|
إخفاق المقاومة المسلحة يوجب الشروع حالا بتحريك المقاومة الشعبية
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 14:02
المحور:
القضية الفلسطينية
إ طرح الرئيس محمود عباس المهمات الوطنية للمرحلة، وفي ذات الوقت أقدم على تفويت فرصة الإنجاز، إذ تعمد الهجوم على فصائل وطنية بديلا للتجميع والتألف، وهو يدرك أن "الانقسام الداخلي يضعف الموقف الفلسطيني". المح الرئيس عباس الى تحريك المقاومة الشعبية في عبارة عابرة ندر ان التفت أحد اليها . وتردد من قبل على لسانه خيار المقاومة الشعبية دون ان يجد مجالا للتجسد واقعا فلسطينيا ، للأسف الشديد. مع ازمة المقاومة المسلحة تلح الضرورة تنشيط المقاومة الشعبية، خاصة والمهمة الرئيسة في الوقت الراهن بث روح التحدي لضغوط الفاشيين الصهاينة، وتحفيز شجاعة المقاومة للتهجير الجماعي. المقاومة الشعبية ، بشهادة ألدّ أعدائها ، تجسدها الانتفاضة 1987، قدرها ناحوم أدموني، رئيس مخابرات الموساد حينذاك، ونقل عنه المؤرخ رشيد الخالدي، " سببت الانتفاضة لنا ضررا سياسيا أكثر بكثير وأذت سمعتنا أكثر بكثير من كل ما نجحت منظمة التحرير الفلسطينية في عمله منذ وجودها". يضيف الخالدي ،"منحتهم[ قادة م.ت.ف] الانتفاضة هدية لا تقدر بثمن ومخزنا من الثروة الأخلاقية والسياسية ... يمكن القول ان للانتفاضة تأثير اكثر إيجابية على الرأي العام العالمي من كل جهود منظمة التحرير غير المجدية[ حتى ذلك الحين] في الكفاح المسلح". لا ينكر احد ان الصدام الأخير قد أكسب القضية الفلسطينية التأييد العالمي العارم، ونشر على نطاق واسع حقيقة الصراع بعكس زيوف التحالف الصهيو امبريالي؛ لكن يمكن القول أيضا ان المقاومة الشعبية، لو تواصلت، لكان لها مفعولها في التغيير النوعي للمقاومة الوطنية وللحالة الفلسطينية. حيث ان المقاومة المسلحة تواجه وضعا شائكا تتقدم المقاومة الشعبية بديلا ناجعا وتحاشيا للإحباط الشعبي.
انتظار التحرك الدولي، أو الوساطة الأميركية! اربع قضايا رئيسة اختزل بها محمودعباس مهمات المرحلة: "وقف العدوان على غزة: إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع"؛ "حماية الضفة الغربية: وقف الاعتداءات على المدن والمخيمات الفلسطينية"؛ "الدفاع عن القدس: منع الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ تحقيق الوحدة الوطنية؛ مواجهة الانقسام الداخلي الذي يضعف الموقف الفلسطيني". القضايا الثلاث الأولى تتعلق بممارسات المحتل بالأراضي المحتلة مسقطا فيها مطلب التحرر الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة! جرى اختزال الإشكاليات بممارسات الاحتلال ومستوطنيه، "يتصرف وكأنه فوق القانون الدولي، متجاهلًا الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية"؛ لكنه جريا على التقليد العاثر والعقيم علٌق زوال التحديات ليس بالنضال الشعبي المتصاعد والمتسع تحت إشراف قيادة وطنية موحدة؛ إنما "يتطلب تحركًا دوليًا قويًا لدعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في سرقة أموال المقاصة الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي". عقود متتالية من الاحتلال والمناشدات و"التحرك الدولي"مفقود؛ التحرك الدولي المنشود ، بدون لف ودوران، محدد فقط بالولايات المتحدة ، إذ باتت الدولة الوحيدة التي تجهض الإجماع الدولي على وقف حرب الإبادة الجماعية ووقف التوسع الاستيطاني وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة. رغم مواقفها الموصومة بالصلف والغطرسة وتحدي القانون الدولي الإنساني يتردد الموالون العرب في توجيه أصابع الاتهام ويعممون متسترين تارة بمناشدة المجتمع الدولي أو لومه على تقصيره ، وبذلك يخفون تواطؤ الامبريالية الأميركية مع العدوان الصهيوني بهدف تحويل فلسطين بكاملها الى دولة صهيونية. تحرير الأوطان مهمة شعوبها ولم يوجد مركز دولي يقتص لشعب مضطهد او يستخدم قواته لتحرير شعب من نير الاحتلال. ومَثلنا العريق يقول ،"لا يحرث الأرض سوى عجولها". غير ان التاريخ الحديث يحفظ شواهد تدين الامبريالية الأميركية بجريمة الشراكة، على مدى ازيد من قرن مضى، مع عدوان الصهيونية على الشعب الفلسطيني. احتضنت الصهيونية في ركابها منذ أربعينات القرن الماضي واحالتها مكونا عضويا في الكيان الامبريالي. عام 1967 ، تشكلت أزمة بالمنطقة نجمت عن الاستجابة الفورية لمطلب سحب القوات الدولية من سيناء، أبلغ السفير الأميركي بالأمم المتحدة، غولدبيرغ، ممثلي الدول العربية توسط الولايات المتحدة لدى إسرائيل لحل الأزمة سلميا ؛ في ذلك الحين صرح السفير الأردني محمد الفرا ان السفير الأميركي طالب بضبط النفس. كانت إدارة الرئيس جونسون في ذلك الحين قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل كي تنفذ هجومها العسكري. لم تكن الخدعة الأولى ولا الأخيرة من جانب الامبريالية الأميركية. من وجهة نظر صهيونية كان اسم فلسطين والشعب الفلسطيني وسيظلان يمثلان خطرا على مشروع الصهيونية بفلسطين. اقتضى دفع الخطر ربط المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، واقتران العدوان الإسرائيلي المتواصل بالدفاع عن النفس. أجمعت دول الامبريالية برئاسة الولايات المتحدة على ان جميع جرائم الحرب الإسرائيلية جرت لمجرد الدفاع عن النفس ، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وكذلك هجمات المستوطنين بالضفة الغربية. تبلغ وقاحة الخداع حدّا حياله توجه دول أوروبية غربية تهما وتفرض عقوبات لا تردع لعناصر من المستوطنين تنظم الاعتداءات على الفلسطينيين، لتبعد بذلك الأنظار عن مسئولية وزارات حكومية تشرف على الاعتداءات وتسلح مرتكبيها بموفقة رئيس الحكومة . أبدعت إسرائيل في تلفيق المبررات لجرائمها ، آخرها الزعم بأن حماس تغتصب المواد الغذائية بالقطاع وتحرم الأطفال من قوت يحفظ حياتهم. وفي الحال تردد دبلومسية الامبريالية التهمة . تمارس إدارة ترامب ضغوطا قاسية على الطلبة الأجانب المتضامنين مع شعب غزة والمناهضين للحرب ، تلفق ضدهم تهمة الإرهاب، تفصلهم من كلياتهم وتسجنهم وتعد لإبعادهم من البلاد. لا توفر إجراءات إدارة ترامب الطلبة وأساتذة الجامعات والمفكرين الأميركيين؛ فالهجمات ممنهجة للتضييق على الرأي الآخر وإشاعة الاستبداد في الحياة السياسية والاجتماعية وتنشيط ثقافة الفاشية. تختزل إدارة ترامب المقاومة الفلسطينية في حركة حماس بعد تشويهها بجرم الإرهاب، وتتهم المناصرين للعدالة بفلسطين بالتبعية لحماس ودعم الإرهاب. تقلد مثال الحرب الباردة، إذ شيطنت الشيوعية والصقت تهمة الشيوعية بكل من يعارض سياسيات الامبريالية الأميركية. بجهود كيسنغر أعطى الرئيس الأميركي، فورد، عام 1974، تعهدا لحكومة الإسرائيل بان تستشار مسبقا في أي مباحثات لاحقة ، وان لا تعرض بلاده مقترحا قبل ان توافق إسرائيل عليه. قبِل كارتر التعهد والتزم به جميع الرؤساء اللاحقين. في مباحثات كامب ديفيد بين بيغن والسادات أصر بيغن على رفض فكرة الدولة الفلسطينية؛ حينئذ، خدع الرئيس كارتر السادات، إذ قدم له وعودا يحققها في دورة إدارته الثانية، كي يقبل تتويج لقاء كمبديفيد باتفاق، حيث رفض بيغن تقديم تنازلات. أصر بيغن على ان فلسطين بكاملها هي " إيريتس يسرائيل" ستقام عليها الدولة الصهيونية. ظل بيغن يقرن الفلسطينيين بالنازيين وياسر عرفات بهتلر . وفي رسالة وجهها الى ريغان أثناء احتلال بيروت عام 1982 أورد فيها "انه شعر في هذه الأيام وكأن جيشه الشجاع قد اجتاح برلين". المفارقة المؤلمة ان الولايات المتحدة تدعم عدوان الدولة الصهيونية ماديا ومعنويا ثم تنبري للوساطة فتلقى التعاون من جانب الأطراف العربية . وفي الحرب الراهنة فرضت الولايات المتحدة وساطتها، رغم ما قدمته على المكشوف للعدوان الصهيوني وإفشال قرارات مجلس الأمن بوقف الإبادة الجماعية . ما إن شرع الرئيس بايدن حملته الانتخابية بتصريح لامس الصدام بغزة حتى انبرى مندوب حماس يعلن قبوله كمقترح ليتبين بعد فترة زمنية قصيرة انه ليس اقتراحا. كان مجموع ضحايا العدوان المدعوم أميركيا قد تجاوز المائة ألف بين شهيد ومصاب ؛ لم يراع المفاوض الحمساوي فداحة الخسائر البشرية، وما احترم ذكرى الضحايا، ولم يكن وحيدا؛ فقد اجمعت التعليقات العربية الرسمية والمقاومة، آنداك، ان نتنياهو فشل في تحقيق جميع أهداف العدوان، بينما فاق مجموع الشهداء حينذاك الأربعين الفا. بعد ذلك تحولت الدعاية العربية لاتهام نتنياهو بتقصد الإبادة الجماعية!! حتى حزب الله تورط في شباك الخديعة. لا يُشترط ان يخط بالرمل كي يتنبأ بمساندة الولايات المتحدة، سابقا ولاحقا، لعدوان إسرائيل، لم يشكك الحزب بالوساطة الأميركية ولم يحذر من منح الامبريالية الأميركية رئاسة لجنة مراقبة وقف إطلاق النار. المفاوض الحمساوي قبل التعامل مع وساطة أميركية لم تكن جادة في إيقاف حرب الإبادة بكل قسوتها مقرونة بالتجويع والتعطيش ومنع الأدوية وتدمير المستشفيات. يرفض نتنياهو، بدعم أميركي عروض التسوية، حتى تلك التي يقترحها مسئولون مثل مدير السي آي إيه ، ليلقى مسئولون أمريكيون آخرون مسئولية فشل المفاوضات على حماس. واد الحراك الشعبي بدعة المراهنة على ضغوط أميركية مبعثها الرغبة في تعطيل التحرك الشعبي؛ يريد قادة الأنظمة المنضوية تحت الخيمة الامبريالية إبعاد الجماهير في فلسطين والمنطقة عن أي نشاط سياسي . والحراك الشعبي معْدٍ وينتقل سريعا عبر الحدود السياسية . لهذا تشيع الأنظمة الأبوية وهم الضغوط الأميركية رغم مواقفها المعلنة بمجلس الأمن، إذ كررت الدبلوماسية الأميركية إجهاض قرارات أجمعت عليها أربع عشرة دولة أعضاء مجلس الأمن؛ بل إن تاريخ العدوان الصهيوني طوال أزيد من قرن قد اقترن بتواطئ أميركي مخفي في الغالب لكنه مكشوف وصارخ في حرب الإبادة الجماعية الدائر رحاها منذ ما يقرب السنتين. قصدت إسرائيل ضرب النشاط السياسي الفلسطيني بالصميم ، بتأييد من الأنظمة العربية، وعلى غرارها جاء تصرف النظامين اللذين أمسك كل منهما بالسلطة على جزء من فلسطين، ومارسها استبدادا سلطويا. لاحظ عالم الاجتماع الإسرائيلي، باروخ كيمرلينغ ان إسرائيل نجحت في إحداث إبادة سياسية بفلسطين. المبدأ الأول لنضال التحرر الاجتماعي والسياسي هو التركيز على ان النضال الواعد يتم بواسطة الجماهير وبقيادة واعية، حزبا او تحالفا سياسيا. النضال يتم مع الجماهير من اجل تحررها وتأمين مصالحها. الجماهير لا تتوصل تلقائيا لإدراك تعقيدات النضال الناجمة عن الوعي الطبقي لفئات الحكم وإتقانها فنون الخداع والتزييف والتلفيق لفرض الموافقة على النهج السلطوي. فالنضال المتصاعد حتى اقتلاع الظلم والاستغلال يقتضي قيادة واعية لديها الإدراك الكافي والكوادر القادرة على أيصال الوعي الى الجماهير والعمل على تربيتها السياسية والفكرية. الحياة الدولية المعاصرة يحتدم فيها الصراع على الوعي العام، وتبذل قوى الامبريالية والتابعون الجهود للتلاعب بوعي الجماهير وحقنه بالزيوف ، ولديها الوسائل لذلك؛ وهذا يفرض على قوى التحرير ان تمتلك ادواتها الإعلامية ولا تترك الجماهير لسطوة الإعلام المضاد. قبيل طوفان الأقصى ترددت عبارات تفشي فهما عفويا للحراك الشعبي: "نحن في(...) ومعنا معظم الفصائل الفلسطينية يجب ان نخوض المعركة ضد الاستيطان، اليوم وليس الغد."؛ "يجب ان يشارك الجميع وتعظيم حجم الضغط. لماذا لا يكونون مئات الآلاف؟ يجب على كل شاب ان يكون له مشاركة بالمقاومة؛ فليكن مائتي ألف مقاتل بالضفة"؛ "العدوان على الأقصى سيتسبب بحرب شاملة .نحن كمحور مقاومة نريد الحرب الشاملة. بالتأكيد سنلحق بهم هزيمة". احتفظتُ بهذه العبارات وكتبت ما يحذر من عواقبها. وللأمانة لم يبلغ بي التشاؤم حد التكهن بما جرى . حسب خبرتي اجتياح شارون لمناطق السلطة وشطب نتائج أوسلو الإيجابية للفلسطينيين. تذكرت، وانا استعرض"سنلحق بهم هزيمة" بوعيد رجال المنظمات أثناء الصدام المسلح بداية القرن الحالي مع إدارة شارون: سوف نزلزل الأرض تحت أقدام شارون !؛ سوف نعلم إسرائيل درسا لا ينسى. ثم استباحت قوات شارون مناطق السلطة بعملية عسكرية وأعاد شارون تموضع قواته، وأعلن جهارا انه سيتفرغ لتهويد الضفة، لتدعي الفصائل انها الحقت بجيش إسرائيل هزيمة واضطرته للجلاء! إن حشد مئات آلاف المكافحين للاحتلال المدجج بالأسلحة لا يتم بالعفوية والتلقائية كما تخيلتها الرومنسية السياسية بالعبارات الواردة آنفا . تتجلى في هذه العفوية رومنسية السياسة، نقيضا للواقعية السياسية، التي تستدعي إحاطة تامة بحالة الجماهير المدعوة لإنجاز عملية التحرر. على كل حزب سياسي ينهض بمهمة النضال السياسي - بالطبع مع الجماهير ولمصلحة الجماهير- ان يكون على بينة بان الجماهير الفلسطينية ، شان الجماهير العربية كافة، هم ضحايا التجهيل والإقصاء والتبخيس والهدر على امتداد قرون متعاقبة. من يشكك في ذلك عليه مراجعة أعمال المنور الفلسطيني توفيق كنعان، التي تكشف عن تعلق بالخرافات والأساطير ونشدان الشفاء من الأمراض، وتحقيق الأمنيات من الصالحين والأولياء ومن الجان. والجماهير هي كذلك ضحية عنف المستعمِر وانظمة الاستبداد. كذلك يتوجب على قوى التغيير الاجتماعي ان يدركوا انهم ليسوا وحيدين بالساحة ؛ إذ تحظر سلطة الحكم الاستبدادي بكل الوسائل الفكر المغير للواقع، وهو ما يطلق عليه خبراء علم النفس الاجتماعي " تعقيم الفكر من قدرته التخصيبية التغييرية". إن تعطيل التفكير وكذلك تهميش الأفراد من شأنهما إضعاف نشاط الجزء المختص بالتفكير من الدماغ والحد من الضبط العقلي وفتح السبل للانفعالات والنزق، لندرك مدى تعقيد العملية الرامية لإيصال الجماهير الى التفكير العقلاني والتجاوب مع دعوة التحرر والانطلاق. احتمالات الانفعال والنزق قد تدفع بعض أنصار السياسات الرومنسية الى التحول لاتهام الجماهير باستمراء الذل والقهر والإخلاص لمضطهديها. هنا نتذكر نصيحة إميل حبيبي : لا تلوموا الضحية. والإحاطة تستتبع بنشاط تثقيفي وتنظيمي مثابر طويل النفَس ، نشاط يقرن الممارسة العملية بالتثقيف والتوعية، تنجزه كوادر مدربة ومثقفة ولديها إلمام بنفسية الجمهور. هل يعرف دعاة الحشد الرومنسي ان ثورة أكتوبر في روسيا انجزها حشد تعداده أقل من عُشر ما راهنوا على تجنيده ، ولكنه حشد معبأ فكريا وسياسيا ومنظما، جرى إعداده بنشاط دؤوب عبر نشاط سياسي مثابر. والمقاومة الشعبية ، إذ تنشّط الفاعلية الثقافية، توطد أركان الديمقراطية في المجتمع، باعتبارها الاختيار الحر الواعي. لإدراك مدى إلحاح هذا النشاط التعبوي يتوجب الانتباه الى ما يجري في الوقت الراهن من تضييق على الليبرالية في دول الغرب، حيث يستغل اليمين المتطرف الأزمات الاقتصادية والسياسية وتدفق الهجرات من بلدان أفقرها الاستغلال الامبريالي بلا رحمة لنشر ثقافته الفاشية بمضمونها المعادي للأجانب والمروج للتفوق العرقي للبيض المسيحيين. بوجه ثقافة العنصرية تروج حركات التحرر مبدأ الديمقراطية تكفل حق المواطنة للجميع. لا تحرر قومي بدون تحرر اجتماعي؛ والتحرر القومي لا ينجح بدون ديمقراطية، وبدون إشراك أوسع الجماهير الشعبية في المقاومة الشعبية. لعل حمدين صباحي ، أمين عام التجمع القومي العربي، قد وضع اصبعه على الجرح النازف، وكأنه يوجه النقد لنهج قيادة المقاومة بفلسطين حين أصرعلى ان الديمقراطية شرط للمقاومة الناجحة. الحرية أولا وأخيرا ضمانة المشروع النهضوي، ضمانة للمقاومة الدائمة. حمل مسئولية فشل التصدي للمشروع الصهيونية لأنظمة توصلت الى السلطة ومارست العداء للمشروع الصهيوني ومقاومته، لكنها تنكرت للديمقراطية وفشلت في التحكم بمسار المشروع الصهيوني. حين يسود هذا الإدراك المتقدم الحياة الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية نقف على مشارف التحرير الأجتماعي والقومي .
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فاشية ترامب تدمر مراكز المقاومة الذاتية لدى المجتمع والأفراد
-
مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (2من2)
-
مساع أميركية محمومة لخنق التضامن مع الشعب الفلسطيني (1من2)
-
اسرائيل تعرض للخطر أنظمة عربية ارتبطت بها
-
االمقاومة الفلسطينية.. هزائم ليست حظا عاثرا ولا قدرا معاندا
-
العلم يدعم القضية الفلسطينية وهو الفريضة الغائبة عند العرب
-
كابوس الثقافة الفاشية يجثم على المجتمع الأمريكي
-
هل انتقاد إسرائيل خارج القانون؟
-
فضيحة أميركا الحقيقية تتضح في العدوان على اليمن
-
المقاومة الشعبية كفيلة بإفشال خطة التهجير (1من2)
-
الدفاع عن الحريات المدنية معركةحاسمة
-
الامبريالية والصهيونية عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر ا
...
-
الامبريالية والصهيونية ..عنصرية التفوق العرقي افضت الى مجازر
...
-
اعتقال محمود خليل أحد دلالات الفاشية في نظام ترمب
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية(3من3) معهد ماساتشوست
...
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التعليم العالي حين يكرس للأغراض الحربية معهد ماساتشوستس للتك
...
-
التطهير العرقي جار جنوب الضفة الغربية
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(3من3)
-
فيضان الثقافة العادمة يغرق الولايات المتحدة(2من3)
المزيد.....
-
الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان
...
-
الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
-
خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت
...
-
خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي
...
-
هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟
...
-
أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
-
الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن
...
-
هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
-
كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟
...
-
كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟
المزيد.....
-
1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت
...
/ كمال احمد هماش
-
في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ محمود خلف
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ فتحي الكليب
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
-
حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية
/ فتحي كليب و محمود خلف
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
المزيد.....
|