أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء الدين حميدي - في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التونسيون علي ثورتهم من آمال؟ ومن تري يكون ذاك المنقذ من الظلام؟














المزيد.....

في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التونسيون علي ثورتهم من آمال؟ ومن تري يكون ذاك المنقذ من الظلام؟


علاء الدين حميدي
كاتب صحفي.

(Hmidi Alaeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 22:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


احدي عشر سنة انقضت منذ أن أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجا علي وضعه المعيشي ولا تزال أهداف الثورة التونسية تراوح مكانها. وقف البعض باكيا على أطلالها واتخذها البعض الأخر سبيلا الي كرسي الحكم. قيل عنها في أيام ذكراها مجرد انتفاضة عابرة ذهبت أهدافها أدراج الرياح وعبثت بها الطغمة الفاسدة. وقيل عنها في أوج مسارها وأولي أيامها أيقونة للربيع العربي، سميّت بثورة الياسمين وثورة الكرامة والحرية، كتب عنها العرب والعجم وامتدت لها أعناق وأعين الكثير من المشرق الي المغرب ومن المحيط الي الخليج مهللة لها وجاعلين منها مضرب الأمثال. اِمتدحها الشعراء وعن مختلف محطّاتها نُسجت الروايات ولها غنّي كبار فنّاني البلد. اختلف في تعريفها ساسة البلد ثورة ام مسار ثوري فكانت الإجابة: مسار ثوري قد يطول أمده كما كان الحال مع الثورة الفرنسية وقد تحمل في طيّاتها انتكاسات وأزمات. تساءل الناس شيبا وشبّانا عن سرها فقيل مباركة لا شرقية ولا غربية تمتدُ جذورها الي تراكمات سنين فأضاءت بنيرانها العالم العربي دون أن تحرق مكتسباته.
جاءت بمسار ديمقراطي عايشه شبابها ونسائها فسجلت في صفحات تاريخ البلاد أولي انتخابات ديموقراطية كانت في الثالث والعشرين من أكتوبر لسنة 2011، وبتاريخ ذلك اليوم كتب للبلاد وصول حزبا كان بالأمس القريب معارضا لسدّة الحكم فغدا ماسكا لزمام أمورها. عرفت بعدها البلاد تقلبات وسنوات عجاف من الحكم لم تعصف بمسارها أو تجهضه بل كانت وقودا لمزيد تزكية الايمان بها فكتب لها أن تزهر من جديد في سنتي 2014 و2019 فجددت مؤسساتها الرئاسية والتشريعية وأفرزت الي العالم سنة 2014 مشهدا ديمقراطيا راوح بين الفخر والاعتزاز لحظة تسلم الرئيس الوافد آن ذاك الباجي قايد السبسي رحمه الله مقاليد الحكم من الرئيس المغادر المنصف المرزوقي.
حملت هذه الاستحقاقات الانتخابية التي عاشتها البلاد في طيّاتها عديد المعاني والعبر فأفرزت في كل مرّة نتائجا جانبت استطلاعات الرأي والتوقعات ولعل انخفاض شعبية الأحزاب الحاكمة أو المعارضة ووصول رجل القانون قيس سعيد المستقل عن الأحزاب بات يعكس نفورا وتوجسا من الأحزاب والحياة السياسية عامة في البلاد. وقبل الاستحقاق الرئاسي كانت المناظرات بين المترشحين لرئاسة البلاد التونسية فشدّت زهاء ربع سكان البلاد وان شكلت حدثا هاما باعتبارها تحدث للمرّة الأولي في البلاد فعلّق عليه التونسيون الكثير من الأمال تبديدا للحيّرة في الاختيار وتفضيل بعض المرشحين عن بعضهم البعض فكانت باهتة جامدة خاوية من روح المحاورة والمحاججة وان تضمنت بدل السؤال الواحد تخمة من الأسئلة بعضها لا صلة له بالرئاسة ومهامها فبدت أشبه ما يكون باختبار انتداب للحصول على عمل وكانت النتيجة جوفاء خالية من تحقيق الفائدة والاستفادة. وعلى الرغم من كل هذه الهنّات والعيوب تبقى هذه التجربة فتية وبداية لأحد مظاهر الديمقراطية الشكلية في بلد تعاقبت عليه أنظمة الحكم الشمولي الاستبدادي القهري القمعي المرتكز على إذلال الرعية واستعبادها.
كانت يومها بمثابة الحلم فصارت حقيقة قبل قرابة العشر سنوات وغدت مرآة لحضارة الشعب وثقافة شبابه الذي هدم صروح الطغاة بعزم ورسم طريق النجاة. في وحل خراب حكم بن علي وقف شبابها وقفة عزّ ونادي بالحرية والكرامة فكان لهم ما أرادوا، رفعوا شعار " خبز وماء أمّا بن علي فلا" فكان لهم ذلك أيضا. سنوات من الحكم العجاف غلب عليها التدهور الاقتصادي والصراع السياسي سواء كان ذلك في ظل حكم الرؤساء السابقين الذي لم يكن بالأفضل ممن خلفه. فترة من التعثر والأزمات، انعدمت فيها الاصلاحات وتهرأت كل القطاعات، استشري فيها الفقر وعمّ الغبن كل البلاد وطفت فيها على السطح أغرب السياسات. مرحلة هامة من تاريخ البلاد لم تكن بالمثالية لدي جلّ التونسيون بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم فأكل اليأس روح شبابها المتحدي الثائر واستوت أمامه الأضداد في ظل تفشي البطالة وانعدام الأفق فألقي البعض بنفسه في قوارب الموت حالما ببلاد الغرب متناسيا الذّل بحثا عن مقابلٌ قليل يسُدُ به رمقه، نجا من نجا وغرق من غرق في بحر المتوسط. وارتحل البعض الأخر الي منفاه في الجبال مدونا نفسه في الحياة مجاهدا فعزف ألحان رشاشاته في أجساد أبناء المؤسسة العسكرية التونسية ليخدش كرامتها دون النيّل منها فمزّق الرصاص جسده أو لعله يُمضي ما تبقي من حياته في سجون سكنها المعارضون من قبله.
وتلك الايام نداولها بين الناس، رحل العرّيض والجبالي ومن ورائهم الصيد وجاء الشاهد معلنا حربا على الفساد غير أنه على ما يبدوا لم يكن سوي شاهدا على مزيد تفقير الشعب واستفحال الفساد الذي ساد أكثر في البلاد. جِيْءَ بالجملي فرجَع سريعا من البرلمان يجرُّ أذيال الخيبة ورائه اذ لم يكتب له دخول قصر الحكومة من بعد اسقاط حكومته وعدم منحها الثقة. جاء سعيد بالفخفاخ و استبدله بالمشيشي قبل اعلان الانقلاب ومع ذلك ظلّت البلاد ثابتة لا تهزها الأمواج والرياح
فهل تتحقق يوما ما علّقه التونسيون علي ثورتهم من آمالـ؟ ومن تري يكون ذاك المنقذ من الظلام؟



#علاء_الدين_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Alaeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا.
- الذكري 170 لإلغاء العبودية في تونس.
- إشكالية التزكيات المزورة في ظل ثغرات القانون الانتخابي.
- تسقط المناسبتية وتحيا المرأة أبديا.
- البحث العلمي في تونس بين الواقع و المنشود ( الجزء الأول )
- كانت يومها المرّة الأولي.
- ثماني و ستون سنة علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ،مالذي تغ ...
- الكيان الصهيوني ، اعتداءات متكررة علي السيادة الوطنية التونس ...
- الذكري 170 لالغاء العبودية في تونس .
- الفكر الاصلاحي في تونس ..هل من سبيل لاحيائه ؟
- هل هناك تعارض بين متطلبات حماية الأمن الوطني للبلاد ضد الإره ...
- الارهاب يعزف ألحان رشاشاته في تونس _هل هو كتاب فتح عليها ؟ أ ...
- المناضل الثائر ارنستو تشى جيفارا....كيف كان سبتصرف مع ( أدعي ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا ( الجزء الاول)


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علاء الدين حميدي - في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التونسيون علي ثورتهم من آمال؟ ومن تري يكون ذاك المنقذ من الظلام؟