ميرغني معتصم
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:29
المحور:
الادب والفن
ذات الأكمام. (٢)
بلى،
كان مني أن أغني،
وأرقص حافيا عند منابت القمر أمام " تانا" ...
.. حينما أسر " حي بن يقظان" في أذني ذات مساء قطني : " أن بعضهن هدنة ليست لها الديمومة الاستنفارية للزمن، وتعروك من همها ما لا انفطرت عليه طبيعتك، التي يتريث الوجود عادة في توقيعها، .. ولكن في الكناية المستترة، هي قدرك".
لم أجب، .. إذ ويل للعبارات إن لم تك مسعورة في الحديث . العبارات استيداع ساهر، وعلي أن لا أستدرج ذلك بكلام جامح، ففي الحديث،أيضا، جاذبية جمالية، ولكنها تفقد نبض النطق وحرارته.
.... التقيت يوما "عرافة" مهرطقة في"ساحة الفنا" بمدينة مراكش المغربية، وتحدثت عنها، لم تردد على مسامعي ما أفصح به " المتجدد العربي" نزار قباني في قارئة فنجانه : " بحياتك ياولدي امرأة عيناها، سبحان المعبود"، .. تجلت هنيهة في كلمة "عيناها" ، وتلك إشارة قاتلة لذاتي التي تعتبر أن الجمال خوف، .. الجمال أسر، .. والجمال ضرب من الإيمان، ولكنه قد يصنع شاعرية الموت في المستبطن المستقريء للشغاف المعبأة.
.... لم لم استطع كتابة سطرين صباح اليوم؟ .. أبالشحوب أصلا في دواخلي الأصل؟ .. لا أغفر ليومي إن لم يمنحني حظوة سطور أقرؤها، وسطور أكتبها، .. الوقت لدي من سطور تقرأ وسطور تكتب، وأبدو عاريا من الوقت إن لم أكتب عن "ذات أكمام" .
.... استحثني، ولا علاقة لي بالمستحثات الفيزيائية، بل ما هو مستحث من استبطاء استفزته حيثيات زمانية/ مكانية، من تلك التي في خلدي، أي تلك المستبطأة، وما كتمته عليه علة الإنسياب الوقتي، .. وأعلم أن الزمن حالة مقيتة تدعو للقنوط، بيد أن زمني حرصت أن لا يرجع الوجد طعينا، .. جريحا، .. معتلا، .. متراصا، .. موهنا، .. ومشدودا، لا يصعد سلالم التتويج عند نوايا السرى التي تأتي، عادة، عند حلم الواحدة.
....حقا، .. تلاقينا، .. وتقت من أرض، وفي أرض، أن ترشف خطونا، توجزنا وجاء، وأن نجدد في رئة الجيل الهواء ، إذ منذ دهر، لم تزل أقدامنا هامدات، .. ولم يحركنا حداء؟...
#ميرغني_معتصم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟