أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حول الأجندة السياسية ليهود أولمرت















المزيد.....

حول الأجندة السياسية ليهود أولمرت


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


رويدا رويدا بدأت الحلبة السياسية في اسرائيل تتأقلم مع حقيقة ان يهود أولمرت هو رئيس الحكومة الفعلي، وإن كان لا يزال بالوكالة، مع استمرار غرق اريئيل شارون في غيبوبته، ما استدعى أن يتم تسليط الضوء في الأيام الأخيرة، من قبل المراقبين والمحللين الإسرائيليين على الهوية السياسية لأولمرت، الذي تتنبأ له استطلاعات الرأي الاستمرار في منصبه بعد الانتخابات البرلمانية القادمة، بوقوفه على رأس حزب "كديما".
أولمرت - الذي شهدناه "متأثرا" في الايام الأولى لتدهور الحالة الصحية لشارون، ويرفض الجلوس على كرسي رئاسة الحكومة- بدأ بالتحرك وفق مقاييس رئيس الحكومة، واليوم الأحد من المفترض ان يعين زميلته في قيادة "كديما" الوزيرة تسيبي ليفني، وزيرة للخارجية بدلا من سلفان شالوم الذي استقال من منصبه بأمر من حزبه "الليكود"، وتعيين ليفني، ليس فقط مجرد تعيين لاحتياجات توازنات سياسية داخل "كديما"، وانما بسبب التقارب السياسي بين الاثنين، حسب ما تتناقله مصادر سياسية واعلامية.

لكن، إلى الآن، لم يفصح أولمرت عن أجندته السياسية المفصلة. في المقابل فإنّ عددا من كبار المحللين السياسيين الاسرائيليين راحوا يجتهدون في ربط الخيوط للكشف عن الهوية السياسية لأولمرت. وقد علّمت التجربة في اسرائيل ان بعض المحللين يعبّرون عما يريد السياسي الحديث عنه لكن ليس بلسانه. ونحن لسنا بعيدين عن هذا الاحتمال فيما نشر حول سياسية أولمرت.
العنوان العريض لما كتبه المحللون، عن أولمرت، انه أقرب من شارون باتجاه الحل الدائم، دون التطرق للتفاصيل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة التفاؤل، فالأمر نسبي. ومن المؤكد ان اولمرت، في النهاية، يبقى بعيدا حتى للحد الأدنى الذي يطرحه الفلسطينيون. يقول المحلل السياسي ألوف بن (في صحيفة هآرتس) ان أولمرت "تحدث قبل عامين عن انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية، الى الخط الجغرافي الذي يسمح لاسرائيل بأغلبية ديمغرافية بنسبة 80% لليهود مقابل 20% للعرب".
والنسبة التي يتحدث عنها الوف بن بالامكان الاحتفاظ بها ايضا من خلال الابقاء على احتلال القدس الشرقية، كما ان هذا لا يعني انسحاب اسرائيل من الكتل الاستيطانية الكبرى.
ويضيف بن في مقالته "إن أولمرت، يؤيد خروج اسرائيل من الاحياء والضواحي العربية في القدس المحتلة، وإلا فإنها ستتعرض لعزلة دولية، ولأغلبية عربية من البحر المتوسط الى نهر الأردن" (فلسطين التاريخية).
ورغم ما قيل هنا فإن أولمرت لن يخرج من دائرة الاجماع الصهيوني الحالية، التي باتت تتلخص في ثلاث نقاط مركزية، اولها رفض مطلق لعودة اللاجئين الفلسطينيين الى مناطق 1948، وان لا يصل تقسيم القدس المحتلة الى البلدة القديمة، واحتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية. وقد نشهد الاختلاف النسبي في النقطة الثالثة، بمعنى ان مسألة الكتل مختلف عليها من حيث التعريفات وحجمها، وتضاف اليها مسألة "التعويض" عن الاراضي المقتطعة من الضفة الغربية للاستيطان، بأراض محاذية للضفة الغربية، وهو أمر ظهر لأول مرة في مفاوضات كامب ديفيد في صيف العام 2000، ويطرحه الآن زعيم حزب "العمل" الجديد عمير بيرتس.
ويُجمع المحللون على ان أولمرت، خلافا لشارون، لا يملك الماضي العسكري، الذي يمنحه "الهيبة" العسكرية، التي يحتاجها لفرض مواقف وقرارات على القيادات العسكرية والأمنية، ولهذا فإن المحلل بن، ومثله محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس زئيف شيف، يؤكدان على ان أولمرت سيكون بحاجة للحصول على رضا القادة العسكريين، وموافقتهم على كل ما يطرحه مستقبلا، خاصة حول الانسحابات من الضفة الغربية.
ويقول بن: "على أولمرت ان يوظف كل مؤهلاته السياسية والحزبية ليقنع قادة المؤسسة العسكرية بآرائه، وموافقتهم ضرورية، ففي نهاية الأمر من سيخلي بعض مستوطنات الضفة الغربية سيكون الجنود انفسهم".
ويرى شيف إن العقبة الاساسية التي تقف امام أولمرت هو الفارق الكبير في الخبرة العسكرية بينه وبين سلفه شارون. "فالحكومة بقيت من دون شخص مجرّب وخبير في القضايا الأمنية، فحتى من لا يتفق مع شارون لا يستطيع تجاهل رؤيته الامنية السياسية، وان ينفي انه امام شخص له تجربة ضخمة في العمل الامني السياسي"، وهذا ما يفتقر له أولمرت.
كما اهتمت الصحافة الاسرائيلية بإبراز الطابع السياسي لبيت أولمرت، فهو تقريبا اليميني الوحيد في بيته، فزوجته، عليزا، يسارية ومؤيدة لحركة "السلام الآن" الاسرائيلية، ونجله الاصغر اريئيل رافض للخدمة العسكرية، ويتلقى دروسه الجامعية في السوربون في فرنسا، وله ابنة أخرى أيضا ذات توجهات يسارية وهي محاضرة في الجامعة، وعلى ما يبدو ان مثل هذه التوجهات قد نجدها لدى الابن والابنة الآخرين. وقدّر محللون ان التحولات السياسية لدى أولمرت، على الرغم من محدوديتها، متأثرة قطعا باجواء بيته.
الأمر المتوقع الآن هو ان غياب شارون عن حزب "كديما"، ورئاسة أولمرت للحزب على الرغم من انه من معسكر اليمين، قد يضع "كديما" أكثر في مركز الخارطة السياسية، ويسهّل على اليسار الصهيوني الشراكة مع أولمرت. فعلى الرغم من الهالة التي وضعت حول شارون، ومحاولة اظهاره بلباس "المعتدل"، إلا ان ماضيه العسكري الدموي أبقى حاجز الحذر منه في اوساط اليسار الصهيوني، وقد يزول هذا الحاجز امام أولمرت.
في هذه الايام تواصل استطلاعات الرأي "التعاطف" مع "كديما" نظرا لحالة شارون، وتتأثر بالأجواء الاعلامية، التي لا تزال "تغدق بكرم اعلامي" على أولمرت، الذي لم يسجل حتى الآن أي "غلطة" سياسية او قانونية، بنظر الاسرائيليين، وهو ما اعتبره مختصون نقاط نجاح له. لكن من الصعب تصور ان حزب "كديما" سينجح في تحقيق ما تتنبأ به استطلاعات الرأي الحالية في يوم الانتخابات بعد 72 يوما من الآن، وهذا لعدة عوامل، لا مجال لحصرها الآن.
لكن، في المقابل، أحد السيناريوهات التي بالامكان توقعها هو انه في حالة ازدياد قوة الليكود، عما تتوقع له استطلاعات الرأي اليوم، بحيث يصبح مرشحا لتشكيل الحكومة، فإن حزب "كديما" قد يتحالف مع حزب "العمل" وقوى يسارية أخرى لتشكيل جسم مانع ضد وصول الليكود الى الحكم في الولاية القادمة.
في الخلاصة من السابق لأوانه الحكم على سياسة أولمرت، التي تحكمها عدة عوامل، وليست وجهة نظره الشخصية فقط، فهناك المؤسستان العسكرية والأمنية، اللتان ستكونان اللاعبين الأكبرين في رسم السياسة الاسرائيلية المستقبلية، وقد شهدت هاتان المؤسستان في سنوات حكم اليمين المتقطع في السنوات العشر الأخيرة الكثير من التغييرات الاسمية لتتلاءم مع توجهات اليمين الاسرائيلي. ونضيف الى هذه العوامل موازين القوى الدولية، وتغيرات مستقبلية في الادارة الاميركية خلال ولاية الكنيست القادمة التي من المفترض ان تدوم لاربع سنوات.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم- تفشي مظاهر الفساد.. الانتخابات الاسرائيلية: مال واعلام ...
- حالة قلاقل جديدة غياب شارون لا يغيب برنامجه السياسي
- رصيد كديما كان مبنيا على شخص شارون بعد 47 يوما على تأسيسسه: ...
- اصوات قرقعة طبول الحرب التي لم تهدأ منذ 58 عاما عقلية الحرب ...
- نتنياهو ورث الليكود كما سلّمه لشارون
- فوز نتنياهو في الليكود يعزز مكانة شارون
- انتخابات على الطراز الشاروني
- تراجع حزب العمل استطلاعيا امام عملية نتانيا والأزمة القيادية
- شارون بحاجة لأكثر من حزبين يشاركانه الحكم ليقيم حكومة ثابتة
- سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات اسرائيل مقبلة على بعثرة خا ...
- ملاحظات اولية على انشقاق شارون
- فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل
- عمير بيرتس بين عفريت الطائفية وعفريت بيرس ملاحظات سريعة على ...
- من قتل رابين ولماذا؟
- ابنهما يجب ان يعيش الاحتلال قتل أحمد فأصبح أكثر
- ماذا تريدون مني، هأنا انسحبت من قطاع غزة شارون وأزماته المفت ...
- فرحة الفقراء وسياسة التمييز العنصري
- من يمحو من.. ومن المستفيد؟
- القيادة السورية والحامية الشعبية
- اسرائيل: استفحال الفقر واتساع الفجوات الاجتماعية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حول الأجندة السياسية ليهود أولمرت