (الذي أصبح لاحقا حزب "العمل")، وبعد خدمته العسكرية التي أنهاها برتبة رائد في سلاح الجو، تلقى الدراسة الجامعية في جامعة تل أبيب حيث حصل على شهادة الحقوق، وعمل لفترة قصيرة محاميا.
في هذه الفترة تبوأ رامون مراكز قيادية في حركة الشبيبة التابعة لحزب "العمل"، وتولى قيادة الحركة منذ العام 1978 وحتى العام 1984، وفي العام 1983 دخل عضوا في الكنيست الإسرائيلي ولا يزال حتى اليوم.
منذ دخوله إلى الكنيست، مستخدما براعته في سلب الأضواء الإعلامية، كان رامون حاضرا دوما في الحلبة السياسية وسعى إلى تميزه السياسي، وبرز هذا أكثر في نهاية سنوات الثمانين، خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، حينما شكّل مع خمسة أعضاء كنيست آخرين من حزبه، "السداسية الحمائية"، التي تحولت لاحقا إلى "الثمانية الحمائمية"، التي دعت إلى إجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وكانت من أوائل المؤيدين في الحزب لإجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية.
في مطلع سنوات التسعين، ومع تشكيل حكومة يتسحاق رابين في العام 1992، بدى واضحا أن رامون، الذي دعم رابين في منافسته لشمعون بيرس على زعامة حزب "العمل"، ورأى بنفسه كمن ساهم في عودة الحزب إلى الحكم، كالحزب الأول، بعد 15 عاما، كان يطمح إلى منصب أرفع من الذي حصل عليه في حينه، وزيرا للصحة، رغم انه خلال وجوده في هذا المنصب قاد انقلابا في قانون الصحة، لتصبح الخدمات الصحية مشاعا في السوق، وخاضعة للمنافسة، وهو القانون الذي أدى إلى استفحال ظاهرة "طب للأغنياء وطب للفقراء"، وهي الظاهرة التي تعالجها عدة جمعيات ومؤسسات ذات طابع اجتماعي في تقارير سنويا.
في شباط/ فبراير من العام 1994 وجه رامون نظره، وبشكل مفاجئ، إلى اتحاد النقابات العامة، "الهستدروت"، ليظهر لاحقا انه سعى للوصول إلى زعامة "الهستدروت"، ليسرّع وصوله إلى مستويات أعلى في الحكم الإسرائيلي.
ففي ذلك العام قاد مع زميله في الحزب عمير بيرتس، انقلابا على حزبه "العمل"، وقد بدأ معركته، بـ "خطاب الحيتان" الشهير، الذي لا يزال يجري الحديث عنه حتى الآن، ويعتبر نموذجا للخطابات "الملحمية"، ففي ذلك الخطاب شن رامون معركة شرسة على قادة "الهستدروت"، الذين هم من أقطاب حزب "العمل"، نظرا للفساد الذي تفشى طوال عشرات السنوات في هذه المؤسسة النقابية، التي تحولت إلى مرتع مطلق لحزب "العمل"، يؤدي خدمات حزبية أكثر منها نقابية.
وفي شهر أيار/ مايو، من نفس العام، نجح رامون في ما لم ينجح به أحد من قبل، بإقصاء الزعامة التقليدية للهستدروت، وشرع بحملة إجراءات تحت إطار "تصحيح الوضع"، ولكن هذه الإجراءات التي جرت بشكل غير مدروس قللت من مكانة الهستدروت، وبالتالي ضربت النضال النقابي العام في إسرائيل.
في خريف العام 1995، وفور اغتيال رابين، عرض رئيس الحكومة شمعون بيرس على رامون العودة إلى الحكومة وزيرا للداخلية، فقز رامون إلى المنصب، مغادرا قيادة الهستدروت التي تسلمها قبل عام ونصف العام، بعد أن رأى أن الهستدروت على وشك الانهيار، وسلمها بدوره إلى عمير بيرتس.
وبعد سقوط الحكومة، حاول رامون الوصول إلى زعامة حزب "العمل" ولكنه سرعان ما سحب ترشيحه، بعد أن تبين له أن الفرص من نصيب إيهود براك، وبنفس الوقت اختار موقع الند لبراك، في فترة حكومة نتنياهو، التي كان فيها حزب "العمل" معارضا.
ولم ينس براك لرامون موقفه، وبنفس الوقت كان على علم بأنه لا يمكنه إبقائه خارج الحكومة، فمنحه حقيبة وزارية "خاوية"، في ديوان رئاسة الحكومة، وفي الأشهر الأخيرة لحكومة براك في العام 2000 عاد رامون إلى وزارة الداخلية.
وبعد خسارة براك رئاسة الحكومة، في الانتخابات الوحيدة التي شهدتها لرئاسة الحكومة في شباط/ فبراير من العام 2001، كان رامون أحد كبار العرابين لإنضمام "العمل" إلى حكومة أريئيل شارون الأولى، ولكن انضمام الحزب لم يمنح رامون حقيبة في تلك الوزارة.
وعاد رامون الكرّة طوال عدة أشهر في العام 2004، إلى أن نجح بذلك في مطلع العام 2005، حين إنضم "العمل" إلى حكومة شارون الثانية، وخلال هذه الفترة ظهرت علاقة خاصة بين رامون وشارون، إلى أن أصبح رامون ينطق باسم شارون، وبعد خروج "العمل" من حكومة شارون وانهيار الحكومة وبدء التحضير لانتخابات برلمانية جديدة، هاجر رامون سوية مع شمعون بيرس وداليا ايتسيك حزب "العمل" الذي ولد فيه سياسيا لصالح حزب "كديما".
ومع سقوط شارون على فراش المرض تقرب رامون بسرعة من الرئيس الجديد للحكومة والحزب، إيهود أولمرت، وأصبح أيضا ناطقا باسمه.
ولم يكن انتقال رامون الحزبي هو المتغير الوحيد، فبعد أن كان من أبرز "الحمائم" في حزب "العمل" اختار في السنوات الأخيرة خطا يمينيا، حتى بدأ يظهر في العامين الأخيرين في مواقف متطرفة نسبيا، وحتى بالإمكان اعتباره من "صقور" حزب "كديما"، ففي خطابه أمام الكنيست مدافعا عن قانون المواطنة العنصري، في شهر أيار/ مايو الماضي، قال: "في العالم الكثير من الأنظمة العنصرية فلتكن إسرائيل واحدة منهن"، مبررا سن القانون الذي يقضي بتفريق آلاف العائلات الفلسطينية.
تتميز حياة رامون السياسية، خاصة في السنوات الأربعة عشر سنة الأخيرة بأنها حياة عاصفة، وقف منذ العام 1997 ضد جميع زعماء حزب "العمل"، وحتى الأخير من بينهم عمير بيرتس، الذي زامله لسنوات عديدة بدءا من "السداسية" و"الثمانية" الحمائمية، والانقلاب في الهستدروت، وكان أشرس هجوم على بيرتس بالذات مع تسلمه منصب زعامة الحزب، من رامون نفسه.
لقد بحث رامون طوال سنوات عن السبيل للوصول إلى راس الهرم، وقفز بين الكثير من القمم، ولكن على ما يبدو فإن القفزة الأخيرة التي تخللها تحرش جنسي وعلى ما يبدو ليس وحيدا كما يظهر في وسائل الإعلام، كانت اكبر من المستطاع، فهل هذه بداية السقوط في الهاوية السياسية لشخصية أشغلت الحلبة السياسية كثيرا من دون ان تكون صاحبة قرار من الدرجة الأولى.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات الخطاب الإسرائيلي تجاه سورية
- مستقبل أولمرت وحكومته مرهون بنتائج الحرب بعيدة المدى
- حين تبكي -حيفانا-
- الإحباط الإسرائيلي يستدعي حربا أوسع
- أولمرت يحظى بدعم يمين هش ومؤقت
- ثلاث ملاحظات سريعة على الحرب
- أسرع حروب إسرائيل
- تخبط تقديرات الخسائر الاقتصادية الاسرائيلية من الحرب
- أولمرت وبيرتس ومعركة إثبات النفس
- الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة
- إسرائيل بين الغطرسة وسقوط الأوهام
- هدف التصعيد أبعد من حماس
- إسرائيل تثأر لإرهابي
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...


المزيد.....




- زيلينسكي يصف اتفاق المعادن مع واشنطن بالعادل.. ما رأي الأوكر ...
- طبيب أمريكي عمل بمستشفيات غزة بأكثر من زيارة: الأمر يزداد سو ...
- أسطول الحرية: السفينة المتوجهة إلى غزة تتعرض لقصف بمسيرة وما ...
- إسرائيل تشن غارة على محيط القصر الرئاسي في دمشق في -رسالة لل ...
- إسرائيل تعلن شنها ضربات بمنطقة مجاورة للقصر الرئاسي السوري
- هل يوافق ترامب على ضرب إيران بـ-أم القنابل-؟
- -أسطول الحرية- يؤكد خطورة إصابة إحدى سفنه ويدعو مالطا للتحرك ...
- تقرير: الاستخبارات الهندية تشير إلى ارتباط باكستان بمنظمي هج ...
- حادث مروحية مروع في أستراليا.. والشرطة تفتح تحقيقا عاجلا
- بروفيسور بريطاني: ترامب يرى فرصا أكبر للبزنس مع موسكو لذلك ي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - حاييم رامون من القفز بين القمم إلى السقوط