|
رؤية مستقبلية حول افاق الصراع الايديولوجي والاقتصادي بين واشنطن وبكين
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اولا:: من المستحيل ان يتم تكرار سيناريو تفكيك الاتحاد السوفيتي للمدة 1985--1991 على جمهورية الصين الشعبية لآن قيادة الحزب الشيوعي الصيني ادركت وتدرك نتائج ما يسمى بالبيرسترويكا الغارباتشوفية الفاسدة والمخربة للمدة 1985---1991 وماذا حصل الشعب السوفيتي من نهج البيرسترويكا التي مثلت مشروع الحكومة العالمية.
ثانيا:: لا يمكن تقويض النظام الاشتراكي في جمهورية الصين الشعبية لا من الداخل ولا من قبل قوى خارجية ،بسبب ان جمهورية الصين الشعبية تمتلك قوة وافضلية اقتصادية وعسكرية وتكنلوجية تفوق ما تملكه اميركا ، وان قيادة الحزب الشيوعي الصيني تدرك الاخطار الخارجية المحدقة على الشعب الصيني من قبل القوى الخارجية وان القيادة الصينية اتخذت وتتخذ الاجراءات المطلوبة من اجل الحفاظ على وحدة الوطن الاشتراكي والحفاظ على منجزات الاشتراكية في جمهورية الصين الشعبية و نعتقد، في حالة إن حدثت المواجهة العسكرية بين واشنطن وبكين ستكون مواجهة نووية ،اي اشعال الحرب الكونية النووية بين البلدين وهذا ما لا نتمناه ان يحدث.
ثالثا:: ان قضية تايوان هي قضية مصيرية بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني وسوف تعود تايوان لجمهورية الصين الشعبية سواء كان عن طريق السلام او عن طريق استخدام القوة العسكرية العادلة لعودة تايوان إلى جمهورية الصين الشعبية وان تايوان هي ارض تعود لجمهورية الصين الشعبية وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع ولا يمكن انكارها.
رابعا :: ان المراهنة من قبل واشنطن على دق اسفين بين موسكو وبكين هو اسلوب فاشل بامتياز وان القيادة الروسية والقيادة الصينية يدركون السيناريو الشيطاني الخارجي الذي يهدف إلى ابعاد موسكو عن بكين وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجيا...وان العلاقات بين موسكو وبكين تتطور على اسس متينة ووفق مبدأ التعامل والاحترام والمنفعة المشتركة وعدم التدخل في الشوون الداخلية بالرغم من اختلاف طبيعة البلدين من الناحية الإقتصادية والاجتماعية والايديولوجية ،فروسيا الاتحادية الآن دولة راسمالية بامتياز ،اما جمهورية الصين الشعبية دولة اشتراكية يقودها حزب شيوعي يعتمد على النظرية الماركسية اللينينية...واستطاعت قيادة البلدين معالجة المشاكل بينهما وفق المصلحة والمنفعة المشتركة واحترام القانون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، هذا كان ينبغي ان يتم بين موسكو وبكين سابقا ومعالجة بعض المشاكل وخاصة الحدودية وعدم اشعال النزاع المسلح بينهما في اواسط السبعينات من القرن الماضي ولعبت القوى الخارجية دورا كبيرا في تأجيج الوضع بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية وتتحمل قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي مسؤولية ذلك وكان من الأجدر معالجة المشاكل بينهما بالطرق السليمه والرفاقية.
خامسا:: تشكل جمهورية الصين الشعبية اليوم قوة اقتصادية وعسكرية وتكنلوجية تفوق ما في الولايات المتحده الأمريكيه ،بدليل ان الناتج المحلي الاجمالي لجمهورية الصين الشعبية لعام 2024 والاسعار الثابته نحو 37،07 تريليون دولار في حين اميركا نحو 29،17 تريليون دولار أمريكي ،روسيا الاتحادية نحو 6،91 ،اي تحتل روسيا الاتحادية المرتبة الرابعة عالميا بهذا المؤشر ،اي مؤشر الناتج المحلي الاجمالي ( المصدر: جريدة زافترا ( الغد)،العدد،17،ايار،السنة،2025،باللغة الروسية).
سادسا:: حققت جمهورية الصين الشعبية خلال ال 20 سنة الماضية معدل نمو اقتصادي بالمتوسط نحو 10 بالمئة ،في حين لم تحقق اميركا هذا المعدل من النمو الاقتصادي بنسبة 50 بالمئة مما حققته بكين، وان جمهورية الصين الشعبية لديها فائض في الميزان التجاري وميزان المدفوعات...مع اميركا انموذجا لصالح بكين ،في حين اميركا تواجه العجوزات المالية في الميزان التجاري وميزان المدفوعات والميزانية الحكومية وتنامي معدلات المديونية الاميركية بدليل تشكل المديونية الاميركية نحو 33 بالمئة من إجمالي المديونية العالمية والتي تبلغ نحو 315 تريليون دولار أمريكي.
سابعا:: ان التطور الاقتصادي والتكنولوجي في جمهورية الصين الشعبية يفوق ما تحققه الراسمالية الاميركية وفي كافة المجالات في ميدان التكنولوجيا وسوف يحل اليوان ،العملة النقدية الصينية محل الدولار الامريكي او يصبح اليوان الصيني احد اهم العملات النقدية في التبادل التجاري الدولي وهذا يمكن ان يحدث في عام2949 ،بمناسبة الذكري ال 100 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ،اذا لم تحدث بعض المفاجأت ، ومن هنا فإن الادارة الأميريكية وخاصة ترامب يعتبر ان العدو الاول للولايات المتحده الأمريكيه هي جمهورية الصين الشعبية من الناحية الإقتصادية والمالية والعسكرية .
ثامنا:: ان العنجهية والغطرسة.. للولايات المتحده الأمريكيه يمكن ان يتوقع منها كل شيء ولكن المواجهة العسكرية بين واشنطن وبكين اشبه بالمستحيلة لآنها اذا حدثت تعني مواجهة نووية بين البلدين وتشكل نهاية حتمية لمركز الراسمالية العالمية اي للولايات المتحده الأمريكيه،فجميع المؤشرات السكانية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والعسكرية والتكنولوجيه ،هي لصالح جمهورية الصين الشعبية وان مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والعسكري في جمهورية الصين الشعبية اعلى مما في الولايات المتحده الأمريكيه وهناك فجوة كبيرة بين بكين وواشنطن وهي لصالح بكين بالدرجة الأولي وهذا يعكس افضلية وتفوق الاشتراكية على الراسمالية.
تاسعا:: ان الحرب التجارية العالمية التي اعلنها ترامب وادارته الجديدة هي بالدرجة الأولى ضد جمهورية الصين الشعبية وان القيادة الصينية اتخذت كل الاجراءات السريعة والرد الحاسم على قرار ترامب المتسرع والغير مدروس والذي اثر سلبا على الإقتصاد الراسمالي الاميركي وخلق قرار ترامب عشرات المشاكل الإقتصادية والاجتماعية والمالية...،ان الحقيقة الموضوعية تؤكد ان الإقتصاد الاشتراكي في جمهورية الصين الشعبية هو اكثر فاعلية في جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والمالية...
عاشرا:: نعتقد، ان التخلي عن المواجهة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجيه ،بين واشنطن وبكين واعتماد مبدأ المنافسة بين الإقتصاد الاشتراكي الصيني والاقتصاد الراسمالي الاميركي وتكريس المبارات الاقتصادية بين البلدين بعيدا عن المجازفة ، المواجهة العسكرية بين البلدين واعتماد مبدأ التعامل بين البلدين على اساس مبدأ المصلحة والمنفعة المشتركة وعدم التدخل في الشوون الداخلية ودمقرطة الإقتصاد والعلاقات الاقتصادية الدولية وينبغي ان يسود هذا المبدأ بين جميع الدول وبهذا يمكن ابعاد شبح الحروب غير العادلة والنزاعات الطائفية والاقتتال...بين الشعوب.
إن المشكلة الرئيسية تكمن في الراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية لآنها تعيش ازمات عديدة شملت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية والاخلاقية..وبدون اشعال الحروب لا تستطيع الامبريالية الامريكية وحلفائها معالجة ازماتها العامة والشاملة، لان الامبريالية تتميز بخصائص خاصة بها وهي الاحتكار والطفيلية والتحضر ويمكن إضافة سمات رئيسة اخرى وهي ،العدوانية والتوحش والاجرامية.
يشير كارل ماركس ،ان الراسمالية ذلك النظام الذي يجر الافراد والشعوب عبر الدم والوحل والاذلال ،وكما أكد لينين العظيم ،ان نزع السلاح هو مثل أعلى للاشتراكية ،ففي المجتمع الاشتراكي لن تكن ثمة حروب وسيتحقق بالتالي نزع السلاح ،وكما اشار زعيم البروليتاريا لينين العظيم ،ان اكبر مظهر لتجلي الديمقراطية هو موقفها من المسألة الرئيسية حول الحرب والسلام . الراسمالية مشعلة للحروب ورافضة للسلام والتعايش السلمي وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع ولا يمكن انكارها بدليل اشعال الحرب العالمية الأولى والثانية وما يسمى بالحرب الباردة والحروب الاقليمية والسيناريوهات السوداء...تقف وراء كل ذلك وغيره الامبريالية العالمية بزعامة الامبريالية الامريكية.
إن الاشتراكية تشكل مستقبل الشعوب التواقة للسلام والتعايش السلمي وفق منظور حتمية التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
إن الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية ليس لها مستقبل كما حدث للتشكيلات الاجتماعية والاقتصاديه للاقطاعية والعبودية.
ايار -2025
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريمة بشت اشان لا تنسى-- لآنها نقطة مضيئة
-
هل ترامب جاد في وقف الحرب الاوكرانية-- الروسية ؟
-
إسقاط صفقة خور عبد الله ضرورة موضوعية ملحة اليوم
-
الاول من ايار-- عيد الطبقة العاملة العالمي
-
درس الانتصار ( بمناسبة الذكري ال 80 للانتصار على الفاشية الا
...
-
حول تحرير مقاطعة كورسك الروسية
-
سؤال لمن يعنيهم الامر ( بمناسبة الذكري ال 80 للانتصار على ال
...
-
ترامب وبريكس وخطر المواجهة العسكرية عالميا
-
من حقق الانتصار الكبير ؟
-
حول الاخطار المحدقة على الشعب السوري ومستقبله
-
: وجهة نظر حول طبيعة وهدف العمل في البرلمان العراقي:: خدمة ا
...
-
احذروا خطر و دور ونشاط الوكالة الاميركية للتنمية الدولية-- ا
...
-
مقارنة حول العدالة في المجتمع اللاطبقي والمجتمع الطبقي البرج
...
-
حول الحرب الامبريالية ضد الشعب الروسي
-
وجهة نظر حول اشتداد التنافس ،التناقض داخل المعسكر الامبريالي
...
-
وجهة نظر من المسؤول عن الخراب في العراق ؟
-
لصوص الامبريالية :: الدليل والبرهان
-
إلى الشيوعيين واليساريين الحقيقيين ( بمناسبة الذكري ال 155 ل
...
-
وجهة نظر حول اهمية وضرورة وحدة الحركة الشيوعية العالمية
-
: سؤال مشروع هل ستحتفل قيادة الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة ا
...
المزيد.....
-
نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
-
بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك
...
-
الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو
...
-
تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل
...
-
مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ
...
-
الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ
...
-
روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال
...
-
الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية
...
-
إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|