أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )















المزيد.....

حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مرحلة صعود المد القومي العروبي الذي يدعو الى الوحدة العربية الفورية الاندماجية الشاملة كان هنالك تيار سياسي أخر موازي له يطرح افكار و خارطة طريق اكثر واقعية لتحقيق الوحدة العربية , اساس هذه الخارطة يتمحور حول تشكيل هيئات عربية تنمي المصالح و المنافع المشتركة بين الدول العربية , فقد اعتبر هذا التيار السياسي تشكيل هذه الهيئات العربية بداية صحيحة و ضرورية لطريق يؤدي الى تشكيل اتحاد عربي يقود تدريجيا الى تحقيق حلم الوحدة العربية .
في منتصف القرن الماضي كان الصراع الفكري في الساحة العربية يتركز حول الكيفية التي تتحقق من خلالها الوحدة العربية , في العموم , كان البعثيون و القوميون الناصريون يبحثون عن اقصر الطرق للوصول للوحدة العربية الشاملة حتى أنهم وصفوا الوحدة التي يسعون لتحقيقها ب " الوحدة الاندماجية " , أما في الجانب الأيديولوجي الأخر كان هنالك نهج مختلف تتبناه بعض الحركات السياسية في البلدان العربية و منها الحزب الشيوعي العراقي يعتمد على الاتحاد التدريجي المتين الذي لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال اتحاد طوعي اساسه المنافع الاقتصادية المشتركة بين دول عربية حرة لا يحكمها نظام مستبد , دول غير خاضعة للهيمنة الاستعمارية , و أن تكون قرارات مثل هذا الاتحاد بالأجماع و ليس بالأكثرية , اي ان يكون لكل دولة عربية عضوة فيه حق النقض الفيتو على كل قرارات الاتحاد .
بعد ثورة 14 تموز 1958 في العراق و بالضد من مشروع الوحدة العربية الاندماجية التي دعت اليها الحركات القومية و خصوصا الحركة الناصرية و حزب البعث العربي الاشتراكي طرح الحزب الشيوعي العراقي هدف أخر مختلف هو انشاء اتحاد فدرالي بين الدول العربية بدلا عن الوحدة العربية , كان هذا الهدف الذي طرحه الحزب الشيوعي العراقي غريبا و غير مفهوما من قبل غالبية العراقيين , فمفردة الفدرالية ليست عربية و لم تكن متداولة في تلك المرحلة و لم يكن يعرف محتواها حتى الذين خرجوا في تظاهرات في شوارع بعض المدن العراقي يهتفون و يطالبون بتحقيقها تحت الشعار الذي اطلقه الحزب الشيوعي العراقي في تلك الفترة " اتحاد فدرالي صداقة سوفيتية " , فكان رد فعل القوميين و البعثيين على هذا الشعار قاسيا إذ رفعوا شعارا مضادا و استفزازيا هو " امة عربية فلتسقط الشيوعية " .
بسبب النشاط الخاطئ لقيادات الحزب الشيوعي العراقي تحول المشروع القومي العربي نقيضا لنهج الشيوعين العراقيين .
استفادت دوائر المخابرات الغربية كثيرا من الصراع بين القوميين العرب و الشيوعيين , حيث عملت هذه الدوائر على تنمية هذا الصراع في العراق و في بلدان عربية أخرى , ثم زاد عدد المناوئين للحركات الشيوعية و التقدمية في البلدان العربية بتحرك المرجعيات الدينية الإسلامية الشيعية و السنية ضد هذه الحركات بإصدارهم فتوة " الشيوعية كفر و إلحاد " لأسقاط شعبية الشيوعيين و من يتحالف سياسيا معهم .
كان ممكن أن يكون نجاح المشروع القومي العربي أمرا ممكنا لو انه عمل على انشاء هيئات تهتم و تطور المصالح الاقتصادية المشتركة بين الدول العربية , إذ ممكن أن ينمو بشكل طبيعي و تدريجي التعاون الاقتصادي بين الدول العربية ليكون العمود الفقري لاتحاد عربي متين ضمن منظومة اقتصادية و سياسية تعتمد الواقعية و المنافع المشتركة , كان ممكن أن يكون مثل هذا الاتحاد اتحادا قويا تزداد قوته كلما كانت المصالح الاقتصادية المشتركة بين اعضائه أوسع و اكثر عدالة .
من المؤكد أن كل المقومات لنشوء تكامل اقتصادي يجمع الدول العربية متوفرة لكون شعوب هذه الدول لها امتداد حضاري و تاريخي و ثقافي و اجتماعي متقارب .
ليس صحيحا رسم خارطة طريق للوحدة العربية تبنى على اسس ايديولوجية , بل إن الطريق نحو الاتحاد المتين و الدائم تحدده المصالح و المنافع الاقتصادية المشتركة لدول هذا الاتحاد .
لقد انهارت الوحدة بين مصر و سوريا في ايلول 1961 أي بعد حوالي ثلاثة سنوات و بضعة اشهر من اعلانها , يعود فشل هذه الوحدة لأسباب داخلية و خارجية , في كل التكتلات هنالك عناصر تشدها للتماسك و عناصر أخرى تعمل على تفكيكها , إن الصراع بين عناصر تماسك التكتل و عناصر تفككه هو حقيقة موجودة على أرض الواقع لا يجوز اهمالها , في تجربة الوحدة بين مصر و سوريا كانت العوامل التي تفكك تلك الوحدة اقوى من عوامل تماسكها لذا انهارت هذه الوحدة .
في المرحلة الحالية هنالك تكتل اقتصادي و سياسي يجمع ستة دول عربية هو مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي يضم المملكة العربية السعودية و مملكة البحرين و دولة الكويت و الأمارات العربية المتحدة و سلطنة عمان و دولة قطر , الطريق الواقعي للوحدة العربية الشاملة ممكن أن يمر من خلال تشكيل عدة تكتلات اقتصادية عربية تتعاون فيما بينها , و مجلس التعاون لدول الخليج العربي هو احد هذه التكتلات و اهمها , إن نشوء تكتل اقتصادي و سياسي جديد قد يشمل العراق و سوريا و مصر و لبنان و الأردن سيكون خطوة صحيحة على طريق التكامل العربي , ممكن أن يضاف لهذين التكتلين تكتل ثالث يضم دول المغرب العربي , تعاون هذه التكتلات الاقتصادية و السياسية الفرعية ممكن ان يشكل اتحادا يتسع لجميع الدول العربية من خلال التكامل الاقتصادي و الشراكة العربية الشاملة .
بعد سقوط نظام البعث الصدامي في العراق و نظام البعث الأسدي في سوريا لم يعد هنالك حزب ذات وجود مهم في الدول العربية من يتحدث عن مشروع إنشاء الوحدة العربية على اسس ايديولوجية .
لقد اثبتت التجارب أن الأيديولوجية القومية تقود الى تشكيل انظمة استبدادية بحجة تحقيق حلم الوحدة , و إن هذه الأنظمة لن تعيش إلا من خلال تحويل حلم الوحدة العربية الى كابوس دموي .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 1 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 2 )
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 1 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 2 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )


المزيد.....




- بلو آيفي كارتر تتألق في جولة والدتها بيونسيه -Cowboy Carter- ...
- سوريا: ما حصيلة المواجهات في صحنايا والسويداء وما الاتفاق ال ...
- غارات إسرائيلية في اليمن بعد يوم من سقوط صاروخ باليستي على م ...
- إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها في غزة.. وعائلات الرهائن: يعرض ...
- مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز تدين الاعتداءات الإسرائيلية ...
- المبادرة المصرية تطالب نيابة أمن الدولة بإسقاط اتهامتها الجد ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا يحظى بترحيب دولي ويعد ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات تستهدف مناطق على الحدود السورية ا ...
- شولتس يوجه رسالته الأخيرة لزيلينسكي
- تسريبات عبرية عن اتفاق إسرائيلي مع حماس في الدقيقة الـ 90 بو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حلم الوحدة العربية ظل يراوح بعيدا عن الواقعية ( 2 )