أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - علاء الدين حميدي - القضية الفلسطينية في تونس: تاريخ طويل من الدعم والتضامن















المزيد.....

القضية الفلسطينية في تونس: تاريخ طويل من الدعم والتضامن


علاء الدين حميدي
كاتب .

(Hmidi Alaeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 08:14
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    





تعد القضية الفلسطينية أحد أبرز القضايا التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ تونس السياسي والاجتماعي، إذ تعتبر تونس من أوائل الدول العربية التي تبنت القضية الفلسطينية في محافلها الدولية وأظهرت دعماً سياسياً وإنسانياً للفلسطينيين. من خلال متابعة تطور موقف تونس على مدار العقود الماضية، يتبين أن هناك تحولاً مستمراً في الأبعاد السياسية والشعبية، بل وفي النضال الفلسطيني نفسه. هذا المقال يستعرض تاريخ القضية الفلسطينية في تونس منذ الاستقلال حتى الحاضر، مع التركيز على دور تونس في دعم الشعب الفلسطيني.

تاريخ الدعم التونسي للقضية الفلسطينية

البداية مع الاستقلال: بداية التزام رسمي

في عام 1956، حصلت تونس على استقلالها بقيادة الحبيب بورقيبة، الذي أرسى أسس السياسة الخارجية لتونس الجديدة. منذ ذلك الحين، كانت القضية الفلسطينية في صميم السياسة التونسية. فبورقيبة، الذي كان يُعتبر زعيماً مهتماً بالقضايا العربية، تميز بدعمه للفلسطينيين، رغم محاولاته لتحقيق حلول تفاوضية مع إسرائيل، وهو ما أثار بعض الانتقادات من بعض الأطراف العربية. بورقيبة كان يعتقد أن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وهذا ما دفعه للبحث عن حلول عملية قائمة على التفاوض.

السبعينات والثمانينات: ازدهار التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية

في السبعينات، استضافت تونس المقرّ الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن اضطر الفلسطينيون لمغادرة لبنان بسبب الغزو الإسرائيلي. وكانت تونس بذلك تعتبر من أولى الدول التي تستضيف مكتب المنظمة، مما عزز دورها كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية في العالم العربي. هذا التعاون السياسي والإنساني بين تونس والفلسطينيين استمر لسنوات عدة، وفي أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، أصبح الفلسطينيون في تونس جزءاً من نضال مستمر في الميدان العربي والدولي.

التسعينات: مرحلة جديدة من التحديات

عقب اتفاقات أوسلو 1993، التي فتحت أبواب السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كانت تونس في قلب الجدل حول هذه الاتفاقات. تونس استمرت في دعمها لفلسطين، لكنها كانت حريصة على أن تظل دعماً للحقوق الفلسطينية، مع إيمانها بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين.

الحاضر: موقف ثابت ومتجدد

السياسة الخارجية التونسية: دعم متواصل

في العصر الحديث، وخاصة بعد الثورة التونسية في 2011، حافظت تونس على موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. مع التغيرات السياسية التي طرأت على تونس بعد الثورة، تم تأكيد الموقف التونسي من خلال دعم المقاومة الفلسطينية في محافل دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

الرئيس التونسي الأسبق، الباجي قائد السبسي، ورغم سياساته المعتدلة في بعض القضايا، أكد مراراً وتكراراً التزام تونس بالقضية الفلسطينية، واعتبرها أولوية في سياستها الخارجية. كما أن الحكومة التونسية الحالية تؤكد على موقفها الثابت بشأن قضية فلسطين، داعية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتحقيق السلام العادل.

الدور الشعبي: دعم قوي ومؤثر

لا تقتصر قضية فلسطين في تونس على السياسة الرسمية فقط، بل تشمل أيضاً الوعي الشعبي والتضامن الكبير من قبل المواطنين التونسيين. ورغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي قد تواجهها تونس في ظل الأزمات المحلية، فإن الدعم للقضية الفلسطينية لا يزال حياً في نفوس التونسيين. تظهر هذه المواقف بشكل جلي من خلال الاحتجاجات الشعبية، التي تعبر عن رفض الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على الفلسطينيين في القدس وغزة. فضلاً عن ذلك، تبرز في الإعلام التونسي تغطية واسعة للأحداث الفلسطينية، ما يعكس التزام الشعب التونسي بالقضية الفلسطينية.

الجامعات والمدارس في تونس كذلك تلعب دوراً في نقل القضية الفلسطينية للأجيال الجديدة، حيث تُنظم فعاليات ومؤتمرات حول فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، يشارك الشعب التونسي بفعالية في حملات دعم الشعب الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشهد هذه الحملات انتشاراً واسعاً في ظل تقنيات الاتصال الحديثة.

الوجود الفلسطيني في تونس

يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في تونس بحوالي 10,000 شخص، ويعيش أغلبهم في العاصمة تونس. هؤلاء الفلسطينيون يعيشون في تناغم مع المجتمع التونسي، ويشاركون في الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد. على الرغم من الوضع السياسي غير المستقر في بعض المناطق العربية، تمكن الفلسطينيون في تونس من بناء حياة مستقرة ومزدهرة في الغالب. وتحظى فلسطين، لدى الفلسطينيين في تونس، بمكانة كبيرة في القلوب، حيث يرونها أرض الأمل والكرامة.

التحديات والمستقبل

على الرغم من المواقف الثابتة والجهود المستمرة، تواجه تونس بعض التحديات في دعم القضية الفلسطينية، أبرزها تعقيد الوضع العربي والعالمي في الساحة الدولية. التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، والانقسامات بين الفصائل الفلسطينية، وكذلك الضغوط الدولية من بعض القوى الكبرى، كلها عوامل تجعل الوضع الفلسطيني معقداً في إطار السياسة الدولية.

ومع ذلك، تبقى تونس ملتزمة تماماً بالقضية الفلسطينية، ويعكس ذلك تاريخها الطويل من التضامن الشعبي والسياسي. إذا استمر المجتمع الدولي في تجاهل الحقوق الفلسطينية، فسيظل الموقف التونسي ثابتاً في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال.


لقد كانت القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ تونس، وما تزال حية في الذاكرة الوطنية للشعب التونسي. من الاستقلال وحتى اليوم، لم تتخلى تونس عن دعم الحقوق الفلسطينية، وظلت تدافع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية. وتعد تونس مثالاً حيّاً على كيفية أن تكون القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل قضية إنسانية تمس الضمير العربي والدولي.

بينما يواصل الفلسطينيون نضالهم من أجل الاستقلال والكرامة، تظل تونس مستعدة للوقوف معهم في كل مرحلة من مراحل النضال، وتؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي وكل إنسان يطمح إلى السلام والعدالة



#علاء_الدين_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Alaeddine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس تُحاكم الثورة.. من حلم الديمقراطية إلى كوابيس التآمر.
- الذكاء الاصطناعي: الثورة القادمة في عالم التكنولوجيا
- تأثير الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري والأمني: بين التحدي ...
- فرضت نفسها رغم المرض و الإعاقة .. قصة نجاح كفيفة تونسية.
- التدريس في معاهد المكفوفين.. تجربة جديدة
- قراءة في توظيف التكنولوجيا الإدارية والتعليمية بالمدارس والم ...
- قراءة في توظيف التكنولوجيا الإدارية والتعليمية بالمدارس والم ...
- ماذا بعد قرار البنك المركزي التونسي الرفع في نسبة الفائدة ال ...
- توريث النجاح بتونس
- الاِصلاح التربوي في تونس .. من مهب ورشات الأحزاب
- خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي ال ...
- أيام الجامعة .. ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها.
- بين فشل الادارة التربوية و أزمة البيداغوجيا، المنظومة التربو ...
- البحث عن الحقيقة .. بين المصادر الشفوية و المكتوبة !..
- في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التون ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا.
- الذكري 170 لإلغاء العبودية في تونس.
- إشكالية التزكيات المزورة في ظل ثغرات القانون الانتخابي.
- تسقط المناسبتية وتحيا المرأة أبديا.
- البحث العلمي في تونس بين الواقع و المنشود ( الجزء الأول )


المزيد.....




- عشق الطفولة متلخص في قناة واحدة .. تثبيت سريع لـ تردد قناة M ...
- توقف عنها.. 6 عادات شائعة تسبب ضعف المناعة
- -ربما حقق الحوثيون قفزة تكنولوجية هائلة-.. جنرال أمريكي يعلق ...
- من طعامك.. إزاى تحمي بشرتك من أضرار أشعة الشمس
- القرح الفموية المستمرة قد تُنذر بسرطان الفم
- دراسة تكشف: كيف يزدهر الشخص حتى عندما لا يكون في أسعد حالاته ...
- دراسة: الزبادى على الإفطار يقلل خطر مرض السكر ويمنع امتصاص ا ...
- مايكروسوفت تعلن نهاية Skype!
- هتاف سجلته الأرض.. أجهزة الزلازل ترصد فرحة ليفربول بالدوري ف ...
- الهند توقف تدفق المياه على نهر تشيناب وباكستان تتوعد


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - علاء الدين حميدي - القضية الفلسطينية في تونس: تاريخ طويل من الدعم والتضامن