|
التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم (2)
محمد بركات
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 18:48
المحور:
الادب والفن
88 ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)) [البقرة : 88] القلوب الغلف المحجوبة عن الله ، والحقيقة أن الإنسان منذ ينفخ فيه الروح يغلف قلبه ، إذ يكون الروح من وراء الغلاف ، ولهذا قال عليهالسلام : (إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه البصر من خلقه). 92 ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (92)) [البقرة : 92] دعا موسى عليهالسلام إلى ديانة التوحيد ، والموسوية تكشف حقيقة الفعل وتجعله لله ، لكن بني إسرائيل حرفوا التوحيد إلى عبادة العجل الذي هو عبادة الأنا أو الفكر ... أي ردوا الفعل الإلهي الظاهر بالهيكل العبدي إلى العبد نفسه. 93 ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)) [البقرة : 93] عودة إلى الطور الذي هو جبل الفكر ، وإعادة هذه العارية إلى الله لكن الذي حدث هو أن المعار تمسك بعاريته ، وأبى ردها إلى المعير. 94 ، 96 ـ (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96)) [البقرة : 94 ، 96] تمني الموت هو الحد الفاصل بين المؤمن والمنافق والمشرك والملحد ، لأنه سبحانه عرف المؤمن الحق بأنه الذي شرى نفسه ، وأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ، فإن تمسك الإنسان بنفسه خاف الموت الذي هو قبض النفس ، وهذا ما فعله بنو إسرائيل الذين تمسكوا بالعارية فخافوا فراقها ، لأن النفس الجزئية ذات التعلق بالبدن لا تستغني عن هذا البدن ، لأنه آلتها ومطيتها ، وعلى هذا فالنظر إلى جهة العيان يعود النفس التعلق بالعالم المحسوس وطلب زينة الحياة الدنيا وزخرفها ، ويقذف الرعب في النفس من الموت الذي هو مفارقة العالم المحسوس. 97 ـ (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)) [البقرة : 97] التصديق بجبريل تصديق بآيات الله سبحانه ، وجبريل الحد الفاصل بين عالمي الملك والملكوت ، فهو يغرف من هذا ويفرغ في ذاك ، ولهذا كان جبريل المعلم الأول الذي استودعه الحق علومه ، ونزول جبريل تجلي اسمه العليم ، فمن هذه الصفة تميز الإنسان بالعلم وتعلم ما لم يكن يعلم. 110 ـ (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)) [البقرة : 110] إقامة الصلاة دعوة إلى الصلة بالله ، أي بالصوت الباطن المقابل للوسوسة ، فكل صلاة لا تؤدي إلى استماع صوت الهدى باطلة ، وكل استماع لهذا الصوت صلاة ، فالله سبحانه لا حاجة له في ركوع أو سجود ، وإنما الغاية أن يفيء العبد إلى ربه ويعلم أين هو. 111 ، 113 ـ (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (111) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)) [البقرة : 111 ، 113] الحديث عن الحقيقة الإلهية التي هي من حيث العيان وجه الله الظاهر ، ومن حيث الخفاء هي وجهه الباطن ، ومشكلة التعصب محاولة جر الرداء الإلهي إلى جهة دون أخرى ، وهذا مستحيل لأن الحقيقة الإلهية جامعة مانعة فلا يمكن حصرها ، ومهمة الإنسان كشف هذا الوجه وصولا إلى كعبة الأنوار الكائنة في الصدر. من هنا نفهم عالمية الإسلام وكونه دينا لا ينحصر في طقوس وعبادات فقط ، بل له جوهر هو الجامع. 115 ـ (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (115)) [البقرة : 115] المشرق الروح والنور الباطن ، والمغرب المادة والنور الظاهر ، والوجه الإلهي حاو لكليهما ، حاشاه سبحانه أن يخرج عليه شيء ، أو أن يقوم وجوده بسواه. 118 ، 119 ـ (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (119)) [البقرة : 118 ، 119] تكليم الله أمر خفي ، ولهذا قال سبحانه في موضع آخر : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ) [الشورى : 51] ، فالتكليم جائز إذا أريد به دوام الصلة بين الخالق والمخلوق ، أما المطالبة بالتكلم جهارا ، أو من جهة معينة ، فهذا يدخل في الوثنية وعبادة الأصنام. 125 ـ (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)) [البقرة : 125] البيت إشارة إلى القلب بعد تطهره من الاثنينية ، أي من القرين الذي يشاطر الإنسان مسكنه والمثابة بمثابة إيواء طالبي الحقيقة ، ولهذا كان الحج بمثابة ولادة جديدة للإنسان قال صلىاللهعليه وآله وسلم : (من حج فلم يفسق ، ولم يرفث ، رجع كيوم ولدته أمه). واتخاذ مقام إبراهيم مصلى الوصول إلى عين الجمع التي ينفجر ماؤها في القلب فيتوحد التضاد ، وهذا ما عبرت عنه الآية بأن مقام إبراهيم هو مصلى ، والعهد الذي أعطي لإبراهيم وإسماعيل هو حدوث الأمن الذي يحصله القلب بعد فراغه من هم التضاد ، فإبراهيم هنا مقام الروح الهادي ، وإسماعيل مقام القلب المهدي ، فهذا منور بذاك ، ولهذا كانت صلة الروح بالقلب مثل صلة الوالد بولده في الولادة والتنشئة والرعاية ، وتطهير البيت طهارة القلب الواصل ، وعبر عن هذا بالركوع والسجود ، وهما الخضوع لله تعالى قبلة المصلي الحقيقية. 126 ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)) [البقرة : 126] البلد الآمن والرزق انفتاح طاقة الروح في القلب ، وبدء عملية التعليم الإلهي اللدني ، فمن آمن بهذا الضرب من التعليم فاز ، ومن كفر ، أي ظل الحجاب مضروبا بينه وبين الروح ، فهو يتمتع قليلا في البداية ، وذلك في بحثه عن الحقيقة وركوب طريقها عن طريق الحس والعيان ، ثم يصير إلى عذاب النار ، والنار الحجاب الحقيقي. 137 ـ (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)) [البقرة : 137] الشقاق الخلاف ، فترى كل فريق من أصحاب الديانات بما لديهم فرحين ، يكذبون أو يشاقون أتباع الديانات الأخرى ، والنتيجة تعصب وتفرقة وشنآن كم سفك من دماء ، حاشاه سبحانه أن يكون له دين إلا المحبة والسّلام. 139 ـ (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)) [البقرة : 139] الإخلاص تطهير القلب من السوى والأغيار ، فعدم رؤية مالك النواصي ، أو حقيقة فعله فيها وبها ، مدعاة لعدم الإخلاص والتوجه إلى السوى ، وهذا في حق الله شرك يجعل له شريكا في ملكه. 154 ـ (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)) [البقرة : 154] المعنى يشمل الموت والحياة والشهادة والشهداء ، والأمر يختلف بين العلم والجهل ، فمن مات جاهلا مات كما عاش ، ومن لم يعرف الله في الدنيا لا يعرفه في الآخرة ، ونضيف بل من لم يره في الدنيا ظاهرا لن يراه في الآخرة ، والإصابة أن ميت الدنيا ميت الآخرة ، أما الشهداء فلقد بذلوا أرواحهم فداء الحق فاشترى الحق أرواحهم ، وثمن الشراء المشاهدة ، فالشهادة المشاهدة ، وفي هذا عود إلى الجهل والعلم ، فعند قبض الروح الجزئية في استشهادها يتم اللقاء بين الذات الكلية والذات الجزئية ، فينتفي موت الذات الجزئية ، وتصبح حية بالذات الكلية وهذه الحياة خالدة لأن الذات الكلية خالدة. 155 ، 157 ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156)) [البقرة : 155 ، 157] كل بلاء إلهي غايته خرق الحجاب الكائن بين الإنسان والله ، فظاهر الأمر بلاء ، أو شر ، وباطنه رحمة. 158 ، 160 ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (158) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)) [البقرة : 158 ، 160] الصفا من صفاء القلب ، وهو غسله من أدرانه ، وبعد الصفا المروة وهي من الري من العلم الإلهي. 161 ، 162 ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)) [البقرة : 161 ، 162] الكفر الحجاب ، وكفر ستر ، ومن عاش كافرا مات كافرا ، فكفره ذاته عقاب له ، واللعنة مصدرها القلب المحجوب ، إذ في الحجاب القسوة وانحجاب النور عن إنارة هذا الهيكل ، وكل هيكل من غير إشراق نور العرفان فيه غار ليس فيه إلا الظلمات. 164 ـ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)) [البقرة : 164] في الآية إشارات فالسماء الروح ، والأرض المادة ، والليل الدخول في العالم المادي ، والنهار إشراق شمس الروح ، والفلك البدن بآلاته وقواه ، والماء السماوي العلوم الغيبية التي أنزلت على القلب ، فيحيي الله به أرض البدن ، والدواب المنبثة رمز الخواطر التي تعمر القلب ، والرياح رياح الألطاف الإلهية ، والسحاب البشائر الواردات التي تبشر بهطول مطر العلم ... وذلك كله آيات لا يعقلها إلا العاقلون ، الذين كشف عنهم الغطاء ، فصار عقلهم لبابا رشادا أضاء الطريق إلى الله. 165 ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (165)) [البقرة : 165] الأنداد الصفات التي هي في الأصل صفات إلهية ، والصفة مظهر الاسم الإلهي ، والتعلق بالأنداد إسناد الصفات إلى غير الخالق المصور البديع ، وربطت الآية بين حب الأنداد والعذاب ، فالأمر داخل في باب الحجاب المسدل بين الحق والخلق ، وأصل الحجاب الإلهي أيضا يخفي وراءه حقيقة كون الحق هو القوى ، وأنه هو صاحب الصفات. 171 ـ (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)) [البقرة : 171] عدم عقل الأمر يجعل الإنسان بهيمة ، يؤمن بما لا يعلم ... إذ في رد عالم الظواهر إلى الحسيات والأسباب وحدها معناه كون الإنسان أصم أبكم أعمى. 172 ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)) [البقرة : 172] الطيبات الصفات التي صبت في أوعية المظاهر ، والأكل منها ضروري لاستخراج اللباب ، حتى إذا تم التعلم وجب الشكر لله صاحب العالمين ، الصفات والمظاهر.
#محمد_بركات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم (1)
-
المختار من كتاب (علم الأديان) للدكتور خزعل الماجدي (5)
-
المختار من كتاب (علم الأديان) للسيد خزعل الماجدي (4)
-
المختار من كتاب (علم الأديان) للسيد خزعل الماجدي (3)
-
المختار من كتاب (علم الأديان) للسيد خزعل الماجدي (2)
-
المختار من كتاب (علم الأديان) للسيد خزعل الماجدي (1)
-
المختار من كتاب (القصص القرآني ومتوازياته التوراتية) للسيد ف
...
-
المختار من كتاب (القصص القرآني ومتوازياته التوراتية) للسيد ف
...
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (6)
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (5)
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (4)
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (3)
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (2)
-
المختار من كتاب (مغامرة العقل الأولى) للسيد فراس السواح (1)
-
محادثات مع الله - الجزء الثالث (52) نيل دونالد والش
-
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها (5)
-
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها (4)
-
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها (3)
-
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها (2)
-
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها (1)
المزيد.....
-
بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة
...
-
العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد
...
-
الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر
...
-
فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
-
بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول
...
-
“استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم
...
-
“صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية
...
-
إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف
...
-
بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025
...
-
البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح
...
المزيد.....
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|