عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 00:26
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
المجمر(سويكت)
بمناسبة الأول من مايو عيد العمال والشعوب الكادحون ولطالما تميز السودان عن بقية الدول العربية والإسلامية والأفريقية بأنه لطالما عكس ملحمة الكفاح والنضالات السياسية والاجتماعية من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة المدنية بلا تمييز والحرية والاستقلال والديمقراطية. السودان ما يميزه عن غيره مجتمعه المدني وتاريخه السياسي والثوري. فالسودان كان البلد الوحيد الذي ما زالت نار الثورة حية فيه لم تطفئها التآمرات المحيطة به من كل الجهات، وهو البلد المعلم الذي عاش انتفاضات ثورية تاريخية وعاش ديمقراطية وانتفاضة شعبية على الحكومات الديكتاتورية في شتى أشكالها. هو بلد يتميز بحياة مدنية عظيمة على عكس بعض دول محيطه العربي والإسلامي. السودان فيه مجتمع مدني يتميز بالقوة والتنوع والتطور، أحزاب مدنية يساراً ويميناً ووسطاً، وهي أحزاب حية ونشطة ليست بالميتة بل لديها نشاط قوي. ولدى السودان خبرة كبيرة في النضال والكفاح والإبداع والابتكار في الأساليب المدنية السلمية، وثورة ديسمبر السودانية المجيدة كانت أعظم نموذج لثورة إبداعية جملة وتفصيلاً. ما أن نذكر الكفاح والنضال العمالي إلا وتذكر عطبرة مدينة العمال والسكة حديد. عطبرة مدينة الحديد والنار، مدينة العمال و معقل النقابات ، وعطبرة انطلاق شرارة ديسمبر السودانية وقطار عطبرة الثوري أحد رموز ديسمبر المجيدة، وما أن تذكر عطبرة إلا ويذكر التنوع العرقي والثقافي واللغوي والاجتماعي. هذه المدينة الإنسانية تعكس أجمل صورة للتعايش المجتمعي لثقافات مختلفة ومتنوعة وديانات متعددة، و لطالما كانت ملهمة ثقافياً وأدبياً وكذلك حراكياً. وما أن تذكر عطبرة إلا ويذكر فنانها الثوري العطبرواي، وإليكم تلك القصيدة الثورية التي تغنى بها للعمال "لا لن نحيد عن الكفاح لن نحيد نحن الشعوب الكادحون ".
*** لن احيد **
كتبها : الشاعر محي الدين فارس
وغناها الراحل : حسن خليفة العطبراوي
====================
أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون العائدون
مع الظلام من المصانع والحقول ملأوا الطريق
عيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق ،،، يتهامسون
وسياط جلاد تسوق خطاهم ما تصنعون
يجلجل الصوت الرهيب كأنه القدر اللعين
تظل تفغر في الدجى المشئوم أفواه السجون
ويغمغمون
نحن الشعوب الكادحون
وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان وبلا دليل
عمياء فاقدة المصير تمشى الملايين
الحفاة العراة الجائعون مشردون
في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون
والمترفون الهائمون يقهقهون ويضحكون
يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
والجاز ملتهب يضج حياله نهد وجيد
موائد خضراء تطفح بالنبيذ والورود
لهف من الشهوات يجتاز المعالم والصدور هل يسمعون ؟
صخب الرعود صخب الملايين الجياع
يشق أسماع الوجود ؟ لا يسمعون !!!
إلا شهوات حياتهم وكأنهم صم الصخور
وغداً نعود حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الخالات والأطفال ترقص والصغار
والنخل والصفصاف والسيال زاهر الثمار
وسنابل القمح المنور بالحقول وبالديار
لا لن نحيد عن الكفاح.
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟