أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، لماذا الآن؟















المزيد.....

حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، لماذا الآن؟


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


تصر اسرائيل في الاسابيع الأخيرة على تصعيد الوضع الأمني، نحو تدهور جديد، رغم تقارير عسكرية اسرائيلية داخلية تؤكد ان وقف اطلاق القذائف الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه مواقع اسرائيلية لا يأتي من خلال الحل العسكري، وقد وصل هذا التصعيد مساء يوم الجمعة الأخيرة الى ذروة مؤلمة، امام واقع الارقام الكبيرة "فقط" لعدد الشهداء الذين يسقطون يوميا على مذبح الاحتلال الاسرائيلي، على الرغم من أنّ إسرائيل تقتل تقريبا يوميا فلسطينيين، في جميع المناطق المحتلة منذ العام 1967، لكن للآسف فإن رد الفعل الغاضب بات يظهر حين يكون الرقم "كبيرا"، وهذه احدى مآسي التأقلم مع الجريمة المستمرة.
مشهد يوم الجمعة كان مؤلما الى حد من الصعب وصفه، فقد رأينا تلك الفتاة تبكي والدها، وفي النشرة الاولى والثانية تأثرنا كثيراً، ولكن بعد توالي النشرات صدمنا انفسنا بالسؤال: ماذا كان يفعل الطاقم الصحافي امام هذه الطفلة؟ لماذا تركها كل هذه الفترة وحدها؟ هل من اجل التقاط صور مثيرة؟ إنه سؤال صارخ ولكن معالجته ستأتي لاحقا.
من الصعب التحرر من الانطباع ان التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة في الاسبوع الماضي، على وجه الخصوص، كان مجرد صدفة، أو "خطأ" حسب تعبير وزير الحرب عمير بيرتس، الذي عبر عن "أسفه"، فدموع الجزار لا تبرئه من الجريمة.
في هذه الايام يكمل اولمرت جولة لقاءاته مع زعماء في العالم والمنطقة، وسيتوجه للقاء الزعيمين البريطاني والفرنسي، وقبل ذلك التقى الرئيس الأميركي، ثم الرئيس المصري حسني مبارك، والملك عبدالله الثاني، وفي اللقاءات الثلاثة الأخيرة كانت الاجابة التي تلقاها اولمرت واضحة، وهي ان عليه الاتجاه نحو المفاوضات، وهو يعلم ان الموقف نفسه سيجده في اوروبا.
والرسالة كانت شديدة جدا في الاردن ومصر، كما يؤكد ذلك المقربون من اولمرت في وسائل الاعلام، بمعنى ان اولمرت قرأ المستقبل قبل ان يلج فيه، وأكثر من هذا، فقد قرأ الصحافة الاسرائيلية، وما كتبه كبار المحللين الاسرائيليين، الذين "بشروه" بأنه مقبل على ورطة، اسمها "الاستفتاء الفلسطيني العام بشأن وثيقة الاسرى"، وللحقيقة فإن اول "المبشرين" بهذه الورطة، كان عضو الكنيست من حزب "العمل"، ورئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، عامي ايالون.
فقد كتبت الصحافية سيما كدمون، المحللة في صحيفة "يديعوت احرنوت"، يوم الجمعة الأخير: "ليس صدفة سارع ابو مازن لتبني وثيقة الاسرى: لقد فعل هذا من اجل ان يسحب البساط من تحت الادعاء الاسرائيلي، الذي كان صحيحا حتى لحظة سابقة، وهو أنه لا يوجد شريك للمفاوضات في الجانب الفلسطيني، فقد اراد الرئيس الفلسطيني القول: ها أنا هنا، لقد حصلت على تكليف من خلال الاستفتاء العام، أو من خلال الاجماع الوطني، على اساس وثيقة فيها توجه ايجابي للشروط والخطوط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية، والآن ليس بامكان اسرائيل الادعاء ان الحديث يجري عن "صوص ممعوط"، إلا إذا كانت الجهات نفسها (في اسرائيل) التي تتخوف من الدخول الى مفاوضات، ومن ناحيتها فالاجراء احادي الجانب هو نوع من الهروب من المواجهة الحقيقية".
وتابع كدمون: "إذا نجح ابو مازن في الضغط على حماس لاجراء الاستفتاء، فإنه سيضع اسرائيل في زاوية ليست مريحة قطعاً، فدفعة واحدة سيكون هناك ضغط عظيم على اولمرت من اجل اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، دون ان يفرض طلبا لنزع اسلحة حماس، والعالم سيحفز ويضغط على اولمرت للشروع في مسار خطة الطريق من دون تنفيذ البند الاول فيها (نزع الاسلحة)".
وتضيف كدمون: إن ابو مازن يحظى بتأييد دول الغرب والولايات المتحدة، وهذه الدول لا تريد التفريط بقيادة ابي مازن، "وهذه بالضبط مشكلة اسرائيل، فهي ليست جاهزة لامكانية كهذه (اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين)، فهي لم تعد سيناريو في حال مفاوضات على اساس وثيقة السلام السعودية (العربية)"، وتقول: "... بكلمات أخرى كل انجازاتنا في اقناع العالم ضد حماس وعزلها، ستتحول الى ضربة مرتدة ضدنا في اللحظة التي سيفوز بها ابو مازن".
يقول واحد من ابرز المحللين السياسيين في اسرائيل، ألوف بن، في مقال له في (هآرتس): إن أولمرت توقع أن قادة العالم الذين ابدوا إعجابهم بشجاعة أريئيل شارون بسبب تفكيك عدد قليل من المستوطنات، سيشترون البضاعة الجديدة بتلهف: إخراج المستوطنين والاقتراب إلى حد كبير من الخط الأخضر. ولكنه تفاجأ حين رأى أن العالم لم يتحمس. وقال له "اذهب وتحدث مع أبي مازن ثم عد إلينا".
ويتابع بن: أن اولمرت لم يأخذ بالحسبان الحملة الاعلامية الدولية التي سيديرها الفلسطينيون "ضد خطته، وأنهم سينجحون في التأثير وفرض الاتجاه المضاد في الرأي العام الغربي وعرض "خطة التجميع" كمخطط إسرائيلي لمصادرة الأراضي والضم والاحتلال والاضطهاد والابرتهايد". في حين أن "الإعلام الإسرائيلي سيواجه صعوبة في صد الحملة الفلسطينية، لأن السياسة غير واضحة، فكيف سيسوق الاعلام "خطة التجميع" في حين ان الحكومة لم تقرها بعد؟".
ويقول بن: إن إسرائيل لا تزال تحت تأثير المفاجأة. وكما في قضية الجدار (الفاصل)، فقد تبين أيضا الآن أن النقاش الداخلي في إسرائيل منفصل عن الأجندة العالمية. ما نراه في البيت كانسحاب وتنازل كبير، فإنه يتم عرضه في العالم كإجراء قاس ضد شعب واقع تحت الاحتلال ومسكين.
وما هو واضح أن اولمرت بدأ يبحث عن المخرج من "الورطة"، المتمثلة بطاولة المفاوضات، واسرائيل بالفعل قد تخضع لضغط دولي. من الطبيعي انه ليس على شكل الضغط الذي نشهده ضد دول عربية وغيرها، ولكنه يبقى ضغطا، فالاستسلام لمقولة ان العالم "وحيد القرن"، هو نوع من اليأس، فالحكومات الغربية في نهاية المطاف مضطرة ايضا للخضوع للرأي العام في بلادها، فمثلا، لولا الرأي العام العالمي، لما كان نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا سينهار، رغم قوة النظام واقطابه اقتصاديا.
هذه ليست المرّة الأولى التي تهرب فيها اسرائيل نحو التصعيد العسكري، من اجل الابتعاد عن طاولة المفاوضات، فهي تتوقع ردا عملياتيا فلسطينيا، حتى في العمق الاسرائيلي، ولكن في هذه المرّة ارادت أمرا اضافيا، فالى جانب استدعاء عمليات فلسطينية انتقامية، تريد ايضا دب حالة اليأس في الشارع الفلسطيني، الذي لن يكون في ايام الغضب جاهزا لاستيعاب حتى وثيقة مثل "وثيقة الأسرى".
حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء، وعلى مذبح الاحتلال سقط عشرات الآلاف، ولا نزال نعد الضحايا، فالمعركة ليست سهلة امام احتلال مجرم، وإذا استوعبنا ان الجريمة هي محاولة لفك ضيق المحتل، فعلينا معرفة كيف ان نزيد هذا الضيق.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...
- المسموح فقط لاسرائيل
- مقبلون على فترة فراغ سياسي - حسابات أولمرت وتشكيل الحكومة
- الانتخابات البرلمانية تشرذم الخارطة السياسية
- برلمان مشرذم، مكون من 12 كتلة نيابية اسرائيل أمام مرحلة ضباب ...
- الهدف: إبعاد الحديث عن المستوطنات إسرائيل ومسرحية إخلاء بؤرة ...
- قراءة في الأوراق الإنتخابية الإسرائيلية فوز حماس !
- في حلبة أصوات العلمانيين والأصوات العائمة اسدال الستارة عن ش ...
- الليكود والعمل: استبعاد الجنرالات وقلة الشرقيين
- العامل الطائفي اليهودي والإنتخابات الإسرائيلية
- حول الأجندة السياسية ليهود أولمرت
- موسم- تفشي مظاهر الفساد.. الانتخابات الاسرائيلية: مال واعلام ...
- حالة قلاقل جديدة غياب شارون لا يغيب برنامجه السياسي


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، لماذا الآن؟