أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لعيبي - هذيان المدينة المستلبة تراجيديا الإنسان في مرايا السقوط الجمعي قراءة تراجيدية - سوسيولوجية في قصيدة : ( هذيان ) الدكتور علي لعيبي الناقد الدكتور عبدالكريم الحلو















المزيد.....

هذيان المدينة المستلبة تراجيديا الإنسان في مرايا السقوط الجمعي قراءة تراجيدية - سوسيولوجية في قصيدة : ( هذيان ) الدكتور علي لعيبي الناقد الدكتور عبدالكريم الحلو


علي لعيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


هذيان المدينة المستلبة
تراجيديا الإنسان في مرايا السقوط الجمعي
قراءة تراجيدية - سوسيولوجية
في قصيدة : ( هذيان )
الدكتور علي لعيبي
الناقد الدكتور عبدالكريم الحلو
( ١ ) الدراسة النقدية التراجيدية
مَنْ يُشيّع الحلم ؟
رثاء المدن المفقودة :
--------------------
* تتناول النص من زاوية تراجيدية فلسفية، تتقاطع فيها مشاعر الانكسار، والموت الرمزي، والفقد، والاحتجاج الصامت.
مقدمة:
* في قصيدة “هذيان”، لا يدوّن الشاعر مشاهد من الماضي أو الحاضر فحسب،
* بل يُقيم مأتماً شفافاً لمدينة كانت، ولذاكرة جماعية انهارت تحت ركام الصمت والخداع والخذلان.
* فالنص يحمل ملامح التراجيديا الكبرى الحلم الموءود،
* البطل الغائب،
* الجماهير المغلوبة،
* والمجد الذي أُهين.
* إنها ملحمة حزينة تسير على جثة وطن فقد معناه.

أولاً:
الموت الرمزي وتشييع الحلم:
“الباخرةُ الحلمُ تلاشتْ منذُ سنين”
* منذ السطر الأول :
* ندخل عالمًا ميتًا؛ لا شيء يُنتظر، لا مجد يُستعاد، والباخرة التي كانت في اللاوعي الجمعي رمزًا للانطلاق والتحرر، أصبحت ماضياً مستهلكًا، تلاشى في خضم الريح والنسيان.
* هذا التلاشي ليس حدثًا فرديًا بل هو موت جماعي لحلم المدينة، ولصوت الجماعة.

ثانيًا:
الأبطال الغائبون
من الزعيم إلى المفكر (س):
“من هنا مرَّ آخرُ الزعماءِ
مازالَ صدى التصفيقِ
يغازلُ لافتاتِ الشْوارعِ المكتظةِ بالهتافاتِ”
* يتجلى هنا نمط التراجيديا الكلاسيكية: البطل الذي يُحتفى به وهميًا، والمسرح السياسي الذي يحتفل بانتصارات زائفة على مسرحٍ خاوٍ.
* صدى التصفيق ما زال حيًا، لكنه لا يخص زعيمًا حاضرًا، بل شبحًا مرّ من هنا ذات زمن.
* المفكر (س) شخصية تراجيدية أخرى، تنتمي إلى صراع النخبة مع القطيع، إلى وحدة الوعي داخل مجتمع يرفض أن يرى.

ثالثًا:
مفترق الطرق
عجز التمرد وهيبة الجبن:
“نقبلُ او لا نقتنعُ
بلا دم نرفضُ أو نحتجُ
هكذا أفضلُ”
* التراجيديا في أصفى حالاتها هي تلك التي يُدرك فيها الإنسان مصيره دون قدرة على تغييره.
* النص لا يعاني من الجهل، بل من فائض الوعي، ولهذا هو تراجيدي بامتياز. القارئ يقف أمام مفترق طرق كما في أعمال شكسبير، لكن بلا قرار ولا بطولة، لأن كل الخيارات مخنوقة، وكل البطولات مكسورة.

رابعًا: سقوط المدينة
الخراب المعمم:
“ضاعَ ما عمروه
هنا شاخَ ذلك الجدارُ
وهناك ماتَ أجملُ شارعٍ !"
* المدينة في القصيدة أشبه بمدينة طروادة بعد السقوط، أو أورشليم وهي تبكي على أطلالها.
* تراجيديا المكان لا تأتي من فعل عدو خارجي، بل من تهدم داخلي.
* الشاعر لا يبكي الماضي الجميل بل ينوح على الحاضر الذي لا يحمل أي ملامح للقيامة.

خامسًا:
تراجيديا القطيع وتكلّس النخبة:
“القطيعَ من منتفخي الذاتِ
يمسكون نجومَ السماءِ نهاراً”
* هنا، المفارقة التراجيدية تتجلى:
* من يملك الوهْم يرى النجوم في وضح النهار،
* بينما من يملك الرؤية الحقيقية يرى الظلمة الممتدة بلا نهاية.
* وهذا انقلاب صارخ في المعايير، يجعل من الشاعر شاهدًا معزولًا، غريبًا وسط مدينة فقدت ذاكرتها.

خاتمة تراجيدية :
حين تكتب المدينة نعيها
قراءة في موت الحلم الجمعي
“ما تزالُ الأزقةُ واقفةً
وواجهةَ الإعلاناتِ
تكتبُ النعي”
* القصيدة لا تنتهي بصرخة أو أمل، بل بإعلان وفاة مكتوم، يُكتب بدمٍ بارد على لوحات الدعاية.
* التراجيديا هنا مكتملة:
* لا بطل،
* لا خلاص،
* لا نهاية مفتوحة.
* النص يوثق سقوط الإنسان في مستنقع الزمن الرديء، مع إدراك عميق للخذلان، ووعيٍ بعبثية كل نشيدٍ يُرفع تحت قبة الزيف.
* “ هذيان” ليست مجرد قصيدة،
* بل مرثية لمدينة ماتت، ولحلم لم يُخلق، ولوعيٍ يُذبح كلّ يوم بصمت.
* إنها تراجيديا الحداثة المريضة، حيث البطل يموت قبل أن يُولد،
* والمستقبل يُدفن في سراديب الحاضر.
============================
( ٢ ) القراءة النقدية السوسيولوجية
هذيان في جنازة وطن
========================
" تفكك الوعي الجمعي وخراب الحلم "
مقدمة:
* في نصه “هذيان”، يقدّم الدكتور علي لعيبي قصيدةً تتداخل فيها الأزمنة وتتماهى فيها العوالم الواقعية والرمزية،
* لتشكّل ما يشبه المرآة المهشّمة التي تعكس :
* بقايا حضارة منطفئة،
* وزمنٍ سياسيٍّ مأزوم.
* قصيدة تشبه النعي،
* نعيًا للأمكنة، والأحلام، والرموز،
* وحتى المجد الذي بداخله فراغ.

أولاً:
سوسيولوجيا الخراب
المدينة بوصفها كائناً منهكاً:
* يبدأ النص بسرد انسيابي كأنّه من يوميات مُقيمٍ في ذاكرة متآكلة:
“العهودُ المتراكمةُ
تنحسرُ بحلولِ المساءِ
والباخرةُ الحلمُ
تلاشتْ منذُ سنين”
* المكان هنا هو زمن منقضٍ لا يتجدد، مدينة تحولت إلى “ساحاتٍ” و”أعمدة” هي شواهد على زعماء عبروا بلا أثر.
* وقد اختار الشاعر البنية التراكمية في الجمل، لا سيما عبر أدوات مثل “مازال”، و”من هنا”، و”هناك”، لإنتاج سرد متدرج للخيبة المجتمعية والانكسار الجمعي.

ثانيًا:
البنية السياسية للنص
من الزعيم إلى الشغيلة:
تكشف القصيدة ثنائية “
الزعيم – الشغيلة”، بوصفها صورة فاقعة لاحتكار السلطة وبؤس القاعدة الشعبية:
“وعلى الشّغيلةِ الرثةِ الإيماءَ:
نعم
لابأسَ استمروا بالنشيدِ
إرضاءً للزعيمِ”
* هنا يظهر الجبن كقيمة مرذولة، لكنه منتشر بقوة، بل يُساق المجتمع للتصفيق، لا للثورة.
* وفي هذا التوصيف تُستدعى عوالم أدونيس، وأحمد برقاوي، في تشريحهما لأنظمة الطغيان ، حيث تُستثمر الرموز القديمة، لكن لتخدير الجماهير.

ثالثًا:
الفلسفة الساخرة
عبثية النجاة وأسطرة الوهم:
“القطيعَ من منتفخي الذاتِ
يمسكون نجومَ السماءِ نهاراً
على فرضيةِ أوهامٍ كبيرةٍ”
* الأسلوب الساخر هنا يحمل نبرة “كافكاوية”، إذ يُحوّل الأمل إلى وهم. النجوم التي يُفترض أنها تُرى ليلاً، يمسكها القطيع نهارًا، في مفارقة زمنية تشي بانقلاب الموازين.
* إنها استعارة عن “النهار الزائف”، والنهضة الكاذبة.

رابعًا:
التفكك الرمزي والوظيفة الشعرية:
* تتحول العناصر إلى رموز مشوّهة:
* “ جدار شاخ”،
* “ شارع مات”،
* “ أزقة تكتب الذل”،
* مما يمنح النص قوة تصويرية لا ترتكز على بلاغة اللغة بل على بلاغة الانهيار.
* الشاعر هنا لا يُجري مقارنة بين ماضٍ مزدهر وحاضر هزيل، بل يعلن “موت الحلم” بمصطلحات حداثية.

خامسًا:
خاتمة انطباعية
الشعر بوصفه نعيًا للأمل:
“ما تزالُ الأزقةُ واقفةً
وواجهةَ الإعلاناتِ
تكتبُ النعي”
* الختام يربك القارئ؛ هل ما تزال الأزقة واقفة؟
* أم أنّ وقوفها هو تعبير عن العجز؟
* هذا الحضور السلبي يعيدنا إلى ثنائية “الوجود – الغياب”،
* حيث لا موت فعلي،
* ولكن لا حياة أيضاً،
* كما في المقطع الأخير من “الأرض الخراب” لت. س. إليوت.

خاتمة:
* نص “هذيان” هو أكثر من قصيدة؛ إنه وثيقة شعورية عن خيبة المدن، وانكسار البدايات، واختطاف المجد من أصحابه.
* نص كتبه شاعرٌ يمشي بين الأطلال،
* لا ليبكيها، بل ليصرخ في وجه من شوّهوا زمن الحلم، ورفعوا قبعة واحدة ليرتقوا بها هرم الانتهازية.
* قصيدتك “هذيان” ليست مجرد انفعالات شعرية، بل مرآة عميقة تفضح الانكسارات الجمعية، وتُعرّي الزيف المتواطئ،
وتُنطق الصمت الطويل الذي سكن أرواح الناس والطرقات.
فشكراً لك لأنك لم تكتب بالحبر،
بل بوجع شاعرٍ ومثقفٍ يرى بعين الناقد
ويبوح بلغة الحالم.
دمتَ صوتاً مضيئاً وسط هذا العتم،
ودام حبرك نبيلاً وضرورياً في زمن يزداد فيه الصمت كثافةً،
وتزداد الحاجة إلى شعر يوقظ وعي المدينة النائمة على كتف الخديعة.
مع فائق التقدير
الدكتور عبدالكريم الحلو



#علي_لعيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتن حمودي : -طائر في الجهة الأخرى- نص مفتوح على الحب و الحر ...
- مسرحية ( الشرق المسمى خطأ) خطوة في الاتجاه الصحيح
- الرومانسية المتجددة..في ديوان شفاة البحر
- الحلمُ شرقاً.. رؤى وانطباعات
- لا أدري ..أيّ السّحب ماطرة. .
- كل ليلة
- أُُمِّي
- من يدري .
- الاثمارالطرية تتساقط كالمطر


المزيد.....




- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض
- باللغة السواحيلية.. صدور قصص عن الحرب الوطنية العظمى للكتّاب ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 100? على الأفلام الأجنبية. ...
- ثقافات روسيا القومية
- محاكمة مغني الراب الأمريكي شون -ديدي- كومز بتهمة الاتجار بال ...
- ترامب يعد بحماية صناعة السينما الأميركية برسوم جمركية 100%
- -ألدان- يكتسح شباك التذاكر في روسيا


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لعيبي - هذيان المدينة المستلبة تراجيديا الإنسان في مرايا السقوط الجمعي قراءة تراجيدية - سوسيولوجية في قصيدة : ( هذيان ) الدكتور علي لعيبي الناقد الدكتور عبدالكريم الحلو