أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - خطاب أولمرت: التكتيك والاستراتيجية















المزيد.....

خطاب أولمرت: التكتيك والاستراتيجية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


اختار الكثير من المحللين الإسرائيليين، منذ يوم الاثنين الماضي، وضع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، عند قبر أول رئيس حكومة إسرائيلية، دافيد بن غريون، في قالب "المفاجأة"، وزعم البعض ان أولمرت كتب الخطاب بنفسه، وعرضه على عدد قليل جدا من المستشارين، الذين أجروا التعديلات على بعض صياغاته، لكي لا يظهر وكأن أولمرت يبث تفاؤلا "أكثر من اللازم".
من جهة أخرى فإن الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي البارز، في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، شمعون شيفر، نقل في تقرير صحفي له في نهاية الأسبوع، عن "مصادر" في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قولها، إن كل ما جرى في الأسبوع الماضي من اتفاق وقف إطلاق نار، وخطاب أولمرت، ما هو إلا "مسرحية من أجل جورج بوش" بتزامن مع زيارته إلى المنطقة.
وهذا ما سنعرفه في الأيام القادمة في حال تدهور الأوضاع الأمنية، فاتفاق وقف إطلاق النار، غير المكتوب، مليء كسابقيه بالألغام، وأكبر هذه الألغام ان الاتفاق لا يشمل الضفة الغربية، وقيل ان الأجهزة الإستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، التي قالت بوضوح إنها لم تكن شريكة بالاتفاق، تعارض شمل الضفة الغربية بالاتفاق، وفي المقابل فإن مجموعات صغيرة في قطاع غزة قررت فرض معادلة، وهي: إطلاق قذائف فلسطينية باتجاه مواقع إسرائيلية كرد على كل مقتل فلسطيني في الضفة الغربية، وهو ما تعتبره حكومة الاحتلال "خرقا" للاتفاق.
إن السؤال الرئيسي المطروح حاليا: ما هي الدوافع التي حفزّت أولمرت على إلقاء خطابه، الذي يعتبر شاذا في سلسلة خطاباته الحربجية منذ ربيع العام الحالي مع بدء ولاية حكومته الجديدة، رغم أن هذا الخطاب لا يبشر بأن إسرائيل قبلت بالحل الدائم، القائم على أساس دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة منذ العام 1967، بما فيها القدس عاصمة، وتطبيق حق العودة، بل إن أولمرت أكد مجددا على نيته الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية، ورفض أي حديث عن حق العودة.
ومع هذا فإن الدوافع هي داخلية وخارجية، وأيضا تكتيكية لتجاوز المرحلة، ولكن أيضا هناك رؤى استراتيجية بعيدة المدى، فعلى الصعيد الداخلي، ومنذ أن بدأت حكومة أولمرت ولايتها الجديدة في مطلع أيار (مايو) لم تتوقف ليوم حالة الحرب والتدهور الأمني، فهذه الحكومة واصلت قصف قطاع غزة، قبل نهاية حزيران (يونيو) حين وقعت عملية المقاومة الفلسطينية التي أسفرت عن أسر جندي احتلال الإسرائيلي، وبعد ثلاثة أسابيع بدأت حربا على لبنان دامت 33 يوما، وفي نفس الوقت لم يتوقف العدوان على قطاع غزة، حتى الأيام الأخيرة.
وعلى مدى سبعة اشهر تقهقرت شعبية الحكومة وقادتها إلى حضيض غير مسبوق لحكومة إسرائيلية، كما تشير استطلاعات الرأي، التي تشير، أيضا، في الأسابيع الأخيرة إلى أغلبية إسرائيلية تدعو إلى إجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني لوضع حد لحالة التدهور الأمني، كما ان هناك أغلبية تؤيد الشروع بمفاوضات مع سورية، والحكومة اختارت تجاهل هذا الجانب من استطلاعات الرأي حتى الآن، وسنرى ما إذا خطاب أولمرت هو تجاوبا مع هذه الاستطلاعات.
بالمجمل العام نستطيع القول ان هناك ضغطا شعبيا يتنامى على هذه الحكومة لتفعل شيئا للخروج من الأزمة الأمنية الراهنة طالما ان الحل العسكري لم ينفع حتى الآن، خاصة وإنه بعد أيام يكون جندي الإحتلال قد أمضى ستة اشهر في قطاع غزة دون أية بوادر جدية لإطلاق سراحه، وهذا أيضا يساهم في تدهور شعبية الحكومة، كذلك قضية الأسيرين الإسرائيليين في لبنان.
إن أولمرت بحاجة إلى إنجاز في هذه الأيام في محاولة للخروج من الحضيض، وعلى ما يبدو فإنه معني "بتجربة" خيار التهدئة للافراج على ألأقل عن الاسير في قطاع غزة، آملا ان يحسن هذا في وضعيته في الشارع الإسرائيلي.
أما على الصعيد الخارجي فهناك أمران، أولهما الإدارة الأمريكية ورئيسها جورج بوش، الذي تلقى ضربة قاصمة في الانتخابات التشريعية الأمريكية قبل شهر، وهذا في الدرجة الأولى نتيجة لسياسته الخارجية، في العراق أولا، ولكن أيضا في مجمل الشرق الأوسط، وإدارة بوش، على ما يبدو معنية باستخلاص العبر، التي تقتضي الخروج من الوحل العراقي والتحرك السياسي في الملف الساخن والمزمن في الشرق الأوسط، الإسرائيلي الفلسطيني، وليس مستبعدا ان أولمرت، وفي زيارته الأخيرة إلى واشنطن، تلقى طلبا من الإدارة الأمريكية لفحص إمكانية التوجه إلى التهدئة.
وبموازاة هذا، فإن الحديث يكثر في إسرائيل حول مبادرات سياسية تجري صياغتها في أوروبا وواشنطن لتفرضها على المنطقة، وإسرائيل "لا تحبذ" مبادرات سياسية خارجية، ولهذا فإن أولمرت قد يهدف من خطابه السياسي استباق هذه المبادرات بمبادرة إسرائيلية، التي نستطيع بأي حال من الأحوال الاعتماد عليها.
لأن أية مبادرة إسرائيلية ستهدف بالأساس إلى المماطلة، وإبعاد المفاوضات الجدية حول الحل الدائم أكثر ما يمكن، ريثما تنجح إسرائيل في فرض الكثير من الواقع الاستيطاني في الضفة الغربية، ولهذا فإن محاصرة إسرائيل وجرها نحو طاولة المفاوضات هي معركة ستجمع الكثير من النقاط للجانب الفلسطيني.
ولكن من جهة أخرى، فرغم محاولات التهرب الإسرائيلية من دائرة المفاوضات، إلا أن إسرائيل تعرف ان ساعة الحسم لمستقبلها قد اقتربت، وهي لا تستطيع الاستمرار في الوضع القائم، فسلسلة من المعطيات الهامة هي بمثابة إنذار أمام الحركة الصهيونية، وقادة إسرائيل من ضمنها.
ونحن نتحدث عن العامل الديمغرافي، ولكن أيضا العامل الجغرافي الذي ظهر في الأيام الأخيرة، فعلى الصعيد الديمغرافي (السكاني)، فإن كل التقارير الإسرائيلية الرسمية، أو تلك الصادرة عن الحركة الصهيونية، تؤكد ان الهجرة إلى إسرائيل تتراجع من عام إلى آخر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الهجرة لم يعد بإمكانها سد الفجوة الحاصلة بين ولادات اليهود والعرب في إسرائيل.
فقد أعلنت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في الأسبوع الماضي، أن نسبة الولادات لدى فلسطينيي 48 هي 22%، بينما نسبة فلسطينيي 48 من بين السكان هي 17% وهذه النسبة بعد خصم مواليد فلسطينيي القدس المحتلة، والسوريين في الهضبة الجولان المحتلة، كما ان معدل الولادات للأم اليهودية هو 2,7 مولود، في حين ان المعدل لدى الأم الفلسطينية هو 3,6 مولود، وهذا يعني أنه لن يكون بإمكان إسرائيل الحفاظ على نسبة 80% من اليهود مستقبلا، وهي ستبدأ حالة تراجع كبيرة.
وتنضم إلى هذه المعطيات، تقديرات معهد تخطيط إسرائيلي، قال في الأيام القليلة الماضية، إن إسرائيل في العام 2020 ستكون الأكثر كثافة في العالم، مع 900 نسمة على كل كيلومتر مربع، وفي حالة اختناق كهذه فإن الأبواب ستكون مفتوحة أمام الهجرة المعاكسة، أو على الأقل وقف الهجرة إلى إسرائيل.
وهذا الوضع يفرض على قادة إسرائيل والحركة الصهيونية، الدفع في اتجاه دولتين كحل استراتيجي، ولكن مع أقل ما يمكن مما تعتبره إسرائيل "خسائر"، فعشرون عاما إلى الأمام ليس بالفترة الزمنية الطويلة جدا، وإسرائيل ستكون معنية ان لا تنهي هذه الفترة من دون حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرتس وأولمرت وسباق الخروج من الحضيض
- منطق المقاومة الفلسطينية
- لبنان والصمت الإسرائيلي المستغرب
- أزمة إسرائيل ونظام الحكم
- عناق الدببة والمجازر الإسرائيلية
- الضعف الإسرائيلي في الحلبة السياسية
- ليبرمان الدموي داعية الترانسفير
- أولمرت وليبرمان: حسابات الربح والخسارة
- حكومة أولمرت ليبرمان
- الحرب والأعياد كشفت الفجوات الاجتماعية في إسرائيل
- ليفني وبينيس وجهان جديدان في القيادة الإسرائيلية المقبلة
- فتح وحماس والشعب الضحية
- قراء في التقرير السنوي -لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي-
- إسرائيل غارقة في فساد السلطة
- سيناريوهات توسيع ائتلاف الحكومة الإسرائيلية
- -خطة التجميع- تنفذ ميدانيا
- ارحمونا من -عرب إسرائيل-
- ليست -الهزيمة الإسرائيلية- الأولى
- صراع البقاء لعمير بيرتس أم لحزب -العمل- برمّته؟
- إستطلاعات الرأي الإسرائيلية والواقع


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - خطاب أولمرت: التكتيك والاستراتيجية