أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - إسرائيل تثأر لإرهابي














المزيد.....

إسرائيل تثأر لإرهابي


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


بهدوء وبعيدا عن الاضواء العالمية ترتكب اسرائيل الرسمية، في هذه الأيام جريمة جديدة، والمقصود ليس في غزة، فلحسن "حظنا" المأساوي فإن الدم المسفوك في غزة من اجساد الاطفال وامهاتهم وآبائهم واجدادهم، التي مزقتها صواريخ قوات الاحتلال، تحظى باعلام عالمي، ولكن من مثل اسرائيل يعرف كيف ترتكب المجزرة مرتين، تنتشل جثامين الشهداء لتقتلها مرة أخرى.
فقد قررت الحكومة واذرعها الأمنية والاستخباراتية، الآن، أن تثأر للارهابي عيدان نتان زادة، الذي تمت تصفيته وهو يرتكب مجزرته الارهابية في مدينة شفاعمرو في الشمال، في الرابع من آب (أغسطس) من العام الماضي، حين صعد الى حافلة تقل المسافرين الى مدينة شفاعمرو، وما أن توقفت الحافلة في حي سكاني مكتظ فتح النار في جميع الاتجاهات، فسقط برصاصه اربعة شهداء، شاباتان شقيقتان، وسائق الباص واحد أبناء المدينة، وجرح آخرين كثيرين، وما أن همّ يملأ بندقيته بذخيرة اضافية نجح بعض المتواجدين في الانقضاض عليه ليشلوا حركتهم، وقد مات في تلك الساعة.
كانت الجريمة محرجة لساسة اسرائيل في تلك اللحظة عينيا، فلم يبخلوا ببيانات الاستنكار واطلاق الاوصاف على الارهابي، ليعترفوا بارهابيته، بهدف امتصاص الغضب، فقد كان الارهابي جنديا نظاميا في جيش الاحتلال الاسرائيلي، ونفذ جريمته بسلاح مرخص من الجيش نفسه، وهو من مستوطني واحدة من اكثر المستوطنات وكرا للارهابيين من امثاله، وهو معروف بتطرفه وعقليته الشرسة لدى الأجهزة الأمنية الاسرائيلية.
ورغم الجريمة ونتائجها المأساوية، ورغم كثرة الدلائل على ان الارهابي لم ينفذ جريمته بمفرده، أو على ألاقل كان من يعلم بنواياه، ومن بينهم والدة الارهابي نفسها، التي اصبحت تتنكر لاقوالها بتشجيع من قوى متطرفة، إلا ان السلطات الاسرائيلية لم تقم بأي تحقيق جدي ورسمي لمعرفة الجهات التي كانت وراء الجريمة، ودور الأجهزة الأمنية في منعها.
وبدلا من ذلك فقد قررت اسرائيل أن الارهابي مات في عملية قتل من مجموعة، أو حسب التعبير المتعارف عليه، "لينش"، وقررت انها تريد التحقيق مع من تصفهم بـ "قاتليه" ومعاقبتهم، وبالأحريى الانتقام منهم، وأجرت على مدى الاشهر الماضية تحقيقات في وتائر متفاوتة، مع مطلب واضح من قوى اليمين والحركات الارهابية "بمحاكمة" اهالي المدينة الذين منعوا الارهابي من مواصلة جريمته.
وقبل الايام شنت قوات البوليس الاسرائيلي غارة ليلية على مدينة شفاعمرو لتعتقل سبعة من ابنائها، معلنة انها ستعتقل المزيد، واعلن ضابط التحقيق امام المحكمة عند النظر في تمديد اعتقالهم ان الشرطة توجه لهم تهمة القتل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد.
بمعنى ان هؤلاء المعتقلين، وكما ترى اسرائيل، فانهم كانوا ينتظرون الارهابي ليأتي الى مدينتهم وينفذ الجريمة ليقتلونه، "مع سبق الاصرار والترصد" فهذه المعادلة الغريبة مناسبة جدا للعقلية الاسرائيلية، خاصة حينما تكون الضحية عربية والقاتل يهودي.
وترفض النيابة بقرار وتوجيه سياسي الاعتراف بأن كل ما دار في الحافلة خلال تلك الساعة كان دفاعا عن النفس، ودفاعا عن اهالي المدينة وحمايتهم من مجرم جاء ليقتل اكبر عدد من العرب، لا لشيء إلا لكونهم عربا.
صاحت احدى النائبات في الكنيست الاسرائيلي خلال جلسة لبحث القضية قبل أيام، قائلة، إن "نتان زادة قتل بدم بارد على يد ارهابي عربي"، وهي معروفة بافكارها العنصرية، ولكنها في تلك اللحظة لم تعبر عن رايها الشخصي فحسب، بل عن العقلية المتجذرة في عقول ساسة اسرائيل.
خلال عشرات السنوات الماضية جرت سلسلة من المجازر والجرائم التي نفذها ارهابيون يهود، وغالبيتهم الساحقة اصبحت طليقة حرة، فجريمة قتل العربي لا تساوي في نهاية الأمر إلا بضع سنوات قليلة في احد السجون المفتوحة، وبظروف نقاهة متناهية، وعلى سبيل المثال، فإن ارهابي يدعى عامي بوبر، نفذ مجزرة في العام 1990 عند مدينة ريشون لتسيون، فقتل سبعة عمال فلسطينيين وجرح أخرين، وحكم عليه المحكمة بالسجن المؤبد سبع مرات، جعلها رئيس الدولة الاسرائيلي 40 عاما مجتمعة، وسيحظى بعفو رئاسي قادم قريب، ولكنه اليوم يقيم في سجن مفتوح، فهو يبقى طيلة ايام النهار خارج السجن ويعود لينام فيه، ويمضي نهاية الاسبوع في بيته، وخلال السنوات الستة عشر، سمح له بالزواج، وله أولاد.
وهذا غيض من فيض عن اسرائيل التي تشغل العالم كله بما تسميه هي "ارهابا ضدها"، في حين ان الارهاب الاسرائيلي اصبح نموذجا من الصعب تقليده، لأنها تبتكر الارهاب يومياً.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...
- المسموح فقط لاسرائيل
- مقبلون على فترة فراغ سياسي - حسابات أولمرت وتشكيل الحكومة
- الانتخابات البرلمانية تشرذم الخارطة السياسية
- برلمان مشرذم، مكون من 12 كتلة نيابية اسرائيل أمام مرحلة ضباب ...
- الهدف: إبعاد الحديث عن المستوطنات إسرائيل ومسرحية إخلاء بؤرة ...
- قراءة في الأوراق الإنتخابية الإسرائيلية فوز حماس !
- في حلبة أصوات العلمانيين والأصوات العائمة اسدال الستارة عن ش ...
- الليكود والعمل: استبعاد الجنرالات وقلة الشرقيين
- العامل الطائفي اليهودي والإنتخابات الإسرائيلية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - إسرائيل تثأر لإرهابي