أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - الإحباط الإسرائيلي يستدعي حربا أوسع















المزيد.....

الإحباط الإسرائيلي يستدعي حربا أوسع


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع، بحضور الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساب، هو أولمرت نفسه الذي كنا نشاهده حتى قبل أسبوع، على الأقل، فقد بدت على وجهه علامات الإحباط والتعب، على ضوء نتائج حربه الشرسة على لبنان، وهذا لا ينحصر على أولمرت، بل هو ملموس في الأجواء العامة في إسرائيل.
وتشير عدة معطيات إلى أن أولمرت بدأ يتصرف بدافع القلق واستيعاب الورطة في الأيام الأخيرة، ومن بين هذه المعطيات، الاجتماع الطارئ الذي عقده لعشرين مستشارا إعلاميا يعملون في ديوان رئاسة الحكومة والوزارات ذات الشأن السياسي والعسكري، وعبر فيه عن امتعاضه من "الانقلاب" الحاصل في وسائل الإعلام العالمية، ضد إسرائيل، على ضوء الصور والمشاهد الفظيعة القادمة من جميع أنحاء لبنان.
وطلب أولمرت من الإعلاميين المشاركين إتباع أساليب جديدة، وحتى أنه طلب الكشف عن مشاهد "مأساوية" في إسرائيل، مثل، أن مئات آلاف الإسرائيليين نزحوا عن منطقة الشمال، رغم أن أحدا منهم لا يقيم في خيمة، ولا يبحث عن مأوى، ومشاهد القتلى والجنازات، رغم أن إسرائيل نفسها تقلل من هذه المشاهد في وسائل إعلامها، وحتى أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أودي آدم، طلب رسميا عدم إحصاء القتلى في إسرائيل خلال الحرب.
فالإحباط الإسرائيلي نابع من عدة حقائق اعترفت فيها إسرائيل ضمنا، وأصبحت كاللازمة في تحليلات كبار المحللين وصُناع الرأي العام في إسرائيل، وعلى رأس هذه الحقائق، أن إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها، التي وضعتها في اليوم الأول للحرب، وهي تبحث اليوم عن مسوغات جديدة "للإنجازات" التي ترغب في نسبها إليها، مثل: "جعل القرار الدولي 1559 الشغل الشاغل للأسرة الدولية، وإثارة الموضوع بشكل أقوى على الساحة اللبنانية".
إسرائيل كانت تتحدث عن القضاء على حزب الله والمقاومة اللبنانية في غضون ثلاثة إلى عشرة أيام، وفي هذا الأسبوع تنهي شهرها الأول، وأن شيئا كهذا لم يحصل، وهذا تلمسه إسرائيل يوميا من خلال خسائرها في الأرواح، من بين الجنود والمدنيين، وقد كثرت المعلومات التي تؤكد أن إسرائيل تتلاعب بالمعطيات وتخفي الأرقام الحقيقية.
وهذا ما يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي على انه هزيمة "لهيبة إسرائيل العسكرية"، هذا الرأي العام الذي تمت تعبئته إلى جانب الحرب، وتم رفع مستوى "العنجهية" والخطاب الاستعلائي الداخلي في إسرائيل إلى مستويات لم نشهدها في السنوات الأخيرة.
وما يزيد من ضرب "هيبة إسرائيل" هو ميزان الدماء، هذا الميزان الرهيب، اللإنساني، الذي يقلق إسرائيل دائما في كل حرب، وفي كل مواجهة عسكرية، فحسب العقلية العسكرية الإسرائيلية، فإن "المطلوب" الحفاظ على فجوة كبيرة جدا بين عدد القتلى في إسرائيل وبين عددهم لدى "العدو"، وعلى ما يبدو فإن مقتل نحو 112 شخصا في إسرائيل من جنود ومدنيين، على حد الاعتراف الرسمي، مقابل أكثر من ألف لبناني، فإنه لا يجعل "الميزان الدموي" في صالح إسرائيل، و"على إسرائيل أن تثبت أفضليتها الرقمية"، كما جاء في كلمة صحيفة "هآرتس"، التي سنأتي عليها هنا.
الأمر الآخر الذي تضج به إسرائيل هو أن الحكومة والجيش الإسرائيلي، كما يكتب المحللون الإسرائيليون، خيبّوا أمل "الأخت الأكبر"، الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت تتوخى من إسرائيل "أن تنجز المهمة" بالفترة الأولى التي أعطيت لها، ولكن إسرائيل، "لا تزود البضاعة للإدارة الأميركية"، كما كتب كبير المحللين العسكريين الإسرائيليين زئيف شيف، قبل عدة أيام.
ويضاف إلى كل هذا أن الحرب بدأت أيامها تطول، لتتحقق "تقديرات" قادة جيش الاحتلال، في الأسبوع الأول للحرب، إلا أن مجريات الحرب وتصعيدها، تثبت ان ما يجري الآن ليس "تحقيقا" للتوقعات، وإنما تطبيقا لمخططات إسرائيلية مبيّتة، وبإشراف أميركي مباشر.
هذه الحقائق المثبتة على أرض الواقع، ونقرأ عنها يوميا في إسرائيل، قادت في الأيام القليلة الأخيرة إلى أجواء أخرى، في الحلبتين السياسية والعسكرية، ولكن بشكل خاص لدى المحللين وصناع الرأي العام في إسرائيل، أجواء تسيطر عليها العصبية، وتدعو إلى توسيع الحرب، ويجري الحديث عن كتاب لهم تأثيرهم القوي ليس فقط على الشارع الإسرائيلي، وإنما أيضا على سدة الحكم.
الإثبات الأبرز لهذه الأجواء في إسرائيل ظهر بشكل واضح في كلمة هيئة تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (في عددها الصادر يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع) وهي على الرغم من قلة انتشارها، إلا أنها صحيفة "النخبة" السياسية والاقتصادية، وغيرها، وهي مؤشر للكثير من التحركات في سدة الحكم في إسرائيل، فهذه الصحيفة المحسوبة على اليسار الصهيوني، وقفت بشكل واضح ضد الحرب منذ يومها الأول، وإن في بعض الأحيان تلاعبت في بعض الصياغات، إلا أنها كانت تؤكد ان الحل سيكون فقط من خلال المفاوضات. كذلك فإنها الصحيفة الأبرز التي اتخذت موقفا مناهضا للحرب على لبنان 1982، وأكثر صحيفة تكرر معالجة "دروس" حرب لبنان الأولى.
وفي هذا الاسبوع، ظهر التحول بـ 180 درجة، ولأول مرة تدعو هيئة التحرير في كلمتها إلى توسيع الحرب، و"اختطاف انتصار ممكن"، حسب عنوان كلمة العدد، التي جاء فيها: "لربما ليس متأخرا جدا أن نطلب من الجيش أن لا يُبقي إسرائيل في نهاية الحرب مهزومة ومعرّضة لكل عصابة إرهاب تقف على حدود إسرائيل وتنوي إطلاق الصواريخ تجاه مواطنيها". وجاء في ختام الكلمة: "الآن في لحظة متأخرة، ولكنها مصيرية لهذه المعركة، من واجب الجيش الإسرائيلي أن يعرض ويوصي ويدفع ويفرض ويطلب مصادقة سياسية، فالموافقة الشعبية أصبحت لديه، لاختطاف انتصار من أنياب الهزيمة المقتربة". ومجريات الكلمة المذكورة، تحدث عن اجتياح واسع النطاق إلى الجنوب اللبناني، ولكن أولمرت أوضح أن "لا حدود لتقدم الجيش في لبنان".
الآن تكثر الأصوات التي تدعو إلى أوسع اجتياح للبنان، رغم دروس الماضي، التي أكدت لإسرائيل نفسها أن تعداد الجنود الكبير وعتاده الضخم والمتطور لن يحقق لها الانتصار، فهذا ما كان في الحرب على لبنان في العام 1982، وحتى هذا ما كان أمام انتفاضة الحجر الفلسطينية التي انطلقت في نهاية العام 1987، وهذا أيضا اتضح من شكل خروج اسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000.
قررت إسرائيل اليوم إتباع الأسلوب نفسه الذي اتبعته على مدى عشرات السنوات للخروج من أزمتها الجديدة التي فرضتها على نفسها، وهو التصعيد الدموي، إلا أن المعطيات السياسية والميدانية، تؤكد أن إسكات هذه الحرب ابعد مما نسمع، ولكن متى هدأت الحرب أو سكتت، فإن إسرائيل ستغوص في أزمة سياسية بالأساس، ولكن أيضا اقتصادية، لم تكن على جدول اعمال حكومة أولمرت، التي تنهي هذا الاسبوع شهرها الثالث، أمضت شهرين منهما في حرب على الشعبين الفلسطيني واللبناني.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمرت يحظى بدعم يمين هش ومؤقت
- ثلاث ملاحظات سريعة على الحرب
- أسرع حروب إسرائيل
- تخبط تقديرات الخسائر الاقتصادية الاسرائيلية من الحرب
- أولمرت وبيرتس ومعركة إثبات النفس
- الإعلام الإسرائيلي ينشد الحرب ويستوعب الورطة
- إسرائيل بين الغطرسة وسقوط الأوهام
- هدف التصعيد أبعد من حماس
- إسرائيل تثأر لإرهابي
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - برهوم جرايسي - الإحباط الإسرائيلي يستدعي حربا أوسع